Thursday, February 18, 2010

فوائد الشيخ عائض لتحسين المهارات الإنسانية

قال الإمام الشافعي رحمه الله: من تعلم القرآن ..عظمت قيمته، ومن تعلم الحديث.. قويت حجته،ومن تعلم الفقه.. نبل قدره، ومن تعلم اللغه.. رقّ طبعه، ومن تعلم الحساب.. جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه.. لم ينفعه علمه.
لـِنكُنْ أروَاحْ رَاقِـيَـة نَتسـامْى عَنْ سَفـاسِفَ الأمُـورْ وَعـَنْ كُـلْ مَـايَخِدشُ نـَقائِنـا نًحترِمْ ذاتنـَا وَنـَحتـِرمْ الغَـيْر .. عِنـدَمـْا نتـَحدثْ نتحَـدثْ بِعُمـْق نـَطلبْ بـأدبْ .. وَنشُكر بـِذوَقْ .. وَنـَعتذِرْ بِـصدقْ، نتـَرفـْع عَـن التفَاهـَات والقِيـلَ والقـَالْ، نُحِبْ بـِصَمتْ وَنغَضبْ بـِصَمتْ، وإنْ آردنـَا الـَرحِيلْ نَرحـَلْ بـِصَمتْ.
الفارغون أكثر ضجيجاً: إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة، إن كل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح.

إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها، وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها.
هؤلاء الأغبياء الكسالى التافهون مشاريعهم كلام، وحججهم صراخ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد، ولا مع العلماء الأفذاذ، ولا مع الصالحين الأبرار، ولا مع الكرماء الأجواد، بل هو صفر على يسار الرقم، يعيش بلا هدف، ويمضي بلا تخطيط، ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط، لا يُمدح بشيء، لأنه خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد.

وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في مسلاخ إنسان، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضلهإن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة الطعم، لا منظر بهيجاً ولا ثمر نضيجاً.

السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم،
الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم.
التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها.

اعمل واجتهد وأتقن ولا تصغ لمثبّط أو حاسد أو فارغ.. هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم وقعت فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟ تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد كتبوا عليها عبارة: خطر ممنوع الاقتراب، فتبتعد التكاسي والسياكل ولسان حالها ينادي: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، الأسد لا يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة، أما الصراصير والجعلان فعملها في القمامة وإبداعها في الزبالة.

د.عائـض القـرني

Tuesday, February 16, 2010

درس في الحلم والتواضع من الرسول لترقيق القلوب

بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع أعرابياً يقول: يا كريم، فقال النبي: خلفه: يا كريم.. فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال: يا كريم: فقال النبي خلفه: يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد.. أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتبسم النبي وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: لا، قال النبي: فما إيمانك به؟ قال: اّمنت بنبوته ولم أره وصدقت برسالته ولم ألقه قال النبي: يا أعرابي, اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. فقال النبي: يا أخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً.. فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد: إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام, ويقول لك: قل للأعرابي، لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا, فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال: نعم يحاسبك إن شاء.. فقال الأعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه.. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه.. فبكى النبي حتى إبتلت لحيته.. فهبط جبريل على النبي.. وقال: يا محمد, إن الله يقرئك السلام, ويقول لك: يا محمد قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة. اللهم اغفر لكل من نقـلها ونشرها ووالديه ولا تحرمهم الأجـر يا كريم..

وصل اللهم على محمد وآل محمد.. منقـــــــــــــول للإفـــــــــــــــادة