Sunday, June 1, 2008

تحسين التواصل مع الآخرين


1. عليك بالبساطة
يعتقد الكثيرون أن نمط حديثهم لا بد أن يكون تفصيليًا ومعقدًا، إلا أن الواقع أظهر أن أفضل الخطباء عادة ما يتسم خطابهم بالبساطة، فالهدف الرئيسي من خطابك هو التواصل مع الآخرين، وعليه حاول أن تتجنب ما يمكن أن يشتت أذهان المستمعين عنك، وعند إعداد كلمتك اجعل الأفكار التي تريد توصيلها إلى الآخرين هي محور تفكيرك وقم ببناء كلمتك حول هذه الأفكار.

2. تحدث بشكل طبيعي
أنت لست ممثلاً، بل متحدث، وعليه كن على طبيعتك ولا تحاول تقمص أي شخصية أخرى، وفي هذا الصدد يقول (ويدنر) إن هناك عدداً كبيراً من الخطباء الذين يحاولون محاكاة وتقليد نمط الكلام ولهجة خطباء آخرين يريدون أن يتشبهوا بهم، تحدث فقط بالطريقة التي تعودت أن تتحدث بها دومًا، فأنت لست مضطرًا لكي تكون خطيبًا مفوهًا أن تبني أنماط الآخرين في الحديث.

3. الاتصال بالعين
خلال تلقيك دروسًا في القيادة، فإن مدرب القيادة يوجهك إلى ضرورة النظر في المرايا بشكل مستمر، ولذا فأنت طوال عملية القيادة تنظر في المرآة اليمنى فاليسرى، ثم المرآة التي في المنتصف، كذلك الأمر عند إلقاء كلمتك، لا تركز بصرك على مركز القاعة فحسب، بل اعمل على تقليب بصرك في شتى أرجاء القاعة التي تلقي فيها كلمتك محققًا التواصل مع المخاطبين في مختلف أنحاء القاعة، تماما مثلما تقلب عينيك بين شتى المرايا أثناء القيادة.

4. تحكم في يديك
تعد اليدان إحدى الوسائل الرئيسية للتواصل مع الجمهور المخاطب بعد الوجه، ومن المفضل عند استهلال الخطبة إراحة اليدين على المنصة التي تلقي منها كلمتك، وإذا لم تكن هناك منصة يمكن طي اليدين أمامك أو خلفك، فمن بين الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من المتحدثين الإكثار من تحريك اليدين بسبب وبدون سبب مما يشتت ذهن المستمعين ويحول دون الإنصات بتركيز لما يقوله المتحدث، ومن المؤسف أن الإكثار من تحريك اليدين هو الأمر الذي سيبقى في أذهان المستمعين، بدلا من الأفكار التي كنت ترغب في توصيلها إليهم.. وقد يكون ذلك نافعًا في بعض الأحيان، لتوصيل الفكرة أو إيضاح الصورة، كما كان يحكى عن أحد الخطباء على المنبر أنه حين أراد الحديث عن فرعون فتلا قول الله تعالى: (إن فرعون علا في الأرض..) الآية.. فقام برفع إصبعه عند قوله (علا) ثم قام بخفضها إلى الأرض عند قوله (في الأرض) وكأن علوه في الأرض كان علوًا متدنيًا لم يتجاوز الثرى إلى الثريا، وهو العلو المحمود – أي العلو للثريا.

5. كن متحمساً لما تطرحه
لا يهم الموضوع الذي تطرحه في كلمتك بقدر ما تهم قدرتك على إقناع جمهور المستمعين بمدى إيمانك وتحمسك لهذا الموضوع، لا تحاول أن تتصنَّع، ولكن حاول أن تظهر بشكل تلقائي مدى حماسك وانتمائك للشركة أو المهنة، فالجمهور يعشق المتحدثين الذين يظهرون حماسًا شديدًا للموضوع الذي يتحدثون فيه، أظهر هذا الحماس في صوتك ونظراتك ولهجتك في التحدث إلى الجمهور بحيث تنقل هذا الحماس وهذه العاطفة إلى المستمعين أنفسهم.

6. كن متوازناً
لا تحاول أن تضمن العرض التقديمي الكثير من النقاط التي ستتناولها في كلمتك، فقط ضمنه النقاط الأساسية واترك التفاصيل للورق المطبوع الذي يمكن للمستمعين قراءته في وقت لاحق، استخدم برنامج الباوربوينت - مثلاً- لعرض شريحة أو اثنتين تتضمنان النقاط الرئيسية، ولكن لا تسرف في ذلك، فيجب أن تظل عيون المستمعين وآذانهم معلقة بك أنت، لا بشاشة العرض، وبين الفينة والأخرى انقل تركيز المستمعين إلى الشاشة ثم إليك مرة أخرى، لا تجعل عرض أي شريحة يستغرق أكثر من خمس ثوان، وإلا تكون قد ضمنت هذه الشريحة أكثر مما ينبغي، وإذا ما كان هناك أمر يتسم بالتعقيد وترغب في توصيله إلى المستمعين يمكنك أن تقدم لهم فكرة عامة عن هذا الأمر وتترك التفاصيل للورق المطبوع الذي يتم توزيعه على المستمعين.

7. تول إدارة العلاقات قبل وبعد إلقاء كلمتك
إن الناس عادة ما تنصت بشكل أفضل إلى المتحدثين الذين يعرفونهم من قبل، فهذه المعرفة توفر قدرًا من الثقة في شخص المتكلم وفيما سيطرحه من أفكار، ولذا قد يكون من المستحب أن تقوم بجولة في القاعة التي ستلقي فيها كلمتك قبل بدء الاجتماع محاولا تعريف المستمعين بك, أو إذا كانت محاضرة أو درس علم فيُنبه إليه قبل البدء بأيام حتى يستعد الحضور لقدوم هذا الضيف أو المربي.

8. استخدم القصص
لا تعتمد في كلمتك على مجرد سرد الحقائق، بل اعمل على أن تضمِّن كلمتك قصصًا وخبرات من الحياة تعلق بأذهان المستمعين عند العودة إلى منازلهم، خذ الوقت الكافي الذي يمكنك من رسم صورة في أذهان المستمعين لما تطرحه من أفكار، وهذه من أنجح وأنفع الطرق والأساليب لإيصال المعنى للمستمعين من خلال ربطهم بقصة أو حدث من الواقع، والمُجرب والمُربي يعرف ذلك تمامًا، ويعلم جيدًا مدى تأثيره على من يقوم بدعوتهم.

9. اعرف جيداً ما تريد أن تطرحه
لا يوجد أفضل من أن يكون الفرد مستعدًا بكافة المواد والمعلومات التي يحتاج إليها عند إلقاء كلمته، فإن مثل ذلك الأمر يجنبه ما قد يتعرض له من مواقف محرجة إذا ما اعتلى منصة الخطابة دون أن يكون مهيأ لشتى الاحتمالات، تفاعل مع المستمعين.. تعمد من وقت لآخر أثناء إلقاء كلمتك أن تطلب رأي المستمعين فيما تقول، وأن تمنحهم فرصة طرح أسئلة، فإن مثل ذلك الأمر يكسر الرتابة ويمنحك استراحة، كما يوفر في ذات الوقت أيضًا فرصة للمستمعين للتواصل معك، ومع بعضهم البعض.

10. تجنب الإحباط
أنت لا تعرف السبب الحقيقي الذي يجعل أحد الحاضرين لا ينصت لما تقول أو لماذا يغادر آخر القاعة، وهناك العديد من الأسباب التي تحول بين هذا وبين الإنصات بشكل جيد لما تقول؛ كما قد تكون هناك أسباب أخرى لا تتصل بك من قريب أو بعيد هي التي دعت البعض إلى مغادرة القاعة، افترض أنها أسباب أخرى هي التي دعت إلى ذلك واستمر في إلقاء كلمتك.

11. لا تتجاوز الوقت المحدد لك
وهذه أيضاً من الأمور المهمة جدًا، والتي ينبغي على المتحدث أو المحاضر أو الخطيب مراعاتها والانتباه إليها، فالتحدث لفترات طويلة وتجاوز الوقت المحدد لكلمتك هي أسرع طريقة تفقد بها المستمعين القدرة على التواصل معك، والتركيز فيما تقول، ونصيحتي من خلال التجربة هي محاولة أن تنهي كلمتك في الوقت المحدد لها، بل من الأفضل أن تتمكن من الانتهاء منها قبل الموعد المحدد، فذلك سوف ينال إعجاب المستمعين.

الملخص: حدد الأفكار رتبها وتبناها - وحدد الوقت، كن بسيطا واضحا، وكن نفسك، راعي حركة اليد وتوزيع النظرات.
فن التأثير في الناس

1. ابتسم: الابتسامة تقول اني أحبك، فأنت تجعلني سعيد وأنا سعيد برؤيتك، وكل شخص تبتسم له ستجده تلقائيا يبتسم لك، وستجد الجميع يبتسمون لك، ويحبونك.
2. تذكر الأسماء: أي شخص يهتم ويعتز باسمه أكثر مما يهتم بجميع الأسماء الموجودة على الأرض، فإذا ناديته باسمه ونطقت به بسهولة، فانك ستترك في نفسه أطيب الأثر وتشعره بأهميته وبالتالي تكسب محبته وتعاطفه.
3. اظهر اهتمامك بالآخرين: الناس لا تهتم بك بل يهتمون بأنفسهم، فان اهتممت بهم اكتسبت صداقتهم، فتذكر تواريخ ميلادهم، والمناسبات مثل الأعياد والأفراح والأمراض، وكذا الرد على التليفون بطريقة ودية مع إظهار الابتهاج في الحديث، والاهتمام باهتماماتهم مثل هواياتهم مثلا. تذكر دائماً أن الإنسان الذي لا يهتم بالآخرين هو الذي سيعاني من مصاعب الحياة، والمرء يستطيع كسب اهتمام وتعاون أشهر الناس عن طريق إبداء اهتمامه الشديد بهم.
4. كن مستمعاً لبقاً: إن أردت أن تكون متحدثا لبقا، فكن مستمعا متنبها وأنصت باهتمام واسأل ما يحلو للشخص الآخر الإجابة عليه، وشجعه للتحدث عن نفسه وعن منجزاته، فأي إنسان يهتم بنفسه ورغباته ومشاكله أضعاف اهتمامه بك وبمشاكلك، فالألم الذي يصيب أسنانه هو أهم عنده من خمسين زلزال.. فالقدرة على الإنصات نادرة أكثر من أي صفة أخرى، وهو من الصفات الهامة في نجاح المفاوضات.
5. تحدث عن الأشياء التي هي موضع اهتمام الآخرين: الطريق الرئيسي لقلب الإنسان هو محادثته عن الأشياء التي يعتز بها، فلو لم تكتشف ما الذي يثير اهتمام وحماسة الشخص الآخر منذ البداية لما استطعت كسب مودته أو تحقيق غايتك.. فطبيعة النفس البشرية حب الاستماع للأشياء التي تعتز بها، ولذا فإنها كانت أقرب طريق لإثارة اهتمام الناس.
6. لا تنتقد دائماً.. واحترم أراء الآخرين: إذا حذفت الانتقاد الدائم من أسلوبك ولم تقل لأحد أنه مخطئ، واستخدمت بدلا منه الثناء والتقدير، وامتنعت عن الكلام بما ترغب شخصيا وحاولت التطلع من خلال وجهة نظر الآخرين؛ فستجد نفسك رجلا مختلفا كليا وأكثر سعادة وأصدقاء، وتلك هي الأمور المهمة في الحياة. باستطاعتك أن تقول لأي إنسان أنه مخطئ، فهل تريده أن يوافقك على ذلك؟ أبداً.. فأنت وجهت له ضربة مباشرة إلى ذكائه وحكمته وكبريائه واحترامه لذاته، وبذلك بثثت فيه الرغبة في إعادة الضربة لك، ولن تجعله يحيد عن رأيه لأنك مسست شعوره. فان أخطأ شخص أليس من الأفضل أن تبادر بالقول: حسنا إن لي رأيا آخر وربما أكون مخطئاً؟؟ فالتوقف عن اتهام الناس سيعود علينا بنتائج جيدة.
7. لا تجادل: فانه لا يمكنك الظفر بنقاش وأفضل طريقة للخروج من الجدل بأفضل النتائج هي أن تتجنب الجدل؛ لأنك إن خسرتها ستخسرها، وان ربحتها ستخسرها؛ لأنك ستشعر بالرضي ولكن الشخص الآخر ؟ لقد جرحت كبرياؤه وجعلته يشعر بالنقص، وسيحتقر فوزك وبذلك تكون قد خسرته، ولن تستطيع إرغامه على الاعتقاد بما هو ضد إرادته... يمكن أن تكون على حق وتبقى كذلك في جدالك، لكنك إن أردت أن تغير تفكير الشخص الآخر فإنك ستفشل كما لو كنت مخطئا تماما.
8. تحدث بطريقة ودية دون غضب: إذا كنت في قمة غضبك وأفرغت غيظك على الآخرين فإنك ستستريح، ولكن ماذا عن الشخص الآخر؟ هل سيشاركك راحتك هذه؟ وهل لهجتك الحادة وأسلوبك العدائي يسهل أمر مشاطرتك الرأي؟ وهل يكون هذا فن تحويل الأعداء إلى أصدقاء؟ إن الناس لا يمكن إجبارهم على الاتفاق معي أو معك، ولكن يمكن قيادتهم لذلك إن كنا في غاية اللطف والتودد معهم؛ وهذا ما يفعله رجال الأعمال من محاولة التودد والتقرب من المضربين، والمحاميين وما يستخدمونه من أسلوب التودد في مرافعاتهم للتأثير على القضاة. قال تعالى: لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. وقال: وجادلهم بالتي هي أحسن. وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه.

No comments: