Tuesday, April 3, 2007

ســـعيد بن عــامر - مثــال الــورع والزهــد والتــقى

أمير المؤمنين وخليفة المسلمين فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد أحوال المسلمين والرعية في حمص.. وفي جمع حاشد يسأل أهل حمص: ما تقولون في سعيد بن عامر؟؟.. وإذ ببعضهم يقدم شكواه إلى أمير المؤمنين!!..
كيف وهو الذي اختاره من بين الصحابة ليكون أميرا واليا على حمص؟؟..
كيف ولم يعرف عن الصحابي سعيد بن عامر إلا الزهد والورع والتقى؟؟..
كيف وسعيد بن عامر من كبار أصحاب رسول الله وكبار الأنقياء والأتقياء؟؟..
كيف يشكون منه وحين عرض عليه إمارة حمص رفض وقال: لا تَفتني يا أمير المؤمنين.. ليجيبه فاروق الأمة: والله لا أدعك.. أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي.. ثم تتركونني؟؟..
كيف يشكون منه وقد أنفق ماله الذي زوده به أمير المؤمنين، ولم يدخر منه سوى القليل؟؟..
إذا لم تشكون منه يا أهل حمص وما نوع شكواكم؟؟..
طلب أمير المؤمنين من أهل حمص أن يعدّدوا شكواهم في هذا العبد الزاهد المتقرب إلى الله.
وإذ بواحد منهم يقول: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار.. ولا يجيب أحدا بليل.. وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا، وهي أن تأخذه الغشية (أي الإغماء) بين الحين والحين..
أمير المؤمنين وفاروق الأمة عرف أنه لم يولي عليهم إلا الرجل المناسب فدعا الله مبتهلا: اللهم إني أعرفه من خير عبادك.. اللهم لا تخيّب فيه فراستي..
وأحضر بسعيد الصحابي الجليل ليدافع عن نفسه أمام فاروق الأمة وجموع الأمة فقال: أما قولهم: إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار.. فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب.. إنه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن العجين، ثم أدعه حتى يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى ثم أخرج إليهم..
وأما قولهم: لا أجيب أحدا بليل.. فوالله لقد كنت أكره أن أذكر السبب.. إني جعلت النهار لهم، والليل لربي..
وأما قولهم: إني لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما.. فليس لي خادم يغسل ثوبي، وليس لي ثياب أبدلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجفّ بعد حين.. وفي آخر النهار أخرج إليهم..
وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين.. فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضَعت قريش لحمه، وحملوه على جزعة، وهم يقولون أتحب محمدا مكانك وأنت سليم معافى؟؟ فيجيبهم قائلا: والله ما أحبّ أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.. فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته، وأنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، ارتجف خوفا من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني..
وإذ بأمير المؤمنين يستبشر ويضيء وجهه وهو يرى سعيد ودموعه الورعة الطاهرة البريئة تتساقط على وجنتيه وكأنها لؤلؤة يضيء منها كنز الإيمان ونور الإسلام.
ويعلم فاروق الأمة أنه أحسن حين اختار سعيد واليا على حمص فيقبل جبهة سعيد بن عامر المضيئة بنور الإيمان والهدي والحق ويقول: الحمد لله الذي لم يخيّب فراستي..
هؤلاء والله الرجال العظام الذي يجب علينا نحن أمة القرآن أن نقتدي بهم لنخرج الأمة من كبوتها وغفوتها وسباتها العميق.. سعيد بن عامر الصحابي الجليل يا أمة القرآن تصيبه الغَشية حين يذكر خبيب وهو على خشبة الموت بين أيدي الطغاة المشركين ولم ينصره، مع أنه لم يعلن إسلامه بعد.
نسأل الله أن يردّ الله أمتنا إلى طريق الحق والهدي والاستقامة، وأن يصلح الله نفوسنا من الضغائن والأحقاد، وأن ينصرنا الله على كل من عادى الإسلام والمسلمين إنه سميع مجيب
.

No comments: