Thursday, March 17, 2011

هل تورط - فعلاً - حسني مبارك في إغتيال السادات ؟ بقلم: حســـــن الجنـــــدي

شبكة اليوم الاخبارية ENN : هذا البحث وبحوث أخرى كتبت منذ سنوات ولكن لخوف الجميع من ظهور الحقيقة كاملة كان الصمت يخيم علينا، أعتقد أنه حان الوقت للبحث الجاد وراء شخصية (محمد حسني مبارك) وبحيادية تامة، مع العلم أن هذا البحث هو ملك للدكتور أشرف شاهين الباحث المصري في القانون الدولي بسويسرا، وقد قمت ببعض الإضافات وبعض التعديلات بحيث لا أغير من لب البحث، وإليكم البحث كاملاً. الشعب المصري الذي في يوم ما أطلق على السادات “بطل الحرب والسلام” لديه قناعة بأن مبارك لم يأمر باجراء تحقيقات حقيقية في جريمة اغتيال السادات لأن مبارك نفسه يقف وراء ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء. والسبب الحقيقي لتلفيق اتهامات ضد سعد الدين إبراهيم هو محاولاته فك ألغاز وطلاسم هذه الجريمة وشرع منذ 5 سنوات في تشكيل لجنة محايدة مستقلة لاجراء تحقيقات لمعرفة الفاعل الرئيسي فيها.

وكان مبارك منذ نحو أعوام قد غضب كثيراً بسبب قيام صحيفة الميدان وهى صحيفة محلية مستقلة بنشر صورة جثة السادات وكانت تلك هي أول مرة يرى فيها الرأي العام في مصر والعالم كله هذه الصورة التي كانت تعتبر سراً كبيراً لمدة 22 عام. هذا و قد أمر مبارك رئيس تحرير الميدان بفصل الصحفي المسئول عن نشر الصورة. هذا وقد صدرت أوامر عليا لكل الصحف سواء كانت حكومية أوغيرها بعدم نشر هذه الصورة مرة أخرى.



لدى مبارك أسباب وجيهة كثيرة لكي يحجب المعلومات الخاصة باغتيال السادات ويرفض اجراء تحقيقات حقيقية كاملة ونزيهة لكشف غموض هذه الجريمة. وكانت جريدة العربي الناصري قد نشرت في عددها الصادر بتاريخ 19-6-2005 تقريرا مبني على أقوال أحد الشهود مفاداة أن السادات كان ينوي طرد مبارك وتعيين غيره نائبا لرئيس الجمهورية. كان السادات قد أخبر مبارك بعزمه تعيين غيره في أواخر سبتمبر من عام 1981 بسبب قيام مبارك بعمل اتصالات في الجيش من وراء ظهر السادات مما جعل السادات يتوجس خيفة من مبارك ويشك في نواياه. وفي صباح يوم 6 أكتوبر من عام 1981 أي قبل ساعات من اغتيال السادات عين السادات الدكتور عبد القادر حاتم نائبا لرئيس الجمهورية بدلاً من حسني مبارك إلا أن القرار الخاص بذلك كان سيجهز ويوقع بعد الاستعراض العسكري. هذا وقد نشرت الجريدة المذكورة صورة للسادات وهو يصافح عبد القادر حاتم صباح 6 أكتوبر. وطبقا لتقارير أخرى غضب السادات بشدة عندما علم بأن مبارك كان يجري من خلف ظهره اتصالات مع العائلة المالكة السعودية التي كانت قد قطعت العلاقات معه بعد توقيعه معاهدة السلام مع اسرائيل. أما المؤسسة الدينية السعودية المتطرفة المرتبطة بالعائلة المالكة هناك فقد أحلت دم السادات لأنه عقد صلح وسلام مع “اليهود أعداء الله”. وقد رد السادات في تحدي بقوله "إن السعوديين كانوا رعاع ونحن الذين علمناهم التمدن”. أما العائلة المالكة في السعودية فقد قالت بأنها لن تتعامل مع مصر أبداً طالما ظل السادات في الحكم.

كان السادات قد اتخذ قرار مفاجئ وغير مفهوم في عام 1975 بتعيين الفريق حسنى مبارك قائد القوات الجوية نائباً لرئيس الجمهورية. وكانت التقارير قد أوضحت في ذلك الوقت أن زوجة السادات القوية السيدة جيهان هي التي توسطت لدى السادات لتعيين مبارك في هذا المنصب. زوجة السادات النصف بريطانية تمت بصلة قرابة لزوجة مبارك النصف بريطانية. وكان مبارك قد أطلق شائعات بعد ذلك مفادها أن حكومة الولايات المتحدة هي التي ضغطت على السادات لتعيين حسنى مبارك نائبا لرئيس الجمهورية. ويستغل مبارك هذه الإشاعة للترويج لإشاعة أخرى أطلقها هو أيضا تقول أن الأمريكان هم الذين أغتالوا السادات. ولكي يثبت مبارك أقدامه في منصبه الجديد الذي استكثره عليه الجميع الذين أذهلتهم مفاجأة تعيينه فيه قام بتعيين رجالة في المناصب الحساسة والهامة في الجيش والشرطة والمخابرات ومجلس الوزراء وغيرها. وكان العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة مدير فرع المدفعية بالجيش الثاني الميداني واحد من أكثر من يثق فيهم مبارك بالجيش لأنه يمت له بصلة قرابة فضلاً عن أنهما من نفس دفعة الكلية الحربية لعام 1949 كما انهما أمضيا سوياً بالإتحاد السوفيتي عدة سنوات في بعثة تدريبية. ولذا فقد عينه مبارك بعد حوالي سنتين من توليه منصب نائب رئيس الجمهورية ملحقاً حربياً في واشنطن كخطوة أولى في خطة ترقية وتقدم وتصعيد مذهلة أعدها مبارك لقريبه أبو غزالة. إلا أنه بعد 3 سنوات أي في عام 1980 أصدر الفريق أحمد بدوي وزير الدفاع قراراً بتعيين أبو غزالة مديراً للمخابرات الحربية. ولما رأى مبارك أن قرار احمد بدوي يتعارض مع خطته التي أعدها لأبو غزالة اتصل مبارك بأبو غزالة و قال له "لا تنفذ أوامر أحمد بدوى واستمر في واشنطن". والجدير بالذكر أن مبارك عين أيضاً في واشنطن شقيق زوجته النصف بريطاني العميد طيار منير ثابت كمدير لمكتب مشتريات السلاح بالسفارة هناك. وكانت المباحث الفدرالية الأمريكية قد سربت لجريدة الواشنطن بوست بعد تولي مبارك الحكم معلومات مفادها أن منير ثابت يرتكب مخالفات مالية جسيمة بنقل الأسلحة الأمريكية التي تمولها الحكومة الأمريكية على سفن يمتلكها هو وصهره حسنى مبارك وشوقي يونس وغيرهم. وقد كفى مبارك على الخبر مجور ولم يأمر باجراء تحقيق واكتفى بكلام إنشائي.

وفي بداية عام 1981 عين حسنى مبارك أبو غزالة رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة. وفي 6 مارس أي بعد شهرين فقط مات الفريق أحمد بدوي الذي يبغضه مبارك و معه 13 من قيادات الجيش في حادث طائرة هليكوبتر. والغريب أن أبو غزالة لم يكن على متن هذه الطائرة إذ أن كبار ضباط الجيش وعلى رأسهم أبو غزالة بصفته رئيساً للأركان كانوا من المفروض أن يطيروا مع وزير الدفاع أحمد بدوي في زيارات ميدانية لوحدات الجيش في الصحراء الغربية إلا أن أبو غزالة تخلف في أخر لحظة بناء على أوامر من النائب حسنى مبارك. وهكذا أصبح أبو غزالة وزيراً للدفاع وقائدا عاماً للقوات المسلحة بعد أن كان منذ 4 سنوات فقط مجرد عميد ومدير لفرع المدفعية بالجيش الثاني. لقد قام مبارك بتصعيد أبو غزالة بقوة وسرعة تثير الشك والريبة متخطياً المئات في السلم القيادي ممن هم أقدم وأكفأ وأحق من أبو غزالة بهذه المناصب. كما أن هذا التصعيد المريب والأهداف المرجوة منة تؤكد بأن مبارك كان وراء اغتيال الفريق أحمد بدوي و من كانوا معه على متن الطائرة. وكوزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة عكف أبو غزالة على الإعداد للعرض العسكري الذي يجرى كل عام في 6 أكتوبر للاحتفال بنصر أكتوبر.

كان الموقف السياسي في مصر متأزم ومتوتر للغاية ويتجه في طريقه إلى الكارثة. كانت السعودية قد أعلنت الجهاد بعد توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل في مارس من عام 1979. و قد ألقت العائلة المتطرفة الوهابية المالكة في السعودية التي تعارض السلام مع اليهود كمبدأ ثابت كل ثقلها المادي والسياسي وراء خطة تهدف إلى تحطيم السلام بين مصر وإسرائيل وإلى معاقبة السادات ليكون عبرة لأي حاكم عربي أو مسلم يفكر في المستقبل في عقد معاهدة صلح مع إسرائيل. كان ولى العهد السعودي فهد في زيارة له للولايات المتحدة عام 1980 قد طلب من شتراوس وزير خارجية أمريكا التخلص من السادات كشرط لإقدام السعودية على إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل. وبدورة كان النائب حسني مبارك يتصل بالأمريكان والإسرائيليين من وراء ظهر السادات حيث كان يؤكد لهم أن السادات لم يكن جادا في مسعاه نحو السلام و أن كل هدفه كان الحصول على سيناء ثم ينقلب على إسرائيل ويلغى معاهدة السلام معها. يذكر أن النائب حسنى مبارك كان قد عاد إلى القاهرة من زيارة له لواشنطن يوم 4 أكتوبر عام 1981 حيث استقبل هناك كرئيس للجمهورية. لقد قالت جيهان السادات أن السادات قال لها أنة شعر من زيارته الأخيرة لواشنطن في سبتمبر من عام 1981 بأن الأمريكان يريدون التخلص منه. والحكومة السعودية التي أصبح لها باع ونفوذ كبيرين في مصر اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ودينيا بعد وفاة عبد الناصر استغلت تأثيرها واتصالاتها مع الجماعات الدينية والمؤسسة الصحفية ومع السياسيين والمسئولين في مصر الذين كانوا يقبضون بسخاء منها لشحن وتأليب الرأي العام في مصر ضد السلام وضد السادات نفسه بهدف زعزعة حكمه وقلب نظامه. في ذات الوقت كانت السعودية تقف وراء تكوين جبهة الصمود والتصدي أو ما يسمى بجبهة الرفض والتي كان أهم أهدافها محاربة السلام وإسقاط السادات. كما وقفت السعودية وراء قرار طرد مصر من جامعة الدول العربية. لقد أصبح السادات معزولاً تماماً عربياً وإسلامياً بعد أن عبأت السعودية الرأي العام في العالم الإسلامي والعربي ضد السلام وضد السادات شخصياً. في يوليو من عام 1981 أعلن ولى العهد الأمير فهد عن مبادرة سلام جديدة لتكون بديلا عن السلام المصري الإسرائيلي إلا أن كل من مصر وإسرائيل رفضت المبادرة السعودية. لقد شعر السعوديون بأن عليهم أن يفعلوا شيئا ما بسرعة قبل أن تغرى دول عربية أخرى لعقد صلح منفرد مع إسرائيل. كذلك كان السعوديون يخشون قيام السادات بزعزعة حكمهم مستغلا علاقاته الممتازة مع كل من إسرائيل وأمريكا. ولتخليص العرب والمسلمين بسرعة من "الكافر الخائن السادات" بدأت الجماعات الإسلامية في مصر الموالية للسعودية مثل الأخوان المسلمون والجهاد والجماعة الإسلامية والتي تعرف في مصر بالطابور الخامس السعودي تعد العدة للتحرك ضد السادات بعد أن أصدرت فتاوى تحل دمه لأنه "عقد صلح مع أعداء الله". ويجدر الإشارة هنا أن السعودية حاولت قتل عبد الناصر عدة مرات في الفترة مابين أواخر الخمسينات وبداية الستينات وكانت معظم المحاولات تستخدم فيها عناصر من الأخوان المسلمين وضباط متدينين من الجيش أشهرهم الرائد عصام خليل الذي دفع له الملك سعود شخصياً مليون جنية لكي يقتل عبد الناصر إلا أن عصام خليل سلم نفسه والنقود لناصر فعينه ناصر المسئول عن مشروع الصواريخ نكاية بالسعوديين. لذلك زادت حالة التوتر التي انتابت السادات وقام بناء على نصيحة نائبه حسني مبارك بإلقاء القبض على القيادات الدينية في مصر بما فيها القبطية وعلى رموز المعارضة. وهذا الإجراء لم يقلل من الخطر والتهديد لحياة السادات. كان وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل قد قال أن مباحث أمن الدولة لديها شريط فيديو يصور تدريبات تجرى في الصحراء على ضرب النار تنفذها عناصر من الجماعات الإسلامية لاغتيال السادات في المنصة. كما قال النبوي إسماعيل بأنه كان لدى أجهزة الأمن معلومات مؤكدة بأن الجماعات الإسلامية تخطط لاغتيال السادات في أثناء الاستعراض يوم 6 أكتوبر. والسؤال هو لماذا لم يقبض أيضاً على هؤلاء الذين تم تصويرهم وتتبعهم وهم يتدربون على قتل رئيس الجمهورية؟.

في هذه الأيام المتوترة التي زادت فيها حدة الشك والريبة في الكل كيف يمكن لأحد لأن يقترب من السادات بدرجة كافية لقتله. في أثناء العرض العسكري يقوم بحماية السادات عدد كبير من الحراس المدربين أعلى تدريب في الولايات المتحدة في المحيط الأول للسادات الذي يبلغ نصف قطرة 15 متر ولا يمكن اختراقه وفي المحيط الثاني الخارجي يتولى حماية السادات قوات خاصة من الكوماندوز التابعة للحرس الجمهوري وفي المحيط الثالث قوات الأمن المركزي التي توفر الحماية لموكب الرئيس و تأمين الطرقات والأسطح وفي المحيط الرابع تتولى قوات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية عمليات التأمين والحماية. وبالرغم من أن التأمين والحماية للسادات كانا صارمين ومكررين إلا أن الجناة تمكنوا مع ذلك من الاقتراب من السادات لمسافة تقل عن 15 متر وقتله. كان مبارك قد تمكن بحلول 6 أغسطس 1981 من وضع رجاله في معظم الوظائف الحساسة والهامة بالدولة تقريباً ومنهم وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير المخابرات العامة ومدير مباحث أمن الدولة ومدير المخابرات الحربية وغيرهم. تمكن الجناة من الاشتراك في العرض العسكري بالرغم أن معظمهم لم يكونوا أفراد في القوات المسلحة. كانت أجهزة الأمن قد منعت الملازم أول خالد الاسلامبولى من الاشتراك في الاستعراض العسكري في الثلاث سنوات السابقة لأسباب أمنية تتعلق بالأمن والمتمثلة في وجود شقيقه الأكبر في المعتقل لأنه عضو في الجماعة الإسلامية. وحتى لو فرض أن باستطاعتهم الاشتراك في الاستعراض فكيف سيتمكنون من المرور خلال نقاط التفتيش العشرة المقامة في الطريق المؤدى للاستعراض وهم يحملون ذخيرة حية وقنابل وابر ضرب النار؟ وكيف لهم أن يتغلبون على 150 فرد من حراس السادات الذين يعزلون تماما دائرة حول السادات يتعدى نصف قطرها 15 متر؟ وحيث أن الجناة قد تمكنوا فعلا من اجتياز كل هذه الدفاعات التي لا يمكن اختراقها بسهولة فان ذلك يؤكد بأنة حصلوا على مساعدة من شركاء لهم في أعلى المناصب بالدولة. ويمكن لنا أن نعرف شركاء الجناة المهمين بدراسة طبيعة المساعدات التي وفروها لهم لضمان اختراق الدفاعات المنيعة وقتل السادات:
1. قررت المخابرات الحربية فجأة في منتصف أغسطس رفع اسم الملازم أول خالد الاسلامبولي من قوائم الممنوعين من الاشتراك في الاستعراض العسكري لأسباب أمنية. لقد صدر قرار من مدير المخابرات الحربية باشتراك الاسلامبولى في الاستعراض. ومهمة خالد في الاستعراض كضابط في اللواء 333 مدفعية وكما تعود أن ينفذها قبل حرمانه من الاشتراك في الاستعراض قبل 3 سنوات هي الجلوس في كابينة شاحنة تجر مدفع ميداني بينما يجلس في صندوق الشاحنة 4 جنود من ذات اللواء.
2. بعد رفع اسم الاسلامبولى من قائمة الممنوعين قامت بعض العناصر التابعة للجماعة الإسلامية بالاتصال بالاسلامبولى لتبلغه بأنه قد وقع عليه الاختيار لتنفيذ "عملية استشهادية" قامت هذه العناصر بتقديم 4 رجال للاسلامبولى على أنهم من سيعاونوه في إتمام المهمة الموكلة له. والشركاء الأربعة أتموا الخدمة العسكرية كما أن أحدهم وهو حسين على كان قناصاً بالجيش وبطل الرماية به. الخطة كانت تتطلب أن يقوم الاسلامبولى بوضع شركاءه الجدد في صندوق الشاحنة بدلاً من الجنود الأصليين في يوم الاستعراض.
3. كان الجناة الأربعة يقومون بالفعل بالتدريب في الصحراء على اغتيال السادات في المنصة. والغريب أن هذه التدريبات كانت تتم تحت إشراف وحماية أجهزة الأمن بدليل ما أقر به النبوي إسماعيل بأن أجهزة الأمن كان لديها شريط فيديو يصور هذه التدريبات.
4. قبل الاستعراض بثلاثة أيام صرف الاسلامبولى الجنود الأربعة الذين كانوا من المفروض أن يشتركوا معه في الاستعراض بأن أعطى كل منهم أجازة لمدة 4 أيام ثم ادخل الجناة الأربعة الوحدة منتحلين صفة الجنود الأربعة الأصليين وظلوا هناك حتى يوم الاستعراض حيث اشتركوا في التدريبات النهائية للاستعراض.
5. كانت الذخيرة الحية وابر ضرب النار تنزع من الأسلحة التي كانت تصرف للمشاركين في الاستعراض. وكاجراء أمنى إضافي تم إقامة 10 نقاط تفتيش بواسطة الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية على طول الطريق المؤدي للاستعراض للتأكد من عدم وجود ابر ضرب النار وذخيرة حية. وبالرغم أن الشاحنة التابعة للجناة كانت محملة بالقنابل والذخيرة الحية وابر ضرب النار إلا أن الشاحنة تمكنت من المرور عبر كل نقاط التفتيش.
6. المقدم ممدوح أبو جبل الذي أمد الإسلامبولى ورفاقه بإبر ضرب النار والذخيرة والقنابل تبين بأنه ضابط بالمخابرات الحربية أي أن المخابرات هي التي أمدت الإسلامبولى بالأسلحة لقتل السادات ولهذا لم يحاكم أبو جبل وتوارى عن الأنظار.
7. بالنظر إلى الوضع الأمني المتردي في البلاد في ذلك الوقت فقد تقرر أن يرتدي كل من السادات ومبارك وأبو غزالة الدرع الواقي من الرصاص تحت زيهم العسكري التي كان السادات قد صممه بنفسه على الطراز النازي. فضلا عن ذلك فان حراس السادات البالغ عددهم 150 فرداً جعلوا من المستحيل على أي قاتل محتمل أن يقترب من السادات حتى محيط دائرة نصف قطرها 30 متر دون أن يقتل أو يقبض عليه. كما أن سور المنصة يوفر للسادات حماية ممتازة في حالة ما إذا تم إطلاق النار عليه. فإذا انبطح السادات خلف هذا السور فلا يمكن للجناة الذين يقفون على الناحية الأخرى من السور إصابة السادات لأن ارتفاع السور 180 سم وعرضة 80 سم. والأهم من ذلك كله كيف يضمن مبارك وأبو غزالة عدم إصابتهما وهما يجلسان على يمين ويسار السادات.

و للتغلب على كل هذه الصعاب حدث ما يلي:
1. تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق. لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالانتشار خلف المنصة وليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف.
2. بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى إلا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة ولم يعرف المشاهدون أين ينظرون ولكن صريخ وضجيج الطائرات جذب انتباه الحضور إلى أعلى وذلك في نفس الوقت الذي قفز فيه الجناة الخمسة من الشاحنة لقتل السادات. لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية.
3. طلب كل من مبارك وأبو غزالة من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذي نزل لتوه من شاحنة المدفعية وبينما وقف السادات حدثت 3 أو 4 أشياء في ذات الوقت وهي:
- الضابط الذي كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعا إلى الشاحنة ليحضر بندقيته الألية و قنابل يدوية.
- قام القناص وبطل الرماية الجالس في صندوق الشاحنة باطلاق النار على رقبة السادات لمعرفته مسبقا أن السادات يرتدى الدرع الواقي.
- كل من مبارك وأبو غزالة انبطح أرضا بسرعة وزحفا بعيداُ عن السادات الذي كان قد سقط لتوه على الأرض.
- وبمناظرة صورة جثمان السادات الذي أحتفظ بها سرا فترة تناهز 22 عاما وتم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التي انقلبت على حسنى مبارك فيمكن القول بأن السادات سقط على ظهره بعد الطلقات الأولى التي أصابته في رقبته وصدره الأمر الذي يثبته وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنه والتي أطلقها علية خالد الاسلامبولى أثناء وقوفه على المقعد الذي وضع خلف سور المنصة أمام السادات. ولكن ماذا عن آثار الطلقات الموجودة على جانبي السادات وهي أثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجود مع الجناة الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار7.62 مم.

إن وجود مثل هذه الأدلة يفسر سر إخفاء صورة جثمان السادات ومعلومات أخرى طوال هذه الفترة إذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبي السادات يؤكد أن مبارك وأبو غزالة أطلقا النار على السادات من مسدس صغير كان كل منهما يخفيه في طيات ملابسه أثناء وجود السادات على الأرض بجوارهما وذلك للتأكد من موته. لقد ترك أحدهم مقعد في الجانب الآخر من سور المنصة المواجه للسادات والذي وقف عليه خالد الاسلامبولى ومكنة من توجيه دفعة من بندقيته الألية أصابت السادات في بطنه. بالرغم أن الجناة بدوا وكأنهم يطلقون النيران بدون تمييز على الجميع إلا أنهم طالبوا كل من مبارك وأبو غزالة بالابتعاد عن مرمى نيرانهم إذ قال عبد الحميد عبد العال لحسنى مبارك: "أنا مش عايزك.. احنا عايزين فرعون". وقال خالد الاسلامبولى لأبو غزالة وهو يشيح له بيده: "ابعد". ألا يبدو ذلك التصرف غريباً على الجماعات الإسلامية التي تكفر ليس فقط الحاكم المسلم الذي لا يطبق الشريعة الإسلامية و لكن أيضا رموز نظامه الذين يتعين قتلهم أيضاً ،وإذا كانوا يريدون السادات فقط فلماذا قتلوا 7 آخرين؟.

وعن الحيل الخداعية الأخرى التي استخدمت في الاستعراض فقد تضمنت تعطل ثلاثة مركبات أمام المنصة بعد بداية الاستعراض ب 10 دقائق و 15 دقيقة و 20 دقيقة تباعا. وعندما توقفت الشاحنة التي تحمل الجناة أمام المنصة افترض الذين لم يكونوا ينظرون إلى السماء لمشاهدة العرض الجوى أن الشاحنة تعطلت هي الأخرى. لو لم يكن مبارك متورطا في مؤامرة اغتيال السادات لكان قد اتخذ على الأقل الحد من الإجراءات الواجب إتخاذها في مثل هذه المواقف مثل:

1. إقالة ومحاكمة محمد عبد الحليم أبو غزالة لأنة المسئول كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة عن مقتل السادات أثناء العرض العسكري.
2. شكل لجنة محايدة ومستقلة لتجرى تحقيقات شاملة في مؤامرة قتل رئيس الجمهورية.

مبارك فعل العكس تماما. لقد قام بترقية أبو غزالة لرتبة المشير ولنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافؤه على مقتل السادات. أفرج مبارك عن مرشد الأخوان وزعماء الجماعات الدينية والإسلاميين المتطرفين الذين كان السادات قد قبض عليهم قبل وفاته بشهر و كأنة يكافؤهم لقتل السادات. منع مبارك أي تحقيقات مستقلة كما أنه حجب معلومات هامة في قضية قتل السادات وأخفي أو دمر أدلة ومستندات مؤثرة فيها. ومن أهم الأدلة و الإثباتات التي أخفاها أو دمرها مبارك هو الفيلم الذي صوره التلفزيون المصري للاستعراض والذي يبين كل من مبارك وأبو غزالة وهما يشيران للسادات للوقوف لتحية الضابط (خالد الاسلامبولى)الذي نزل من الشاحنة ويتقدم من المنصة. كما أنه يصور السادات وهو يهم بالوقوف بينما يغوص كل من مبارك وأبو غزالة خلف سور المنصة.

هذا ويوجد دليل آخر لا يقل أهمية وهو الفيديو الخاص بالتدريبات التي كان ينفذها في الصحراء 4 من قتلة السادات وآخرين وهي تدريبات على قتل السادات في المنصة والتي جرت قبل حوالي شهر من الاستعراض العسكري. كان وزير الداخلية في ذلك الوقت النبوي إسماعيل قد قال في عدة أحاديث صحفية أن هذا الشريط كان تحت يد المباحث. كما أفاد النبوي إسماعيل أن 4 من قتلة السادات كانوا تحت مراقبة المباحث لمدة 15 يوم قبل اغتيال السادات. إن من وضع خطة اغتيال السادات لابد وأن كان مخطط عسكري متمكن لأنة أعد ونفذ الخطة كما لو كانت مناورة عسكرية كاملة استخدم فيها القوات الجوية والأرضية مع القوات الخاصة. لم يترك هذا المخطط شيئاً للمصادفة أو الخطأ بل أنه أخذ في اعتباره أدق التفاصيل وتأكد من تفهم كل مشارك لدورة والتدريب عليه على أكمل وجه. ولابد انهم قد استخدموا في تدريباتهم في الصحراء ماكيت للمنصة. ولم يهمل المخطط لعملية اغتيال السادات الإجراءات الواجب اتخاذها فور مقتل السادات. لذلك، فان أول شيء فعلته الشرطة وسلطات الأمن فور توقف إطلاق الرصاص على السادات هو مصادرة وإعدام الأفلام من المصورين ومندوبين وكالات الأنباء. ومعنى ذلك أن عملية إخفاء وتدمير الأدلة في هذه القضية بدأت مبكرا. ومما ساهم في نقص وجود أفلام تبين عملية قتل السادات بالتفصيل هو قيام المخطط لاغتيال السادات بضبط توقيت العرض الجوى مع وصول شاحنة القتلة أمام المنصة. إن الصوت المرعب المرعد المصد للآذان الذي أحدثه تشكيل كبير من الطائرات الميراج الذي ظهر فجأة من خلف المنصة على ارتفاع منخفض جداً أصاب كل الموجودين بالفزع والرهبة وأجبرهم بما فيهم المصورين والصحفيين ومندوبين وكالات الأنباء على النظر إلى أعلى. إلا أن كاميرا واحدة ظلت مركزة على السادات وهي الكاميرا التابعة للتلفزيون المصري. هناك أوامر ثابتة في المناسبات القومية التي يحضرها الرئيس وهي أن تخصص كاميرا تليفزيون للرئيس فقط تلتقط له كل شيء تحذف منها بعد ذلك بعض المشاهد التي لا تعجب الرئيس أو من ينوب عنه. في يوم الاستعراض التقطت كاميرا الرئيس كل شيء بما في ذلك نهوض السادات من مقعده وسقوط كل من مبارك وأبو غزالة من مقعده. وبالرغم أن هذا الفيلم مفقود إلا أن الكثيرين شاهدوه. والواقع أنه يوجد ما يكفي من أدلة في هذه القضية لتحريك الدعوى الجنائية ضد مبارك وأبو غزالة وعشرات من المشتركين معهم في ارتكاب جريمة القرن العشرين في مصر. لقد اعترف مبارك ضمنا بقتل السادات في عام 1984 في معرض رده على سؤال في مؤتمر صحفي محلى عن سبب عدم تعيينه لنائب لرئيس الجمهورية عندما قال بالحرف الواحد: "والله أنا ما ورثتهاش عشان أورثها". ومعنى هذا الكلام أن مبارك أصبح رئيسا للجمهورية لأنه انتزع الحكم من السادات بالقوة وليس بتنازل السادات مثلا له عن الحكم أو باعتلاءه سدة الحكم نتيجة موت السادات ميتة طبيعية وليست بالقتل. بالرغم من أنه يوجد مئات الأسئلة التي ليس لها إجابة حتى الآن إلا أننا نسأل هذين السؤالين:

س. لماذا ذهب مبارك إلى منزلة للاغتسال وتغيير ملابسة أثناء نقل السادات إلى المستشفي؟

س. هل فعل ذلك للتخلص من المسدس الذي أطلق منة عيارات في جانب السادات أثناء الهرج و المرج؟

س. إذا كانت قوات الأمن كما أقر وزير الداخلية الأسبق تتبع 4 من قتلة السادات لمدة أسبوعين قبل مقتل السادات فلماذا لم تقبض عليهم؟

أنور السادات كان زعيما عالميا كبيرا ولذا لا يجوز أن يمر حادث إغتياله دون تحقيق أو عقاب..


حسن الجندي
منقـــــــول للإفادة
أرى ضرورة قرأة مقال أسرار من حياة مبارك كما كتبها كاتب أمريكي.. لتصحيح فكرة المؤامرة

Sunday, February 27, 2011

الشفافية عند الحساب

مر على قيام ثورة 25 يناير ما يقرب من الشهر ولم يكتمل التطهير بعد مما يستدعي القوى الفاعلة في إتخاذ القرار - وعلى رأسها المجلس الأعلى العسكري – توسيع دائرة الإستجابة لمطالب الشعب وعلى رأسها إزالة آثار الفساد من كل مؤسسات البلاد – وعلى قمتها الهيئة التنفيذية بالدولة (وزارة تيسيير الأعمال برآسة الفريق أحمد شفيق).

وكما أن مبدأ النظام السابق في التعامل مع نبض الشارع بمقولة (خليهم يسلوا)، فقد إستمر أداء الحكومة الإنتقالية بمبدأ شبيه وهو (الطناش أو أذن من طين وأخرى من عجين). فالمواطن المصري يستشعر بأن وضع الجيش إزاء هذه الأمور بات حرجاً للغاية، حيث أن الشعب هو صاحب الثورة الحقيقي والجيش ليس إلا حارساً وضامناً لها ومحافظا على مكتسبات الشعب منها، فكأن لسان حال المجلس العسكري يقول للشعب اضغط وبأسلوب حضاري بعيد عن العنف وسأضطر لتنفيذ طلباتك المشروعة، أو كما قالها صراحة اللواء الشريف (أحد أعضاء هذا المجلس الموقر في حوار مع مني الشاذلي) فليترك كل الوجوه الكريهة للنظام البائد مواقعهم طواعية وفي سلام حقنا لمزيد من الدماء وإلا (والمعنى في بطن الشاعر) كان مصيركم مثل رأس النظام مع إعتبار الملاحقة القانونية والحساب العسير بعد الإطاحة.

الأمر الثاني الجد هام في هذا السياق هو ظهور الكابتن عز وعدد من وزراء رجال النصب والإحتيال في ملابس التشريفة خلف الأسوار وتتلبسهم حالة من الذهول لقضاء الله تعالى الذي لا يغفل ولا ينام، ولم ينتاب أي مصري شريف أي نوع من الشماتة، ولكن ما أصابني وأعتقد الكثيرين من مثقفي مصر – أصبنا جميعا بالحسرة والمهانة لتولي مثل هؤلاء زمام أمرنا وتحكمهم في مقدرات بلادنا، فقد سرقوا أغلى ما عندنا وهو أرضنا ومؤسساتنا وهو بالتأكيد أغلى من المال والذهب الخالص. ولكن إختفاء وزير الداخلية من المشهد هو الأمر الذي إستفز الكثيرين، فيا شرفاء المجلس العسكري والقضاء أين الشفافية في العقاب؟، هنا فقط نبهني بعض الأصدقاء لأن يكون هناك إحتمالات للتخفي:
1. قد يكون هناك أمر نفسياً أو مرضياً أصاب صاحبنا ومنعه من التشريفة، أو قام ببعض التصرفات غير المسئولة لا يجب أن تظهر إعلامياً كما فعل زميله مدير أمن البحيرة، فلعل المانع خير!!.
2. قد يكون المغوار قائد فلول القهر والعدوان قام بإطلاق التهديدات المدوية للطلقاء من بقايا النظام أو حتي رأس النظام، فآسروا السلامة (داروه أحسن ماهوش سهل).
3. قد يكون المانع تسويات مع القائمين على الأمن حيث أن الراجل مهما كان ريسهم القديم وزمل.
4. وأخيرا وليس آخرا قد يكون ذلك نوع من عدم الإستفزاز لرجال الأمن الداخلي المجروح بعد الإنفلات الأمني الأخير إبان إندلاع الثورة.

فخلاصة الكلام أيها الشرفاء هو وجوب الإصغاء والإستجابة لطلبات الغالبية العظمى من الشعب من محاربة للفاسدين وإحباط الثورات المضادة من الفاشلين (أعضاء الحزب الوطني المحترق)، والقصاص من كل المذنبين سواء كانوا مواطنين عاديين، رجال أعمال أو وزراء مسنودين.

Wednesday, February 23, 2011

هشام الجخ - الشاعر الواعد

مزق دفاترك القديمة كلها واكتب لمصر شعرا مثلها
لا صمت بعد اليوم يفرض خوفه فاكتب سلام النيل مصر وأهلها
عيناك أجمل طفل تقرران بأن هذا الخوف ماض وانتهى
كانت تداعبنا الشوارع بالبرودة والصقيع ولم نفسر وقتها
كنا ندفئ بعضنا ببعضنا ونراك تبتسمين ننسى بردها
وإذا غضبت كشفت عن وجهها وحياؤنا يأبى يدنس وجهها
لا تتركيهم يخبروك بأنني متمرد خان الأمانة أو سهى
لا تتركيهم يخبروك بأنني أصبحت شيئا تافها وموجهها
فأنا ابن بطنك وابن بطنك من أراد ومن أقال ومن أقر ومن نهى

Saturday, February 19, 2011

أفيقي أمتي

بعد نجاح ثورة 25 يناير المجيدة في تحقيق أول أهدافها وهو "سقوط نظام الرئيس المخلوع مبارك"، ومع غروب شمس يوم 11 فبراير، إنفجرت الهتافات والأفراح في شتى أرجاء مصر، بل والوطني العربي والإسلامي وأقول بلا مبالغة في جميع أنحاء العالم.. مندهشين بالإنتصار ومستبشرين بقدوم عهد جديد من الديمقراطية في الشرق الأوسط.

ولقد شارك الإعلام المصري القومي (مقرؤا ومرئيا) وبدون أي تردد ناسيا أو متناسيا ما كان يقوله إزاء إرهاصات هذه الثورة المجيدة. أقول والله أعلم بالقصد والنية أنني لا أوجه سيف كلامي لشخص ما أو مؤسسة ما، فالتاريخ لا ينسى ووسائل التأريخ لا سيما الحديث منها "صوتيات ومرئيات ومقالات على الشبكة العنكبوتية" توثق الأحداث بما لا يدع مجالا للشك.. كما أن الديان - سبحانه وتعالى – وقبل كل شئ لا يموت "اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" – فصلت 40.

وفي نفس يوم تنحي الرئيس السابق إنبري إعلاميو القنوات الفضائية المصرية لاسيما القومية في مباريات لتصفية الحسابات.. بين فريق متحول من نفاق للنظام وفريق أبعده النظام سابقاً لينتقد بشماته أو قل لينتقم بشراسة من الفريق الأول وبسيل من التهم والإنتقادات، محولين برامجهم إلى محاكمات وجاعلين المشاهد الكريم قاضياً في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل.. أقول لهؤلاء وهؤلاء.. إن هذا المنبر الراقي برئ منكم جميعاً ومن هذه السفاسف، كما أنه ليس منبركم الخاص الذي ورثتموه عن آبائكم، لكنه ملك للشعب العظيم الذي فجر هذه الثورة وإنكم الآن لتلوثها بآرائكم ومداخلتكم العفنة التي لا تخلوا منها المصالح الخاصة. أقول للمتحولين إنكم تواطئتم مع النظام والتواطؤ أعظم درجة عند الله من الفساد ، وأقول لفرسان الإعلام الجدد إنكم لم تكونوا لتقودوا هذه الحملة الشرسة إلا لحقدكم وثأركم من رموز النظام القديم "الذي لا أقره ولم يؤيده أحد من الشرفاء" إقتصاصاً لأنفسكم ولمصالحكم الخاصة.. فدعوها أخواني جميعا إنها والله لمنتنة.

أيها الأخوة الأعزاء ليس الوقت الآن لتصفية الحسابات ولا للتشفي أو الإقتصاص للذات خاصة عبر هذا المنبر العظيم بكل صنوفه "مقرؤا أو مسموعا أو مرئيا"، وإلا فلتذهبوا جميعا وراء الكواليس وإتركوها للشرفاء الأتقياء الأنقياء الذين يؤثرن الصالح العام على الخاص والذين يفقهون إستراتيجية الأولويات. إخواني.. إن دوركم والله لعظيم في هذه الفترة الفارقة ولابد أن يكون علمياً وعملياً، يجب أن تكونوا على قلب رجل واحد منكم توجهون دفة العمل الوطني لتحقيق باقي أهداف الثورة، وذلك على النحو التالي:

1. انقلوا نبض الشارع ووجهة نظر الشعب الثائر في كل المؤسسات إلى قادة المجلس الأعلى العسكري النبيل الذي ضاق ذرعا بكم، وكذلك أن تكونوا أداة ذكية فاعلة للمجلس في التخفيف من إحتقان شعبكم.. وألا تزيدوا من هذا الإحتقان بذكركم ما تغلوه من ملايين الجنيهات.
2. كونوا صندوقا من أموالكم التي تتباهون نها وأموال المتبرعين عبر الفضاء لدعم الفقراء والضحايا الأبرياء الذين تراهنون جميعا أنكم كنتم في نصرتهم. لا نزايد على وطنيتكم فالله أعلم بالسرائر، فكونوا جميعا أنصار الله.
3. نظموا برامجا لفقهاء الأمة من المفكرين والإقتصاديين والسياسيين وذلك لثقيف القاعدة العريضة من الأمة بفقة الأولويات وذلك لمعالجة هذه الوقفات الفئوية الإحتجاجية التي شلت المجتمع والإقتصاد. أعلم أن هناك فساد في الهيكلة الوظيفية وفجوات صارخة في الدخول لدى الفئة الواحدة ولكن ذلك يحتاج لدور فاعل وخاص بالنقابات ومتسع من الوقت للمعالجات.. فليكن ذلك على أولويات برامجكم لتطفئوا نار هذه الفتنة وبأسلوب علمي ليس تضليلي.
4. هناك أدوات عديدة لا أدعي الإلمام بها، يجب أن تفتحوا لها قنوات للمتخصصين وندوات للمحترفين، ويجب أن ترفعوا عن شخصنة المواقف أو فذلكة المحترقين من بقايا الفاسدين.

إخواني.. لقد راهنت مراراً وتكراراً على مثقفي مصر ومفكريها في سبيل خروجنا من هذه المحنة، فالشعب المصري عاطفي ومثقف وصبور، كما أنه لا ينسى العدو ولا يأسى على الصديق، فهو الذى آمن للبرادعى عندما دعا للتغيير وهو الذي صد عنه عندما جاء متأخراً لميدان التحرير، كما أنه الذي ضحك ملئ فيه لعادل إمام عندما إنتقد النظام وهو الذي طرده عندما آثر الركون والإستسلام، وهو الذي لا يشتري جريدة الأهرام إلا يوم الجمعة ليقرأ للأستاذ جويده ويتركها طوال الأسبوع لمدير تحريرها الذي لا يكتب إلا لنفسه..

فيا أخواني الأحباب أتركوا الحكم على الأحداث للشعب والتاريخ، وإهتموا بمهنياتكم وجدولوا أجنداتكم بغية وضع خطة أسبوعية لتحقيق الأهداف العامة للمجتمع المصري، ولتستفيدوا جميعا من الإعلاميين الشرفاء أمثال الأستاذ حمدي قنديل والمفكريين الأجلاء أمثال فهمي هويدي والسياسيين العباقرة أمثال حسن نافعة، وغيرهم كثيرون، ولتدعوا كل الخبراء للإستفادة من آرائهم، وإلا كانت الطامة الكبرى عليكم وعلينا جميعا، أقولها تحقيقا لا تعليقا.

Thursday, February 17, 2011

أسهل شرح لإدارة الأعمال

كان البروفيسور يشرح لطلبته أفكاره عن التسويق فقال:
‏رأيت فتاة جميلة في حفلة ‏، فذهبت إليها وقلت : أنا غني جداً ، هل تتزوجيني . " هذا تسويق مباشر ".
كنت‏ بحفلة مع مجموعة من الأصدقاء ورأيت فتاة جميلة ، أحد أصدقائك ذهب إليها وقال لها : ‏هو غني جداً تزوجيه. " هذه دعاية ".
رأيت فتاة جميلة في حفلة ، فذهبت إليها ‏وأخذت رقم تلفونها ، في اليوم التالي اتصلت بها وقلت : أنا غني جداً، تزوجيني. "هذا تسويق عن بعد".
أنت بحفلة ورأيت فتاة جميلة ، نهضت وعدلت ربطة ‏عنقك ، ثم ذهبت إليها وقدمت لها عصيرا ، وعندما انتهت الحفلة أوصلتها للسيارة ‏وفتحت لها الباب ، أوقعت حقيبتها فالتقطتها لها ، ثم قلت لها: بالمناسبة أنا غني ، ‏هل تتزوجيني ؟. "هذه علاقات عامة".
أنت بحفلة ورأيت فتاة جميلة ، أتت إليك ‏وقالت: أنت غني جداً ، هل تتزوجني؟. "هذا قبول أو اعتماد المنتج".
‏رأيت‏ فتاة جميلة في حفلة ، ذهبت إليها وقلت: أنا غني جداً، تزوجيني، فما كان منها إلا ‏أن ردت عليك بصفعة قوية على وجهك. "هذا رد فعل الزبون".
‏رأيت فتاة‏ جميلة في حفلة، ذهبت إليها وقلت: أنا غني جدا ، تزوجيني. فما كان منها إلا أن ‏قدمت لك زوجها.. "هذه فجوة بين الطلب والعرض".
‏رأيت فتاة جميلة في حفلة، ‏ذهبت إليها وقبل أن تقول أي شيء، جاء شخص آخر وقال لها: أنا غني هل تتزوجيني،‏ فذهبت معه. "هذه منافسة تأكل حصتك في السوق".
رأيت فتاة جميلة في حفلة ، ‏ذهبت إليها وقبل أن تقول: "أنا غني، تتزوجيني" ، دخلت زوجتك. ماذا تسمون هذا؟

هذا يسمى"معوقات ‏دخول أسواق جديدة" ! وضاعت الشركة بسبب هذه المحاضرة.
منقــــــول للإفادة

ثورة 25 يناير المصرية.. ثورة الكرامة

بسم الله الرحمن الرحيم
مضت السنون سراعا ولا أدري لم لا ينتفض المصريون بالرغم من ضيق العيش، وكبت الحريات التي لم تترك إلا النذر القليل خاصة في العقد الأول من القرن الحالي.

كل الآمال كانت متعلقة بقائد شريف ينتفض من الجيش، أو زلزال يضرب بالقصر الجمهوري، أو خسف بالأرض حيث يمضي موكب الرئيس. لم يكن الأمل أبدا أن يقوم الشعب الذي ظننته قد أسلم نفسه لشظف العيش وإستعباد كلاب السلطة. وفي السنوات الأخيرة إستأنس الناس بالبوح في كل المنتديات متكلمين بحرية شديدة عن الظروف السياسية والإقتصادية مع علمهم بأن رسالتهم تصل للمسئولين، والمسؤلون يقولون "خليهم يتسلو"، وهذا الذي جعلني أشك في جدوي هذه الندوات كأدوات للتعبير عن الرأي طالما المسؤلون "مطنشون" وفي العسل ينامون.

وكوسيلة للتسالي قامت مجموعات واعدة من الشباب الرقمي برصد التحركات وتنسيق اللقاءات على الشبكة العنكبوتية وهم أيضا يتسلون، فلما رأوا أن "إبن على" قد طاح بعرشه الحشود الشعبية التي تمركزت على وحدة الهدف، وبدون قائد يوجه دفة الثورة. هنالك فقط أدركت وأدرك شباب وشعب مصر أن التجربة سهلة التنفيذ وتحتاج للشرارة وكلنا مؤمنون بالنجاح. وقد كان دائما منذ زمن طويل ينشر مثقفوا الوطن ومفكروهم الشرفاء منددين بالمخالفات على صفحات جرائدهم غير القومية، والمسؤلون لا يزالون يغطون ويقولون "خليهم يتسلو" ويؤكدون أن مصر ليست مثل تونس، ومراهنين على أن هذا الشعب العظيم قد مات ودفن منذ أمد بعيد.

وفي صبيحة الخامس والعشرين من شهر يناير بدأت الشرارة بالسويس وتوهجت بالتحرير وراح الأمل يدب بقوة في ربوع مصر من شرقها لغربها وشمالها لجنوبها، وفي هذا المضمار بدأ الرئيس المخلوع ووزير شرطته "الذي لا أجد في قاموس النعوت الرذيلة ما يستحقه"، بدأوا سويا بتطبيق السيناريوهات السابقة من ردع وتنكيل، ولايزيد ذلك من نار الثورة إلا وهجا، وحشود الشعب تزداد تجميعا وبسالة. هنا فقط أصبحت الثورة في سبيل أن تؤتي أكلها وأدرك الرئيس أنه لامحالة مطرودا فبدأ بأسلوب يجمع بين القوة في التماسك والحيل الغبية التي لا تسعى للإصلاح بل لكسب الوقت، والشعب لا يرى عن التنحي سبيلا.

بدا الرئيس المخلوع بطيئا مترددا في إستجابته للشعب فزاد من سقف مطالبهم، فبدلا من رغبتهم في إصلاح النظام أصبح هدفهم هو إسقاط النظام. وسقط الرئيس في الحادي عشر من فبراير وبعد ثمانية عشر يوما من المماطلة وحشود الشعب في جميع ربوع مصر في إزدياد وهتافاتهم بالتنحي تصم آذان السلطة العفنه، بهتافاتهم أمام القصر الجمهوري رضخ بالتنحي وبضغط من قادة الجيش الشرفاء حقنا للدماء وانقاذا لمصرنا الحبيبة.

أقول بإختصار أن هذه الثورة المجيدة كتب لها النجاح غير المسبوق لأسباب عديدة أهمها:
1. توفيق الله تعالي بإعطاء النموذج التونسي للتطبيق وكانت البداية موفقة في إختيار يوم الشرطة المصري كساعة الصفر.
2. تعنت الرئيس المصري المستمر وتباطؤه في الإستجابة للشعب متخيلا أن هذه هي حكمة العقلاء في التعامل مع القضايا، كما خدعته زبانيته دوماً. فكما قال قائل شكرا للتناحة سيادة الرئيس!!!
3. تمركز الشعب حول الهدف وهو خلع الرئيس وإسقاط النظام، وإهمالهم الإختلافات الذاتية سواء كانت طبقية، دينية أو جنسية.
4. أما التنسيق داخل دولة التحرير فحدث بإستفاضة ولا حرج، حيث كل يعمل لخدمة المجموع مما سهل عليهم المعيشة وطوى الأيام والليالي في تناغم غير مسبوق وكأنهم يعيشون في جو من الرحلات البرية.

أقولها إجمالا إنها أشرف وأقوى ثورة شعبية عرفها التاريخ الحديث لا سيما في الشعوب التي لم يعهد عنها التنسيق والتقدم والتي يصفها بعض المغرضين بالشعوب الهمجية.. لقد أثبت الشعب المصري في هذه الثورة كل صفات الخير والتقدم وإنكار الذات والرقي الذي لا يظهر إلا عندما يوضع على المحك، ولكن أقول مؤكدا إنها فقط البداية فيا أبناء مصر الشرفاء لا تركنوا للتأريخ ولا تعبأوا بالمرجفين واجعلوا فرحكم بالأنتصار الوقود الحقيقي للعمل والإنجاز.

Monday, January 24, 2011

الدعاء المستجاب .... اللهم آميـــــــــــن

لا إله إلا الله الملك الحق المبين، لا إله إلا الله العدل اليقين،لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين، سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمديُحيي ويُميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وإليه المصير، وهو على كل شيء قدير.

لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته، سبحان الله خضوعاً لعظمته، اللهمَّ يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات الأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.اللهمَّ إني أسألك، أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين.

بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. الحمد لله الذي لا يُرجى إلافضله، ولا رازق غيره. الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماءوهو السميع البصير.

اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتُبيّض بها وجهي. يا أرحمالراحمين.

اللهمَّ إليك مددتُ يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فأقبل توبتي، وأرحم ضعف قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل معذرتي، وأجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت. اللهمَّ أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا تُرام، وأنت المجير فلا تُضام، وأنت على كل شيء قدير.

اللهمَّ لا تحرمنى سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك.. ولا تخيبني وأنا أرجوك.

اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك. اللهمَّ لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ توكلتُ، وبكَ خاصمتُ وإليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وأنتَ المقدم وأنتَالمؤخر. لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر والباطن، عليكَ توكلتُ، وأنتَ ربالعرش العظيم.

اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكها يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.

اللهمَّ إني أسألك مسألة البائس الفقير، وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقياً، وكن بي رؤوفاً رحيماً يا خير المئولين، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين.

اللهمَّ رب جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تُحب وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً و ناصراً، آمين يا رب العالمين.

اللهمَّ أستر عورتي وأقبل عثرتي، وأحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، ولا تجعلني من الغافلين.

اللهمَّ إني أسألكَ الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء، يا رب العالمين.آمين يا أرحم الراحمين...