Saturday, September 6, 2008

من أقوال صفوة الصحابة والتابعين

إلــــــهي... كــفــاني فـخـــراً أن تـكـــون لي ربــــــــاً
كـل شيء يـبـدأ صـغـيراً ثـم يكـبر إلا المصيـبة ، فـإنـها تـبـدأ كــبـيرة ثـم تـصـغــر
عـجـبـتُ مـمـن يـشـتـري المـمـالـيـك بـمـالـه ، كــيـف لا يـشـــتـري الأحــــــرار بـمـعــروفــه
حـمـل الصـدق كـحـمـل الجـبـال الـرواسي ، لا يـطـيـقـه إلا أصـحــاب الـعـزائـــم
لـئـن أطـلـب الـدنـيـا بـمـزمــار ، أحـب إلي مــن أن أطـلـبـهـــا بـالـديـــن
خِـــف الله عـلى قـــدر قــدرتـــه عـليــك ، واسـتـحي مـنـه عـلى قـدر قــربـه مـنـك
لا دار للمـرء بعد الموت يسكنها ، إلا التي كان قبل الموت يـبنيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنها ، وإن بناها بـشـرٍ خاب بانيها
إتــّقِ الله أن يكون الله أهون النـاظريـن إليـك
إذا بـلغـك عن أخـيـك شـيـئـاً تـكـرهه فـالتـمس لـه العـذر ، فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك لعلّ لأخي عذراً لا أعلمه
من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجـر ، ومن لم يـرضَ جـرى عـلـيـه وحـبـــط عـمـلــه

الغضـب مثـل السـبـع إ،ذا أفـلتـه صاحـبه بـدأ بـأكـلـه
لـئـن يعضّ أحـدكـم على جمـرةٍ حتى تطفأ خيرٌ له من أن يقول لأمــرٍ قضــاه الله ليـت هــذا لـم يـكــن

Sunday, August 17, 2008

أمارات الساعة التي وقعت من زمن بعيد

1. بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته: عن سهل بن سعد قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام وقال: بعثت أنا والساعة كهاتين).[1]. وعن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (اعدد بين يدي الساعة: موتي).[2].
2. انشقاق القمر: عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين.[3]. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: (بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اشهدوا}).[4] وقد ذكره الله تعالى في كتابه: (اقتربت الساعة وانشق القمر)، واتفق العلماء على أن القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى).[5]. بصرى: هي مدينة حوران بالشام بينها وبين دمشق ثلاث مراحل، هذه الآية التي أخبر الصادق المصدوق بوقوعها قد وقعت على الصورة التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقد كان خروجها سنة 654 للهجرة النبوية. ومن الذين ذكروا أحداثها بالتفصيل العلامة ابن كثير طيب الله ثراه، في أحداث سنة 654 هـ في كتابه: (البداية والنهاية) وقد عاصرها العلامة الحافظ شهاب الدين أبو شامة المقدسي والإمام النووي شارح مسلم الذي يقول: (وقد خرجت في زماننا بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدين الشرقي وراء الحرة تواتر العلم بخروجها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرني من حضرها من أهل المدينة[6]. وواضح من وصف المشاهدين لهذه النار أنها كانت بركاناً هائلاً، وقال أحد العلماء: سمعت رجلاً من الأعراب يخبر والدي ببصرى تلك الليلة أنهم رأوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت في أرض الحجاز وكان مما ذكره آخرون أنه كتب بـ (تيماء) على ضوءها الكتب، قال: وكنا في بيوتنا تلك الليلة وكأن في دار كل واحد منا سراج، ولم يكن لها حَرٌ ولَفْح على عظمها وإنما كانت آية من آيات الله عز وجل).
4. توقف الجزية والخراج: الجزية: هي التي يدفعها أهل الذمة في الدولة الإسلامية، الخراج: الذي يدفعه من يستغل الأراضي التي فتحت في الدولة الإسلامية. سبب توقفها: استيلاء الكفار على تلك الديار في بعض الأزمنة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منعت العراق درهما وقفيزها، ومنعت الشام مدها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعُدتم من حيث بدأتم، وعُدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه). والقفيز، والمد، والإردب: مكاييل لأهل ذلك الزمان في تلك البلاد وبعضها ما يزال معروفاً الى أيامنا.
المراجع:
1. متفق عليه.
2. رواه البخاري.
3. رواه مسلم.
4. رواه مسلم.
5. رواه البخاري.
6. شرح مسلم 18/28.

ماذا تحب من الدنيا

جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم وسألهم،
مبتدأ بأبي بكر: ماذا تحب من الدنيا ؟ فقال أبو بكر ( رضي الله عنه) أحب من الدنيا ثلاث الجلوس بين يديك، والنظر اليك، وأنفاق مالي عليك..
وأنت يا عمر ؟ قال أحب ثلاث: أمر بالمعروف ولو كان سرا، ونهي عن المنكر ولو كان جهرا، وقول الحق ولو كان مرا..
وأنت يا عثمان؟ قال أحب ثلاث: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة باليل والناس نيام..
وأنت يا علي؟ قال أحب ثلاث: إكرام الضيف، الصوم بالصيف، وضرب العدو بالسيف..
ثم سأل أبا ذر الغفاري: وأنت يا أبا ذر: ماذا تحب في الدنيا؟ قال أبو ذر:أحب في الدنيا ثلاث: الجوع؛ المرض؛ والموت فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): ولم؟ فقال أبو ذر: أحب الجوع ليرق قلبي؛ وأحب المرض ليخف ذنبي؛ وأحب الموت لألقى ربي..
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) حبب إلى من دنياكم ثلاث الطيب؛ والنساء؛ وجعلت قرة عيني في الصلاة.
وحينئذ تنزل جبريل عليه السلام وأقرأهم السلام وقال: وانأ أحب من دنياكم ثلاث تبليغ الرسالة؛ وأداء الأمانة؛ وحب المساكين؛ ثم صعد إلى السماء وتنزل مرة أخرى؛
وقال: الله عز وجل يقرؤكم السلام ويقول: أنه يحب من دنياكم ثلاث لسانا ذاكرا؛ وقلبا خاشعا؛ وجسدا على البلاء صابرا..
منقول للأمانة.

Monday, July 21, 2008

كيفية تحصيل التقوى

1. ترك بعض المباحات خوفًا من الوقوع في المكروهات أو المحرمات: روى الترمذي وقال : حديث حسن أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس). قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً). وقال الحسن رحمه الله: (ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام). وقال الثوري: (إنما سمّوا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى عادة أو ما لا يتقيه أكثر الناس).

فعمليًا: قد يكون وجودك في بعض الأماكن للتنزه أو التسوق مباحًا، لكن تترك فعله أحيانا حذرا من الوقوع في الخطأ. قد يكون لبسك لبعض الملابس مباحًأ، لكن تترك هذا امتثالا للسنة ولتحقيق ثمرة التقوى. فلبس الإسدال والخمار أو العباية والملحفة أو النقاب قد يكون لنيل منزلة التقوى..

2. المراقبة: ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً لما بعثه إلى اليمن فقال: (يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث (اتقِ الله حيثما كنت): ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها قال تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}. فلابد من أعمال سر خبيئة بينك وبين الله لتنال منزلة التقوى.

3. التزام الدعاء بذلك: والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكّاه أنت وليها ومولاها). والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسألها في دعائه فيقول: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)، وفي دعاء السفر يقول: (اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى). فهم لا يقترفون الكبائر ولا يصرون على الصغائر، وإذا وقعوا في ذنب سارعوا إلى التوبة: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.

4. العفو والصفح: قال تعالى: {وأن تعفوا أقرب للتقوى}. فالمتقون أهل سلامة الصدر، وهم يعفون عن الناس لأنهم يعامون ربًا عفوا يحب العفو فهم ربانيون.

5. تحري الصّدق في الأقوال والأعمال: قال تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}، الذي جاء بالصدق هو محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به قيل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}، هذا بيان أن المتقي يصدق، ولا يتلون، ولا يعرف الكذب في القول أو العمل.

6. تعظيم شعائر الله: قال تعالى: { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}. تعظيم الشعائر وهي: الصلاة على أول وقتها ، الصيام صيام جوارح وقلب لا طعام وشراب وشهوة فقط ، وسائر العبادات.. فيرزقهم الله التقوى.

7. العدل والإنصاف: قال تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قوم ٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}. فلا يعرفون الظلم، ولا تأخذهم في الله شفاعة شافع أو قرابة قريب، فلا يعرفون إلا العدل في كل شيء، لأنهم يتخلقون بصفة ربهم الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرمًا.

8. رفقة الصالحين أهل الصدق المتقين: قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}. فلابد من صحبة الخير والأخوة الإيمانية ليحقق الإنسان هذه المنزلة ويثبت عليه. فتعالوا بنا نتعاون على البر والتقوى ، قال تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى }. هلموا عباد الله ، فقد دنا الضيف الجليل ، ولم نُعد العُدة التي تليق بحسن ضيافته.

Saturday, July 19, 2008

الدين النصيحة

حديث نبوي شريف رواه مسلم عن تميم بن أوس الداري: الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامّتهم.

يندر الآن أن تكون النصيحة سمة لنا، ولكن الكلام هو سمتنا.
فالدين هو النصيحة.. فأين القائمون بها، والمتقبلون لها؟ من هم الذين ذكرهم الله تعالى في الأعراف (وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ).. إنهم الكفار والعياذ بالله..
لقد تعود الكثير عدم النصيحة وكانت النتيجة عدم القبول بالنصيحة..
ما هي أسباب عدم قبول النصح:
سببان في الناصح وسببان في المنصوح وخامس تفاعلي:
1. سوء أدب الناصح: مثل الصوت العالي أو الألفاظ التي لا تليق، أو النصح في غير مناسبة.
2. إعلان النصيحة: والنتيجة فضيحة المنصوح والواجب الإسرار وهو من أسرار القبول.
3. التكبر ولبس ثياب الغطرسة: إذا كان المنصوح متغطرسا فلا يكتفي بعدم الإستجابة، بل قد يؤذي الناصح باللفظ أو بالفعل ويتهمه بعدم الأدب.
4. المنصب الرفيع: لو كان المنصوح من الرؤساء الذي إعتاد التعظيم وعدم الاعتراض فكيف تطيعه نفسه قبول النصح!!!.
5. اعتقاد نقص الناصح قدراً أو علماً: وهذا من جهل المنصوح لأن الحق يقبل من كل من جاء به فالحق د رّ ة حتى لو حملها من ليس يعرف قيمتها.

Wednesday, July 9, 2008

إنتخاب القادة والمدربين في عمليات الإصلاح

تعتبر أهم مرحلة للإصلاح المجتمعي هو إنتخاب القادة والمدربين الذين سوف يقومون بهذه المهمة على القاعدة العريضة من المجتمع لجعل هذه المهمة ككتلة واحدة تنجز عملا شاقا في وقت قياسي، ولكن من أين يتم هذا الإنتخاب؟ هل يتم من مجتمع آخر؟ هل يتم معتمدا على معايير ثابتة لخدمة هذه القضية، بإختيار أهل الخبرة وسابق المعرفة؟ ومن يقوم بعملية الإختيار: هل له سابق معرفة بهذه المهمة؟ هل يقوم بهذه المهمة مجردا من كل هوى؟. أسئلة كثيرة ومحيرة تتبادر لذهني كلما نظرت في إجتماع أو إجتماع منبثق من آخر، في جميع هيئات المجتمع بل في جميع مصالحه خاصة الحكومية منها.. وربما تراءت هذه المسائل لي أيضا في كل دورات تنظم حاليا حتى ولو كان ظاهرها حميدا كرفع جودة الأداء أو تنمية الموارد البشرية.

ليس من السهل اليسير على رب الأسرة أن يقوم بإعادة صياغة بعض عادات شريكه، ولكن قد يأخذ ذلك وقتا طويلا معتمدا ذلك على نوعية هذه العادة، ومدة ممارسته لها، ومدى إرتباطه الوجداني والثقافي بها، وبالرغم من ذلك فنجاح عملية التغيير هذه غالبا ما تكون نابعة من قدر الإنسجام بين الشريكين. أما تشكيل شخصية الأبناء فهو الشئ المحصلي الذي يكون نتيجة لأوامر ونواهي يفرضها البيت والشارع والمدرسة على هذا الناشئ الصغير. فإذا أراد الأب أن يوكل عملية الإعداد والتربية لآخر، فلابد أن يكون أولا نموذجا للأخلاقيات المبتغاة ليختار من هو أكثر الأبناء أو الأقارب الملم إلماما تطبيقيا بهذه الأخلاقيات، فيرشح من هو أهل لها، مع ضرورة متابعة هذه العملية ولو من وقت لآخر، وأيضا إعطاء الثقة والدوافع الإيجابية للمدرب والمتدربين – على الأقل - يوميا، بل وربما لحظيا. أما أن يكون هذا المربي صورة خاوية لا تعلم من هذه الأخلاقيات سوى الإسم، أو يكون بضاعته الكلام والشعارات الرنانة، أو لا يرى من ذويه إلا من هو قريب منه، أو يقيس هذه الأخلاقيات بمعايير أسيرة الهوى والمعرفة الشخصية دون الإستناد للثوابت الراسخة!!! فهنا يكمن الخطر.

ولنا من محكم التنزيل الهدي والرشاد: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ – البقرة (44)، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا – الأحزاب (21)، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ – آل عمران (159)، وفي التراث يقولون (فاقد الشئ لا يعطيه).

وبهذا النموذج كان لابد لكل فرد واعي - لا سيما من النخبة المثقفة – أن يشغل نفسه جيدا بالإصلاح الذاتي لنفسه، ويعرضها دائما على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحرص تمام الحرص على التعاطي لهذا الإصلاح بصورة تطبيقية، بل ويتبناها وجدانيا كما ولو كانت شعيرة تعبدية يبغى بها وجه الله تعالى آملا رضاه والفوز برضوانه.. اللهم آمين. هذا الفرد الصالح يشكل الدعامة الأساسية للمجتمع الصالح، فلو وكل لهذا الفرد الصالح إختيار القادة لاختار بمعايير صادقة، واختار من هم أهل الخبرة لا أهل الثقة، لأنه خبر الخبرة وعلمها، وعلم أن الظن لا يغني من الحق شيئا، بل وعلم أولا أن إتباع الهوى يضل عن الحق وعن سبيل الله، فهو يختار على هذا الأساس، ولا يحابي قريبا، ولا يهاب بعيدا، ولا يخاف في الله لومة لائم. ولعل أصدق خلق الله رسولنا الكريم ص عندما قال (ابدأ بنفسك ومن تعول)، قد وضع أقوى دعامة على وجه الخليقة لإرساء الإصلاح في أوضع المجتمعات.. ورضي الله عن صاحب المقولة الخالدة (ابدأ بنفسك ثم ادع غيرك). وقد أدى رسولنا العظيم الأمانة كاملة ونصح للأمة ونقل العرب من مذبلة التاريخ وأهلهم لقيادة العالم عن جدارة وإقتدار، بعد أن كانوا حثالة أصبحوا نماذج إنسانية مشرفة لكل من له قلب واع، أو ألقى السمع وهو شهيد، لا أقول أن هذا التحول شمل القادة فقط.. بل شمل كل المجتمع حكاما ومحكومين، فمنهم ولي عليهم، وكما تكونوا يولى عليكم.

عباد الله.. اتقوا الله وقولوا قولا سديدا،
واعملوا ما تقولوا، وإذا علمتم ثم عملتم فهنالك فقط قولوا للناس حسنا (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ – الصف (3)، ولا تنسوا أن تكتبوا ما تقولوا وتقولوا ما كتبتم، وأصلحوا ذات بينكم، وإياكم من ضياع الوقت فيما لا يفيد، أو التمسح في المناصب والكراسي التي لا تفيد، واعلموا أن الله هو الضار والنافع.. ولنا في حديث رسول الله خير الهدي (يا بني احفظ الله يحفظك.... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن تنفعك.... أو تضرك.... الحديث).

هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وما كان فيها من خطأ أو نسيان فمني والشيطان....
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الخاتم وعلى آله الطيبين الغر الميامين، وصحبه وسلم تسليما كثيرا....

Saturday, July 5, 2008

علو الهمة في الذكر وتلاوة القرآن

الذكر زيّن الله به ألسنة الذاكرين.. كما زيّن بالنور أبصار الناظرين. قال الحسن البصري - رحمه الله- تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن. قال ذو النون - رحمه الله - ما طابت الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنة إلا برؤيته. الذكر يجمع على العبد ما تفرق من همته وعزيمته.. ويفرق ما اجتمع عليه من الهم والغم والذنوب والخطايا.. ويقرّب إليه الآخرة.. فلا يزال المرء يلهج بالذكر حتى كأنه حضرها.
قيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن هل تحدّث نفسك بشيء؟ فقال: أو شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدّث به نفسي. قيل لذي النون: ما الأنس؟ قال: العلم والقرآن. قال محمد بن واسع: القرآن بستان العارفين فأينما حلّوا منه حلّوا في رياض نضرة. قال بعض العلماء: هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل، نتدبرها في الصلوات، ونقف عليها في الخلوات، وننفذّها في الطاعات. كان مالك بن دينار يقول: يا حملة القرآن، إن القرآن ربيع قلب المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض. قال وهيب بن الورد: رحم الله أقواما كانوا إذا مرّوا بآية فيها ذكر للنار فكأنّ زفيرها في آذانهم.
تلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيها اللسان والعقل والقلب؛ فاللسان يصحّح الحروف، والعقل يفسر المعاني، والقلب يتعظ وينزجر ويتأثر. فاللسان يرتل، والعقل يترجم، والقلب يتعظ. قال عثمان بن عفان: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم. قال ثابت البناني: كابدت القرآن عشرين سنة، وتنعمت به عشرين سنة. قال مالك بن دينار: ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله. قال أبي المهلب: كان أبيّ بن كعب يختم القرآن في ثمان.
قال ابن مسعود: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون. عن إبراهيم قال: كان الأسود النخعي يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال. قال أبو إسحاق إن أبا عبد الرحمن السلمي كان يُقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة. وقال أبو عبدالرحمن السلمي: أقبلت على زيد بن ثابت فقرأت عليه القرآن ثلاث عشرة سنة.
لله در أهل القرآن: كم أنسُوا بكتاب ربهم، وعلموه غيرهم. قال سلام بن أبي مطيع: كان قتادة بن دعامة يختم القرآن في سبع، فإذا جاء رمضان ختم كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة. قال الأوزاعي: كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله تعالى في المسجد حتى تغيب الشمس. قال الأعمش: كان يحيى من أحسن الناس قراءة، وكان إذا قرأ لم تحس في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد. عن ابن فضيل عن أبيه قال: كان أبو إسحاق السّبيعي يقرأ القرآن في كل ثلاث.
قال الإمام النووي عن محمد بن عبد الله الأودي: متفق على إمامته وورعه وعبادته.. قال لابنته حين بكت عند حضور موته: لا تبكي، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.
قال حسين الكرابيسي: بتّ مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوّذ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعاً. يقول عبد الله بن أحمد عن أبيه الإمام أحمد بن حنبل: كان يقرأ القرآن كل يوم سبعا، يختم ذلك في كل سبعة أيام. قال الجنيد - رحمه الله - العبادة على العارفين أحسن من التيجان على رؤوس الملوك.
قال زكريا بن دلوية: كان أحمد بن محمد القطان إذا جلس بين يدي الحجام ليحفي شاربه، يسبح، فيقول له الحجام: اسكت ساعة.. فيقول: اعمل أنت عملك.
قال محمد بن يحيى: مرّ أحمد بن حرب بصبيان يلعبون فقال أحدهم: أمسكوا فإن هذا أحمد الذي لا ينام الليل. فقبض على لحيته وقال: الصبيان يهابونك وأنت تنام؟ فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات. قال الحافظ عمر البزار عن شيخ الإسلام ابن تيمية: وكان قد عُرفت عادته: لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر، فلا يزال في ذكر الله.. هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس.
قال فتح الموصلي – رحمه الله- المحبّ لا يجد مع حب الله للدنيا لذة، ولا يفتر عن ذكر الله طرفة عين.
إذا نسي الناس العهود وأغفلوا.. فعهدك في قلبي وذكرك في فمي
عالي الهمة.. ينظر إلى عظم أجر الذكر فيداوم عليه. من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.. ليس العجب من قوله ( فاذكروني) إنما العجب من قوله أذكركم، (فاذكروني) بالتذلل (أذكركم) بالتفضّل، (فاذكروني) بالرهبة (أذكركم) بتحقيق الرغبة، (فاذكروني) بالتعظبم (أذكركم) بالتكريم، (فاذكروني) بترك الأخطاء (أذكركم) بأنواع العطاء.. فيا نجيب القلب أسرع إلى نيل الدرجات.

مخطوطة ربانية

مخطوطة ربانية
دعوة لحياة مثالية بعد سن الأربعين لمن أراد الفوز بالجنة من المسلمين
الراجي عفو مولاه، العبد الفقير
محمد بن محمد صالح الحجار
أستاذ طب الأطفال وأمراض الوراثة، كلية الطب، جامعة المنصورة
المراسلة: أ.د. محمد الحجار - أستاذ طب الأطفال وأمراض الوراثة، كلية الطب، جامعة المنصورة – أرضي 0502211948 – 0502310661- محمول 0020111715350
m.alhaggar@yahoo.co.uk
الملخص:
الهدف: شرح شامل لكيفية التخطيط لحياة يومية إسلامية خاصة للشباب الذين ناهزوا أو إقتربوا من سن إكتمال الرجولة (الأربعين)، أملا في الفوز بالجنة والنجاة من النار.
الأدوات: تتلخص الأدوات في الكتاب والسنة عن طريق: 1. إخضاع القلب يوميا لذكر الله بتلاوة آياته’ وتدبر معانيها، وتطبيق أحكامها. 2. التعايش اللحظي مع سيرة أفضل الخلق من خلال دراسة حياته وسننه وأوامره ونواهيه مستنديين إلى صحاح الأحاديث وزاد المعاد في هدي خير العباد.
خاتمة: الإحساس التام بالرضا عن النفس التي أدبت لتعيش على الفطرة التي من أجلها خلق الله العباد (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون).

المقدمة:
إذا أراد الإنسان النجاح لأي مشروع ينوي تنفيذه فلابد أولا أن يحدد له الأهداف، وتحقيق هذه الأهداف تعتمد على الخطة الموضوعة من نقطة بداية معينة تمثل حالة الفرد عند بداية التخطيط. ثم يقوم الإنسان وبصورة منتظمة بتقييم ما تحقق أثناء سير الخطة، وإعادة جدولة المتبقي حسب الجدول الزمني الموضوع. فالمشروع المقدم في هذه المخطوطة عبارة عن برمجة حياة المسلم الذي ناهز أو إقترب من سن الأربعين في صورة جدول يومي أو لحظي ليحيا الحياة التي من أجلها خلق الله الكون، وهي عبادته سبحانه وتعالى، والتسبيح بحمده، وعمارة الأرض، ونقل العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. ونتيجة ذلك في الدنيا هي الرضا والسعادة، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - النحل (97)، أما في الآخرة فإن النتيجة هي الفوز بالجنة والنجاة من النار.
الأدوات والطريقة:

كل إبن آدم خلق على الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي الفطرة السليمة التي تتسم بالإعتدال في السلوك وفي العادات والمعاملات، بل وحتى بعلاقة الإنسان بنفسه وبخالقه.. ومكمن هذه الفطرة هو القلب.. فحسب المناخ الذي ينشأ في الإنسان والثقافات التي يترعرع فيها تحدث التغيرات في هذه الفطرة، وبالتالي يكون التباين في السلوك والعادات والمعاملات.. ما نريده نحن المسلمون هو أن نعود بهذه الفطرة إلى محاجتها البيضاء كما وصفها الله جل وعلا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وصفها الله سبحانه وتعالى إجمالا وتفصيلا في أكثر من مكان.. لذلك فإن أهم وسيلة تعيننا على تحقيق ذلك هو الإستعانة بكتاب الله (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ – الزمر (23).
ما نريد التأكيد عليه هو الإستعانة بالقرآن العظيم فهما واعيا، وتنفيدا لما جاء به، وتطبيقا لأوامره، وتعظيما وإمتثالا لأحكامه، فلا يكون تعظيمه بالحفظ في الأدراج والتعليق على الجدران، أو بالتلاوة التي لا تتعدى الحناجر واللسان. فلابد أن يكون للإنسان المسلم يوميا من القرآن وردان: الورد الأول والمهم هو تدبر بعض آى القرآن وإخضاع القلوب لها وتنفيذ ما جاء بها من أحكام أو دروس مستفادة، ولعل هذا الورد قد يكون يسيرا (رهطا من الآيات). أما الورد الثاني وهو الشائع بين المسلمين – وأحسبني منهم – فالغرض منه التعهد والإستظهار حتى لا يتفلت من القلوب. فنحن لا نريد جيلا من المسلمين تالين أو حفاظا للقرآن فحسب، بل نريد جيلا عالما بأحكامه، قائما بأوامره، منتهيا بنواهيه.
أما الوسيلة الثانية والتي أظنها منهج التعايش اللحظي مع هدي خير العباد، بنينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. فنبيينا ص هو أسوتنا كما أمرنا الله بذلك ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا – الأحزاب (21)، ولا ينطق عن الهوى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى - النجم (3-5)، وهو خير ولد آدم الذي أدبه جل وعلا فأحسن تأديبه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - القلم (4). لم يعرف تاريخ الإنسانية بشرا كتبت سيرته الذاتية بالتفصيل والدقة وبمنهجية علمية بحتة كما حظت سيرة نبينا الكريم محمد ص.. لقد كانت طريقة أعلام التابعيين في غربلة أحاديث سيدنا رسول الله ص - حسب المتن وعلم الجرح والتعديل، ثم قبول الثابت الصحيح ورد الضعيف والموضوع.. إن هذه الطريقة تعبتر أفضل وأدق طريقة علمية للتثبت من دقة المراجع في العلم الحديث.. فلذلك تعتبر سنن النبي الأمين وسيرته العطرة هي المنهج الأمثل للتعايش اليومي، راجعين إلى صحيح مسلم والبخاري وزاد المعاد في هدي خير العباد لإبن القيم.
المناقشة والخاتمة:
حيث أن لكل مشروع هدف، وتحقيق الهدف لابد له من خطة، فإن هدف هذه المخطوطة هو الوقوف مع النفس على هدف الحياة والسبيل لتحقيق ذلك الهدف، وهو عبادة الله مخلصين له الدين لنحظي بالفوز بجنات الخلد اللهم آمين.
إن إخلاص العبادة لله لا يتحقق إلا بالوقوف على كتاب الله وإخضاع القلب والجسد لآياته بالفهم الصحيح كما فهمه أصحاب رسول الله والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وحيث أن إخلاص العبودية لله الواحد القهار يتكرر علينا مع كل صلاة مفروضة في الأذان والإقامة، كان لزاما على كل مسلم من تكرار هذا الإخضاع في كل ليل ونهار إن لم يكن في كل صلاة مكتوبة. أما تلاوة الورد اليومي للقرآن في هيئة جزء أو أكثر فله فوائد عديدة منها تعهد كتاب الله وربط القلب بحبل الله وتفسير آياته وبيان متشابهه.
وكما أن لكل رسول رسالة، ورسولنا الكريم بلغ الرسالة وأدى الأمانة، كما قال جل وعلا: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - المائدة (3)، ورسولنا هو شفيعنا وقدونا الحسنة لأن ربه أدبه فأحسن تأديبه، لذلك ينبغي على كل من يريد كمال الهدي أن يحذو حذوه ويقتفي أثره، ويشعر بالفخر عند إحياء سنته وأداء شعائره لكي ينال شرف الإنتساب لدينه والقرب من جواره والسقيا من يده الشريفة شربة لا يظمأ بعدها أبدا.
عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوي الله في أنفسكم في السر والعلن، وإستثمار أوقاتكم في السراء والمحن، والتعايش مع ذكر الله وهدي رسول الله، وحبس النفس عن الهوى فأجسادنا على النار لا تقوى، والإكثار من الطاعات والإقلال من المبيحات، وإتباع السيئة بالحسنة تمحوها، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ، وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ - هود ( 114- 115).
المراجع:
1. كتاب الله (القرآن الكريم).
2. سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. محاضرات دعوية للشيخ عائض القرني، والدكتور يحيى عزب.
اللهم إني كتبتها إبتغاء مرضاتك وعونا على طاعتك وعهدا للسير على درب حبيبك، اللهم طهرها من الرياء، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وشاهدا لنا لا علينا.. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.. وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين، وعلى صحبه وسلم تسليما كثيرا.. .. ..

حررت في الجمعة الموافق غرة رجب 1429. ومن الله أرجو التوفيق والسداد
البداية:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ - الأنبياء
(30). الرتق (المتصل) عكس الفتق (المنفصل)، فالسماوات والأرض كانتا متصلة، ففتق الله السماء بالرجع (المطر – القطر الذي يرجع كل عام) وفتق سبحانه الأرض بالصدع (تشققت ليخرج منها النبات) رزقا للعباد، قال تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ – الطارق (11-12)، وقال تعالى (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ - عبس (25-32).
أما القول أن السماء والأرض كانتا كتلة واحدة، وخلق الله الليل أولا ثم فتقهما فأخرج من الليل النهار، فهو مردود في هذا الموضوع بدليل ذكره سبحانه وتعالى في نهاية آية 30 الأنبياء: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ).
وإنشقاق السماء أو إنفطارها (وكذا إنشقاق القمر) من علامات القيامة الكبرى كما جاء في سور القمر، الإنشقاق، الإنفطار، الرحمن، و الحاقة: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)، (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)، (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)، (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)، (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16).
وقد تتفطر السماء من هول شرك المشركين أو كفر الكافرين كما جاء في مريم، الشورى والمزمل: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)، (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)، (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18).

Wednesday, July 2, 2008

السبعة تحت ظل العرش

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق، اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه. الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح. المحدث: البخاري. المصدر: الجامع الصحيح.
التعريف بالراوي: هو الصحابي الجليل، سيد الحفاظ الأثبات، أبو هريرة رضي الله عنه، اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة، أرجحها أنه: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أسلم عام خيبر، أول سنة سبع. قال الذهبي: (حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه، لم يلحق في كثرته). ولم يرو أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر منه، لملازمته له، فقد بلغت مروياته 5374 حديثاً. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا. وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكيناً من مساكين الصفة أعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول، فبسطت نمرة علي، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء. توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة سبع وخمسين للهجرة.
المباحث اللغوية: سبعة: هذا العدد لا مفهوم له، فقد وردت روايات أخرى تبين أن هناك من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، غير هؤلاء المذكورين في الحديث. يظلهم الله في ظله: المراد به: ظل العرش، كما في رواية أخرى: "في ظل عرشه ". يوم لا ظل إلا ظله: المراد: يوم القيامة. إمام عدل: الإمام لغة: هو كل من ائتم به من رئيس وغيره. واصطلاحاً: كل من وكل إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والقضاة والوزراء وغيرهم والعدل، ضد الجور، والعادل من حكم بالحق. شاب نشأ في عبادة الله: خص الشاب بالذكر، لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش، فكان ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع درجة من ملازمة غيره لها. اجتمعا عليه: أي: على الحب في الله، وتفرقا عليه كذلك، والمراد: أن الذي جمع بينهما المحبة في الله، ولم يقطعها عارض دنيوي، سواء اجتمعا حقيقة أم لا، فالرابط بينهما المحبة في الله حتى الموت.
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال: دعته، أي: طلبته، ومنصب: المراد به: الأصل والشر والمكانة، ويدخل فيه الحسب، والمراد أنها دعته إلى الفاحشة.
ورجل تصدق بصدقة: الصدقة: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، سواء كان فرض كالزكاة المفروضة، أو تطوعاً، ثم غلب استعمال الصدقة على صدقة التطوع.
فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: المراد بذلك المبالغة في إخفاء الصدقة بحيث إن شماله قربها من يمينه لو تصور أنها تعلم لما علمت ما فعلت اليمين، لشدة الخفاء.خالياً: من الخلو، بحيث لا يكون عنده أحد، وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحالة أبعد عن الريا ففاضت عيناه: من الدموع، خشية لله عز وجل.

أدعية وقنوت

1. اللَّهُمَّ اشْرِحْ صُدُورَنا بِالقُرْآنِ. اللَّهُمَّ نَوِّرْ قُبُورَنا بِالقُرْآنِ. اللَّهُمَّ آنِسْنا بِالقُرْآنِ فِي ظُلَمِ اللَّيالِي. اللَّهُمَّ اجْعَلْ القُرْآنَ شَافِعاً لَنا يا رَبَّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ بِالقُرْآنِ ظَوَاهِرَنا. اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِالقُرْآنِ بَواطِنَنا. اللَّهُمَّ امْحُ بِالقُرْآنِ سَيِّئاتِنا. اللَّهُمَّ اغْفِرْ بِالقُرْآنِ خَطَايانا. اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ أَهْلِ القُرْآنِ الّذِينَ هُمْ أَهْلُكَ وَخَاصَّتُكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ! اللَّهُمَّ وَسِّعْ بِالقُرْآنِ مَدَاخِلَنا. اللَّهُمَّ آنِسْ بِالقُرْآنِ وَحْشَتَنا فِي القُبُورِ، وَارْحَمْنا بِهِ يَوْمَ النُّشُورِ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ ذُلَّنا بَيْنَ يَدَيْكَ يَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْنا بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ. اللَّهُمَّ ارْفَعْنا بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ. اللَّهُمَّ زَكِّنا بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ شَافِعاً لَنا، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
2. اللَّهُمَّ أَنْقِذْ مُقَدَّسَاتِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ عَبَثِ العابِثِينَ، وَعُدْوانِ الْمُعْتَدِينَ، اللَّهُمَّ أَنْقِذْ الْمَسْجِدَ الأَقْصَى مِنْ بَراثِنِ اليَهُودِ وَأَعْوانِهِمْ وَأَزْلاَمِهِمْ.. اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ شَامِخاً عَزَيزاً إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. اللَّهُمَّ لاَ تُمَكِّنْ فِيهِ لأَعْدَائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ! اللَّهُمَّ أَخْرِجْهُمْ مِنْهُ أَذِلَّةً صَاغِرِينَ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنا فِيهِ صَلاَةً قَبْلَ الْمَمَاتِ، يا رَبَّ الأَرْضِ وَالسَّمَاواتِ! يا حَيُّ يا قَيُّومُ! اللَّهُمَّ انْصُرْ مَنْ نَصَرَ الدِّينَ، وَاخْذُل مَنَ خَذَلَ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ انْصُرْ دِينَكَ، وَكِتَابَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، وعِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوانَنا الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يا رَبَّ العَالَمِينَ! اللَّهُمَّ ثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، وَوَحِّدْ صُفُوفَهُمْ، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ، وَسَدِّدْ سِهَامَهُمْ، وَوَفِّقْهُمْ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَارْزُقْهُمْ اللَّهُمَّ النَّصْرَ الْمُبِينَ.
3. اَلْحَمْدُ للهِ الّذِي خَلَقَ فَسَوَّىَ، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَأَمَاتَ وَأَحْيا، وَأَضْحَكَ وَأَبْكَى، وَقَرَّبَ وَأَدْنَى، وَأَسْعَدَ وَأَشْقَى، وَمَنَعَ وَأَعْطَى. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يُبْعِدُنِي عَنْ مَرْضَاتِكَ، أَو يَحْجِبُنِي عَنْ نَفَحَاتِكَ، أَو يَحْرِمُنِي مِنْ بَرَكَاتِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ارتَكَبْتُهُ فِي بَياضِ النَّهارِ أَوْ سَوادِ اللَّيْلِ، فِي مَلأٍ أَوْ خَلاَءٍ أَوْ سِرٍّ أَوْ عَلَنٍ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ فَرِيضَةٍ أَوْجَبْتَها عَلَيَّ فَتَرَكْتُها خَطأً أَوْ عَمْداً أَوْ نِسْياناً أَوْ جَهْلاً.. وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ سُنَّةٍ مِنْ سُنَنِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَرَكْتُها غَفْلةً أَوْ سَهْواً أَوْ نِسْياناً أَوْ تَهَاوُناً أَوْ جَهْلاً. أَسْتَغْفِرُ اللهَ.. وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.. مِمّا يَكْرَهُ قَوْلاً وَفِعْلاً.. بَاطِناً وَظَاهِراً.
4. اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا فِي اخْتِبَارَاتِهِمْ وَأَنِرْ بِالعِلْمِ بَصَائِرَهُمْ وَعُقُولَهُمْ وَاكْتُبْ لَهُمْ النَّجَاحَ وَالفَلاَحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَحَقِّقْ آمَالَهُمْ وَآمَالَنَا
فِيِهِمْ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ.
5. سُبْحانَ فارِجِ الكُرُباتِ! سُبْحانَ مُغِيثِ اللَّهَفاتِ! سُبْحانَ قَاضِيَ الْحَاجَاتِ! سُبْحانَ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّماواتِ! سُبْحانَ مَنْ لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ! سُبْحانَ مَنْ يَتَوَفَّانا بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْنا بِالنَّهارِ! سُبْحانَ مَنْ سَجَدَتْ لِهَيْبَتِهِ الْجِباهُ! سُبْحانَ مَنْ سَبَّحَتْ بِحَمْدِهِ الأَفْوَاهُ! سُبْحانَ مَنْ تَنَـزَّهَ عَنْ الأَضْدادِ وَالأَنْدادِ وَالأَشْباهِ! سُبْحانَك إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ! سُبْحانَكَ كُلُّ أَمْرٍ عَلَيْكَ يَسِيرٌ! سُبْحانَك كُلُّ عَبْدٍ إِلَيْكَ فَقِيرٌ! سُبْحانَك اللَّهُمَّ ما أَرْحَمَكَ! سُبْحانَك اللَّهُمَّ ما أَعْظَمَكَ! سُبْحانَك اللَّهُمَّ ما أَكْرَمَكَ! سُبْحانَك اللَّهُمَّ ما أَحْلَمَكَ. اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضَانَ وَأَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ عَلَى الوَجْهِ الّذِي يُرْضِيكَ عَنَّا اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ.

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

Saturday, June 28, 2008

لا يكذب إلا من هانت عليه نفسه

وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
ومَن تَكُن العلياء هِمّة نَفْسِه فَكُلّ الذي يَلقاه فيها مُحَـبَّب

من هان على نفسه، هان في أعين الناس، فالناس تَضَع الإنسان حيث يَضَع نَفْسَه. قال الجرجاني: أرى الناس مَن دَاناهم هَان عندهم ومَن أكْرَمَتْه عِزّة الـنَّفْسِ أُكْرِمَا.

ومَتى هانَتِ الـنَّفْس عند صاحِبها دَسّاها وحقّرها بِكل خُلُق مرذول! وصَغّرها بما يَشِينها وتَخَلّق بِكل خُلُق دنيء، ولا يَرْضى بِالدُّون إلا دنيء!. قال ابن القيم: فلو كانت النفس شَريفة كبيرة لم تَرْضَ بالدُّون. قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)، أي: أفْلَح مَن كَبّرها وكَثّرها ونَمّاها بِطَاعَةِ الله، وخَابَ مَن صَغّرها وحَقّرها بِمَعَاصِي الله، فالـنُّفُوس الشريفة لا تَرْضَى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها، فلا تَرْضَى بالظُّلْم والفواحش والسرقة والخيانة، أما الـنُّفُوس الدنيئة تَحُوم حَول الدَّنَاءات وتَقَع على الأقْذَار، فَكُلّ نَفْسٍ تَمِيل إلى ما يُناسبها ويُشاكلها. اهـ.

ومما تَهُون بِه الـنَّفْس أن تَعتَاد خُلُق المنافِقين، أو تسْتَسِيغ أغمال المشركين، أو تسْتَحْسِن ما اسْتَقْبَحه أهل الجاهلية الأولى، كالـ "الْكَذِب" الذي عُيِّر بِه "مُسَيلِمة"، فالكَذِب خُلُق من أخلاق المنافِقين، "إذا حَدّث كَذَب" كما في الصحيحين. قال منصور الفقيه:
الصِّـدق أوْلَى مَا بِهِ دَانَ امرؤ فاجْعَلْه دِينا
وَدَعِ النّفاق فما رَأيْـ ـتُ مُنافِقًا إلاَّ مَهينا

فالكَذّاب يكذب مِن دناءة نَفْسِه.. قال محمد بن كعب القرظي: لا يَكْذِب الكَاذِب إلا مِن مَهَانَة نَفْسِه عليه. والكّذِب أبْغض الخُلُق إلى صاحِب الْخُلُق العظيم صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: ما كان خُلُق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الكذب، فإن كان الرجل يَكذب عنده الكذبة فما يَزال في نفسه عليه حتى يَعلم أنه قد أحدث منها توبة. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا تَجِد المؤمن كَذّابا. وقال عمر أيضا: لا تَنْظُروا إلى صلاة أحَدٍ ولا إلى صيامه، ولكن انْظُرُوا إلى مَن إذا حَدّث صَدق، وإذا ائتمن أدَى، وإذا أشْفَى وَرِع. وقال علي رضي الله عنه: زِين الحديث الصِّدق. وقال أنس رضي الله عنه: إن الرجل ليُحْرَم قيام الليل وصيام النهار بالكِذبة يَكذبها. وقال عمر بن عبد العزيز: ما كَذَبْتُ منذ عَلِمْتُ أن الكَذِب يَضُرّ أهله. وقال الغازي بن قيس: ما كَذَبْتُ منذ احْتَلَمْتُ. وقال: والله ما كَذَبْتُ كِذبة قَطّ منذ اغتسلت.

وقد أوصى الخلفاء مُعلّمي أبنائهم بتعليمهم الصِّدْق. قال أسعد بن عبيد الله المخزومي : أمَرَني عبد الملك بن مروان أنْ أُعَلِّم بَنِيه الصِّدق كما أُعَلّمُهم القرآن. وقال مطر الوراق: خَصلتان إذا كانتا في عبدٍ كان سائر عمله تَبَعًا لهما: حُسْن الصلاة، وصِدْق الحديث. وقال الفضيل: لم يَتَزَيّن الناس بشيء أفضل مِن الصدق وطَلَب الحلال. وقال يوسف بن أسباط: يُرْزَق العبد بالصِّدْق ثلاث خِصال: الْحَلاوة والْمَلاحَة والْمَهَابة. قيل لِلُقْمان الحكيم: ما بَلَغَ بك ما نَرى؟ قال: صِدْق الحديث، وأداء الأمانة، وتَرْك ما لا يَعْنِيني.

وفي رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل الذي أتيت عليه يُشْرَشْر شِدْقه إلى قَفَاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه؛ فإنه الرجل يَغدو من بيته فيكذب الكِذبة تَبلغ الآفاق. رواه البخاري. قال ابن حبان: كل شيء يُسْتَعَار لِيُتَجَمّل به سَهْل وُجُوده ، خَلا اللسان ، فإنه لا يُنْبِئ إلاّ عَمّا عُوِّد، والصِّدق يُنْجِى، والكَذب يُرْدِي.

ومن أكثر الكذب لم يترك لنفسه شيئا يُصَدّق به، ولا يكذب إلا مَن هَانت عليه نَفسه. قال: وأنشدني الكريزي:
كَذَبْتَ ومَن يَكْذِب فإن جزاءه إذا ما أتى بالصدق أن لا يُصَدّقا
إذا عُرف الكذاب بالكذب لم يزل لدى الناس كذابا وإن كان صادقا
وقال ابن حبان :أنشدني الأبرش:
الكِذْبُ مُرديك، وإن لم تخف والصِّدْقُ منجيك على كل حال
فانطق بما شئت تجد غِبَّه لم تُبْتَخَسْ وَزنة مثقال

وإن من آفة الكذب أن يكون صاحبه نسيا، فإذا كان كذلك كان كالمنادي على نفسه بالْخِزْي في كل لحظة وطرفة. قال: وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي:
إذا ما المرء أخطأه ثلاث = فَبِعْه ولو بِكَفّ مِن رَماد
سلامة صدره والصدق منه = وكتمان السرائر في الفؤاد

وأبلغ قول في الصدق قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. رواه البخاري ومسلم.
فاخْتَر لِنفسك مَنْزِلتها ومكانتها في الدنيا والآخرة..

منقول بتصرف للفائـــدة

Sunday, June 22, 2008

كيف تجعل طفلك يحب القرآن؟

الأهداف:
1. جعل الطفل يحب القرآن.
2. تيسير و تسهيل حفظ القرآن لدى الطفل.
3. إثراء الطفل لغويا ومعرفيا.
هذه الطرق منبثقة من القرآن نفسه. كل الأفكار لا تحتاج لوقت طويل (5-10 دقائق) ينبغي احسان تطبيق هذه الافكار بما يتناسب مع وضع الطفل اليومي، كما ينبغي المداومة عليها وتكرارها وينبغي للأبوين التعاون لتطبيقها.
ولعلنا نخاطب الام أكثر لارتباط الطفل بها خصوصا في مراحل الطفولة المبكرة.
1. استمعي للقران وهو جنين: الجنين يتأثر نفسيا وروحيا بحالة الام وما يحيط بها اثناء الحمل فاذا ما داومت الحامل على الاستماع للقران فانها ستحس براحة نفسية ولا شك وهذه الراحة ستنعكس ايجابا على حالة الجنين. لان للقران تأثيرا روحيا على سامعه وهذا التأثير يمتد حتى لمن لا يعرف العربية فضلا عن من يتقنها. راحتك النفسية اثناء سماعك للقران = راحة الجنين نفسه. استماعك في فترة محددة وان تكن قصيرة نسبيا تؤثر عليك وعلى الجنين طول اليوم.
2. استمعي للقران وهو رضيع: من الثابت علميا ان الرضيع يتأثر بل ويستوعب ما يحيط به فحاسة السمع تكون قد بدأت بالعمل الا ان هذه الحاسة عند الكبار يمكن التحكم بها باستعادة ما خزن من مفردات. اما الرضيع فانه يخزن المعلومات و المفردات لكنه لا يستطيع استعادتها او استخدامها في فترة الرضاعة غير انه يستطيع القيام بذلك بعد سن الرضاعة. لذلك فان استماع الرضيع للقران يوميا لمدة 5-10 دقائق (وليكن 5 دقائق صباحا واخرى مساءا) يزيد من مفرداته المخزنه مما يسهل عليه استرجاعها بل وحفظ القرآن الكريم فيما بعد.
3. اقرئي القرآن أمامه (غريزة التقليد): هذه الفكرة تنمي عند الطفل حب التقليد التي هي فطر فطر الله الانسان عليها فــ (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه) ان قرائتك للقران امامه او معه يحفز بل ويحبب القرآن للطفل بخلاف ما لو امرتيه بذلك وهو لا يراك تفعلين ذلك. ويكون الامر أكمل ما لو اجتمع الام والاب مع الابناء للقراءة ولو لفترة قصيرة.
4. اهديه مصحفا خاص به: ان اهدائك مصحفا خاصا لطفلك يلاقي تجاوبا مع حب التملك لديه. وان كانت هذه الغريزة تظهر جليا مع علاقة الطفل بألعابه فهي ايضا موجودة مع ما تهديه اياه. اجعليه اذا مرتبطا بالمصحف الخاص به يقرأه و يقلبه متى شاء.
5. اجعلي يوم ختمه للقران يوم حفل ( الارتباط الشرطي): هذه الفكرة تربط الطفل بالقرآن من خلال ربطه بشيء محبب لديه لا يتكرر الا بختمه لجزء معين من القرآن. فلتكن حفلة صغيرة يحتفل بها بالطفل تقدم له هدية بسيطة لانه وفى بالشرط . هذه الفكرة تحفز الطالب وتشجع غيره لانهاء ما اتفق على انجازه.
6. قصي له قصص القرآن الكريم: يحب الطفل القصص بشكل كبير فقصي عليه قصص القرآن بمفردات واسلوب يتناسب مع فهم ومدركات الطفل. وينبغي ان يقتصر القصص على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن ولتكن ختام القصة قراءة لنص القرآن ليتم الارتباط ولتنمي مفردات الطفل خصوصا المفردات القرآنية.
7. أعدي له مسابقات مسلية من قصار السور (لمن هم في سن 5 او اكثر): هذه المسابقة تكون بينه وبين اخوته او بينه وبين نفسه. كأسئلة واجوبة متناسبة مع مستواه. فمثلا يمكن للام ان تسأل ابنها عن: كلمة تدل على السفر من سورة قريش؟ ج رحلة فصلين من فصول السنة ذكرا في سورة قريش؟ ج الشتاء و الصيف اذكر كلمة تدل على الرغبة في الاكل؟ ج الجوع او اذكر الحيوانات المذكورة في جزء عم او في سور معينه ؟ وهكذا بما يتناسب مع سن و فهم الطفل.
8. اربطي له عناصر البيئة بآيات القران: من هذه المفردات: الماء/السماء/الارض /الشمس / القمر/ الليل/ النهار/ النخل/. العنب/ العنكبوت/ وغيرها. يمكنك استخدام الفهرس او ان تطلبي منه البحث عن اية تتحدث عن السماء مثلا وهكذا.
9. مسابقة اين توجد هذه الكلمة: فالطفل يكون مولعا بزيادة قاموسه اللفظي. فهو يبدأ بنطق كلمة واحدة ثم يحاول في تركيب الجمل من كلمتين او ثلاث فلتكوني معينة له في زيادة قاموسه اللفظي و تنشيط ذاكرة الطفل بحفظ قصار السور. والبحث عن مفردة معينة من خلال ذاكرته كأن تسأليه اين توجد كلمة الناس او الفلق وغيرها.
10. اجعلي القرآن رفيقه في كل مكان: يمكنك تطبيق هذه الفكرة بأن تجعلي جزء عم في حقيبته مثلا. فهذا يريحه ويربطه بالقرآن خصوصا في حالات التوتر والخوف فانه يحس بالامن ما دام معه القرآن على أن تيعلم آداب التعامل مع المصحف.
11. اربطيه بالوسائل المتخصصه بالقرآن وعلومه: القنوات المتخصصة بالقرآن، اشرطة، اقراص، مذياع وغيرها. هذه الفكرة تحفز فيه الرغبة في التقليد والتنافس للقراءة والحفظ خصوصا اذا كان المقرءون والمتسابقون في نفس سنه ومن نفس جنسه. رسخي في نفسه انه يستطيع ان يكون مثلهم او احسن منهم اذا واظب على ذلك.
12. اشتري له اقراص تعليمية: يمكنك استخدام بعض البرامج في الحاسوب لهذا الهدف كالقارئ الصغير او البرامج التي تساعد على القراءة الصحيحة والحفظ من خلال التحكم بتكرار الاية وغيره. كما ان بعض البرامج تكون تفاعلية فيمكنك تسجل تلاوة طفلك ومقارنتها بالقراة الصحيحة.
13. شجعيه على المشاركة في المسابقات (في البيت/المسجد/المكتبة/المدرسة/البلدة). ان التنافس امر طبيعي عند الاطفال ويمكن استغلال هذه الفطرة في تحفيظ القرآن الكريم. اذ قد يرفض الطفل قراءة وحفظ القرآن لوحده لكنه يتشجع ويتحفز اذا ما دخل في مسابقة او نحوها لانه سيحاول التقدم على اقرانه كما انه يحب ان تكون الجائزة من نصيبه. فالطفل يحب الامور المحسوسة في بداية عمره لكنه ينتقل فيما بعد من المحسوسات الى المعنويات. فالجوائز والهدايا وهي من المحسوسات تشجع الطفل على حفظ القرآن الكريم قد يكون الحفظ في البداية رغبة في الجائزة لكنه فيما بعد حتما يتأثر معنويا بالقرآن ومعانيه السامية. كما ان هذه المسابقات تشجعه على الاستمرار والمواظبة فلا يكاد ينقطع حتى يبدأ من جديد فيضع لنفسه خطة للحفظ. كما ان احتكاكه بالمتسابقين يحفزه على ذلك فيتنافس معهم فان بادره الكسل ونقص الهمه تذكر ان من معه سيسبقوه فيزيد ذلك من حماسه.
14. سجلي صوته وهو يقرأ القرآن: فهذا التسجيل يحثه ويشجعه على متابعة طريقه في الحفظ بل حتى اذا ما نسي شي من الآيات او السور فان سماعه لصوته يشعره انه قادر على حفظها مرة اخرى. اضيفي الى ذلك انك تستطيعين ادراك مستوى الطفل ومدى تطور قرائته وتلاوته.
15. شجعيه على المشاركة في الاذاعة المدرسية والاحتفالات الاخرى. مشاركة طفلك في الاذاعة المدرسية خصوصا في تلاوة القرآن- تشجع الطفل ليسعى سعيا حثيثا ان يكون مميزا ومبدعا في هذه التلاوة. خصوصا اذا ما سمع كلمات الثناء من المعلم ومن زملائه. وينبغي للوالدين ان يكونا على اتصال بالمعلم والمسؤول عن الاذاعة المدرسية لتصحيح الاخطاء التي قد يقع فيها الطفل وليحس الطفل بانه مهم فيتشجع للتميز اكثر.
16. استمعي له وهو يقص قصص القرآن الكريم: من الاخطاء التي يقع فيها البعض من المربين هو عدم الاكتراث بالطفل وهو يكلمهم بينما نطلب منهم الانصات حين نكون نحن المتحدثين. فينبغي حين يقص الطفل شيئا من قصص القرآن مثلا ان ننصت اليه ونتفاعل معه ونصحح ما قد يقع منه في سرد القصة بسبب سوء فهمه للمفردات او المعاني العامة. كما ان الطفل يتفاعل بنفسه اكثر حين يقص هو القصة مما لو كان مستمعا اليها فان قص قصة تتحدث عن الهدى والظلال او بين الخير والشر فانه يتفاعل معها فيحب الهدى والخير ويكره الظلال والشر. كما ان حكايته للقصة تنمي عنده مهارة الالقاء و القص. والاستماع منه ايضا ينقله من مرحلة الحفظ الى مرحلة الفهم ونقل الفكرة ولذلك فهو سيحاول فهم القصة اكثر ليشرحها لغيره. الى ان هذه الفكرة تكسبه ثقة بنفسه فعليك بالانصات له وعدم اهماله او التغافل عنه.
17. حضيه على امامة المصلين (خصوصا النوافل): ويمكن للام ان تفعل ذلك كذلك مع طفلها فب بيتها فيأم الاطفال بعضهم بعضا وبالتناوب.
18. اشركيه في الحلقة المنزلية: ان اجتماع الاسرة لقراءة القرآن الكريم يجعل الطفل يحس بطعم و تأثير اخر للقران الكريم لأن هذا الاجتماع والقراءة لاتكون لأي شيء سوى للقران فيحس الطفل ان القرآن مختلف عن كل ما يدور حوله. ويمكن للاسة ان تفعل ذلك ولو لـ 5 دقائق.
19. ادفعيه لحلقة المسجد: هذه الفكرة مهمة وهي تمني لدى الطفل مهارات القراءة والتجويد اضافة الى المنافسة.
20. اهتمي بأسئلته حول القرآن. احرصي على اجابة أسئلته بشكل مبسط وميسر بما يتناسب مع فهمه ولعلك ان تسردي له بعضا من القصص لتسهيل ذلك.
21. وفري له معاجم اللغة المبسطة (10 سنوات وما فوق): وهذا يثري ويجيب على مفردات الام والطفل. مثل معجم مختار الصحاح والمفردات للاصفهاني وغيرها.
22. وفري له مكتبة للتفسير الميسر (كتب ،اشرطة،اقراص). ينبغي ان يكون التفسير ميسرا وسهلا مثل تفسير الجلالين او شريط جزء عم مع التفسير. كما ينبغي ان يراعى الترتيب التالي لمعرفة شرح الايات بدءا بالقرآن نفسه ثم مرورا بالمفردات اللغوية والمعاجم وانتهاءا بكتب التفسير. وهذا الترتيب هدفه عدم حرمان الطفل من التعامل مباشرة مع القرآن بدل من الاتكال الدائم الى اراء المفسرين واختلافاتهم.
23. اربطيه باهل العلم والمعرفة: ملازمة الطفل للعلماء يكسر عنده حاجز الخوف والخجل فيستطيع الطفل السؤال والمناقشة بنفسه وبذلك يستفيد الطفل ويتعلم وكم من عالم خرج الى الامة بهذه الطريقة.
24. ربط المنهج الدراسي بالقرآن الكريم. ينبغي للأم والمعلم ان يربطا المقررات الدراسية المختلفة بالقرآن الكريم كربط الرياضيات بآيات الميراث و الزكاة وربط علوم الاحياء بما يناسبها من ايات القرآن الكريم وبقية المقررات بنفس الطريقة.
25. ربط المفردات والاحداث اليومية بالقرآن الكريم.
منقــــــــول للفائدة...

أبكي على نفسك عندما!!!!

1. تجدها ضعيفة أمام الشهوات، عظيمة أمام المعاصي.
2. ترى المنكر ولا تنكره.. وترى الخير فتحتقره.
3. تدمع عينك لمشهد مؤثر في فيلم.. بينما لا تتأثرعند سماع القرآن الكريم.
4. تبدأ بالركض خلف دنيا زائلة.. بينما لم تنافس أحدا على طاعة الله.
5. تتحول صلاتك من عبادة إلى عادة.. ومن سعة وراحة إلى ضيق وشقاء.
6. ترى في نفسك قبول للذنوب.. وحب لمبارزة علام الغيوب.
7. لا تجد لذة العبادة.. ولا متعة الطاعة.
8. تمتلئ بالهموم وتغرقها الأحزان.. وأنت تملك الثلث الأخير من الليل.
9. تهدر وقتك فيما لا ينفع.. وأنت تعلم أنك محاسب فتغفل.
10. تدرك أنك أخطأت الطريق.. وقد مضى الكثير من العمر.
بكاء المشفق.. التائب.. العائد.. الراجي رحمة مولاه.. وأنت تعلم أن باب التوبة مفتوح.. ما لم تصل الروح إلى الحلقوم.

Wednesday, June 11, 2008

قطوف وعظات

لماذا بكى الرجل الصالح؟
كان احد الصالحين يمشى ذات يوم فوجد رجلا يشوى لحما فى النار فبكى الرجل الصالح فقال له الشواء: ما يبكيك؟ هل انت محتاج الى اللحم؟ فقال الرجل الصالح: لا.. فقال له الشواء: اذن فما يبكيك؟ قال الرجل الصالح: انما ابكى على ابن ادم .يدخل الحيوان النار ميتا وابن ادم يدخلها حيا..

أطيب وأخبث
ذكر فى الاثر ان لقمان الحكيم امر بذبح شاة وان يؤتى باطيب ما فيها فاتى بالقلب واللسان.. وبعد ايام امر بذبح شاة اخرى وان يؤتى باخبث ما فيها .. فأتى بالقلب واللسان.. فسئل عن ذلك.. فقال: هما اطيب ما فيها اذا طابا واخبث ما فيها اذا خبثا..

ثلاثة بثلاثة
ذكر فى الاثر ان الخضر عليه السلام قال لموسى عليه السلام :يا كليم الله عجبت لك، لمتنى على اننى خرقت السفينة خوفا من ان يغرقك اهلها أنسيت الذى حفظك من الغرق يوم القتك امك فى الماء، يا كليم الله لمتنى على اننى قتلت غلاما بغير نفس أنسيت يوم ان قتلت رجلا من آل فرعون وقلت ربى انى ظلمت فاغفر لى فغفر لك! يا كليم الله لمتنى على اننى اقمت الجدار بدون اجر انسيت يوم سقيت الغنم لبنات شعيب بدون اجر؟ هذه ثلاث بثلاث
..اذا اقبلت واذا ادبرت
قال سيدنا على كرم الله وجهه:ان للقلوب اقبالا وادبارا..فاذا اقبلت فاحملوها على النوافل واذا ادبرتفاقتصروا بها على الفرائض..

ليوم اشد منه حرا
كان الحجاج لا يأكل الا اذا ارسل الى رجل يأكل معه، وذات يوم ارسل حارسه لياتى له بمن يشاركه الطعام فلم يجد الحارس الا اعرابيا ينام فى ظل شجرة فاخذه معه الى الحجاج ولما وقف الاعرابى امام الحجاج قال له الحجاج: اجلس لتتناول معى الغذاء.
فقال له الاعرابى: لقد دعانى من هو افضل منك لاتناول الطعام عنده.
فقال الحجاج:ومن افضل منى يا اعرابى؟
فقال له الاعرابى: اننى اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل جلاله.
فقال له الحجاج:يا اعرابى اتصوم هذا اليوم واليوم شديد الحرارة؟
فقال له الاعرابى: يا حجاج اصوم ليوم اشد من حرا.
فقال له الحجاج: يا اعرابى صم غدا وافطر معى اليوم.
فقال الاعرابى: يا حجاج هل اطلعت على علم الغيب فوجدتنى سأعيش الى الغد؟

لا تحكم حتى..
قال عمر بن عبد العزيز:اذا اتاك الخصم وقد فقئت عينه فلا تحكم له حتى يأتى خصمه فلعله قد فقئت عيناه..
حين يزيد كلام القاضى
عزل عمر بن عبد العزيز احد قضاته،فساله لم عزلتنى؟ فاجاب عمر:بلغنى ان كلامك اكثر من كلام الخصمين اذا تحاكما..

نحن اليوم كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام
عن ثوبان رضى الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة على قصعتها)) فقال قائل: او من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل انتم يومئذ كثير،ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن.فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال:حب الدنيا وكراهية الموت.

مختارات شعرية
ثمانية لابد منها على الفتى ولابد ان تجرى عليه الثمانية
سرور وهم واجتماع وفرقة ويسر وعسر ثم سقم وعافية..

آداب الحديث فى الاسلام..
- ان يكون الكلام هادفا الى خير..
- البعد عن الخوض فى الباطل..
- البعد عن الجدل فى الحديث وان كان محقا..
- البعد عن التكلف سواء اكان ثرثرة او تكبرا او تشدقا..
- الانصات للمتحدث وعدم مقاطعته او اللهو وصرف النظر..
- الحذر من الغيبة وهى ذكر اخيك بما يكره..
- البعد عن النميمية وهى نقل الكلام بين الناس على جهة الافساد..
لا تقطع حديثا..
قال حكيم لابنه: يابنى اذا جلست مع العلماء فاحرص على ان تسمع اكثر من حرصك على ان تقول.. وتعلم حسن الاستماع ولا تقطع حديثا قبل ان يكمل..

هذا افضل من ذاك..
قال احد الفقهاء:اذا وضع الرجل الطعام بين يديه واقيمت الصلاة فلا باس بان يفرغ من الاكل اولا ثم يصلى اذا كان لا يخاف فوت الوقت..لانه لو كان فى الطعام وقلبه فى الصلاة كان ذلك افضل من ان يكون فى الصلاة وقلبه فى الطعام..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ). لا تنسى ذكر الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

Tuesday, June 3, 2008

تمتع بما وهبك الله، ولا تنظر لِنعم الغير

من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية الأمريكية أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر في لقاءات "لم شمل" منظمة ومبرمجة فيقضون وقتا ممتعا في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق "والشقاوة والعفرتة"، ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض من نجح وظيفيا ومن تزوج، ومن أنجب..

وفي إحدى تلك الجامعات إلتقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز، بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الإستقرار المادي والإجتماعي وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر..

وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون.. صيني فاخر.. على ملامين.. على زجاج عادي.. على كريستال.. على بلاستيك.. يعني بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما ولونا وبالتالي باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت، وقال لهم الأستاذ: تفضلوا، كل واحد منكم يصب لنفسه القهوة.. وعندما صار كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا: هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر.. ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وعين كل واحد منكم على الأكواب التي في أيدي الآخرين.. فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب.. وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة.. ونوعية الحياة القهوة هي هي.. لا تتغير، وبالتركيز فقط على الكوب نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين والاستمتاع بالقهوة.

هكذا عالج الأستاذ الحكيم آفة يعاني منها الكثيرون، فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه، مهما بلغ من نجاح لأن عينه دائما على ما عند الآخرين يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق ولكنه يظل معتقدا أن فلانا تزوج بامرأة أفضل من زوجته.. يجلس مع مجموعة في المطعم ويطلب لنفسه نوعا معينا من الأكل وبدلا من أن يستمتع بما طلبه يظل ينظر في أطباق الآخرين ويقول: ليتني طلبت ما طلبوه.. وهناك من يصيبه الكدر لو نال زميل ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاق..

هناك مثل انجليزي يقول "إن الحشيش دائما أكثر خضرة في الجانب الآخر من السور" أي أن الإنسان يعتقد أن حديقة جاره أكثر جمالا، وأمثال هؤلاء لا يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل يحسدون الآخرين..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما معناه: ازهد فيما عند الناس يحبك الناس، وارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الفلق(1) من شر ما خلق(2)، ومن شر غاسق إذا وقب(3)، ومن شر النفاثات في العقد(4)،
ومن شر حاسد إذا حسد(5)
صدق الله العظيم
(1) Say: I seek refuge in the Lord of Daybreak
(2) From the evil of that which He created;
(3) From the evil of the darkness when it is intense,
(4) And from the evil of malignant witchcraft,
(5) And from the evil of the envier when he envieth.

Sunday, June 1, 2008

حكم إدارية هامة لمن أراد النجاح

عندما ينشد إنسان السلطة، فإذا تمكن منها فإنه يستخدمها أولا وأخيرا في المحافظة عليها وزيادتها، فيضيع أكثر الوقت والجهد في المحافظة عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
معظم صراعات العالم هي صراعات على السلطة، ويسببها أشخاص يريدون أن يكونوا مهمين.
أعظم أنواع النجاح أن تفسح المجال لكل إنسان يبحث عن النجاح.
الإنتصار الوحيد الذي لا يصاحبه أعداء هو الإنتصار على النفس.
لا تزيد من أسرارك في الحياة لدرجة أنك لا تستطيع أن تحتفظ بها لنفسك.

ما هو مذهبي ومذهب أبي؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين الذين ساروا على هديه واتبعوه مثل ظله، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعـــــــــد
فهذه الرسالة القصيرة وددت كتابتها كحديث لنفسي التي حارت بين المذاهب والنحل والطرق الإسلامية المختلفة التي أسأل الله تعالى أن يجمعها جميعا علي طريق الفرقة الناجية من النار، اللهم آميـــــــــن. وفيها سأحاول دون إطناب أو تفصيل أوإسهاب ذكر ما شرح الله به صدري على أن يكون منهجي في الطريق القويم الذي رسمه الله عز وجل في كتابه وبينها رسوله الكريم ص في سنته الصحيحة التي إجتمع عليها أئمة المسلمين العدول. وفي السبيل لإختصار الأوقات وتفاديا للتيه في الطرقات سأوردها إن شاء الله العلي القدير في نقاط معدودات.
1. أخذ أصول الدين الثابتة من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن كلام سيد المرسلين الذي هو وحي من رب العالمين لتبيان محكم التنزيل، والذي ورد في السنة الصحيحة التي أجمع عليها أئمة الأمة العدول. هذه النصوص (الكتاب والسنة) هي توقيفية بمعنى أنه لا يجوز تأويلها بغرض التحريف أو التغيير. ويجب التأكيد أنه إذا تعارض ظاهريا نص من القرآن مع آخر من السنة فالترجيح للأول. هذا هو منهج أهل السنة والجماعة.
2. إعمال العقل والتفكير والتدبر أمور واجبة ومنصوص عليها في القرآن العظيم وحض عليه الرسول الكريم ص، لا أن يكون العقل حكما على الكتاب والسنة ولكن شاهدا للتثبت واليقين من حجية هذا الدين. يشجع الدين الإسلامي الحنيف على البحث العلمي القويم جاعلا المرجعية الأصيلة للنقل (النص) من الكتاب والسنة، وقابلا للعقل إذا كان مؤيدا بالدليل البرهاني أو التجربة العملية أو إجماع الأئمة العدول. هذا هو منهج الأشعريين الشافعيين الذين ردوا على المعتزلة وأهل الفلسفة والمنطق والكلام من الإستخدام الغير محدود للعقل في البرهان للأولهية والدين، وهذا بالطبع لا يجوز في الأمور العقائدية ولكنه مسموح به في العلوم الدنيوية كالحساب، الطب والهندسة. وقد ضل من تبنى هذا المنهج كابن سينا والفارابي الذين تأثرا بالفلسفة اليونانية لحد الإعتقاد.
3. البعد كل البعد عن التكفير أو حتى تسفيه المخالفين من الطوائف الأخرى من المسلمين والنظر دائما إلى القواسم المشتركة بينهم، والدعاء لنا ولهم بالهداية إنه سبحانه هو القادر على ذلك. تبجيل كل علماء الأمة الإسلامية الذين لهم بصمة في هذا الدين والذين ساروا على هدي نبينا محمد ص سواءا الأحياء منهم أو الميتين مع العلم أنه كل ابن آدم يؤخذ منه ويرد سوى صاحب هذا القبر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. يجب عدم تعقب زلات العلماء أو البحث فيها أو تكرار الكلام عنها، بل حملها على النية الحسنة وإعتبارها اجتهاد خاطئ ولصاحبها أجر واحد، فما بالك إن كان مصيبا. هذا المبدأ أحرى بتطبيقه على أهل البيت الطاهرين وأصحاب النبي الميامين بدون شك، فهم أولى بذلك لما زكاهم الله في الكتاب والسنة المطهرة فهم إما مهاجرون أو أنصار ذبوا عن هذا الدين وشاركوا في نقله لنا نقيا بتكليف إلهي من رب العالمين، هذا فضلا عن أنهم الآن عنا غائبين ولا يجوز ذكرهم إلا بحسناتهم أو كما قال رسول الله ص.
4. الإحترام والحب الشديد لأهل البيت، محبة لرسول الله الأمين وسيد المرسلين، دون الإفراط أو التفريط، مع انكار عصمتهم أو امامتهم، فلا معصوم غير الرسول ص. نبذ كل الخلافات مع متبعيهم ودعوتهم للإيمان بمبادئنا خاصة المبدأ الثالث الذي يشجب أي كره أو عداء للصحابه أجمعين.
5. عدم البحث في نقاط الخلاف بين الصحابة من منطلق (ولا تقف ما ليس لك به علم). إن الإختلاف بينهم لم يكن عقائديا ولكن كان بسبب اختلاف في الإجتهاد، وهذا الإختلاف لم يكن إختلاف تضاد ولكن إختلاف تنوع، كما أنه لم يحدث بينهم إلا بعد وفاة الرسول ص، ومهما خاض بعضهم في الآخر فلم يكن إلا في حياة الآخر، فما من صحابي خاض في أخيه بعد وفاته - رضي الله عنهم أجمعين. أما المناظرة في أولوية أحدهم على الآخر فلا يفيد من الناحية العملية (إلا إن كان منصوصا عليه في الكتاب أوالسنة) لأنه يفتح أبوابا لاتسد من التشرزم والتأويل وتشعب الطوائف والنحل.
6. الدعوة السلمية لمنهجنا تبدأ بالإصلاح الداخلي أولا، مبتدأ من النفس والأسرة والعشيرة، أعظم الجهاد هو جهاد النفس وأفضل الإصلاح هو إصلاح ذات البين.
7. لا فضل لطائفة على أخرى ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
8. موقفنا من بعض نقاط إختلاف بين الفرق والطوائف الإسلامية، والتي لا يجب الخوض فيها كثيرا خاصة أمام العوام:-
* الأسماء والصفات: نعترف بها كما جاءت في القرآن وكما وصفها الله جل وعلا لذاته وبينها الرسول الأمين فيما أوحى إليه. فمثلا العين واليد والساق وصفها الحق جل وعلا لنفسه ونحن نؤمن بها ولكن دون تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف.
* الإستواء على العرش: معلوم لكنه غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ورد استعمال لفظة استوى في آيات عدة (استوت على الجودي – فلما بلغ أشده واستوى – فاستغلظ فاستوى على سوقه)، لا يقبل العقل السليم مقارنة هذه المعاني بالمعنى المجازي للإستواء على العرش من باب (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير – لم يكن له كفوا أحد - سبحان ربك رب العزة عما يصفون).
* أين الله: في السماء مستو على عرشه دون تفصيل أو تكييف، أما معيته وعلمه ورحمته وسائر صفاته فوسعت كل شئ، سبحانه.. سبحانه.. سبحانه.. ما أعظم شأنه.
* رؤية الله: جائزة عند جمهور العلماء أن تكون منامية (ليست عينية)، ولا نقول كيف أو متى أو لمن.
* التأويل: هناك التأويل الجائز مثل تأويل آية بأخري، أو حديث بآية، أو تأويل آية وحديث بحدث مشهور في السيرة أو في القصص. والتأويل اللغوي أيضا يجوز إذا كان متعارف عليه من لغة العرب المشهورة. أما التأويل الشاذ الذي ليس له سند من أي نوع أو التأويل بالمنطق السفسطي الذي أستحدث في عصر الفلسفة الإغريقية فهذا مرفوض لأنه غالبا ما يوقع في بحر تحريف التأويل، كما حدث من الفلاسفة المسلمين منجرفين وراء التيار العلماني في إثبات الذات الإلهية أو ما حدث في تفسير الشيعة الرافضة للكتاب الذي أدى إلى تحريف تأويل بعض آي القرآن من فرط حبهم ونصرتهم لآل البيت (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك – إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة – وغيرها كثير..).
اللهم أرنا الحق حقا واهدينا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا واهدينا إجتنابه، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تحسين التواصل مع الآخرين


1. عليك بالبساطة
يعتقد الكثيرون أن نمط حديثهم لا بد أن يكون تفصيليًا ومعقدًا، إلا أن الواقع أظهر أن أفضل الخطباء عادة ما يتسم خطابهم بالبساطة، فالهدف الرئيسي من خطابك هو التواصل مع الآخرين، وعليه حاول أن تتجنب ما يمكن أن يشتت أذهان المستمعين عنك، وعند إعداد كلمتك اجعل الأفكار التي تريد توصيلها إلى الآخرين هي محور تفكيرك وقم ببناء كلمتك حول هذه الأفكار.

2. تحدث بشكل طبيعي
أنت لست ممثلاً، بل متحدث، وعليه كن على طبيعتك ولا تحاول تقمص أي شخصية أخرى، وفي هذا الصدد يقول (ويدنر) إن هناك عدداً كبيراً من الخطباء الذين يحاولون محاكاة وتقليد نمط الكلام ولهجة خطباء آخرين يريدون أن يتشبهوا بهم، تحدث فقط بالطريقة التي تعودت أن تتحدث بها دومًا، فأنت لست مضطرًا لكي تكون خطيبًا مفوهًا أن تبني أنماط الآخرين في الحديث.

3. الاتصال بالعين
خلال تلقيك دروسًا في القيادة، فإن مدرب القيادة يوجهك إلى ضرورة النظر في المرايا بشكل مستمر، ولذا فأنت طوال عملية القيادة تنظر في المرآة اليمنى فاليسرى، ثم المرآة التي في المنتصف، كذلك الأمر عند إلقاء كلمتك، لا تركز بصرك على مركز القاعة فحسب، بل اعمل على تقليب بصرك في شتى أرجاء القاعة التي تلقي فيها كلمتك محققًا التواصل مع المخاطبين في مختلف أنحاء القاعة، تماما مثلما تقلب عينيك بين شتى المرايا أثناء القيادة.

4. تحكم في يديك
تعد اليدان إحدى الوسائل الرئيسية للتواصل مع الجمهور المخاطب بعد الوجه، ومن المفضل عند استهلال الخطبة إراحة اليدين على المنصة التي تلقي منها كلمتك، وإذا لم تكن هناك منصة يمكن طي اليدين أمامك أو خلفك، فمن بين الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من المتحدثين الإكثار من تحريك اليدين بسبب وبدون سبب مما يشتت ذهن المستمعين ويحول دون الإنصات بتركيز لما يقوله المتحدث، ومن المؤسف أن الإكثار من تحريك اليدين هو الأمر الذي سيبقى في أذهان المستمعين، بدلا من الأفكار التي كنت ترغب في توصيلها إليهم.. وقد يكون ذلك نافعًا في بعض الأحيان، لتوصيل الفكرة أو إيضاح الصورة، كما كان يحكى عن أحد الخطباء على المنبر أنه حين أراد الحديث عن فرعون فتلا قول الله تعالى: (إن فرعون علا في الأرض..) الآية.. فقام برفع إصبعه عند قوله (علا) ثم قام بخفضها إلى الأرض عند قوله (في الأرض) وكأن علوه في الأرض كان علوًا متدنيًا لم يتجاوز الثرى إلى الثريا، وهو العلو المحمود – أي العلو للثريا.

5. كن متحمساً لما تطرحه
لا يهم الموضوع الذي تطرحه في كلمتك بقدر ما تهم قدرتك على إقناع جمهور المستمعين بمدى إيمانك وتحمسك لهذا الموضوع، لا تحاول أن تتصنَّع، ولكن حاول أن تظهر بشكل تلقائي مدى حماسك وانتمائك للشركة أو المهنة، فالجمهور يعشق المتحدثين الذين يظهرون حماسًا شديدًا للموضوع الذي يتحدثون فيه، أظهر هذا الحماس في صوتك ونظراتك ولهجتك في التحدث إلى الجمهور بحيث تنقل هذا الحماس وهذه العاطفة إلى المستمعين أنفسهم.

6. كن متوازناً
لا تحاول أن تضمن العرض التقديمي الكثير من النقاط التي ستتناولها في كلمتك، فقط ضمنه النقاط الأساسية واترك التفاصيل للورق المطبوع الذي يمكن للمستمعين قراءته في وقت لاحق، استخدم برنامج الباوربوينت - مثلاً- لعرض شريحة أو اثنتين تتضمنان النقاط الرئيسية، ولكن لا تسرف في ذلك، فيجب أن تظل عيون المستمعين وآذانهم معلقة بك أنت، لا بشاشة العرض، وبين الفينة والأخرى انقل تركيز المستمعين إلى الشاشة ثم إليك مرة أخرى، لا تجعل عرض أي شريحة يستغرق أكثر من خمس ثوان، وإلا تكون قد ضمنت هذه الشريحة أكثر مما ينبغي، وإذا ما كان هناك أمر يتسم بالتعقيد وترغب في توصيله إلى المستمعين يمكنك أن تقدم لهم فكرة عامة عن هذا الأمر وتترك التفاصيل للورق المطبوع الذي يتم توزيعه على المستمعين.

7. تول إدارة العلاقات قبل وبعد إلقاء كلمتك
إن الناس عادة ما تنصت بشكل أفضل إلى المتحدثين الذين يعرفونهم من قبل، فهذه المعرفة توفر قدرًا من الثقة في شخص المتكلم وفيما سيطرحه من أفكار، ولذا قد يكون من المستحب أن تقوم بجولة في القاعة التي ستلقي فيها كلمتك قبل بدء الاجتماع محاولا تعريف المستمعين بك, أو إذا كانت محاضرة أو درس علم فيُنبه إليه قبل البدء بأيام حتى يستعد الحضور لقدوم هذا الضيف أو المربي.

8. استخدم القصص
لا تعتمد في كلمتك على مجرد سرد الحقائق، بل اعمل على أن تضمِّن كلمتك قصصًا وخبرات من الحياة تعلق بأذهان المستمعين عند العودة إلى منازلهم، خذ الوقت الكافي الذي يمكنك من رسم صورة في أذهان المستمعين لما تطرحه من أفكار، وهذه من أنجح وأنفع الطرق والأساليب لإيصال المعنى للمستمعين من خلال ربطهم بقصة أو حدث من الواقع، والمُجرب والمُربي يعرف ذلك تمامًا، ويعلم جيدًا مدى تأثيره على من يقوم بدعوتهم.

9. اعرف جيداً ما تريد أن تطرحه
لا يوجد أفضل من أن يكون الفرد مستعدًا بكافة المواد والمعلومات التي يحتاج إليها عند إلقاء كلمته، فإن مثل ذلك الأمر يجنبه ما قد يتعرض له من مواقف محرجة إذا ما اعتلى منصة الخطابة دون أن يكون مهيأ لشتى الاحتمالات، تفاعل مع المستمعين.. تعمد من وقت لآخر أثناء إلقاء كلمتك أن تطلب رأي المستمعين فيما تقول، وأن تمنحهم فرصة طرح أسئلة، فإن مثل ذلك الأمر يكسر الرتابة ويمنحك استراحة، كما يوفر في ذات الوقت أيضًا فرصة للمستمعين للتواصل معك، ومع بعضهم البعض.

10. تجنب الإحباط
أنت لا تعرف السبب الحقيقي الذي يجعل أحد الحاضرين لا ينصت لما تقول أو لماذا يغادر آخر القاعة، وهناك العديد من الأسباب التي تحول بين هذا وبين الإنصات بشكل جيد لما تقول؛ كما قد تكون هناك أسباب أخرى لا تتصل بك من قريب أو بعيد هي التي دعت البعض إلى مغادرة القاعة، افترض أنها أسباب أخرى هي التي دعت إلى ذلك واستمر في إلقاء كلمتك.

11. لا تتجاوز الوقت المحدد لك
وهذه أيضاً من الأمور المهمة جدًا، والتي ينبغي على المتحدث أو المحاضر أو الخطيب مراعاتها والانتباه إليها، فالتحدث لفترات طويلة وتجاوز الوقت المحدد لكلمتك هي أسرع طريقة تفقد بها المستمعين القدرة على التواصل معك، والتركيز فيما تقول، ونصيحتي من خلال التجربة هي محاولة أن تنهي كلمتك في الوقت المحدد لها، بل من الأفضل أن تتمكن من الانتهاء منها قبل الموعد المحدد، فذلك سوف ينال إعجاب المستمعين.

الملخص: حدد الأفكار رتبها وتبناها - وحدد الوقت، كن بسيطا واضحا، وكن نفسك، راعي حركة اليد وتوزيع النظرات.
فن التأثير في الناس

1. ابتسم: الابتسامة تقول اني أحبك، فأنت تجعلني سعيد وأنا سعيد برؤيتك، وكل شخص تبتسم له ستجده تلقائيا يبتسم لك، وستجد الجميع يبتسمون لك، ويحبونك.
2. تذكر الأسماء: أي شخص يهتم ويعتز باسمه أكثر مما يهتم بجميع الأسماء الموجودة على الأرض، فإذا ناديته باسمه ونطقت به بسهولة، فانك ستترك في نفسه أطيب الأثر وتشعره بأهميته وبالتالي تكسب محبته وتعاطفه.
3. اظهر اهتمامك بالآخرين: الناس لا تهتم بك بل يهتمون بأنفسهم، فان اهتممت بهم اكتسبت صداقتهم، فتذكر تواريخ ميلادهم، والمناسبات مثل الأعياد والأفراح والأمراض، وكذا الرد على التليفون بطريقة ودية مع إظهار الابتهاج في الحديث، والاهتمام باهتماماتهم مثل هواياتهم مثلا. تذكر دائماً أن الإنسان الذي لا يهتم بالآخرين هو الذي سيعاني من مصاعب الحياة، والمرء يستطيع كسب اهتمام وتعاون أشهر الناس عن طريق إبداء اهتمامه الشديد بهم.
4. كن مستمعاً لبقاً: إن أردت أن تكون متحدثا لبقا، فكن مستمعا متنبها وأنصت باهتمام واسأل ما يحلو للشخص الآخر الإجابة عليه، وشجعه للتحدث عن نفسه وعن منجزاته، فأي إنسان يهتم بنفسه ورغباته ومشاكله أضعاف اهتمامه بك وبمشاكلك، فالألم الذي يصيب أسنانه هو أهم عنده من خمسين زلزال.. فالقدرة على الإنصات نادرة أكثر من أي صفة أخرى، وهو من الصفات الهامة في نجاح المفاوضات.
5. تحدث عن الأشياء التي هي موضع اهتمام الآخرين: الطريق الرئيسي لقلب الإنسان هو محادثته عن الأشياء التي يعتز بها، فلو لم تكتشف ما الذي يثير اهتمام وحماسة الشخص الآخر منذ البداية لما استطعت كسب مودته أو تحقيق غايتك.. فطبيعة النفس البشرية حب الاستماع للأشياء التي تعتز بها، ولذا فإنها كانت أقرب طريق لإثارة اهتمام الناس.
6. لا تنتقد دائماً.. واحترم أراء الآخرين: إذا حذفت الانتقاد الدائم من أسلوبك ولم تقل لأحد أنه مخطئ، واستخدمت بدلا منه الثناء والتقدير، وامتنعت عن الكلام بما ترغب شخصيا وحاولت التطلع من خلال وجهة نظر الآخرين؛ فستجد نفسك رجلا مختلفا كليا وأكثر سعادة وأصدقاء، وتلك هي الأمور المهمة في الحياة. باستطاعتك أن تقول لأي إنسان أنه مخطئ، فهل تريده أن يوافقك على ذلك؟ أبداً.. فأنت وجهت له ضربة مباشرة إلى ذكائه وحكمته وكبريائه واحترامه لذاته، وبذلك بثثت فيه الرغبة في إعادة الضربة لك، ولن تجعله يحيد عن رأيه لأنك مسست شعوره. فان أخطأ شخص أليس من الأفضل أن تبادر بالقول: حسنا إن لي رأيا آخر وربما أكون مخطئاً؟؟ فالتوقف عن اتهام الناس سيعود علينا بنتائج جيدة.
7. لا تجادل: فانه لا يمكنك الظفر بنقاش وأفضل طريقة للخروج من الجدل بأفضل النتائج هي أن تتجنب الجدل؛ لأنك إن خسرتها ستخسرها، وان ربحتها ستخسرها؛ لأنك ستشعر بالرضي ولكن الشخص الآخر ؟ لقد جرحت كبرياؤه وجعلته يشعر بالنقص، وسيحتقر فوزك وبذلك تكون قد خسرته، ولن تستطيع إرغامه على الاعتقاد بما هو ضد إرادته... يمكن أن تكون على حق وتبقى كذلك في جدالك، لكنك إن أردت أن تغير تفكير الشخص الآخر فإنك ستفشل كما لو كنت مخطئا تماما.
8. تحدث بطريقة ودية دون غضب: إذا كنت في قمة غضبك وأفرغت غيظك على الآخرين فإنك ستستريح، ولكن ماذا عن الشخص الآخر؟ هل سيشاركك راحتك هذه؟ وهل لهجتك الحادة وأسلوبك العدائي يسهل أمر مشاطرتك الرأي؟ وهل يكون هذا فن تحويل الأعداء إلى أصدقاء؟ إن الناس لا يمكن إجبارهم على الاتفاق معي أو معك، ولكن يمكن قيادتهم لذلك إن كنا في غاية اللطف والتودد معهم؛ وهذا ما يفعله رجال الأعمال من محاولة التودد والتقرب من المضربين، والمحاميين وما يستخدمونه من أسلوب التودد في مرافعاتهم للتأثير على القضاة. قال تعالى: لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. وقال: وجادلهم بالتي هي أحسن. وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه.