بسم الله الرحمن الرحيم
مضت السنون سراعا ولا أدري لم لا ينتفض المصريون بالرغم من ضيق العيش، وكبت الحريات التي لم تترك إلا النذر القليل خاصة في العقد الأول من القرن الحالي.
كل الآمال كانت متعلقة بقائد شريف ينتفض من الجيش، أو زلزال يضرب بالقصر الجمهوري، أو خسف بالأرض حيث يمضي موكب الرئيس. لم يكن الأمل أبدا أن يقوم الشعب الذي ظننته قد أسلم نفسه لشظف العيش وإستعباد كلاب السلطة. وفي السنوات الأخيرة إستأنس الناس بالبوح في كل المنتديات متكلمين بحرية شديدة عن الظروف السياسية والإقتصادية مع علمهم بأن رسالتهم تصل للمسئولين، والمسؤلون يقولون "خليهم يتسلو"، وهذا الذي جعلني أشك في جدوي هذه الندوات كأدوات للتعبير عن الرأي طالما المسؤلون "مطنشون" وفي العسل ينامون.
وكوسيلة للتسالي قامت مجموعات واعدة من الشباب الرقمي برصد التحركات وتنسيق اللقاءات على الشبكة العنكبوتية وهم أيضا يتسلون، فلما رأوا أن "إبن على" قد طاح بعرشه الحشود الشعبية التي تمركزت على وحدة الهدف، وبدون قائد يوجه دفة الثورة. هنالك فقط أدركت وأدرك شباب وشعب مصر أن التجربة سهلة التنفيذ وتحتاج للشرارة وكلنا مؤمنون بالنجاح. وقد كان دائما منذ زمن طويل ينشر مثقفوا الوطن ومفكروهم الشرفاء منددين بالمخالفات على صفحات جرائدهم غير القومية، والمسؤلون لا يزالون يغطون ويقولون "خليهم يتسلو" ويؤكدون أن مصر ليست مثل تونس، ومراهنين على أن هذا الشعب العظيم قد مات ودفن منذ أمد بعيد.
وفي صبيحة الخامس والعشرين من شهر يناير بدأت الشرارة بالسويس وتوهجت بالتحرير وراح الأمل يدب بقوة في ربوع مصر من شرقها لغربها وشمالها لجنوبها، وفي هذا المضمار بدأ الرئيس المخلوع ووزير شرطته "الذي لا أجد في قاموس النعوت الرذيلة ما يستحقه"، بدأوا سويا بتطبيق السيناريوهات السابقة من ردع وتنكيل، ولايزيد ذلك من نار الثورة إلا وهجا، وحشود الشعب تزداد تجميعا وبسالة. هنا فقط أصبحت الثورة في سبيل أن تؤتي أكلها وأدرك الرئيس أنه لامحالة مطرودا فبدأ بأسلوب يجمع بين القوة في التماسك والحيل الغبية التي لا تسعى للإصلاح بل لكسب الوقت، والشعب لا يرى عن التنحي سبيلا.
بدا الرئيس المخلوع بطيئا مترددا في إستجابته للشعب فزاد من سقف مطالبهم، فبدلا من رغبتهم في إصلاح النظام أصبح هدفهم هو إسقاط النظام. وسقط الرئيس في الحادي عشر من فبراير وبعد ثمانية عشر يوما من المماطلة وحشود الشعب في جميع ربوع مصر في إزدياد وهتافاتهم بالتنحي تصم آذان السلطة العفنه، بهتافاتهم أمام القصر الجمهوري رضخ بالتنحي وبضغط من قادة الجيش الشرفاء حقنا للدماء وانقاذا لمصرنا الحبيبة.
أقول بإختصار أن هذه الثورة المجيدة كتب لها النجاح غير المسبوق لأسباب عديدة أهمها:
1. توفيق الله تعالي بإعطاء النموذج التونسي للتطبيق وكانت البداية موفقة في إختيار يوم الشرطة المصري كساعة الصفر.
2. تعنت الرئيس المصري المستمر وتباطؤه في الإستجابة للشعب متخيلا أن هذه هي حكمة العقلاء في التعامل مع القضايا، كما خدعته زبانيته دوماً. فكما قال قائل شكرا للتناحة سيادة الرئيس!!!
3. تمركز الشعب حول الهدف وهو خلع الرئيس وإسقاط النظام، وإهمالهم الإختلافات الذاتية سواء كانت طبقية، دينية أو جنسية.
4. أما التنسيق داخل دولة التحرير فحدث بإستفاضة ولا حرج، حيث كل يعمل لخدمة المجموع مما سهل عليهم المعيشة وطوى الأيام والليالي في تناغم غير مسبوق وكأنهم يعيشون في جو من الرحلات البرية.
أقولها إجمالا إنها أشرف وأقوى ثورة شعبية عرفها التاريخ الحديث لا سيما في الشعوب التي لم يعهد عنها التنسيق والتقدم والتي يصفها بعض المغرضين بالشعوب الهمجية.. لقد أثبت الشعب المصري في هذه الثورة كل صفات الخير والتقدم وإنكار الذات والرقي الذي لا يظهر إلا عندما يوضع على المحك، ولكن أقول مؤكدا إنها فقط البداية فيا أبناء مصر الشرفاء لا تركنوا للتأريخ ولا تعبأوا بالمرجفين واجعلوا فرحكم بالأنتصار الوقود الحقيقي للعمل والإنجاز.
مضت السنون سراعا ولا أدري لم لا ينتفض المصريون بالرغم من ضيق العيش، وكبت الحريات التي لم تترك إلا النذر القليل خاصة في العقد الأول من القرن الحالي.
كل الآمال كانت متعلقة بقائد شريف ينتفض من الجيش، أو زلزال يضرب بالقصر الجمهوري، أو خسف بالأرض حيث يمضي موكب الرئيس. لم يكن الأمل أبدا أن يقوم الشعب الذي ظننته قد أسلم نفسه لشظف العيش وإستعباد كلاب السلطة. وفي السنوات الأخيرة إستأنس الناس بالبوح في كل المنتديات متكلمين بحرية شديدة عن الظروف السياسية والإقتصادية مع علمهم بأن رسالتهم تصل للمسئولين، والمسؤلون يقولون "خليهم يتسلو"، وهذا الذي جعلني أشك في جدوي هذه الندوات كأدوات للتعبير عن الرأي طالما المسؤلون "مطنشون" وفي العسل ينامون.
وكوسيلة للتسالي قامت مجموعات واعدة من الشباب الرقمي برصد التحركات وتنسيق اللقاءات على الشبكة العنكبوتية وهم أيضا يتسلون، فلما رأوا أن "إبن على" قد طاح بعرشه الحشود الشعبية التي تمركزت على وحدة الهدف، وبدون قائد يوجه دفة الثورة. هنالك فقط أدركت وأدرك شباب وشعب مصر أن التجربة سهلة التنفيذ وتحتاج للشرارة وكلنا مؤمنون بالنجاح. وقد كان دائما منذ زمن طويل ينشر مثقفوا الوطن ومفكروهم الشرفاء منددين بالمخالفات على صفحات جرائدهم غير القومية، والمسؤلون لا يزالون يغطون ويقولون "خليهم يتسلو" ويؤكدون أن مصر ليست مثل تونس، ومراهنين على أن هذا الشعب العظيم قد مات ودفن منذ أمد بعيد.
وفي صبيحة الخامس والعشرين من شهر يناير بدأت الشرارة بالسويس وتوهجت بالتحرير وراح الأمل يدب بقوة في ربوع مصر من شرقها لغربها وشمالها لجنوبها، وفي هذا المضمار بدأ الرئيس المخلوع ووزير شرطته "الذي لا أجد في قاموس النعوت الرذيلة ما يستحقه"، بدأوا سويا بتطبيق السيناريوهات السابقة من ردع وتنكيل، ولايزيد ذلك من نار الثورة إلا وهجا، وحشود الشعب تزداد تجميعا وبسالة. هنا فقط أصبحت الثورة في سبيل أن تؤتي أكلها وأدرك الرئيس أنه لامحالة مطرودا فبدأ بأسلوب يجمع بين القوة في التماسك والحيل الغبية التي لا تسعى للإصلاح بل لكسب الوقت، والشعب لا يرى عن التنحي سبيلا.
بدا الرئيس المخلوع بطيئا مترددا في إستجابته للشعب فزاد من سقف مطالبهم، فبدلا من رغبتهم في إصلاح النظام أصبح هدفهم هو إسقاط النظام. وسقط الرئيس في الحادي عشر من فبراير وبعد ثمانية عشر يوما من المماطلة وحشود الشعب في جميع ربوع مصر في إزدياد وهتافاتهم بالتنحي تصم آذان السلطة العفنه، بهتافاتهم أمام القصر الجمهوري رضخ بالتنحي وبضغط من قادة الجيش الشرفاء حقنا للدماء وانقاذا لمصرنا الحبيبة.
أقول بإختصار أن هذه الثورة المجيدة كتب لها النجاح غير المسبوق لأسباب عديدة أهمها:
1. توفيق الله تعالي بإعطاء النموذج التونسي للتطبيق وكانت البداية موفقة في إختيار يوم الشرطة المصري كساعة الصفر.
2. تعنت الرئيس المصري المستمر وتباطؤه في الإستجابة للشعب متخيلا أن هذه هي حكمة العقلاء في التعامل مع القضايا، كما خدعته زبانيته دوماً. فكما قال قائل شكرا للتناحة سيادة الرئيس!!!
3. تمركز الشعب حول الهدف وهو خلع الرئيس وإسقاط النظام، وإهمالهم الإختلافات الذاتية سواء كانت طبقية، دينية أو جنسية.
4. أما التنسيق داخل دولة التحرير فحدث بإستفاضة ولا حرج، حيث كل يعمل لخدمة المجموع مما سهل عليهم المعيشة وطوى الأيام والليالي في تناغم غير مسبوق وكأنهم يعيشون في جو من الرحلات البرية.
أقولها إجمالا إنها أشرف وأقوى ثورة شعبية عرفها التاريخ الحديث لا سيما في الشعوب التي لم يعهد عنها التنسيق والتقدم والتي يصفها بعض المغرضين بالشعوب الهمجية.. لقد أثبت الشعب المصري في هذه الثورة كل صفات الخير والتقدم وإنكار الذات والرقي الذي لا يظهر إلا عندما يوضع على المحك، ولكن أقول مؤكدا إنها فقط البداية فيا أبناء مصر الشرفاء لا تركنوا للتأريخ ولا تعبأوا بالمرجفين واجعلوا فرحكم بالأنتصار الوقود الحقيقي للعمل والإنجاز.
No comments:
Post a Comment