Saturday, April 23, 2011

خلع مبارك أم خلع طلال - دروس وعبر

إن أعظم فائدة للقراءة خاصة قراءة التاريخ هي أخذ العبرة واستشراف المستقبل، وإذا لم يهتم المرء بدروس التاريخ ضاع ولم يصبح شيئا في الجغرافيا (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ - يوسف 111).

بسبب صدام المصالح قررت الحكومة البريطانية خلع الملك طلال بن عبد الله (ملك الأردن – والد الملك حسين الثاني النافق في أوائل القرن الحالي) نظراً لنزعته التحررية وطموحاته الإسلامية.. في بادئ الأمر حدث الصدام بين المندوب البريطاني بالأردن والملك طلال مما أدي إلى تدبير التآمر بين زوجته زين وإبنها حسين - الذين ضاقا ذرعا بحياة التقشف النسبي – وبالتعاون مع سفير الإستعمار الثقافي.. إتفق الجميع على خلع الملك طلال بتمركزهم حول هدف واحد متذرعين بمرض الملك الذي بسببه لا يقدر على إدارة شئون البلاد لدرجة أنهم أودعوه بالمستشفيات العقلية في مصر تارة وتركيا تارة أخرى تحت الحراسة المشددة التي تشبه الإقامة الجبرية. حكى حارس الملك الخاص (المقدم طوقان) نقلا عنه أنه كان متزننا في معظم أوقات محبسه إلا في القليل من الحالات نظرا لإحساسه الشديد بالظلم والإضطهاد من أقرب الناس، الزوجة التي ولعت بالمُلك وأساءت من إستخدام سلطاتها بصفتها الوصية على الملك الصغير وانبرت في التربح تارة بتهريب الذهب لبيعه في تركيا من خلال الوسيط الإسرائيلي وتارة بإدخال المخدرات من تركيا للأردن كما حكا طوقان عن لسان طلال في المذكرات الممهورة بتوقيع الأخير. أما ابنه حسين فقد دلف إلى كل أبواب المجون والترف وإحتساء الخمر والولع بالنساء ليس فقط من بني جنسه بل أيضا بالأوروبيات. وأكثر ما زاد من سخط الملك طلال المخلوع على زوجته وابنه أنهما تعاونا مع الإستعمار الصهيوني لتقطيع أواصر الأمة الإسلامية ورضخا لأوامر السفير البريطاني خارجين من العباءة العربية وداعمين للمستعمر الصهيوني، عاش الرجل في محبسه رهن الإقامة الجبرية إلى أن مات وحيدا إلا من بعض المخلصين الذين نقلوا أخبارة بأمانة للتاريخ. لقد خلعه سرعفة الزوجة المتجبرة وسفاهة الإبن العاق وبدعم أجنبي.. أما التاريخ فسيظل شاهدا للملك طلال أنه أبى الضيم والتعاون مع المعتدي والعدو الصهيوني، ولقد دعمه بعض من شباب الأردن لموقفه البطولي حتى ولو بدا معتلا كما وصفه بعض المقربين.

الرئيس المخلوع مبارك كان بداية عسكريا من الطراز الأول شارك في حرب أكتوبر المجيدة، لكنه كان لا يقرأ، ولا يسمع، ولا يحاور، فحرم نفسه من دروس التاريخ، كما أنه عاش متقوقعا على نفسه وبنرجسية مفرطة، ولم يشكل بطانة يستعين بها من مستشارين تكنوقراط يعوضنه عن ضعفه المعلوماتي أو جدبه الثقافي الذي عاش فيه مؤثرا سلامته الشخصية. وفي سياق ترك مقاليد الحكم للأسرة وإيثار الراحة والتروح المستديم بشرم الشيخ، قامت الزوجة وإبنها المدلل بالتعاون مع البطانة الفاسدة من الوزراء وإسكافية القوانين بتحضير ملف التوريث، في هذا المضمار أفسدوا كل ملامح الديمقراطية وقيدوا حريات التعبير ولو بالإشارة أو التلميح وانتهكوا كل الأعراف والقوانين وغضوا الطرف عن الفاسدين المفسدين مما أدى إلى إحتقان شباب مصر الحر، أما المؤسسة العسكرية فقد قالت عنها الإستخبارات المركزية الأمريكية أنها هي العقبة الوحيدة أمام ملف التوريث. وتزداد الأحداث توترا وإحتقانا بقيام الملكة سوزان وولي العهد جمال وبمباركة من الأب الحاضر الغائب، قاموا جميعا بتجريف ثروات مصر لصالحهم ولصالح مجموعة الفاسدين المدعين وزراء رجال الأعمال، قاموا بنهب البلاد والعباد ولم يتركوا إلا الأشلاء والحطام. لقد حكم مصر في هذه الحقبة مجموعة من اللصوص الذين انتهكوا واستحلوا كل غالي وثمين والأبشع من ذلك أنهم دنسوا القوانين والدساتير فبدلوها وإعتدوا على حرمتها وعلى القائمين عليها ولم يعبأوا بكتابة التاريخ وتلميح الشرفاء. وفي الخامس والعشرين من يناير عام 2011 قام الشباب المقهور وبدعم من جميع شرائح الشعب المصري وبإحتضان وحماية القوات المسلحة المجيدة، قاموا بالثورة البيضاء التي خلعت الرئيس وقلبت كل أركان الفساد رأسا على عقب، الفساد الذي إستشرى في كل مؤسسات البلاد على يد المنتسبين للحزب الوطني المحترق.

لو قارنا بين تاريخ الملك طلال – رحمه الله - والرئيس المخلوع مبارك نجد أوجها عدة للشبه فكلاهما بدأ وطنيا وكان الإبن المعتوه والزوجة المتغطرسة السبب المباشر أو غير المباشر في الخلع، وكلا الملكين – فقد كان مبارك ملكا في جمهورية صورية – كلاهما أصيب بداء نفسي يرقى لما يسمى بعته الحكم على الأمور. وإذا فتشنا على أوجه الإختلاف نرى أن التاريخ قد كتب للملك طلال سطورا من نور - جاهد بكلمته المستعمر وإستمسك بمبادئه ورفض كل أنواع الإملاء من البريطانيين لصالح اليهود لدرجة أنهم اتهموه بالجنون – بل هو العاقل وهم المتآمرون. والرئيس غير المأسوف عليه مبارك لم يدخر وسعا في نسف أي شرف في سيرته، وبصفاقة غير مسبوقة إتهم جميع أبناء شعبه بالعمالة وضيق الأفق وعدم الفهم، وهو حكم بطبيعة الحال لا يرقى لمجرد التفكير في دفعه. كما أنه باع دينه وآخرته بدنيا غيره – ورثته.. زوجته وأولاده وأحفاده، وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول الله أعلم بمآله.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - التغابن - 14).

والآن أسألك أخي العزيز.. أيهما أشرف خلع مبارك أم خلع طلال!! أقول لك أنه بالرغم من أن السبب واحد – طمع الأهل والبطانة – إلا أن كلاهما أفضى إلى أسوأ نهاية.

‫جوائز أوسكار الثورة - ثورة مصر 25 يناير 2011

جـــائزة أحلى من الشرف مافيش: صفوت الشريف
جـــايزة أجمل إبتسامة: يوسف بطرس غالى
جـــائزة البومة:خديجة الجمّــال
جايزة أحسن مشهد اغتصاب:علاء الأسواني وأحمد شفيق
جـــائزة رصيد مدى الحيــاة: الجيش المصري بدون منـازع
جائزة احسن دور ثاني: الراجل الي ورا عمر سليمان
جـــائزة بيست إنجليش لانجويدج: مناصفة بين عمر سليمـــان و تـامر بتــاع غمرة
جايزة احسن خدامة: مناصفة بين عيشة عبد الهادى و توفيق عكاشة
جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن مجمل اعماله: مهداة الي روح الفنان كمال الشاذلي
افضل فيلم رعب: مليونيه الجمعه
جايزة أكثر الكلمات ايحاء: زنجة
جائزة احسن فتوى: شومان عن فتوى العلمانى
جائزة افضل خطاب سياسي: معمر القذافي عن دوره في مسرحية من انتم
جائزه افضل ملابس: القذافى
جائزة أفضل مشهد ساخن: تامر حسني في التحرير
جائزه افضل سيناريو: الاجندات الاجنبيه
جائزة معاهم معاهم عليهم عليهم:عمرو و عماد أديب
جائزة افضل معركة حربية: موقعة الجمل
جائزة احسن تنظيم: الثورة المضادة
جائزة احسن احساس: تامر بتاع غمره عن مقطع متصعبهاش عليا
احسن مسلسل واقعى: بريزون بريك عن قصة الاخوين مبارك
نقـــــــــــــــــلاً عن فواز راشد