Thursday, August 9, 2007

عبقرية العقاد في العبقريات

يحفل التاريخ الإسلامي بالشخصيات الفريدة التي خلقت لتبقى على مر السنين، وتربت - على يدي رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- تربت لتقتدي وتبدع في تنشأة الأجيال وضرب الأمثال لا سيما في مختلف طرائق الحياة المستقيمة. لقد قص وقرأ التاريخ آلاف المرات من المعاصرين والتابعين وتمتع المستمع والقارئ بظواهر الأحداث ونقلوها للأبناء والأحفاد فكانت لهم بمثابة الهداية والدستور على الطريق المستقيم، أما وأن يسرد التاريخ من محلل نفسي خبير بالطبائع البشرية، قدير على الإلمام بمفاتيح الشخصية، ضليع في وصف المواقف ودلالتها دون الإختصار المخل أو الإطناب الممل، فعندها ستكون الهداية هدايات والدستور فهرس دساتير. إن عبقرية استنباط العبر والدروس من التاريخ لابد لها من قارئ نهم على نفس المقدار من الألمعية والذكاء، كما أنها تحتاج لعدة عوامل ربما من أهمها الأسلوب العلمي السليم في تناول الأخبار المتضاربة، والذكاء الفطري في تغليب أحد الآراء على الآخر حسب السياق مع مراعاة الظروف النفسية والتاريخية للأبطال، هذا بالإضافة إلى سبر أغوار العمق النفسي للشخوص بطريقة علمية. ولقد تآلفت جل هذه العوامل –إن لم يكن كلها – في الكاتب الفذ العملاق الأستاذ العقاد، وقد أثبت بإقتدار أنه حقا مدرسة الأدب الإسلامي من خلال كتابته للعبقريات الأسلامية.
لم تكن كتابة الأستاذ العقاد عن عبقرية أعظم العظماء سيدنا رسول الله إلا تشريفا للكاتب، ولم يحط به يراعه إلا شطرا، فالرسول محمد ص وإن كان بشرا إلا أن خلقه كان قرآنيا وأعماله في معظمها وحيا، فالمغرور هو من سولت له نفسه أن يفند مآثر هذا العظيم أو حتى وصف جوانب خلقه الكريم، فلقد أعيا معاصروه أن يصفوه إلا إجمالا بكل مكارم الأخلاق، فعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. إلا أننا لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نؤكد أنه من أهم جوانب حياة الرسول ص التى تجلت فيها عظمته - كما وصفها العقاد - أنه صلى الله عليه وسلم إصطفى إليه في بداية دعوته عظماء العرب الذين أعز بهم الله الدين، ولعل هذا يكون دالا على الوحي الرباني والدعم السماوي لهذا الرسول الكريم ولهذا الدين القيم.
لقد تناول أستاذنا الكبير العقاد جوانب شخصية الخليفة الأول لرسول الله –أبي بكر الصديق- وأمير المؤمنين –عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما، بأسلوب مجدد فريد، كما أنه أنبأ عن جدارة وإقتدار في تحليل الأحداث كما هو معهود من العملاق الكاتب. تبين لنا وكأن الكاتب عاصر الأحداث أو على الأقل دنا منها من حيث الزمان والمكان فيعطى للقارئ أعلى قدر من تعايش القصص وأكبر مقدار من المصداقية، في أسلوب سهل ممتنع يصعب على القلم وصف دلالاته، فمهما كانت الكلمة غريبة فهي لطيفة وواضحة من السياق وتعطي المعنى العام دون تكلف أو تكليف. وقد إتضحت عبقرية العقاد في أستنباط مفتاح الشخصية، فأدرك بألمعية فذة أنها كانت في الصديق متمثلة في الإعجاب بالبطولة المحمدية، فأعجب به وصادقه قبل البعثة وصدقه في الرسالة دون تردد أو تفكير وآمن بإسرائه دون شواهد أو تبرير، وكيف لا وهو يصدقه في أمر وحي السماء. فلقد كان أبو بكر الصديق مثالا للإقتداء بمحمد النبي ص فكانت خلافته امتدادا لما رسمه صاحبه حتي في إرسال البعثات وتعيين الأمراء، وكيف لا وهو أكثر صحابي لازمه منذ البعثة وعلى مدار ثلاثة وعشرين عاما. ولقد اعتبره العقاد من مدرسة المحافظين بالإصطلاح السياسي الحديث، ولقد خلافته قصيرة الأمد ولكنها غزيرة وخطيرة الأحداث، والكاتب محق كل الحق في هذا الإعتبار. أنفذ جيش أسامة كما أمر الرسول الكريم ص، وحارب المرتدين بأسرع حسم كما حارب الرسول المنافقين وطرد المرجفين، وأرسل البعوث في كل تخوم الدولة الإسلامية الناشئة كي يرهب المقلقلين والمترددين كما أرهب الرسول أعداء الله المتربصين.
أما مفتاح شخصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقد تجلت في شخصية الجندي القويم الذي لا يسير إلا في الطريق المستقيم القادر على سحق أي عقبات في هذا الطريق ليحقق العدل، والرحمة دون هيبة لتوابع هذه العقبات. فقد تجلت شخصية عمر منذ نوى الدخول في الإسلام عندما قرأ سورة طه من صحيفة أخته فاطمة، حيث قرعت الآيات تلابيب فؤاده وعرف أنه حقا وحي من رب العالمين وليس بكلام بشر، هنالك فقط آمن بالنبي محمد بعد أن رأى برهان عقله وقلبه، فكان مثالا للمؤمن على بصيرة والمجتهد لمعرفة الحقيقة. أما خلافته التي امتدت زهاء عشر سنين فقد كانت مثالا لمدرسة المجددين بالتعبير الحديث، حيث الإجتهاد والتجديد كانا لازمين بعدما استقرت الدولة واتسعت رقعتها، مستعينا بآراء ومشورة الصحابة الكبار الذين شهدوا بدرا والذين أبقاهم جواره في المدينة لإصلاح أمور المسلمين. ولقد استطاع العقاد بعبقرية نافذة أن يفند صفات عمر رضي الله عنه والتي ظهرت لبعض المستشرقين وكأنها متناقضة وللآخرين وكأنها على نسق فكري واحد يتسم بضيق الأفق، فقد كانت شخصية عمر تركيبة من صفات جمعت فيها العدل والرحمة والفطنة والغيرة والإيمان، كل بمقدار يساعد بعضه بعضا لرسم هدف واحد هو العدالة الإجتماعية واستقرار الدولة الإسلامية.
عصر الفتن:
قد كانت خلافة الصديق والفاروق أمثل ما تكون كما رسمها الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكان عصر عثمان وعلي بداية لنهاية الخلافة كما تنبأها النبي الكريم (الخلافة ثلاثون عاما يكون بعدها ملكا)، وأصبح يتسم ذلك العصر بالفتن التي بدأت بعهد عثمان وبلغت أوجها في عهد علي، فتن كقطع الليل المظلم متمثلة في:
1. الفتنة الكبرى بين الخليفة الثالث عثمان ونائبه ومشيره الأول علي والذي كان باعثها الأساسي مروان بن الحكم (كاتم سر عثمان) الذي بث في عثمان رواسب العصبية القبلية لصالح بني أمية ونبذ كل ما هو قريشي وإن كان علي كرم الله وجهه، ولم يثبت على علي أبدأ أنه أظهر حقدا ولا ضغينه أو يمنع مشوره صادقه لأي من الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، كما إنه لم يكن مضطرا ليثبت ذلك فهو سريرته كعلانيته.
2. نزوح كبار الصحابة (الذين كان يستبقيهم الخليفة الأول والثاني جوارهما للمشورة) خارج المدينة لتبوأ الإمارات في عهد عثمان، وخلافهم مع علي الذي كان يرى مثل ما رأى أبي بكر وعمر وهو البقاء في المدينة للشورى، فقد تطلع طلحة والزبير لأمارتي العراق واليمن مستندين على دعم من أم المؤمنين عائشة وإنتهى الخلاف بمعركة الجمل وللأسف مقتل الصحابيين الجليلين.
3. الخلاف الذي دار بين علي ومعاوية، علي يرى عزل معاوية من إمارته حتميا منذ أن كان علي وزيرا لعثمان إلى أن تبوأ الخلافة بإجماع الصحابة والأمصار، أما معاوية فمستندا إلى منعة أمارته وولائها إياه فقد رفض البيعة لعلي وأنكر كفؤه للخلافة وطلب وألح في الطلب في أمر دم قريبه عثمان ليؤلب عليه الرعية خاصة من بني أمية إلى أن حدثت فتنة التحكيم.
4. كثرة الشاكين من القرشيين وغيرهم من سياسة أمير المؤمنين على لشظف العيش في الحجاز على الرغم من رغد العيش في أطراف الدولة الإسلامية. تكرار طلبهم لثأر عثمان وما كان ليأخده في أول خلافته لقلة الموالين حتى من الأهل خاصة بعد أن تحمل الآلاف مسئولية هذا الدم، مما جعله يتخذ من الكوفة مركزا للخلافة بدلا من المدينة.
5. الفتنة في صفوف جيش علي بين محب مغالي يؤلهه (الروافض) وقد أمر بإحراقهم وبين منكر لإستسلامه للتحكيم معتبرين ذلك كفر بين (الخوارج) وقد أمل الأمام في إستتابتهم، ثم خرج منهم عبد الرحمن بن ملجم وقتل أمير المؤمنين. أما المقاتلين العدول فقد أضناهم كثرة قتال المسلمين لبعضهم وشكوا في ذلك بعد إتفاق علي ومعاوية على الهدنة لحقن دماء المسلمين، ولكن متى وقد فقد كثير من الأخوان بلا ذنب!!!.
تفصيل لفترتي الفتنة
تجلت شخصية ذي النورين عثمان بن عفان بالسخاء والأريحية، فقد تقلد الخلافة بالشورى من الستة الصحابة الكبار الذين مات عنهم رسول الله ص وهو راض (عثمان، علي، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، الزبير وطلحة)، وتم مبايعتة بعد مدولات تمت بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان تارة وبين الأول وعلي تارة أخرى دون أن يعلم أحد تفاصيل هذه المداولات، وقد كان عثمان شيخا في السبعينات وعلي لم يتجاوز الأربعينات فكانت الأرجحية للأول. تميز عهد عثمان بن عفان بالتحول السياسي في الإطار العام للدولة الإسلامية:-
1. بعد أن كان الخليفة الأول والثاني يستبقي كبار الصحابة البدريين بالمدينة للإستعانة بهم في الشوري ولإبعادهم عن لوثة الدنيا ونعيمها حسب توصيات الصديق والتي أخذ بها الفاروق، بدأ هؤلاء الصحابة بالحركة خارج المدينة وتبوأ الإمارات والعيش في بحبوحة الترف ورفاهية الدور، وبدأ نظر الكل يرنو من كرسي الخلافة.
2. إعتمد عثمان على أهل الثقة من بني أمية في التعيين خاصة على كاتم سره وكبير ياورانه مروان بن الحكم الذي تمتع بأكبر قدر من العصبية القبلية وكان مثالا لأشد نوع من فساد البطانة عرفه التاريخ.
3. قويت أمارة الشام لمعاوية بن أبي سفيان وضرب المثل في الترف وسلطنة الأمارة، وصار يهيأ الطريق لتوريث إبنه زيد وبدأ يحدث إنفصاما بين الخلافة الدينية في المدينة المؤسسة على الشورى والدولة الدنيوية المعتمدة على التوريث، أو بالمعنى الحديث علمانية الدولة وفصل الدين عن السياسة.
4. تكرر ضجر الرعية -لاسيما في الإمارات- من ولاتهم ومن حياة التقشف بالرغم من ترف الولاة وإستأثارهم بموارد البلاد، وبذلك فقد المثل الأعلى للتشقف في العيش والذي كان يظهر واضحا في الخلفاء الأوائل. وعد عثمان بالتغيير وراوغ مروان في التنفيذ إلى أن جاءت الوفود للمدينة من مصر والكوفة والبصرة وتم حصار الخليفة في داره. ولقد كان علي -رضي الله عنه- في غير مرة أداة الخليفة في تهدأة الرعية وإمتصاص غضبهم ووعدهم بالتغيير. وأخيرا تمت جريمة الإغتيال الدهماء لشيخ جاوز الثمانين على أيدي الغوغاء دون أي مقاومة من شهود العيان.
بويع علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- بعد رفضه للخلافة أكثر من مرة ورفضها أكثر الصحابة الكبار، ولقد كان أرث الخلافة ثقيلا. تميز علي بمفتاح شخصية الفروسية بما فيها من الشهامة والإعتزاز بالنفس ورفض الضيم، إذا دوعي للمنازلة تقدم بدون تردد زودا عن حياض الدين ولكنه لا يبتدأ أبدا بالإعتداء. كان أرثه من الخلافة مضنيا للأسباب الآتية:-
1. شبه انفصال الإمارات حول الدولة المركزية خاصة أمارة الشام بمعاوية الذي أخذ يكرر الطلب في القصاص لعثمان والذي لم يعر هذا الأمر أهمية بعد أن آل الحكم إليه!!
2. تأليب الوفود على الخليفة – والذي أصبح ليس له من الأمر شئ – مطالبين بتغيير الأمراء لأسباب ظاهرة من أهمها تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة في العطية بين الحكام والمحكومين.
3. إستتبت في هذه الفترة ظاهرة الإنفصام النكد (التي وصفها المفكر الإسلامي سيد قطب) بين الدين متمثلا في الخلافة الدينية في المدينة وبين باقي أجزاء الدولة والتي أصبحت ملكا أو سلطانا يورث ويعزز أركانه بالعسكر وولائهم بجزيل العطايا، ولا يأمن للثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكومين كما كان في عهد الخليفتين الأول والثاني رضي الله عنهما.
تقييم العقاد العام لسياسة علي بن أبي طالب
كان في سياسته فهما وعلما ولكنه لم تكن فيها الحيلة العملية التي هي أقرب للغريزة منها إلى الذكاء.
فكان نعم الخليفة لو صادف أوان الخلافة، ونعم الملك لو جاء بعد توطيد الملك.
ولكنه لم يأت لخلافة بالإجماع ولا إلى ملك موطد، فحمل النقيضين.
أخفق حيث ينبغي أن يخطأ أو حيث يعيبه أن ينجح، وتلك آية الشهيد.
لقد قام العقاد بإستفاضة التحليل النفسي لجميع شخوص الخلافة الإسلامية وما بعدها، ولم يترك موقفا أو أزمة إلا وتناولها بشفافية تؤكد كمال شخصيته الإسلامية وعدول مذهبه الفكري، هذا وقد تبنى فكرة أنه ما كان أن يحدث أفضل مما كان، بمعنى أن جميع الأطراف إجتهدوا لصلاح الأمر وإخلتلفوا بين مصيب وله أجران ومخطأ وله أجر، حتى في الفتن الدهماء بين الأئمة الأعلام مؤكدا أنه وكأن الرسول الكريم ص قد تنبأ ما سوف يحدث في الأمة الإسلامية بعد إنتشار الدين وكمون الجهاد الإسلامي ليصبح هم المسلم نفسه بعد أن كان همه الدعوة. أما نحن فنرى أنه لم يخالف أحد الأئمة الأربعة خلافا أدى إلى قتال إلا وكان له هوى دنيوي، أما الخلفاء فلم يكن لهم غرض سوى الدين وما عاداهم إلا كل معتد منافق أثيم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
إن دراسة هذا التحليل التاريخي الغزير لابد من تلقينه لأبناء المسلمين بنفس الأسلوب الذي فهمه مثل هؤلاء الكتاب المخلصين ليكون باعثا في نفوس الأجيال القادمة للمبادئ السامية وليكون ردءا لهم من الأفكار الهدامة والإيحاءات السامة التي تفشت في الأمة الإسلامية من كتابات المستشرقين والمتغربين. إننا لا نرى في جيل الكتاب المعاصر إلا الندر القليل الذي وهب حياته للرد على هذه الحملات الشعواء وكتابة التاريخ بمنهجية سليمة تحمي العقول من سموم المعاصرين وتغذيها بأكسير الأجداد الأوائل كي نعيد أمجادهم ونرفع شأننا وشأنهم.

Thursday, July 26, 2007

التعلم والمعرفة في الإسلام

التعلم هو الإلمام بالجزء الظاهري من الأشياء وهو يعتمد بصورة أساسية على خارج الذات، أما المعرفة فهي أشمل من التعلم حيث تعني الإدراك الشامل للأشياء بمدلولاتها وهي تعتمد على التفاعل بين العوامل الخارجية وداخل الذات.
وللتوضيح فإن تعلم الصلاة هو أداء أركانها من تكبير وحركات وتلاوة، أما معرفة الصلاة فهي تعني أداء الصلاة مع الخشــــوع فيها. كما أن شقي الدين الإسلامي من عادات (معاملات) وعبادات يمكن أن يطبق عليه الفرق بين التعلم والمعرفة، حيث أن الأول يعطى بالتعلم وهو ضروري في الأساس ويكون ملموسا ماديا، أما الثاني فهو درجة متقدمة من التعلم التي تسلتزم تفاعل النفس واستحضار النية (الروحانيات). فالعادات والمعاملات لابد أن تعلم منذ نعومة أظافر الطفل والذي بدوره يعرف الجانب الروحي للعبادات عند الكبر مع التوجيه والإرشاد ليكتمل شقي العقيدة الإسلامية في وحدة واحدة لا تتجزأ كي تتحقق العبودية لله وحده التي هي أصل التوحيد وبذلك تكون مرآة للخالق في أرقى مخلوقاته وهو الإنسان.
فإذا قلنا أن فلانا عالم فهو مدرك لظواهر الأمور دون التفاعل أو التحيز لها وقد يكون عالما في العلوم الدنيوية أو كعلم الفلسفة والكلام في الدين الذي لا يزيد عن دراسة مدلولات الألفاظ، وهذا الأخير قد انتقل من الغرب مع ثورة الترجمة والنقل، ورضي الله عن الإمام الشافعي عندما قال: لا يستحق أهل الكلام إلا الضرب بالنعال، أو كما قالو: من تمنطق في الدين فقد تزندق. أما العارف بالله فهو الذي تعلم الدين وتفاعل بروحه معه وجعل سلوكه وعباداته خالصة لوجه الله تعالى، وأصبح نموذجا للقرآن يمشي على الأرض.
إن العقيدة الإسلامية عبارة عن توازن دقيق بين السلوكيات (العادات والمعاملات) التي تخضع للحكم والتقييم حيث أنها في حدود الإدراك البشري والروحانيات (العبادات) التي تمثل شيئا غيبيا بين العبد وربه فلا يمكن لبشر أن يقيمها لآخر. فالدين الإسلامي لا يقبل للنسان أن يكون منضبطا سلوكيا فحسب كما في المجتمعات المادية، بل يؤكد دوما على إستثارة النوايا الداخلية (الروحانيات) ليكون عملا مأجورا من الله سبحانه وتعالى. كما لا يقبل الدين الإسلامي أن يكون علاقته بالإنسان متمحور في غيبيات بحتة بدون إرساء الضوابط الظاهرية التي تنظمه وفي نفس الوقت تدركها وتعيها النفس البشرية.
خلاصة القول أن الدين الإسلامي يحترم العقل ويعظم الروح ليجعل الإنسان أكرم مخلوقات الله كما أراد لها ذلك. كما يشجع الدين الإسلامي على الأخذ بكل أسباب التعلم في شتى المجالات النافعة مع تجديد النية وإخلاصها لله، كما يحض على الرياضة الروحية الموجه الرئيس لصالح الأعمال.

Thursday, July 12, 2007

نحو مجتمع إسلامي جديد

لقد أرسى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم -المبعوث رحمة للعالمين كافة- أرسى دعائم تكوين المجتمع الصحيح بعد أن كانت الجزيرة العربية تتمرغ في جهاليات فكرية، وإقتصادية، وسياسية، ولم تكن سائر الأقوام والشعوب في أرجاء المعمورة أحسن حالا، ولكنها كانت عليلة بأمراض مزمنة وخزعبلات متوطنة تختلف بإختلاف المكان، ولذا كانت هذه الدعوة بأمر من الله جلا وعلا، العالم بأحوال البلاد والعباد، جعلها على خلاف الرسالات السابقة للعالمين كافة.
تجذرت دعائم الرسالة الخاتمة في حوالي 23 عام متمركزة على عاملين أساسين قامت عليها الدولة الإسلامية الشامخة وإنتشرت في صورة تدريجية يشهد لها الأعداء قبل الأصدقاء بالعبقرية المجردة، والتي لا تفسر بالمنظور الإسلامي إلا بالدعم الإلهي للمجهود البشري الآخذ بالأسباب.
كانت الدعامة الأولى التي أولاها المصطفي الرعاية المطلقة في حوالي 13 عام في مكة، هي التركيز على الجانب العقائدي والعنصر الروحي لبناء جيل المسلمين الأول. فقد تركزت الدعوة في توحيد الربوبية (لا خالق إلا الله) وتوحيد العبودية (لا معبود إلا الله) في عصر طغت فيها المادية وتعددت فيها الآلهة. ولعل أولوية هذه الدعامة جاءت من كونها العنصر الأساسي لخلق الإنسان، والقاسم المشترك مع مختلف الأديان والدعوات السابقة، كما أنها علاقة بين العبد وربه ولا يخول لأي إنسان – مهما كان حتى ولو كان نبي مرسل - أن يحكم بها على آخر، وهنا نستشهد بقول الرسول ص "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" ويقول مستنكرا لأسامة بعدما قتل مشركا يشهد خوفا من سلاحه "هلا شققت عن قلبه!!". وتعتبر دعامة العقيدة هي حامي حمي الفرد المسلم في معترك الحياة وأمام النوازل والمحن ليعلم دائما بيقين أنه على الحق المبين ومهما طالت الآجال فله الغلبة والتمكين وبذلك كانت الأولوية لها.
ثم بدأت قواعد إرساء الدعامة الثانية في المدينة مع إقامة الدولة الإسلامية في صورة الأوامر والنواهي (الشريعة) لتنظم الحياة والمعاملات بكافة أنواعها سواء كانت بين المسلم وأخيه أو بين المسلم وغير المسلم. لم تترك الشريعة الإسلامية شيئا إلا وقضت فيه (ما فرطنا في الكتاب من شئ)، كما قام الرسول ص بالمثال والتفصيل، وجاء الخلفاء الراشدون من بعده الذين شربوا منه هذا المنهج ليفتحوا بابا مهما وهو الإجتهاد في حال الخلاف أو غياب النصوص الصريحة. إن الغرض الأساسي من إرساء الشريعة هو قيام العدل بين الناس، وهداية البشرية للفطرة السمحاء، فلا يمتثل لسلسلة الأوامر والنواهي إلا ذووا العقيدة الثابتة بأن هذا الدين إنما جاء لصالحه ولصالح المجتمع كله حتى يكون الإنسان بحق هو خليفة الله في الأرض. وقد وكل الشارع لخليفة المسلمين بالحكم على المسلم بضوابط الشريعة (إن الحكم إلا لله)، وضبطها إذا إنحرف ليعود كما كان على الصراط المستقيم.
ويمكن الإيجاز بأن العقيدة هي روح الدين وحكم الله على المخلوق في الآخرة، والشريعة هي العمل الصالح من الإلتزام بالأوامر وترك النواهي وهي حكم المجتمع متمثلة في خليفتهم الذي يحكم بما أنزل الله. والعقيدة والشريعة متلازمان لا يمكن فصلهما كالروح والجسد كي يستوي المجتمع ويكون به منهج دنيا ودين. فكما بدأ الله خلق آدم جسدا وسواه ثم نفخ فيه من روحه ليكون خليفته في الأرض، فلابد من الإهتمام بالمكونين ليكون الإنسان خليقا بالتكريم الذي منحه الله إياه. وقد جمع القرآن الكريم بين العقيدة متمثلة في الإيمان (ما وقر في القلب وصدقه العمل) والعمل الصالح في مواضع عديدة (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ليرسخ في الأذهان ضرورة هذا الدمج والإقتران بين دعامتي هذا الدين.
وحيث أن الإسلام بدأ غريبا وأصبح مستغربا، فلابد من إعادة البناء. فكما بدأ البناء بالعقيدة وإنتهى بالتشريع، يجب أن توجه هذه الدعوة بنفس التسلسل لإصلاح المسلمين الجدد، وعندما تنتفي الغرابة من المجتمع ويصبح عنصري العقيدة والشريعة هما روح وجسد هذه الأمة، تطبيقا عمليا في جميع نواحي الحياة – ليس شعارات وهتافات - في هذا الوقت فقط سيخلف الله جل وعلا فيها من أبنائها من يقوم بأمرها لتنسيق العمل الدنيوي والقيام على مصالحها "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وكما كتب النجاح أول مرة بالرغم من صعوبتها حيث كان المناخ يغلبه الجاهلية المتجذرة والبشر ما فيهم من فظاظة وغلظة وليس لهم سبق عهد بجوهر الدين – اللهم إلا قلة قليلة من آثار الرسالات المحرفة – وكما كتب للدعوة النجاح في وقت قياسي بالرغم من كل هذه الظروف، فسيكتب لها النجاح – إن شاء الله أقولها تحقيقا لا تعليقا – سيكتب لها النجاح مرة أخرى ومرات عديدة طالما جدت المحاولات وصدقت النيات. إن اليقين من هذا النجاح مبعثه عوامل عدة أولاها أنها تجارة مع الله لدين الله، وثانيها هذا الرصيد الهائل من المعلوماتية الإسلامية التي خلفتها الدعوة الأم بين المسلمين وغير المسلمين، فالمسلمون لا يحتاجون إلا إلى تعلم التطبيق، وغير المسلمين يفتقدون لرؤية الأمثلة والبيانات العملية بعيدا عن الشعارات الخاوية والكلمات الفضفاضة. وثالث هذه العوامل أنه دين الفطرة الذي تستقيم مع جميع نواميس الحياة ليكون الإنسان أهلا لخلافة الله في الأرض ولينعم بما رزقه الله فيها من الطيبات من الرزق.

Saturday, July 7, 2007

الإستشراق والتغريب - منظور علمي تطبيقي

من أسس فنون المعاملات الإنسانية أنه عند محاورة شخص ما (الغير- الآخر) سواء كان عدوا أو صديقا، وجوب معرفة كاملة لأهم مفاتيح شخصيته، وثبر أعماقه المعرفية، واهتماماته وما يحبه أو يكرهه، وذلك بغرض القدرة على فهمه وكذلك للحصول على أعلى درجة ممكنة من التواصل وذلك لإفادته أو الاستفادة منه أو حتى للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب في حالات النزاع على الأمور المادية.

ربما كانت هذه المعرفة والدراية الغرض الأساسي لظاهرة الإستشراق التي بدأت منذ أمد بعيد غير محدد النشأة، وكانت متمثلة في بدايات القرن المنصرم في صورة إرسال أفراد غربيين لهم إهتمامات بدراسة الظروف الحياتية المعاصرة للشرق، أو بالتحليل العلمي والنقدي لقصص الأفراد الذين عملوا كخبراء في مناطقنا الشرقية أو الذين جاؤا كمرافقين مع الحملات الاستعمارية مدعين بذلك نشهر النهضة والحضارة. أما الآن فلقد أخذت هذه الظاهرة أشكالا كثيرة في عصر العولمة وتطور وسائل الإتصال عن طريق أقمار التجسس الصناعية، والوكالات الإستخباراتية، كما أن الدعاية ومراكز الأبحاث والدراسات الغربية وإن كان ظاهرها المساعدات التقنية والمشاركات البحثية والعلمية إلا أنها تعتبر شكلا آخر للإستشراق.

إن هذا النوع من العلم المنوط بدراسة الغير والتركيز في أعماقه بالبحث العلمي المنظم هو أفضل وسيلة لنجاح الخطاب مع الإستعمار والغزو الحديث الذي يسعى لتحقيق مصالح شخصيه مدعيا نشر الديمقراطية والحضارة للعالم الثالث. هذه الدراسة النفسية يمكن أيضا تطبيقها في التعامل بين الأفراد ولكن بقليل من الفلسفة العلمية وهذا ما يعرف بالذكاء الوجداني، كما يعرف هذا العلم عند السياسيين بعلم التفاوض أو الدبلوماسية .

لذلك يجب على النخبة من المثقفين والسياسيين في عالمنا الإسلامي العربي – وقد وصلنا إلى درجة منحطة من التقدم العلمي والعلوم حيث غلب علينا ثقافة الإستهلاك – يجب علينا جميعا وضع الخطط المحكمة لدراسة الغير (الغربي – الأمريكي) كي نحسن محاورته، وربما إنتزاع مصالحنا من بين أنيابه، ونقل التقنية العالية من جذورها ودراستها وأيضا تطويرها. إن المحاولات الأولى للتواصل مع الغرب عن طريق إرسال المتفوقين علميا في صورة بعثات للغرب لم تدرس ولم توجه بالشكل المنهجي للإستفادة منها على المستويين الشخصي والقومي، حيث انحرف الغرض منها وتم تضليلها فسارت في إتجاهات غير مفيدة للجميع. بعض النوابغ تم توجيههم إلى دراسة العلوم الإنسانية (مثل علم الكلام والأدب، والمنطق والفلسفة) التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولعل الحضارة الإسلامية لم تكن في حاجة لمثل هذه العلوم، كما قد أساءت هذه الدراسات إلى بعض الدارسين مثل إنبهارهم بالحضارة والحرية الغربية المزيفة وفي بعض الأحيان إلى تشويش عقيدتهم. ولو فرضنا أن بعض الدارسين اهتموا بما يحتاج إليه المجتمع من علوم وتقنية حديثه أو طب وهندسة، فهناك من وصل به الأمر إلى فقدانه لهويته ورغبته للإستمرار في غربته دون أي إضافة لوطنه الأم ولربما أخذ يدافع عن عالمه الجديد أو كان أداة للمشاركة في التخطيط الهادف من الغرب لغزو وطنه الأم سواءا فكريا أو إقتصاديا أو حتى عسكريا. أما أقل هؤلاء العقول ضررا على الأوطان (ولكنه مازال مقصرا في نظري) كان الذي عاد دون جدوى من دراسته، إما لعدم الإهتمام القومي بالمسألة المدروسة نتيجة سوء التخطيط أو الإهتمام الفردي بالمصالح الشخصية.

إن التواصل الهادف مع الغرب في صورة إبتعاث هو أمر مهم وجد خطير، ولكن لابد أن يكون له ضوابط وقوانين صارمة لتعم الفائدة للمجتمع والأجيال القادمة وإلا فلن تكون سوى مجرد نقلات نوعية وتجارب شخصية لبعض الأفراد تذكر في سيرتهم الذاتية للزهو على الأتراب أو للرغبة في تبؤ المقاعد والألقاب.

Saturday, June 9, 2007

الصفات التي جعلت الصحابة قادة العالم

ظهر المسلمون وتزعموا العالم وعزلوا الأمم المريضة من زعامة الإنسانية التي استغلتها وأساءت عملها، وساروا بالإنسانية سيراً حثيثاً متزناً عادلاً، وقد توفرت فيهم الصفات التالية التي تؤهلهم لقيادة الأمم، وتضمن سعادتها وفلاحها في ظلهم وتحت قيادتهم.

أولاً: أنهم أصحاب كتاب منزل وشريعة إلهية، فلا يقننون ولا يشرعون من عند أنفسهم، لأن ذلك منبع الجهل والخطأ والظلم، ولا يخبطون في سلوكهم وسياستهم ومعاملتهم للناس خبط عشواء، قد جعل الله لهم نوراً مشون به في الناس، وجعل لهم شريعة يحكمون بها بين الناس (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

ثانياً: أنهم لم يتولوا الحكم والقيادة بغير تربية خلقية وتزكية نفس، بخلاف غالب الأمم والأفراد ورجال الحكومة في الماضي والحاضر، بل مكثوا زمناً طويلاً تحت تربية محمد صلى الله عليه وسلم وإشرافه الدقيق يزكيهم ويؤدبهم ويأخذهم بالزهد والورع والعفاف والأمانة والإيثار على النفس وخشية الله وعدم الاستشراف للإمارة والحرص عليها. يقول: إنا والله لا نُولي هذا العمل أحداً سأله، أو أحداً حرص عليه (1)، ولا يزال يقرع سمعهم: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). فكانوا لا يتهافتون على الوظائف والمناصب تهافت الفراش على الضوء، بل كانوا يتدافعون في قبولها ويتحرجون من تقلدها، فضلاً عن أن يرشحوا أنفسهم للإمارة ويزكوا أنفسهم وينشروا دعاية لها وينفقوا الأموال سعياً وراءها، فإذا تولوا شيئاً من أمور الناس لم يعدوه مغنماً أو طعمة أو ثمناً لما أنفقوا من مال أو جهد، بل عدوه أمانة في عنقهم وامتحاناً من الله، ويعلمون أنهم موقوفون عند ربهم ومسئولون عن الدقيق والجليل، وتذكروا دائماً قول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ)، وقوله: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ).

ثالثاً: أنهم لم يكونوا خدمة جنس، أورسل شعب ووطن، يسعون لرفاهيته ومصلحته وحده ويؤمنون بفضله وشرفه على جميع الشعوب والأوطان، لم يخلقوا إلا ليكونوا حكاماً، ولم تخلق إلا لتكون محكومة لهم، ولم يخرجوا ليؤسسوا إمبراطورية عربية ينعمون ويرتعون في ظلها ويشمخون ويتكبرون تحت حمايتها، ويخرجون الناس من حكم الروم والفرس إلى حكم العرب وإلى حكم أنفسهم. إنما قاموا ليخرجوا الناس من عبادة العباد جميعاً وإلى عبادة الله وحده، كما قال ربعي بن عامر رسول المسلمين في مجلس يزدجرد: (الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام) (2). فالأمم عندهم سواء والناس عندهم سواء، الناس كلهم من آدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (3). وقد قال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص عامل مصر - وقد ضرب ابنه مصرياً، وافتخر بآبائه قائلاً: (خذها من ابن الأكرمين، فاقتص منه عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) (4). فلم يبخل هؤلاء بما عندهم من دين وعلم وتهذيب على أحد، ولم يراعوا في الحكم والإمارة والفضل نسباً ولوناً ووطناً، بل كانوا سحابة انتظمت البلاد وعمت العباد، وغوادي مزنة أثنى عليها السهل والوعر وانتفعت بها البلاد والعباد على قدر قبولها وصلاحها (5). في ظل هؤلاء وتحت حكمهم استطاعت الأمم والشعوب – حتى المضطهدة منها في القديم- أن تنال نصيبها من الدين والعلم والتهذيب والحكومة، أن تساهم العرب في بناء العالم الجديد بل إن كثيراً من أفرادها فاقوا العرب في بعض الفضائل، وكان منهم أئمة هم تيجان مفارق العرب وسادة المسلمين من الأئمة والفقهاء والمحدثين، حتى قال ابن خلدون: (من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم، لا من العلوم الشرعية ولا من العلوم العقلية) (6) إلا في القليل النادر، وإن كان منهم العربي في نسبته، فهو عجمي في لغته، ومرباه ومشيخته، مع أن الملة عربية، وصاحب شريعتها عربي (7). ونبغ من هذه الأمم في عصور الإسلام قادة وملوك ووزراء وفضلاء، هم نجوم الأرض ونجباء الإنسانية، وحسنات العالم، فضيلة ومروءة وعبقرية وديناً وعملاً، لا يحصيهم إلا الله.

رابعاً: أن الإنسان جسم وروح، وهو قلب وعقل وعواطف وجوارح، لا يسعد ولا يفلح ولا يرقى رُقياً متزناً عادلاً حتى تنمو فيه هذه القوى كلها نمواً متناسباً لائقاً بها، ويتغذى غذاء صالحاً، ولا يمكن أن توجد المدنية الصالحة البتة إلا إذا ساد وسط ديني خلقي عقلي جسدي يمكن فيه للإنسان بسهولة أن يبلغ كماله الإنساني، وقد أثبتت التجربة أنه لا يكون ذلك إلا إذا كانت قيادة الحياة وإدارة دفة المدنية بيد الذين يؤمنون بالروح والمادة، ويكونون أمثلة كاملة في الحياة الدينية والخلقية، وأصحاب عقول سليمة راجحة، وعلوم صحيحة نافعة، فإذا كان فيهم نقص في عقيدتهم أو في تربيتهم عاد ذلك النقص في مدنيتهم ، وتضخم وظهر في مظاهر كثيرة، وفي أشكال متنوعة، فإذا تغلبت جماعة لا تعبد إلا المادة وما إليها من لذة ومنفعة محسوسة، ولا تؤمن إلا بهذه الحياة، ولا تؤمن بما وراء الحس أثرت طبيعتها ومبادئها وميولها في وضع المدنية وشكلها، وطبعتها بطابعها، وصاغتها في قالبها، فكملت نواح للإنسانية واختلت نواح أُخرى أهم منها. عاشت هذه المدنية وازدهرت في الجصِّ والآجر، وفي الورق والقماش، وفي الحديد والرصاص، وأخصبت في ميادين الحروب وساحات القتال، وأوساط المحاكم ومجالس اللهو ومجامع الفجور، وماتت وأجدبت في القلوب والأرواح وفي علاقة المرأة بزوجها، والولد بوالده والوالد بولده، والأخ بأخيه والرجل بصديقه، وأصبحت المدنية كجسم ضخم متورم يملأ العين مهابة ورواء، ويشكو في قلبه آلاماً وأوجاعاً، وفي صحته انحرافاً واضطراباً. وإذا تغلبت جماعة تجحد المادة أو تهمل ناحيتها ولا تهتم إلا بالروح وما وراء الحس والطبيعة، وتعادي هذه الحياة وتعاندها، ذبلت زهرة المدنية وهزلت القوى الإنسانية وبدأ الناس - بتأثير هذه القيادة – يؤثرون الفرار إلى الصحارى والخلوات على المدن، والعزوبة على الحياة الزوجية، ويعذبون الأجسام حتى يضعف سلطانها فتتطهر الروح ويؤثرون الموت على الحياة، لينتقلوا من مملكة المادة إلى إقليم الروح ويستوفوا كمالهم هنالك، لأن الكمال في عقيدتهم لا يحصل في العالم المادي، ونتيجة ذلك أن تحتضر الحضارة وتخرب المدن ويختل نظام الحياة ولما كان هذا مضاداً للفطرة لا تلبث أن تثور عليه، وتنتقم منه بمادية حيوانية ليس فيها تسامح لروحانية وأخلاق، وهكذا تنتكس الإنسانية وتخلفها البهيمية والسبعية الإنسانية الممسوخة، أو تهجم على هذه الجماعة الراهبة جماعة مادية قوية فتعجز عن المقاومة لضعفها الطبعي، وتستسلم وتخضع لها، أو تسبق هي- بما يعتريها من الصعوبات في معالجة أمور الدنيا- فتمد يد الاستعانة إلى المادية ورجالها وتسند إليهم أمور السياسة وتكتفي هي بالعبادات والتقاليد الدينية، ويحدث فصل بين الدين والسياسة فتضمحل الروحانية والأخلاق ويتقلص ظلها وتفقد سلطانها على المجتمع البشري والحياة العملية حتى تصير شبحاً وخيالاً أو نظرية علمية لا تأثير لها في الحياة وتؤول الحياة مادية محضة وقلما خلت جماعة من الجماعات التي تولت قيادة بني جنسها من هذا النقص، لذلك لم تزل المدنية متأرجحة بين مادية بهيمية وروحانية رهبانية ولم تزل في اضطراب. يمتاز أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا جامعين بين الديانة والأخلاق والقوة والسياسة، وكانت تتمثل فيهم الإنسانية بجميع نواحيها وشعبها ومحاسنها المتفرقة في قادة العالم، وكان يمكن لهم – بفضل تربيتهم الخلقية والروحية السامية واعتدالهم الغريب الذي قلما اتفق للإنسان، وجمعهم بين مصالح الروح والبدن واستعدادهم المادي الكامل وعقلهم الواسع – أن يسيروا بالأمم الإنسانية إلى غايتها المثلى الروحية والخلقية والمادية.


المراجع:
1. حديث متفق عليه.
2. البداية والنهاية لابن كثير.
3. من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
4. القصة بتمامها في تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي.
5. عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) - رواه البخاري في الجامع الصحيح، كتاب العلم.
6. يعني سواء في ذلك العلوم الشرعية والعلوم العقلية.
7. المقدمة.
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول للفائـــــــــــــــــــدة

Monday, May 28, 2007

العظماء مائة وأعظمهم محمــــــــد

للدكتور مايكل هارت تم وضع الأسماء بنفس الترتيب في الكتاب الأصلي:-
1) محمد-صلى الله عليه وسلم -
2) اسحق نيوتن
3) المسيح عليه السلام
4) بوذا
5) كونفوشيوس
6) القديس بولس
7) تسايلون
8) جوتنبرج
9) كولومبس
10) أينشتاين
11) كارل ماركس
12) لويس باستور
13) جاليليو
14) أرسطو
15) لينين
16) موسى – عليه السلام-
17) داروين
18) شي هوانج تي
19) أوغسطس قيصر
20) ماوتسي تونج
21) جنكيز خان
22) اقليدس
23) مارتن لوثر
24) كوبر نيكوس
25) جيمس واط
26) قسطنطين الكبير
27) جورج واشنطن
28) ميشيل فاراداي
29) جيمس ماكسويل
30) الأخوان رايت
31) لافوازييه
32) فرويد
33) الاسكندر الأكبر
34) نابليون

35) هتلر
36) وليم شكسبير
37) آدم سميث
38) أديسون
39) انطوني فان لفون هوك
40) أفلاطون
41) ماركوني
42) بيتهوفن
43) فيرنر هايسنبرج
44) جراهام بل
45) الكسندر فلمنج
46) سيمون بوليفار
47) كرومويل
48) جون لوك
49) مايكل أنجلو
50) البابا إربان الثاني
51) عمر بن الخطاب رضي الله عنه
52) آشوكا
53) سان اوجستين
54) ماكس بلانك
55) كالفن
56) وليم مورتون
57) وليم هارفي
58) هنري بيكوريل
59) جريجور ماندل
60) جوزيف ليستر
61) أنيكولاس أوجست أوتو
62) لويس داجوري
63) ستالين
64) ديكارت
65) يوليوس قيصر
66) بيزارو
67) هيرناندو كورتيز
68) الملكة إيزابيلا الأولى
69) وليم الفاتح
70) توماس جيفرسون
71) جان جاك روسو
72) ادوارد جينر
73) ولهلم رونتجن
74) باخ
75) لاوتسو
76) انريكو فيرمي
77) مالتوس
78) فرانسيس بيكون
79) فولتير
80) جون كينيدي
81) جريجوري بينكس
82) سو وين تي
83) ماني
84) فاسكو دي غاما
85) شارلمان
86) قورش
87) ليونارد يولر
88) ميكافيلي
89) زرادشت
90) مينا
91) بطرس الأكبر
92) مينكيوس
93) جون دالتون
94) هوميروس
95) الملكة اليزابيث
96) جوستنيان الأول
97) جوهان كبلر
98) بيكاسو
99) ماهافيرا
100) نيلز بوهر

القلب مقفل والمفتاح بيد الله

قصد أبو مسلم الخراساني مدينة (مرو) فلما فتحها وجد فيها حكيماً من المجوس، فقال له: بم صرت حكيماً؟ قال: تركت الدنيا والكذب، وفي كل صباح اجعل إلهي الذي أعبده تحت قدمي، فأمر أبومسلم بقتله، فقال المجوسي: لا تعجل أيها الأمير· قال أبومسلم: فما معنى قولك تجعل معبودك تحت قدمك، قال: كتابكم يقول: (أرأيت من اخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا)،(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه، وأضله الله على علم) - فأنا أدوس هواي تحت قدمي· فقال أبومسلم: من انتهى إلى هذه الحكمة كيف لا يُسلم، فقال الحكيم: القلب مقفل والمفتاح بيد غيري، فتوضأ أبومسلم مع أصحابه وصلى ركعتين وسأل الله تعالى أن يكرِّم الحكيم بالإسلام، فقال المجوسي: أيها الأمير·· ألح في الدعاء فقد تحرك القفل، ثم نادى ألا إن القفل قد انفتح وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

آفات اللسان

قال الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
وفى حديث معاذ في أخره: كف عليك هذا، فقلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟؟، قال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. إن الإنسان يسهل عليه التحفظ والاحتراز (منع نفسه) من أكل الحرام والظلم والسرقة والنظر المحرم وغير ذلك ولكن يصعب عليه التحفظ والمنع من حركة لسانه.
قال أبو الدرداء: أنصف أذنيك من فيك فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم به.قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فترفعه درجات في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله عليه لا يلقي لها بالا فتقذفه في نار جهنم سبعين خريفا. ولكي نقلل من سيئات لساننا، وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصفة سهلة فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه. وأخيراً قال ابن مسعود: ما شيء أحوج إلى طول سجن من لساني، إن الأعضاء تقول للسان كل غداة اتق الله فينا فان انصلحت انصلحنا، وان اعوججت اعوججنا. وقال احد التابعين: من حسب كلامه من عمله قل كلامه. وقال ابن القيم: القلوب قدور والألسنة مغارفها. أدعو الله أن تكون القلوب نقية كي تكون الألسنة طيبة، رزقني الله وإياكم استقامة اللسان، وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، اللهم نسالك لسانا ذاكرة وقلبا خاشعا وجسدا علي البلاء صابرا، اللهم آمين اللهم آمين، اللهم آمين
.

من مواعظ الإمام الشافعي: أمام الوسطية

فنـــون العلم
من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رقَّ طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

أصول وثمرات
أصل العلم التثبت وثمرته السلامة، وأصل الورع القناعة وثمرته الراحة، وأصل الصبر الحزم وثمرته الظفر، وأصل العمل التوفيق وثمرته النجاح، وغاية كل أمر الصدق.

من صفات العالِم
رتبة العلماء التقوى، وحليتهم حسن الخلق، وجمالهم كرم النفس.
العالم يُسأل عما يعلم وعما لا يعلم، فيثبِّت ما يعلم ويتعلَّم ما لا يعلم، والجاهل يغضب من التعلُّم ويأنف من التعليم.

الخير في خمسة
غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله.

علاج العجب
إذا أنت خِفت على عملك العُجب: فانظر رضا مَنْ تطلب؟، وفي أي ثواب ترغب؟، ومن أي عقاب ترهب؟، وأي عافية تشكر؟، وأي بلاء تذكر؟، فإنك إذا تفكرت في واحدة من هذه الخصال، صغر في عينك عملك.

مؤهلات الرئاسة: آلات الرياسة خمس: صدق اللهجة، وكتمان السر، والوفاء بالعهود، وابتداء النصيحة، وأداء الأمانة
.

Monday, May 14, 2007

نصائح لحصول الخشوع في الصلاة

  1. الاستعداد والتهيؤ لها: وذلك بالترديد مع المؤذن والإتيان بالدعاء بعده، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده. والاعتناء بالسواك وأخذ الزينة باللباس الحسن النظيف، و التبكير والمشي إلى المسجد بسكينة ووقار وانتظار الصلاة، وكذلك تسوية الصفوف والتراص فيها.

    2. الطمأنينة: كان النبي يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.

    3. تذكر الموت: لقوله: اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها.

    4. تدبر الآيات وبقية أذكار الصلاة: ولا يحصل التدبر إلا بالعلم بمعنى ما يقرأ. قال تعالى: والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا. الفرقان73. ومما يعين على التدبر التفاعل مع الآيات بالتسبيح عند المرور بآيات التسبيح و التعوذ عند المرور بآيات التعوذ..وهكذا. ومن التجاوب مع الآيات التأمين بعد الفاتحة وفيه أجر عظيم، قال رسول الله: إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه - رواه البخاري، وكذلك التجاوب مع الإمام في قوله سمع الله لمن حمده، فيقول المأموم: ربنا ولك الحمد وفيه أجر عظيم أيضا.

    5. أن يقطع قراءته آية آية: وذلك أدعى للفهم والتدبر وهي سنة النبي، فكانت قراءته مفسرة حرفا حرفا.

    6. ترتيل القراءة وتحسين الصوت: لقوله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا - المزمل:4، ولقوله صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا - أخرجه الحاكم.

    7. أن يعلم أن الله يجيبه في صلاته: قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.

    8. الصلاة إلى سترة والدنو منها: من الأمور المفيدة لتحصيل الخشوع في الصلاة الاهتمام بالسترة والصلاة إليها، وللدنو من السترة فوائد منها. كف البصر عما وراءه، ومنع من يجتاز بقربه، ومنع الشيطان من المرور أو التعرض لإفساد الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها حتى لا يقطع الشيطان عليه صلاته - رواه أبو داود.

    9. وضع اليمنى على اليسرى على الصدر: كان النبي إذا قام في الصلاة وضع يده اليمنى على اليسرى و كان يضعهما على الصدر، و الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع.

    10. النظر إلى موضع السجود: لما ورد عن عائشة أن رسول الله إذا صلى طأطأ رأسه و رمى ببصره نحو الأرض، أما إذا جلس للتشهد فإنه ينظر إلى أصبعه المشيرة وهو يحركها كما صح عنه.

    11. تحريك السبابة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لهي أشد على الشيطان من الحديد، و الإشارة بالسبابة تذكر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة وهذا أعظم شيء يكرهه الشيطان نعوذ بالله منه.

    12. التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة: وهذا يشعر المصلي بتجدد المعاني، ويفيده ورود المضامين المتعددة للآيات والأذكار فالتنويع من السنة وأكمل في الخشوع.

    13. أن يأتي بسجود التلاوة إذا مر بموضعه: قال تعالى: ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا - الإسراء:109، وقال تعالى: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا - مريم:58، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار - رواه مسلم.

    14. الاستعاذة بالله من الشيطان: الشيطان عدو لنا ومن عداوته قيامه بالوسوسة للمصلي كي يذهب خشوعه ويلبس عليه صلاته. والشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى، أراد قطع الطريق عليه، فينبغي للعبد أن يثبت و يصبر، ويلازم ماهو فيه من الذكر و الصلاة ولا يضجر فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان: إن كيد الشيطان كان ضعيفا - النساء: 76.

    15. التأمل في حال السلف في صلاتهم: كان علي بن أبي طالب إذا حضرت الصلاة يتزلزل و يتلون وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملتها. وكان سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته.

    16. معرفة مزايا الخشوع في الصلاة: ومنها قوله: ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، و ذلك الدهر كله - رواه مسلم.

    17. الاجتهاد بالدعاء خصوصا في السجود: قال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية - الأعراف:55، وقال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء - رواه مسلم.


    18. الأذكار الواردة بعد الصلاة: فإنه مما يعين على تثبيت أثر الخشوع في القلب وما حصل من بركة الصلاة.

    19. إزالة ما يشغل المصلي من المكان: عن أنس قال: كان قرام (ستر فيه نقش وقيل ثوب ملون) لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي: أميطي - أزيلي - عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي - رواه البخاري.

    20. أن لا يصلي في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو ألوان أو تصاوير تشغل المصلي: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قام النبي الله يصلي في خميصة ذات أعلام - وهو كساء مخطط ومربع - فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال: اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة و أتوني بأنبجانيه - وهي كساء ليس فيه تخطيط ولا تطريز ولا أعلام، فإنها ألهتني آنفا في صلاتي - رواه مسلم.

    21. أن لا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه: قال: لا صلاة بحضرة طعام - رواه مسلم.

    22. أن لا يصلي وهو حاقن أو حاقب: لاشك أن مما ينافي الخشوع أن يصلي الشخص وقد حصره البول أو الغائط، ولذلك نهى رسول الله أن يصلي الرجل و هو حاقن: أي الحابس البول، أوحاقب: وهو الحابس للغائط، قال صلى الله عليه وسلم: لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان - صحيح مسلم، وهذه المدافعة بلا ريب تذهب بالخشوع. ويشمل هذا الحكم أيضا مدافعة الريح.

    23. أن لا يصلي وقد غلبه النعاس: عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله: إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقول – رواه البخاري.

    24. أن لا يصلي خلف المتحدث أو النائم: لأن النبي نهى عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث، لأن المتحدث يلهي بحديثه، ويشغل المصلي عن صلاته. والنائم قد يبدو منه ما يلهي المصلي عن صلاته. فإذا أمن ذلك فلا تكره الصلاة خلف النائم والله أعلم.

    25. عدم الانشغال بتسوية الحصى: روى البخاري رحمه الله تعالى عن معيقيب رضي الله عنه: أن النبي قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال: إن كنت فاعلا فواحدة، والعلة في هذا النهي؛ المحافظة على الخشوع ولئلا يكثر العمل في الصلاة. والأولى إذا كان موضع سجوده يحتاج إلى تسوية فليسوه قبل الدخول في الصلاة.

    26. عدم التشويش بالقراءة على الآخرين: قال رسول الله: ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة - أو قال: في الصلاة - رواه أبو داود.

    27. ترك الالتفات في الصلاة: لحديث أبي ذر قال: قال رسول الله: لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه، وقد سئل رسول الله عن الالتفات في الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم: اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد - رواه البخاري.

    28. عدم رفع البصر إلى السماء: وقد ورد النهي عن ذلك والوعيد على فعله في قوله: إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء - رواه أحمد، واشتد نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم - رواه البخاري.

    29. أن لا يبصق أمامه في الصلاة: لأنه مما ينافي الخشوع في الصلاة والأدب مع الله لقوله: إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى - رواه البخاري.

    30. مجاهدة التثاؤب في الصلاة: قال رسول الله: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع، وأن يغطي الرجل فاه فإن الشيطان يدخل - رواه مسلم.

    31. عدم الاختصار في الصلاة: عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله عن الاختصار في الصلاة، والاختصار هو أن يضع يديه على الخصر.

    32. ترك السدل في الصلاة لما ورد أن رسول الله: نهى عن السدل في الصلاة - رواه أبو داود، والسدل؛ إرسال الثوب حتى يصيب الأرض.

    33. ترك التشبه بالبهائم: فقد نهى رسول الله في الصلاة عن ثلاث: عن نقر الغراب وإفتراش السبع وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير، وإيطان البعير: يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا يغير مناخه فيوطنه
    .

Sunday, April 22, 2007

Prognostic cytogenetic markers in childhood acute lymphoblastic leukemia.

Prognostic cytogenetic markers in childhood acute lymphoblastic leukemia.

Settin A, Al Haggar M, Al Dosoky T, Al Baz R, Abdelrazik N, Fouda M, Aref S, Al-Tonbary Y.

Genetic Unit, Mansoura University Children's Hospital, Mansoura, Egypt.

Objective. To evaluate children with acute lymphoblastic leukemia (ALL) showing resistance to immediate induction chemotherapy in relation to conventional and advanced cytogenetic analysis.

Methods. This work was conducted on 63 ALL children (40 males and 23 females) with age range 4.5 months - 16 years (mean = 7.76 years). They included 37 cases attained true remission and 26 complicated by failure of remission, early relapse or death. They were subjected to history, clinical examination and investigations including CBC, BM examination, karyotyping, FISH for translocations and flowcytometry for immunophenotyping and minimal residual disease diagnosis.

Results. Cases aged less than 5 years; male sex with organomegaly had better remission although statistically insignificant. Initially low HB less than 8 gm/dl, high WBCs and platelet counts more than 50.000/mm3 also showed better but non-significant remission rates. Most of the present cases were L2 with better remission compared to other immunophenotypes. Forty informative karyotypes were subdivided into 15 hypodiploid, 10 pseudodiploid, 8 normal diploid and 7 hyperdiploid cases; the best remission rates were noticed among the most frequent ploidy patterns. Chromosomes 9, 11 and 22 were the most frequently involved by structural aberrations followed by chromosomes 5, 12 and 17. Resistance was noted with aberrations not encountered among remission group; deletions involving chromosomes 2p, 3q, 10p and 12q; translocations involving chromosome 5; trisomies of chromosomes 16 and 21; monosomies of 5 and X and inversions of 5 and 11.

Conclusion. Some cytogenetic and molecular characterizations of childhood ALL could add prognostic criteria for proper therapy allocation.

How to cite this article:
Settin A, Al Haggar M, Al Dosoky T, Al Baz R, Abdelrazik N, Fouda M, Aref S, Al-Tonbary Y. Prognostic cytogenetic markers in childhood acute lymphoblastic leukemia. Indian J Pediatr 2007;74:255-263

How to cite this URL:
Settin A, Al Haggar M, Al Dosoky T, Al Baz R, Abdelrazik N, Fouda M, Aref S, Al-Tonbary Y. Prognostic cytogenetic markers in childhood acute lymphoblastic leukemia. Indian J Pediatr [serial online] 2007 [cited 2007 Apr 22];74:255-263. Available from: http://www.ijppediatricsindia.org/article.asp?issn=0019-5456;year=2007;volume=74;issue=3;spage=255;epage=263;aulast=Settin

Friday, April 20, 2007

Acute painful crises of sickle cell disease (SCD) in Egyptian children: predictors of severity for preventive strategy.

Acute painful crises of sickle cell disease (SCD) in Egyptian children: predictors of severity for preventive strategy


Mohammad Al-Haggar † MD, Hala Al-Marsafawy, MD, Nabeel Abdel-Razek, MD Rizk Al-Baz 1 , PhD and Abdel-Hamid Mostafa 2 MD


Paediatrics Department, Faculty of Medicine, Mansoura University, 1 Mansoura University Children’s Hospital (Genetics laboratories), 2 Clinical Pathology Department, Faculty of Medicine, Al-Azhar University, Egypt


This work had been conducted in Mansoura University Children’s Hospital, Dakahlia province, Middle delta, Egypt.


† Correspondence: Mohammad Al-Haggar, MD, Professor of Pediatrics and Genetics, Paediatrics Department, Faculty of Medicine, Mansoura University, Mansoura, Egypt, e-mail: mhajjar2000@yahoo.co.uk


ABSTRACT
Objective; To predict sickle cell infants (SCD) who are prone to develop severe painful crises in future.
Subjects and methods; In mixed hospital-community-based population (76 cases), demographic data, diagnostic parameters of SCD and basal blood counts were correlated to two indices of SCD severity; pain rate (average days of painful episodes per year of follow up) and serious life threatening complications like hyper-hemolytic crises. Data were analyzed blind to these indices; t-test, ANOVA and Pearson correlation were used to determine association to pain rate. Discriminant analysis was the test used for prediction of SCD severity.
Results; Pain rate was significantly high in HB SS patients especially in those with early onset of dactylitis. There were statistically significant negative correlations of pain rate to basal HB level, Hct%, HB F% and arterial oxygen saturation (P < 0.01 for all correlations). The top 3 predictors for SCD severity were genotype, basal HB level and early dactylitis in a descending order.
Conclusion; Severe forms of SCD could be predicted in early infancy with 100% accuracy using the basal diagnostic parameters of the disease; those infants should be closely monitored with special attention to their ventilation status even before the development of dactylitis.
(Keywords; sickle disease, painful crises, prediction)


INTRODUCTION

Acute painful crisis is the most common clinical presentation of children with sickle cell disease (SCD); usually secondary to hypoxia, dehydration and infection. Many studies had been published giving the upper hand to some prognostic parameters over others; some considered early-onset of dactylitis, leucocytosis and low haemoglobin to be of utmost importance [1], others considered the disease genotype and HB F to be more significant [2 - 4]. Nocturnal arterial oxygen desaturation was found in a significant proportion of SCD patients and this explains the night exacerbations in these cases [5 - 8]. Up to our knowledge no available references tried to predict the disease severity from these prognostic parameters in a mathematical fashion.

This work aims to predict infants and young children with SCD who are likely to have severe painful crises using a multivariate analysis. Attempting to define such children will permit accurate prognostication and proper therapy plan in order to minimize the morbidity and mortality associated with SCD.


SUBJECTS AND METHODS

Study Design
This study was conducted on hospital and community based subjects after obtaining a formal written consent from all parents. The hospital-based cases were the newly diagnosed infants and young children with SCD at Paediatric Genetics Unit of Mansoura University Children’s Hospital (MUCH), they constituted 42 cases (23 males and 19 females) with age range 8-34 months (25.4 ± 9.2). The community-based subjects were the old cases with SCD followed at Paediatric Haematology Clinic of MUCH; they were 34 cases (20 males and 14 females) with age range 4-13 years (8.8 ± 3.6).

Data collection
The hospital-based subjects were followed for a period of about 2 years starting at June, 2001 to July, 2003 or until terminal event (start of regular transfusions or analgesic medication or even child death by a relevant cause). We stressed on relevant symptoms like painful crises especially those lasting for > 2 days, increasing pallor, deepening jaundice, number and reasons for hospital admissions. Demographic data, sickling test, HB electrophoresis as well as basal blood counts were the main profile for each child. Enzyme assay was checked whenever possible to rule out the possibility of associated G6PD deficiency. Data of community-based SCD children were retrieved from the files.

Laboratory Diagnosis
Sickling test is a qualitative solubility test for screening HB-S; HB released from lysed RBCs by saponin, is reduced by Dithionate buffer. Reduced HB S is characterized by its very low solubility thus forming nematic liquid crystals (tactoids) causing a turbid system, there is some non-S HBs causing positive sickling [9]. HB electrophoresis depends upon the differential migration of the charged HB variants in an electric field. The migration patterns differ according to pH, temperature, voltage, ionic strength of buffers as well as nature of supporting medium; at alkaline pH (8.6 – 8.8) in a cellulose acetate medium HB SS, Sβ and SA can be differentiated, however to differentiate HB SS from SC, we used acidic buffer (pH 6.2) in agar gel [10]. G6PD is assayed using a semi-quantitative method; enzyme released from lysed RBCs catalyzes conversion of NADP to NADPH which in presence of phenazine methosulphate will reduce the dye colour (dichlorophenol indophenol) to colourless form, the reaction mixture is proportional to RBCs content of G6PD [11].

Patient Categorization
Two dependant variables were concluded from patient’s profile; the 1st one was pain rate (average number of days of hospital stay due to painful episodes or days of extreme relevant illness at home from patient’s own calendar per year of follow up) and the 2nd variable if there was any serious life-threatening complication like protracted haemolysis or hyper-haemolytic crisis in a recently transfused child. Severity was deducted from these 2 variables; cases showing frequent painful episodes (pain rate = > 5 days/year) or any serious events were labelled as severe (15 cases) and those with infrequent hospital attendance (pain rate < 2 days/year) were considered mild (12 cases).

Children presented with frequent nocturnal painful episodes (42 out of 76) were admitted for at least 2 nights; O2 saturation (O2 SAT) was estimated 4 times each night with 2 hours apart, then mean O2 SAT was deducted; cases suggestive of obstructive sleep apnoea were transferred to ENT specialists for further evaluation.

Statistical Analysis
Data of all subjects were merged together regardless to the basis of study to minimize the error of retrospective nature of community-based portion. Data were analyzed blind to the deducted SCD severity using SPSS version 10.0 [12]. Quantitative variables showed preserved normality (Kolmogrov Smirnov test). T-test, one way ANOVA, Pearson’s correlation and Chi square test were done to test for associations to pain rate. At two cut off values of O2 SAT (80% and 90%), pain rate was assessed in the different subgroups. Discriminant analysis was the multivariate test using the different prognostic parameters for prediction of severity in a stepwise approach. Accuracy of prediction was assessed by Wilks’ lambda (X2 for test function was 46.14, with P < 0.001) as well as percentage of correctly classified cases.
RESULTS
Patients with HB SS genotypes (71%) suffered from long painful episodes especially if they had a history of early dactylitis before the age of 2 years (15.7%); the mean pain rate in HB SS patients is the highest with very close and overlapping values of the two other genotypes (table: 1 & figure: 1). Twenty SCD children were presented with dactylitis before age of 2 years (8 of them were SS genotype; X2 for association of early dactylitis to SCD genotype was 9.11 with P = 0.01; not presented in tables).
Pain rate was significantly negative correlated to basal HB, Hct value, HB F%. Also there was a strong negative correlation between pain rate and O2 SAT; note the down slope of the best fit line of scatter diagram with severe cases (solid triangles) being clustered opposite 80% and mild cases (asterisks) being clustered opposite 90% O2 SAT (table: 2 - figure: 2). To determine level of O2 desaturation below which painful episode became severely protracted, patients were categorized according to two cut off values of O2 SAT, mean difference and statistical significance were more evident at 80% O2 SAT (table: 3).

Prediction of SCD severity was determined by discriminant analysis that yielded a predictive equation; formulated from the basal parameters in table 4-a:
Predictive equation = 2.75 X genotype (codes; 1 for HB SS, 2 for HB SC and 3 for HB Sβ) – 0.42 X Early onset of dactylitis (codes; 1 if yes and 0 if no) + 0.74 X Basal HB – 10.95 = Score value.
If score value ≥ 2.88, it will be mild SCD variant, however a score value ≤ - 2.30 will be a severe case. Accuracy of Predictive equation could be assessed by its application to the 27 cases of already known clinical severity (table 4-b). Comparing the original grouping to the predicted grouping, all cases were found correctly classified i.e. no false positive or negative rates, so predictive equation could be considered 100% accurate.

DISCUSSION
Sickle cell disease (SCD) is an inherited autosomal recessive disorder of β-globin chain with high incidence in Middle East due to the high rate of consanguineous marriage. Sickle HB is considered to be the second most common mutation of β globin (after β thalassaemia) accounting for about 12.2% of all mutations of β globin clusters [13 & 14]. Acute painful crisis is the most frequent and intractable problem encountered in this disease [15].
Despite the fact that all subjects with SCD have the same single base pair mutation, the severity of clinical and haematological manifestations is extremely variable from race to race and even within the same race. So, prediction of severity is a hot topic in SCD. Early-onset of dactylitis (defined as pain and tenderness in hands and feet before age of 1 year), leucocytosis (in the absence of infection) and low basal haemoglobin (< 7 gm/dl) were suggested to be the most important prognostic parameters in SCD [1]. Disease genotype and HB F level were considered by other authors to be more important as regards disease severity [2 - 4]; on the other hand some authors lessen the role of HB F level as a predictive parameter of disease severity [16].
In our hospital and community-based study done on Egyptian SCD children, we used multivariate analysis to predict those cases who are liable to develop severe disease in future by analyzing the demographic data of SCD children of known clinical severity. No gender difference in pain severity (P = 0.91) was found in our study opposite to the finding reported on Saudi SCD adults being more severe among males [17]. Analysis of difference between the 3 genotypes of SCD revealed a high statistical significance with the longest pain rate among SS patients (P < 0.001) but with no significant difference between the other 2 genotypes (P 0.09).
In our study, high HB F level was associated with low pain rate irrespective to the disease genotype (r = - 0.29 with P 0.01). Some reports attributed the mild nature of SCD to high HB F; however others found no relation between basal HB F and pain rate [3, 4, 8 & 16]. The mild SCD in most Kuwaitis children was attributed to the elevated HB F although authors described a high incidence of avascular necrosis of femoral head among their population (26.7%) [3]. The high prevalence of Arab-Indian genotype in Iran which is associated with high HB F (30%) accounts for the mild clinical presentation of SCD in Iran [4]. On the other hand, in Lebanese high HB F was not associated with decreased severity of SCD symptoms [16].
In SCD patients having nocturnal painful episodes, O2 SAT was negatively correlated to pain rate denoting that hypoxemia which is possibly due to an underlying upper airway obstruction is a stimulus for bone marrow to correct anaemia. However, in adults there was a paradox of high HB & Hct and low O2 SAT due to the compensated chronic hypoxemia by acclimatization [1].
Prediction of severity was done by discriminant analysis using the relevant parameters as independent variables; the best predictors as determined from their coefficients were genotype, basal HB level and early-onset of dactylitis in a descending order (coefficients were 2.75, 0.737 and -0.420 respectively) with no marked impact for the other parameters. Accuracy of prediction was proved by Wilks Lambda as well as percentage of correctly classified cases (100%). The exclusion of HB F from the top 3 predictors of severity could be explained by the fact that our young cases had a very high HB F level which will be rapidly changing so that statistical analyses would be unlikely to find it as a strong predictor. Further prospective study for these cases should be warranted to check for the importance of HB F at older ages to solve the issue of controversies regarding this parameter [3, 8 & 16].
We can conclude that with the use of this predictive equation, SCD infants beyond age of 6 month could be scored as a high or low risk using the top 3 prognostic parameters incriminated in discriminant analysis. High risk SCD infants should be a target for powerful therapeutic plan that include the availability of newly introduced pain controllers for home use [18] and a community-based educational treatment to increase spiritual well-being and self-efficacy to cope with pain [19]. With the help of these measures altogether SCD morbidity and mortality would be mitigated.
Acknowlegement
We acknowledge all staff members of Genetics unit laboratories, MUCH, Faculty of Medicine, Mansoura University, for blood sampling and laboratory analysis. Particular thanks are due to staff of paediatric haematology unit in MUCH for the efforts in retrieving personal and clinical data of old cases, and recruiting them for further evaluation.

REFERENCES
1. Miller ST, Sleeper LA, Pegelow CH, et al: Prediction of adverse outcomes in children with sickle cell disease. N Engl J Med 2000; 342:83-89.
2. Kaul DK, Fabry ME, Nagel RL: The pathophysiology of vascular obstruction in the sickle syndromes. Blood Rev 1996; 10:29-44.
3. Marouf R, Gupta R, Haider MZ, Al-Wazzan H, Adekile AD: Avascular necrosis of the femoral head in adult Kuwaiti sickle cell disease patients. Acta Hematol 2003; 110(1): 11-15.
4. Rahimi Z, Karimi M, Haghshenass M, Merat A: Beta-globin gene cluster haplotypes in sickle cell patients from southwest Iran. Am J Hematol 2003; 74(3):156-160.
5. Homi J, Levee L, Higgs D, Thomas P, Serjeant G: Pulse oximetry in a cohort study of sickle cell disease. Clin Lab Haematol 1997; 19:17-22.
6. Needleman JP, Franco ME, Varlotta L et al: Mechanisms of nocturnal oxyhemoglobin desaturation in children and adolescents with sickle cell disease. Pediatr Pulmonol 1999; 28:418-422.
7. Wilkey O, Evans JPM, Telfer PT, Kirkham FJ: Predictors of nocturnal hypoxaemia in children with sickle cell disease [abstract]. Arch Dis Child 2002; 86 (suppl 1):A12.
8. Haregrave DR, Wade A, Evans JPM, Hewes DKM, Kirkham, FJ: Nocturnal oxygen saturation and painful sickle cell crises in children. Blood 2003; 101(3): 846-848.
9. Fairbanks VK, Klee GG: In textbook of Clinical Chemistry, Teitz NW (ed) WB Saunders co., Philadelphia, 1986; 1540-1541.
10. Kim HC: Separation of Hemoglobins in Hematology Textbook; 4th edition, Williams WJ and Lecihman MA (eds), McChill, NewYork 1990; 1711-1714.
11. Echier G: Determination of G-6-PD. Am J Med Technol 1983; 49:259.
12. SPSS: Statistical Package for Social Science, standard version 10.0.1; 1999; SPSS Inc., Chicago, IL.
13. Al-Arrayed S, Hafadh N, Amin S, Al-Mukhareq H, Sanad H: Student screening for inherited blood disorders in Bahrain. East Mediterr Health J 2003; 9(3):344-352.
14. Keser I, Sanlioglu AD, Manguoglu E, et al : Molecular analysis of beta-thalassemia and sickle cell anemia in Antalya. Acta Haematol 2004; 111(4):205-210.
15. Platt OS, Thorington BD, Brambilla DJ, et al: Pain in sickle cell disease. Rates and risk factors. N Engl J Med 1991; 325:11-16.
16. Inati A, Taher A, Bou Alawi W, et al: Beta-globin gene cluster haplotypes and HB F levels are not the only modulators of sickle cell disease in Lebanon. Eur J Haematol 2003; 70(2):79-83.
17. Udezue E, Girshab AM: Differences between males and females in adults sickle cell pain crises in eastern Saudi Arabia. Ann Saudi Med 2004; 24(3): 179-182.
18. Graves PA, Kedar A, Koshy M, et al: RheothRx (Poloxamer 188) Injection for the Acute Painful Episode of Sickle Cell Disease: A Pilot Study. Blood 1997; 90(5):2041-2046.
19. Cooper-Effa M, Blount W, Kaslow N, Rothenberg R, Eckman J: Role of spirituality in patients with sickle cell disease. J Am Board Fam Pract 2001; 14(2): 116-122.

Case Report: Early diagnosis of Hodgkin’s disease based On Flow Cytometry parameters

Case Report: Early diagnosis of Hodgkin’s disease based On Flow Cytometry parameters

Mohammad S Al-Haggar (1), Ahmad A Settin (1), Seham A AlMansy (2), Tarek A Atia (3), Rizk A ElBaz (1), Zakaria I AlMorsy (1)

(1) Genetics Unit, Mansoura University Children Hospital
(2) Faculty of Science (Damietta), Mansoura University,
(3) Histology Department, Al-Azhar University, Cairo

Correspondence: Mohammad Al-Haggar, MD, Paediatrics Department, Faculty of Medicine, Mansoura University, Mansoura, Egypt, e-mail: mhajjar2000@yahoo.co.uk


Presentation:

On October 2004, a male patient aged 5.6 years presented to the outpatient clinic of Mansoura University Children’s Hospital, Mansoura, Egypt with cervical lymphadenopathy. Generally, the patient was clinically fit with no local signs other than the above, with no generalized manifestations of any systemic disease or other gland enlargements. Local examination revealed significant lymphadenopathy of 2X3 cm size which is rubbery in consistency and not tender. Laboratory workup included CBC, ESR and serum ferritin; all were found within the normal range. Chest radiograph and abdominal ultrasound were non revealing. Because of the significant size and suspicious consistency we tried to convince the family for the need to do an excision lymph node biopsy but in vain. They only accepted close fine needle aspiration for histological examination and Flow Cytometry (FCM) evaluation of DNA ploidy and apoptosis using FACS caliber flow cytometer (Becton Dickinson, Sunnyvale, CA, USA). The average number of evaluated nuclei per specimen was 20.000; with the rate of nuclei scanning of 120 per second. For the patient, FCM revealed highly suspicious plot diagrams for Lymphoma (figure: 1) although the histological examination was non-informative. The attending oncologist recommended either observational follow up or open biopsy for confirmation followed by chemotherapy. As the case was cold, patient was asked to attend monthly for serial evaluation of the gland size and routine laboratory workup. In March 2005, there was a slight elevation in the sedimentation rate associated with more enlargement of the lymph gland coupled with some tenderness over the gland to the degree the surgeon suspected abscess formation. Excision biopsy was done and a pathological diagnosis of large cell Hodgkin’s was made thus confirming the finding of the Flow Cytometry (figure: 2).

Discussion:
In lymphoma Fine needle aspiration samples sometimes contain few normal cells, a single peak deviation more than 5% from the expected position for diploid cells which is considered as aneuploidy (1). The degree of aneuploidy could be determined by the DNA index (DI), which represents the ratio of fluorescence intensity of aneuploid cells to the diploid cells; DI of a diploid tumor is 1.0, whereas those of aneuploid tumors are progressively higher (2). In Hodgkin’s disease, FCM might miss the diagnosis because of either the intra-tumor DNA heterogeneity or the limited sample size for DNA analysis, thus minimizing the clinical significance of DNA content as a diagnostic parameter in Hodgkin’s disease (3).
Fortunately in our case, DNA content was so informative that it gave a high DI (more than 1.0), low S-phase portion with highly suspicious aneuploidy pattern and apoptotic percentage on FCM evaluation. However, other DNA cycle parameters were not conclusive so that the final conclusion of borderline malignancy was considered. In such cases pathological diagnosis is highly recommended to confirm the possibility of malignancy for early therapeutic intervention.

Reference:
1. Ormerod MG, Tribukait B, Giarretti W: Consensus report of the task force on standardization of DNA flow cytometry in clinical pathology. DNA flow cytometry task force of the European society for analytical cellular pathology. Anal. Cell Pathol (1998); 17:103-110. http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Retrieve&db=pubmed&dopt=Abstract&list_uids=10052634&amp;query_hl=3

2. Gِrdon KM, Duckett L, Dual B, Petrie HT: A simple method for detecting up to five immunofluorescent parameters together with DNA staining for cell cycle or viability on a bench top flow cytometry. J Immunol Methods (2003); 275:113-121.
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Retrieve&db=pubmed&dopt=Abstract&list_uids=12667675&amp;query_hl=5

3. Kushibe K, Lioka S, Nezu K, Tojo T, Sawabata N, Kitamura S: Flow cytometric analysis of the DNA content of thymoma. Surg Today (1995); 25:334-337. http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Retrieve&db=pubmed&dopt=Abstract&list_uids=7633125&amp;query_hl=7

Wednesday, April 4, 2007

جــــواهـــر من أقـــوال الســـلف

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: سبحان الله؛ في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان.
قال بعض السلف: خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم.
قال سفيان الثوري: ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نفسي، مرة لي ومرة علي.
قال مالك بن دينار - رحمه الله:- رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً.
قال أبو بكر الوراق: استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك.
قال مجاهد: من أعزّ نفسه أذل دينه، ومن أذلّ نفسه أعزّ دينه.
قال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس، وأول ذلك زهدك في نفسك.
قال خالد بن معدان: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر.
قال الحسن: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر.
قال بكر بن عبد الله المزني: لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غُفر لهم، لولا أنني كنت فيهم.
قال يونس بن عبيد: إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير، ما أعلم أن في نفسي منها واحدة.
قال الحسن: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.
قال أبو يزيد: ما زلت أقود نفسي إلى الله وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك.
قال الحسن: من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.
قال سهل: من اشتغل بالفضول حُرِم الورع.
قال معروف: كلام العبد فيما لا يعنيه، خذلان من الله عز وجل.
قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو.. حامض.. عذب.. أجاج.. وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه.
قال مالك بن دينار: إن الأبرار لتغلي قلوبهم بأعمال البر، وإن الفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور، والله يرى همومكم، فانظروا ما همومكم رحمكم الله.
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الشبع، إن القوم لما شبعت بطونهم، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب.
قال أبو الجوزاء: لأن أجالس الخنازير، أحب إلي من أن أجالس رجلاً من أهل الأهواء.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل.
قال الشاطبي رحمه الله: آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين: حب السلطة والتصدر.
قال ابن القيم رحمه الله: ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة لكفى به شرفاً وفضلاً، فكيف وعزّ الدنيا والآخرة منوط به مشروط بحصوله.
قال ابن الأثير: إن الشهوة الخفية: حب اطلاع الناس على العمل.
قال بشر بن الحارث: ما اتقى الله من أحب الشهرة.
قال علي رضي الله عنه: يهتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.
قال بشر الحافي: أدوا زكاة الحديث: فاستعملوا من كل مائتي حديث خمسة أحاديث.
قال الحسن: إياك والتسويف، فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم.
قال محمد بن عبد الباقي: ما أعلم أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.
قال الذهبي: إن العلم ليس بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع، والفرار من الهوى والابتداع.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: العالم الرباني هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره.
قال أحد السلف: إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه، وليس يناله أحد بالحسب، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
قيل للشعبي رحمه الله: من أين لك هذا العلم كله ؟ قال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب.
قال الذهبي رحمه الله: ما خلا مجتمع من التغاير والحسد، إلا ما كان في جانب الأنبياء والرسل عليهم السلام.
قال الشافعي رحمه الله: والله لو علمت أن الماء البارد يثلم من مروءتي شيئا ما شربت إلا حارا ً.
قيل لأحمد بن حنبل: كيف تعرف الكذابين ؟ قال: بمواعيدهم.
قال هرم بن حيان: ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم.ونســــــــــألكم الــــــــــــــــــــــدعاء
.

Tuesday, April 3, 2007

ســـعيد بن عــامر - مثــال الــورع والزهــد والتــقى

أمير المؤمنين وخليفة المسلمين فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد أحوال المسلمين والرعية في حمص.. وفي جمع حاشد يسأل أهل حمص: ما تقولون في سعيد بن عامر؟؟.. وإذ ببعضهم يقدم شكواه إلى أمير المؤمنين!!..
كيف وهو الذي اختاره من بين الصحابة ليكون أميرا واليا على حمص؟؟..
كيف ولم يعرف عن الصحابي سعيد بن عامر إلا الزهد والورع والتقى؟؟..
كيف وسعيد بن عامر من كبار أصحاب رسول الله وكبار الأنقياء والأتقياء؟؟..
كيف يشكون منه وحين عرض عليه إمارة حمص رفض وقال: لا تَفتني يا أمير المؤمنين.. ليجيبه فاروق الأمة: والله لا أدعك.. أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي.. ثم تتركونني؟؟..
كيف يشكون منه وقد أنفق ماله الذي زوده به أمير المؤمنين، ولم يدخر منه سوى القليل؟؟..
إذا لم تشكون منه يا أهل حمص وما نوع شكواكم؟؟..
طلب أمير المؤمنين من أهل حمص أن يعدّدوا شكواهم في هذا العبد الزاهد المتقرب إلى الله.
وإذ بواحد منهم يقول: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار.. ولا يجيب أحدا بليل.. وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا، وهي أن تأخذه الغشية (أي الإغماء) بين الحين والحين..
أمير المؤمنين وفاروق الأمة عرف أنه لم يولي عليهم إلا الرجل المناسب فدعا الله مبتهلا: اللهم إني أعرفه من خير عبادك.. اللهم لا تخيّب فيه فراستي..
وأحضر بسعيد الصحابي الجليل ليدافع عن نفسه أمام فاروق الأمة وجموع الأمة فقال: أما قولهم: إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار.. فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب.. إنه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن العجين، ثم أدعه حتى يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى ثم أخرج إليهم..
وأما قولهم: لا أجيب أحدا بليل.. فوالله لقد كنت أكره أن أذكر السبب.. إني جعلت النهار لهم، والليل لربي..
وأما قولهم: إني لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما.. فليس لي خادم يغسل ثوبي، وليس لي ثياب أبدلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجفّ بعد حين.. وفي آخر النهار أخرج إليهم..
وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين.. فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضَعت قريش لحمه، وحملوه على جزعة، وهم يقولون أتحب محمدا مكانك وأنت سليم معافى؟؟ فيجيبهم قائلا: والله ما أحبّ أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.. فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته، وأنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، ارتجف خوفا من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني..
وإذ بأمير المؤمنين يستبشر ويضيء وجهه وهو يرى سعيد ودموعه الورعة الطاهرة البريئة تتساقط على وجنتيه وكأنها لؤلؤة يضيء منها كنز الإيمان ونور الإسلام.
ويعلم فاروق الأمة أنه أحسن حين اختار سعيد واليا على حمص فيقبل جبهة سعيد بن عامر المضيئة بنور الإيمان والهدي والحق ويقول: الحمد لله الذي لم يخيّب فراستي..
هؤلاء والله الرجال العظام الذي يجب علينا نحن أمة القرآن أن نقتدي بهم لنخرج الأمة من كبوتها وغفوتها وسباتها العميق.. سعيد بن عامر الصحابي الجليل يا أمة القرآن تصيبه الغَشية حين يذكر خبيب وهو على خشبة الموت بين أيدي الطغاة المشركين ولم ينصره، مع أنه لم يعلن إسلامه بعد.
نسأل الله أن يردّ الله أمتنا إلى طريق الحق والهدي والاستقامة، وأن يصلح الله نفوسنا من الضغائن والأحقاد، وأن ينصرنا الله على كل من عادى الإسلام والمسلمين إنه سميع مجيب
.

Implementation of a scientific project

Definition:
A scientific project is considered to be successful if it is fulfilling two items:-
1. Evidence was established to confirm the idea.
2. Both evidence and idea are complementary and additive.

Cornerstones:
1. Question or problem:
- define the question or problem in a simple and short phrase.
- why do you want to solve it? Consequently define the aims.
- analyse the parameters of problem, enumerate the closely relevant citations, and select the logic solutions.
- Solutions should be arranged in a descending manner (logistic).

2. Unbiased self evaluation:
- check the format of problem, solutions, citations and all parameters of study in non-biased way as if you are evaluating the work of others.
- repeat this transparent evaluation many times in different moods and situations.

3. Avoid the illusive conclusions: It may be due to:-
- false or irrelevant solution.
- non-expert citations which may be famous OR refusal a citation from an expert non-famous person (because of lack of credibility).
- non-biologic associations.
- rapid and absolute generalizations without any clinical or statistical significance.
- use of hot topics in society that need urgent solutions.

4. Brilliance in mathematics and statistics.

Sunday, April 1, 2007

كيـــف يمكنــــك كتـــابة مقـــال محكـــم ؟

لابد أن يتميز المقال بالفرادة والجودة. أما الفرادة فمعناها أن تكون فكرتك جديدة وذات إبداع، وحبذا لو كانت بأسلوب سهل واضح بعيد عن الغموض أو اللبس.. فالفكرة المكتوبة بأسلوب صعب به مفردات غريبة تبعث في القارئ التيه وربما تثير في نفسه قصور الفهم، إن الكتابة على هذا المنوال توحي بعدم اكتمال الفكرة أو عدم نضوج الكاتب، لأنه ليس الغرض من الكتابة ضياع وقت القارئ في الفهم أو اتهامه بالعجز المعرفي
________________________________________
إن جودة المقال تعتمد بالضرورة على قوة ومناسبة الاستشهاد بالمراجع القوية المعتمدة وذوات الثوابت المتينة. وإذا ذكرت المراجع فلابد من كتابة سندها الصحيح كما هو ثابت في الأعراف، كما يجب توخي دقة المعلومة المنسوبة لهذا المرجع دون إضافة أو حذف، أو تغيير في المعنى المنقول عنه. قد يكون هذا الاستشهاد لتأكيد أو نقض ما ذكر في الأطروحة، وأحيانا لتفسير ملاحظة ملموسة استنتجت في البحث ولم يؤخذ في الاعتبار مسبقا - أثناء الإجراء الجزء العملي – دراسة الكشف عن تفسيرها
________________________________________
ولكي يرقى المقال إلى درجة علمية عالية لابد أن يكون جيدا وفريدا في آن واحد: أما أن يكون
فريدا وليس جيدا، فمعناه أنه يحتاج لتنقيح وتهذيب من ذوي الخبرة والدراية بكتابة المقالات.
جيدا ولكن ليس فريدا، فهذا في الواقع مقال يغلب عليه الطابع النقلي للمعلومة (أشبه بالتأريخ دون ابتكار أو إبداء للرأي
غير فريد ولا جيد، فهذا لا يرقي إلى درجة المقال المنشور

How to Write a Perfect Manuscript?

Manuscript must be unique, novel and perfectly-written;

Unique and novel means that the idea is new and creative and written in simple clear words away from any strange and confusing vocabularies. Ideas written in strange words cause confusion to readers and may make readers accusing themselves by lack of understanding!! Manuscripts in this way denote either an immature idea or a young author as the main message of writing an article is to benefit readers, not waste their times and efforts or to accuse their comprehension.

Good articles must be indexed with references which should be suitable, elegantly selected to elaborate a finding in the work, support or even object an observation. The reference must be carefully written for easy access to the original work if needed, with an exact quotation of the text meaning and not to add any personal explanation. Quality of quotation is a very strong index for the perfection of author, errors are not allowed in references or its text.

For an article to be of high scientific rate, it should be unique, novel and perfectly-written in the same time; If it is:-
Unique but not good; it means it need editing by an experienced editor.
Good but not unique; it is like a review article which is sometimes helpful for an issue with available multiple researches by others.
Neither novel nor good; it should be rejected.

Saturday, March 31, 2007

Refereed International Publications


Al-Tonbary Y, Al-Haggar M, Salama O, Abul-Kheir M, El-Alfy A, Hafez M.
Hematology. 2012 Nov;17(6):341-5. doi: 10.1179/1607845412Y.0000000026. Epub 2012 Sep 12.
PMID:
 
22980223
 
[PubMed - in process]
2.
Al-Haggar M, Madej-Pilarczyk A, Kozlowski L, Bujnicki JM, Yahia S, Abdel-Hadi D, Shams A, Ahmad N, Hamed S, Puzianowska-Kuznicka M.
Eur J Hum Genet. 2012 Nov;20(11):1134-40. doi: 10.1038/ejhg.2012.77. Epub 2012 May 2.
PMID:
 
22549407
 
[PubMed - in process]
3.
El-Sayyad HI, Al-Haggar MS, El-Ghawet HA, Bakr IH.
Nutrition. 2012 Jul;28(7-8):e33-43. doi: 10.1016/j.nut.2011.12.013. Epub 2012 Apr 21.
PMID:
 
22521615
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
4.
Al-Haggar M, Sakamoto O, Shaltout A, Al-Hawari A, Wahba Y, Abdel-Hadi D.
Clin Exp Nephrol. 2012 Aug;16(4):604-10. doi: 10.1007/s10157-012-0603-9. Epub 2012 Feb 18.
PMID:
 
22350464
 
[PubMed - in process]
5.
Al-Haggar M, Yahia S, Abdel-Hadi D, Grill F, Al Kaissi A.
Afr Health Sci. 2010 Dec;10(4):395-9. Review.
PMID:
 
21416043
 
[PubMed - indexed for MEDLINE] 
Free PMC Article
6.
Al-Haggar M, Yahia S, Damjanovich K, Ahmad N, Hamada I, Bayrak-Toydemir P.
Indian J Pediatr. 2011 Jan;78(1):103-5. doi: 10.1007/s12098-010-0230-y. Epub 2010 Oct 6.
PMID:
 
20924721
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
7.
Al-Tonbary Y, Al-Haggar M, El-Ashry R, El-Dakroory S, Azzam H, Fouda A.
Adv Hematol. 2009;2009:689639. doi: 10.1155/2009/689639. Epub 2009 Oct 20.
PMID:
 
19960046
 
[PubMed] 
Free PMC Article
8.
Nezar MA, el-Baky AM, Soliman OA, Abdel-Hady HA, Hammad AM, Al-Haggar MS.
Indian J Pediatr. 2009 May;76(5):485-8. doi: 10.1007/s12098-009-0079-0. Epub 2009 Apr 23.
PMID:
 
19390804
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
9.
Al-Haggar M, Bakr A, Tajima T, Fujieda K, Hammad A, Soliman O, Darwish A, Al-Said A, Yahia S, Abdel-Hady D.
Clin Exp Nephrol. 2009 Aug;13(4):288-94. doi: 10.1007/s10157-008-0126-6. Epub 2009 Jan 24.
PMID:
 
19165416
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
10.
Al-Haggar M, Al-Morsy Z, Yahia S, Chalaby N, Ragab A, Mesbah A.
Indian J Pediatr. 2008 Jul;75(7):679-84. doi: 10.1007/s12098-008-0128-0. Epub 2008 Aug 21.
PMID:
 
18716735
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
11.
Abdelrazik N, Al-Haggar M, Al-Marsafawy H, Abdel-Hadi H, Al-Baz R, Mostafa AH.
Indian J Pediatr. 2007 Aug;74(8):739-45.
PMID:
 
17785896
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
12.
Settin A, Al Haggar M, Al Dosoky T, Al Baz R, Abdelrazik N, Fouda M, Aref S, Al-Tonbary Y.
Hematology. 2006 Oct;11(5):341-9.
PMID:
 
17607584
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
13.
Settin A, Al Haggar M, Al Dosoky T, Al Baz R, Abdelrazik N, Fouda M, Aref S, Al-Tonbary Y.
Hematology. 2007 Apr;12(2):103-11.
PMID:
 
17454190
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
14.
Settin A, Al Haggar M, Al Dosoky T, Al Baz R, Abdelrazik N, Fouda M, Aref S, Al-Tonbary Y.
Indian J Pediatr. 2007 Mar;74(3):255-63.
PMID:
 
17401264
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]
15.
Al-Haggar M, Al-Marsafawy H, Abdel-Razek N, Al-Baz R, Mostafa AH.
Int J Hematol. 2006 Apr;83(3):224-8.
PMID:
 
16720552
 
[PubMed - indexed for MEDLINE]

16. Ahmad Abdallah, Ashraf Bakr, Mohammad Al-Haggar, Talal Amer: Renal hemodynamic changes in children with liver cirrhosis. Journal of Pediatric Nephrology, 1999 November. J Pediatr Nephrol 1999 13(9):854-858.

17. Ahmad Settin, Mohammad Al-Haggar, Hala El-Marsafawy, Amal Abd-Alkader, Rizk Al-Baz, Ahmad Mansour, Rabab Ali, Eman Alam: Genetic analysis of rheumatic fever among Egyptian families: Consanguinity pattern, Segregation analysis and Blood group association (Journal of Medical Sciences – Pakistan 2006; J Med Sci 6(3): 415-422, May-June 2006.

18. Ahmad Settin, Mohammad Al-Haggar, Rizk Al-Baz, Mostafa Al-Aiouty, Mohammad Hafez: Screening of Mentally Handicapped Egyptian Children For Fragile X Syndrome Using Clinical, Cytogenetic And Molecular Approaches. (Journal of Pediatric Neurology, Volume 3, Number 4, Year 2005, J Pediatr Neurol 2005 3(4): 217-225. http://www.jpneurology.org/

19. Ahmad Settin, Mohammad Al-Haggar, Rizk Al-Baz, Hisham Yousof, Nayera Osman: Screening for G6PD Mediterranean mutation among Egyptian neonates with high or prolonged jaundice. (Accepted at July 4, 2005 in Hema; the Journal of Hellenic Society of Hematology; Haema 2006; 9(1): 83-90.

20. Ahmad Settin, Mohammad Al-Haggar, Mona Gouida, Rizk Al-Baz, Rabab Abu Alkasem, Seham Al-Mansi, Tarek Attia, Zakaria Al-Morsy: Diagnostic Significance of Flow Cytometric Analysis of DNA Ploidy and Apoptosis in Children with Lymphadenopathy. (Accepted at August 24, 2005 in Hema Journal; the Journal of Hellenic Society of Hematology; Haema 2006; 9(2): 240-246.

21. Ahmad Settin, Mohammad Al-Haggar, Mostafa Neamatallah, Afaf Al- Said, Mohammad Hafez: Detection of Beta-thalassemia Mutations Using Primer-Specific Amplification Compared to Reversed Dot Blot Hybridization Technique in Egyptian Cases. Hema Journal; the Journal of Hellenic Society of Hematology; Haema 2006; 9(3): 401-409.

22. Ahmad Settin, Mohammad Al-Haggar, Tarek El-Dosokey, Rizk Al-Baz, Nabil Abdelrazik, Manal Fouda, Salah Aref and Youseff Al-Tonbary. Prognostic cytogenetic markers in childhood acute lymphoblastic leukemias. Indian J Pediatr. 2007 Mar;74(3):255-263.

23. Ahmad Settin, Tarek Al-Dosokey, Mohammad Al-Haggar, Mahmoud Al-Bendary, Mohammad Ezz, Rizk Al-Baz, Amr El-Shahed, Rabab Abo Al-Kasem: Increased risk of liver cirrhosis among Egyptian carriers of S and/or Z mutant alleles of Alpha1 anti-trypsin gene. Arab J Gastroenterol 2006; 7(1): 14-18.

24. Nabil Abdel-Razik, Mohammad Al-Haggar, Hala Al-Marsafawy, Hisham Abdel-Hadi, Rizk Al-Baz: Impact of long-term iron supplementation in breast-fed infants. Ind J Peditr 2007; 74(8): 937-745.