Sunday, June 22, 2008

أبكي على نفسك عندما!!!!

1. تجدها ضعيفة أمام الشهوات، عظيمة أمام المعاصي.
2. ترى المنكر ولا تنكره.. وترى الخير فتحتقره.
3. تدمع عينك لمشهد مؤثر في فيلم.. بينما لا تتأثرعند سماع القرآن الكريم.
4. تبدأ بالركض خلف دنيا زائلة.. بينما لم تنافس أحدا على طاعة الله.
5. تتحول صلاتك من عبادة إلى عادة.. ومن سعة وراحة إلى ضيق وشقاء.
6. ترى في نفسك قبول للذنوب.. وحب لمبارزة علام الغيوب.
7. لا تجد لذة العبادة.. ولا متعة الطاعة.
8. تمتلئ بالهموم وتغرقها الأحزان.. وأنت تملك الثلث الأخير من الليل.
9. تهدر وقتك فيما لا ينفع.. وأنت تعلم أنك محاسب فتغفل.
10. تدرك أنك أخطأت الطريق.. وقد مضى الكثير من العمر.
بكاء المشفق.. التائب.. العائد.. الراجي رحمة مولاه.. وأنت تعلم أن باب التوبة مفتوح.. ما لم تصل الروح إلى الحلقوم.

Wednesday, June 11, 2008

قطوف وعظات

لماذا بكى الرجل الصالح؟
كان احد الصالحين يمشى ذات يوم فوجد رجلا يشوى لحما فى النار فبكى الرجل الصالح فقال له الشواء: ما يبكيك؟ هل انت محتاج الى اللحم؟ فقال الرجل الصالح: لا.. فقال له الشواء: اذن فما يبكيك؟ قال الرجل الصالح: انما ابكى على ابن ادم .يدخل الحيوان النار ميتا وابن ادم يدخلها حيا..

أطيب وأخبث
ذكر فى الاثر ان لقمان الحكيم امر بذبح شاة وان يؤتى باطيب ما فيها فاتى بالقلب واللسان.. وبعد ايام امر بذبح شاة اخرى وان يؤتى باخبث ما فيها .. فأتى بالقلب واللسان.. فسئل عن ذلك.. فقال: هما اطيب ما فيها اذا طابا واخبث ما فيها اذا خبثا..

ثلاثة بثلاثة
ذكر فى الاثر ان الخضر عليه السلام قال لموسى عليه السلام :يا كليم الله عجبت لك، لمتنى على اننى خرقت السفينة خوفا من ان يغرقك اهلها أنسيت الذى حفظك من الغرق يوم القتك امك فى الماء، يا كليم الله لمتنى على اننى قتلت غلاما بغير نفس أنسيت يوم ان قتلت رجلا من آل فرعون وقلت ربى انى ظلمت فاغفر لى فغفر لك! يا كليم الله لمتنى على اننى اقمت الجدار بدون اجر انسيت يوم سقيت الغنم لبنات شعيب بدون اجر؟ هذه ثلاث بثلاث
..اذا اقبلت واذا ادبرت
قال سيدنا على كرم الله وجهه:ان للقلوب اقبالا وادبارا..فاذا اقبلت فاحملوها على النوافل واذا ادبرتفاقتصروا بها على الفرائض..

ليوم اشد منه حرا
كان الحجاج لا يأكل الا اذا ارسل الى رجل يأكل معه، وذات يوم ارسل حارسه لياتى له بمن يشاركه الطعام فلم يجد الحارس الا اعرابيا ينام فى ظل شجرة فاخذه معه الى الحجاج ولما وقف الاعرابى امام الحجاج قال له الحجاج: اجلس لتتناول معى الغذاء.
فقال له الاعرابى: لقد دعانى من هو افضل منك لاتناول الطعام عنده.
فقال الحجاج:ومن افضل منى يا اعرابى؟
فقال له الاعرابى: اننى اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل جلاله.
فقال له الحجاج:يا اعرابى اتصوم هذا اليوم واليوم شديد الحرارة؟
فقال له الاعرابى: يا حجاج اصوم ليوم اشد من حرا.
فقال له الحجاج: يا اعرابى صم غدا وافطر معى اليوم.
فقال الاعرابى: يا حجاج هل اطلعت على علم الغيب فوجدتنى سأعيش الى الغد؟

لا تحكم حتى..
قال عمر بن عبد العزيز:اذا اتاك الخصم وقد فقئت عينه فلا تحكم له حتى يأتى خصمه فلعله قد فقئت عيناه..
حين يزيد كلام القاضى
عزل عمر بن عبد العزيز احد قضاته،فساله لم عزلتنى؟ فاجاب عمر:بلغنى ان كلامك اكثر من كلام الخصمين اذا تحاكما..

نحن اليوم كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام
عن ثوبان رضى الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة على قصعتها)) فقال قائل: او من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل انتم يومئذ كثير،ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن.فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال:حب الدنيا وكراهية الموت.

مختارات شعرية
ثمانية لابد منها على الفتى ولابد ان تجرى عليه الثمانية
سرور وهم واجتماع وفرقة ويسر وعسر ثم سقم وعافية..

آداب الحديث فى الاسلام..
- ان يكون الكلام هادفا الى خير..
- البعد عن الخوض فى الباطل..
- البعد عن الجدل فى الحديث وان كان محقا..
- البعد عن التكلف سواء اكان ثرثرة او تكبرا او تشدقا..
- الانصات للمتحدث وعدم مقاطعته او اللهو وصرف النظر..
- الحذر من الغيبة وهى ذكر اخيك بما يكره..
- البعد عن النميمية وهى نقل الكلام بين الناس على جهة الافساد..
لا تقطع حديثا..
قال حكيم لابنه: يابنى اذا جلست مع العلماء فاحرص على ان تسمع اكثر من حرصك على ان تقول.. وتعلم حسن الاستماع ولا تقطع حديثا قبل ان يكمل..

هذا افضل من ذاك..
قال احد الفقهاء:اذا وضع الرجل الطعام بين يديه واقيمت الصلاة فلا باس بان يفرغ من الاكل اولا ثم يصلى اذا كان لا يخاف فوت الوقت..لانه لو كان فى الطعام وقلبه فى الصلاة كان ذلك افضل من ان يكون فى الصلاة وقلبه فى الطعام..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ). لا تنسى ذكر الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

Tuesday, June 3, 2008

تمتع بما وهبك الله، ولا تنظر لِنعم الغير

من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية الأمريكية أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر في لقاءات "لم شمل" منظمة ومبرمجة فيقضون وقتا ممتعا في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق "والشقاوة والعفرتة"، ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض من نجح وظيفيا ومن تزوج، ومن أنجب..

وفي إحدى تلك الجامعات إلتقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز، بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الإستقرار المادي والإجتماعي وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر..

وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون.. صيني فاخر.. على ملامين.. على زجاج عادي.. على كريستال.. على بلاستيك.. يعني بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما ولونا وبالتالي باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت، وقال لهم الأستاذ: تفضلوا، كل واحد منكم يصب لنفسه القهوة.. وعندما صار كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا: هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر.. ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وعين كل واحد منكم على الأكواب التي في أيدي الآخرين.. فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب.. وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة.. ونوعية الحياة القهوة هي هي.. لا تتغير، وبالتركيز فقط على الكوب نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين والاستمتاع بالقهوة.

هكذا عالج الأستاذ الحكيم آفة يعاني منها الكثيرون، فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه، مهما بلغ من نجاح لأن عينه دائما على ما عند الآخرين يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق ولكنه يظل معتقدا أن فلانا تزوج بامرأة أفضل من زوجته.. يجلس مع مجموعة في المطعم ويطلب لنفسه نوعا معينا من الأكل وبدلا من أن يستمتع بما طلبه يظل ينظر في أطباق الآخرين ويقول: ليتني طلبت ما طلبوه.. وهناك من يصيبه الكدر لو نال زميل ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاق..

هناك مثل انجليزي يقول "إن الحشيش دائما أكثر خضرة في الجانب الآخر من السور" أي أن الإنسان يعتقد أن حديقة جاره أكثر جمالا، وأمثال هؤلاء لا يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل يحسدون الآخرين..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما معناه: ازهد فيما عند الناس يحبك الناس، وارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الفلق(1) من شر ما خلق(2)، ومن شر غاسق إذا وقب(3)، ومن شر النفاثات في العقد(4)،
ومن شر حاسد إذا حسد(5)
صدق الله العظيم
(1) Say: I seek refuge in the Lord of Daybreak
(2) From the evil of that which He created;
(3) From the evil of the darkness when it is intense,
(4) And from the evil of malignant witchcraft,
(5) And from the evil of the envier when he envieth.

Sunday, June 1, 2008

حكم إدارية هامة لمن أراد النجاح

عندما ينشد إنسان السلطة، فإذا تمكن منها فإنه يستخدمها أولا وأخيرا في المحافظة عليها وزيادتها، فيضيع أكثر الوقت والجهد في المحافظة عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
معظم صراعات العالم هي صراعات على السلطة، ويسببها أشخاص يريدون أن يكونوا مهمين.
أعظم أنواع النجاح أن تفسح المجال لكل إنسان يبحث عن النجاح.
الإنتصار الوحيد الذي لا يصاحبه أعداء هو الإنتصار على النفس.
لا تزيد من أسرارك في الحياة لدرجة أنك لا تستطيع أن تحتفظ بها لنفسك.

ما هو مذهبي ومذهب أبي؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين الذين ساروا على هديه واتبعوه مثل ظله، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعـــــــــد
فهذه الرسالة القصيرة وددت كتابتها كحديث لنفسي التي حارت بين المذاهب والنحل والطرق الإسلامية المختلفة التي أسأل الله تعالى أن يجمعها جميعا علي طريق الفرقة الناجية من النار، اللهم آميـــــــــن. وفيها سأحاول دون إطناب أو تفصيل أوإسهاب ذكر ما شرح الله به صدري على أن يكون منهجي في الطريق القويم الذي رسمه الله عز وجل في كتابه وبينها رسوله الكريم ص في سنته الصحيحة التي إجتمع عليها أئمة المسلمين العدول. وفي السبيل لإختصار الأوقات وتفاديا للتيه في الطرقات سأوردها إن شاء الله العلي القدير في نقاط معدودات.
1. أخذ أصول الدين الثابتة من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن كلام سيد المرسلين الذي هو وحي من رب العالمين لتبيان محكم التنزيل، والذي ورد في السنة الصحيحة التي أجمع عليها أئمة الأمة العدول. هذه النصوص (الكتاب والسنة) هي توقيفية بمعنى أنه لا يجوز تأويلها بغرض التحريف أو التغيير. ويجب التأكيد أنه إذا تعارض ظاهريا نص من القرآن مع آخر من السنة فالترجيح للأول. هذا هو منهج أهل السنة والجماعة.
2. إعمال العقل والتفكير والتدبر أمور واجبة ومنصوص عليها في القرآن العظيم وحض عليه الرسول الكريم ص، لا أن يكون العقل حكما على الكتاب والسنة ولكن شاهدا للتثبت واليقين من حجية هذا الدين. يشجع الدين الإسلامي الحنيف على البحث العلمي القويم جاعلا المرجعية الأصيلة للنقل (النص) من الكتاب والسنة، وقابلا للعقل إذا كان مؤيدا بالدليل البرهاني أو التجربة العملية أو إجماع الأئمة العدول. هذا هو منهج الأشعريين الشافعيين الذين ردوا على المعتزلة وأهل الفلسفة والمنطق والكلام من الإستخدام الغير محدود للعقل في البرهان للأولهية والدين، وهذا بالطبع لا يجوز في الأمور العقائدية ولكنه مسموح به في العلوم الدنيوية كالحساب، الطب والهندسة. وقد ضل من تبنى هذا المنهج كابن سينا والفارابي الذين تأثرا بالفلسفة اليونانية لحد الإعتقاد.
3. البعد كل البعد عن التكفير أو حتى تسفيه المخالفين من الطوائف الأخرى من المسلمين والنظر دائما إلى القواسم المشتركة بينهم، والدعاء لنا ولهم بالهداية إنه سبحانه هو القادر على ذلك. تبجيل كل علماء الأمة الإسلامية الذين لهم بصمة في هذا الدين والذين ساروا على هدي نبينا محمد ص سواءا الأحياء منهم أو الميتين مع العلم أنه كل ابن آدم يؤخذ منه ويرد سوى صاحب هذا القبر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. يجب عدم تعقب زلات العلماء أو البحث فيها أو تكرار الكلام عنها، بل حملها على النية الحسنة وإعتبارها اجتهاد خاطئ ولصاحبها أجر واحد، فما بالك إن كان مصيبا. هذا المبدأ أحرى بتطبيقه على أهل البيت الطاهرين وأصحاب النبي الميامين بدون شك، فهم أولى بذلك لما زكاهم الله في الكتاب والسنة المطهرة فهم إما مهاجرون أو أنصار ذبوا عن هذا الدين وشاركوا في نقله لنا نقيا بتكليف إلهي من رب العالمين، هذا فضلا عن أنهم الآن عنا غائبين ولا يجوز ذكرهم إلا بحسناتهم أو كما قال رسول الله ص.
4. الإحترام والحب الشديد لأهل البيت، محبة لرسول الله الأمين وسيد المرسلين، دون الإفراط أو التفريط، مع انكار عصمتهم أو امامتهم، فلا معصوم غير الرسول ص. نبذ كل الخلافات مع متبعيهم ودعوتهم للإيمان بمبادئنا خاصة المبدأ الثالث الذي يشجب أي كره أو عداء للصحابه أجمعين.
5. عدم البحث في نقاط الخلاف بين الصحابة من منطلق (ولا تقف ما ليس لك به علم). إن الإختلاف بينهم لم يكن عقائديا ولكن كان بسبب اختلاف في الإجتهاد، وهذا الإختلاف لم يكن إختلاف تضاد ولكن إختلاف تنوع، كما أنه لم يحدث بينهم إلا بعد وفاة الرسول ص، ومهما خاض بعضهم في الآخر فلم يكن إلا في حياة الآخر، فما من صحابي خاض في أخيه بعد وفاته - رضي الله عنهم أجمعين. أما المناظرة في أولوية أحدهم على الآخر فلا يفيد من الناحية العملية (إلا إن كان منصوصا عليه في الكتاب أوالسنة) لأنه يفتح أبوابا لاتسد من التشرزم والتأويل وتشعب الطوائف والنحل.
6. الدعوة السلمية لمنهجنا تبدأ بالإصلاح الداخلي أولا، مبتدأ من النفس والأسرة والعشيرة، أعظم الجهاد هو جهاد النفس وأفضل الإصلاح هو إصلاح ذات البين.
7. لا فضل لطائفة على أخرى ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
8. موقفنا من بعض نقاط إختلاف بين الفرق والطوائف الإسلامية، والتي لا يجب الخوض فيها كثيرا خاصة أمام العوام:-
* الأسماء والصفات: نعترف بها كما جاءت في القرآن وكما وصفها الله جل وعلا لذاته وبينها الرسول الأمين فيما أوحى إليه. فمثلا العين واليد والساق وصفها الحق جل وعلا لنفسه ونحن نؤمن بها ولكن دون تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف.
* الإستواء على العرش: معلوم لكنه غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ورد استعمال لفظة استوى في آيات عدة (استوت على الجودي – فلما بلغ أشده واستوى – فاستغلظ فاستوى على سوقه)، لا يقبل العقل السليم مقارنة هذه المعاني بالمعنى المجازي للإستواء على العرش من باب (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير – لم يكن له كفوا أحد - سبحان ربك رب العزة عما يصفون).
* أين الله: في السماء مستو على عرشه دون تفصيل أو تكييف، أما معيته وعلمه ورحمته وسائر صفاته فوسعت كل شئ، سبحانه.. سبحانه.. سبحانه.. ما أعظم شأنه.
* رؤية الله: جائزة عند جمهور العلماء أن تكون منامية (ليست عينية)، ولا نقول كيف أو متى أو لمن.
* التأويل: هناك التأويل الجائز مثل تأويل آية بأخري، أو حديث بآية، أو تأويل آية وحديث بحدث مشهور في السيرة أو في القصص. والتأويل اللغوي أيضا يجوز إذا كان متعارف عليه من لغة العرب المشهورة. أما التأويل الشاذ الذي ليس له سند من أي نوع أو التأويل بالمنطق السفسطي الذي أستحدث في عصر الفلسفة الإغريقية فهذا مرفوض لأنه غالبا ما يوقع في بحر تحريف التأويل، كما حدث من الفلاسفة المسلمين منجرفين وراء التيار العلماني في إثبات الذات الإلهية أو ما حدث في تفسير الشيعة الرافضة للكتاب الذي أدى إلى تحريف تأويل بعض آي القرآن من فرط حبهم ونصرتهم لآل البيت (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك – إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة – وغيرها كثير..).
اللهم أرنا الحق حقا واهدينا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا واهدينا إجتنابه، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تحسين التواصل مع الآخرين


1. عليك بالبساطة
يعتقد الكثيرون أن نمط حديثهم لا بد أن يكون تفصيليًا ومعقدًا، إلا أن الواقع أظهر أن أفضل الخطباء عادة ما يتسم خطابهم بالبساطة، فالهدف الرئيسي من خطابك هو التواصل مع الآخرين، وعليه حاول أن تتجنب ما يمكن أن يشتت أذهان المستمعين عنك، وعند إعداد كلمتك اجعل الأفكار التي تريد توصيلها إلى الآخرين هي محور تفكيرك وقم ببناء كلمتك حول هذه الأفكار.

2. تحدث بشكل طبيعي
أنت لست ممثلاً، بل متحدث، وعليه كن على طبيعتك ولا تحاول تقمص أي شخصية أخرى، وفي هذا الصدد يقول (ويدنر) إن هناك عدداً كبيراً من الخطباء الذين يحاولون محاكاة وتقليد نمط الكلام ولهجة خطباء آخرين يريدون أن يتشبهوا بهم، تحدث فقط بالطريقة التي تعودت أن تتحدث بها دومًا، فأنت لست مضطرًا لكي تكون خطيبًا مفوهًا أن تبني أنماط الآخرين في الحديث.

3. الاتصال بالعين
خلال تلقيك دروسًا في القيادة، فإن مدرب القيادة يوجهك إلى ضرورة النظر في المرايا بشكل مستمر، ولذا فأنت طوال عملية القيادة تنظر في المرآة اليمنى فاليسرى، ثم المرآة التي في المنتصف، كذلك الأمر عند إلقاء كلمتك، لا تركز بصرك على مركز القاعة فحسب، بل اعمل على تقليب بصرك في شتى أرجاء القاعة التي تلقي فيها كلمتك محققًا التواصل مع المخاطبين في مختلف أنحاء القاعة، تماما مثلما تقلب عينيك بين شتى المرايا أثناء القيادة.

4. تحكم في يديك
تعد اليدان إحدى الوسائل الرئيسية للتواصل مع الجمهور المخاطب بعد الوجه، ومن المفضل عند استهلال الخطبة إراحة اليدين على المنصة التي تلقي منها كلمتك، وإذا لم تكن هناك منصة يمكن طي اليدين أمامك أو خلفك، فمن بين الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من المتحدثين الإكثار من تحريك اليدين بسبب وبدون سبب مما يشتت ذهن المستمعين ويحول دون الإنصات بتركيز لما يقوله المتحدث، ومن المؤسف أن الإكثار من تحريك اليدين هو الأمر الذي سيبقى في أذهان المستمعين، بدلا من الأفكار التي كنت ترغب في توصيلها إليهم.. وقد يكون ذلك نافعًا في بعض الأحيان، لتوصيل الفكرة أو إيضاح الصورة، كما كان يحكى عن أحد الخطباء على المنبر أنه حين أراد الحديث عن فرعون فتلا قول الله تعالى: (إن فرعون علا في الأرض..) الآية.. فقام برفع إصبعه عند قوله (علا) ثم قام بخفضها إلى الأرض عند قوله (في الأرض) وكأن علوه في الأرض كان علوًا متدنيًا لم يتجاوز الثرى إلى الثريا، وهو العلو المحمود – أي العلو للثريا.

5. كن متحمساً لما تطرحه
لا يهم الموضوع الذي تطرحه في كلمتك بقدر ما تهم قدرتك على إقناع جمهور المستمعين بمدى إيمانك وتحمسك لهذا الموضوع، لا تحاول أن تتصنَّع، ولكن حاول أن تظهر بشكل تلقائي مدى حماسك وانتمائك للشركة أو المهنة، فالجمهور يعشق المتحدثين الذين يظهرون حماسًا شديدًا للموضوع الذي يتحدثون فيه، أظهر هذا الحماس في صوتك ونظراتك ولهجتك في التحدث إلى الجمهور بحيث تنقل هذا الحماس وهذه العاطفة إلى المستمعين أنفسهم.

6. كن متوازناً
لا تحاول أن تضمن العرض التقديمي الكثير من النقاط التي ستتناولها في كلمتك، فقط ضمنه النقاط الأساسية واترك التفاصيل للورق المطبوع الذي يمكن للمستمعين قراءته في وقت لاحق، استخدم برنامج الباوربوينت - مثلاً- لعرض شريحة أو اثنتين تتضمنان النقاط الرئيسية، ولكن لا تسرف في ذلك، فيجب أن تظل عيون المستمعين وآذانهم معلقة بك أنت، لا بشاشة العرض، وبين الفينة والأخرى انقل تركيز المستمعين إلى الشاشة ثم إليك مرة أخرى، لا تجعل عرض أي شريحة يستغرق أكثر من خمس ثوان، وإلا تكون قد ضمنت هذه الشريحة أكثر مما ينبغي، وإذا ما كان هناك أمر يتسم بالتعقيد وترغب في توصيله إلى المستمعين يمكنك أن تقدم لهم فكرة عامة عن هذا الأمر وتترك التفاصيل للورق المطبوع الذي يتم توزيعه على المستمعين.

7. تول إدارة العلاقات قبل وبعد إلقاء كلمتك
إن الناس عادة ما تنصت بشكل أفضل إلى المتحدثين الذين يعرفونهم من قبل، فهذه المعرفة توفر قدرًا من الثقة في شخص المتكلم وفيما سيطرحه من أفكار، ولذا قد يكون من المستحب أن تقوم بجولة في القاعة التي ستلقي فيها كلمتك قبل بدء الاجتماع محاولا تعريف المستمعين بك, أو إذا كانت محاضرة أو درس علم فيُنبه إليه قبل البدء بأيام حتى يستعد الحضور لقدوم هذا الضيف أو المربي.

8. استخدم القصص
لا تعتمد في كلمتك على مجرد سرد الحقائق، بل اعمل على أن تضمِّن كلمتك قصصًا وخبرات من الحياة تعلق بأذهان المستمعين عند العودة إلى منازلهم، خذ الوقت الكافي الذي يمكنك من رسم صورة في أذهان المستمعين لما تطرحه من أفكار، وهذه من أنجح وأنفع الطرق والأساليب لإيصال المعنى للمستمعين من خلال ربطهم بقصة أو حدث من الواقع، والمُجرب والمُربي يعرف ذلك تمامًا، ويعلم جيدًا مدى تأثيره على من يقوم بدعوتهم.

9. اعرف جيداً ما تريد أن تطرحه
لا يوجد أفضل من أن يكون الفرد مستعدًا بكافة المواد والمعلومات التي يحتاج إليها عند إلقاء كلمته، فإن مثل ذلك الأمر يجنبه ما قد يتعرض له من مواقف محرجة إذا ما اعتلى منصة الخطابة دون أن يكون مهيأ لشتى الاحتمالات، تفاعل مع المستمعين.. تعمد من وقت لآخر أثناء إلقاء كلمتك أن تطلب رأي المستمعين فيما تقول، وأن تمنحهم فرصة طرح أسئلة، فإن مثل ذلك الأمر يكسر الرتابة ويمنحك استراحة، كما يوفر في ذات الوقت أيضًا فرصة للمستمعين للتواصل معك، ومع بعضهم البعض.

10. تجنب الإحباط
أنت لا تعرف السبب الحقيقي الذي يجعل أحد الحاضرين لا ينصت لما تقول أو لماذا يغادر آخر القاعة، وهناك العديد من الأسباب التي تحول بين هذا وبين الإنصات بشكل جيد لما تقول؛ كما قد تكون هناك أسباب أخرى لا تتصل بك من قريب أو بعيد هي التي دعت البعض إلى مغادرة القاعة، افترض أنها أسباب أخرى هي التي دعت إلى ذلك واستمر في إلقاء كلمتك.

11. لا تتجاوز الوقت المحدد لك
وهذه أيضاً من الأمور المهمة جدًا، والتي ينبغي على المتحدث أو المحاضر أو الخطيب مراعاتها والانتباه إليها، فالتحدث لفترات طويلة وتجاوز الوقت المحدد لكلمتك هي أسرع طريقة تفقد بها المستمعين القدرة على التواصل معك، والتركيز فيما تقول، ونصيحتي من خلال التجربة هي محاولة أن تنهي كلمتك في الوقت المحدد لها، بل من الأفضل أن تتمكن من الانتهاء منها قبل الموعد المحدد، فذلك سوف ينال إعجاب المستمعين.

الملخص: حدد الأفكار رتبها وتبناها - وحدد الوقت، كن بسيطا واضحا، وكن نفسك، راعي حركة اليد وتوزيع النظرات.
فن التأثير في الناس

1. ابتسم: الابتسامة تقول اني أحبك، فأنت تجعلني سعيد وأنا سعيد برؤيتك، وكل شخص تبتسم له ستجده تلقائيا يبتسم لك، وستجد الجميع يبتسمون لك، ويحبونك.
2. تذكر الأسماء: أي شخص يهتم ويعتز باسمه أكثر مما يهتم بجميع الأسماء الموجودة على الأرض، فإذا ناديته باسمه ونطقت به بسهولة، فانك ستترك في نفسه أطيب الأثر وتشعره بأهميته وبالتالي تكسب محبته وتعاطفه.
3. اظهر اهتمامك بالآخرين: الناس لا تهتم بك بل يهتمون بأنفسهم، فان اهتممت بهم اكتسبت صداقتهم، فتذكر تواريخ ميلادهم، والمناسبات مثل الأعياد والأفراح والأمراض، وكذا الرد على التليفون بطريقة ودية مع إظهار الابتهاج في الحديث، والاهتمام باهتماماتهم مثل هواياتهم مثلا. تذكر دائماً أن الإنسان الذي لا يهتم بالآخرين هو الذي سيعاني من مصاعب الحياة، والمرء يستطيع كسب اهتمام وتعاون أشهر الناس عن طريق إبداء اهتمامه الشديد بهم.
4. كن مستمعاً لبقاً: إن أردت أن تكون متحدثا لبقا، فكن مستمعا متنبها وأنصت باهتمام واسأل ما يحلو للشخص الآخر الإجابة عليه، وشجعه للتحدث عن نفسه وعن منجزاته، فأي إنسان يهتم بنفسه ورغباته ومشاكله أضعاف اهتمامه بك وبمشاكلك، فالألم الذي يصيب أسنانه هو أهم عنده من خمسين زلزال.. فالقدرة على الإنصات نادرة أكثر من أي صفة أخرى، وهو من الصفات الهامة في نجاح المفاوضات.
5. تحدث عن الأشياء التي هي موضع اهتمام الآخرين: الطريق الرئيسي لقلب الإنسان هو محادثته عن الأشياء التي يعتز بها، فلو لم تكتشف ما الذي يثير اهتمام وحماسة الشخص الآخر منذ البداية لما استطعت كسب مودته أو تحقيق غايتك.. فطبيعة النفس البشرية حب الاستماع للأشياء التي تعتز بها، ولذا فإنها كانت أقرب طريق لإثارة اهتمام الناس.
6. لا تنتقد دائماً.. واحترم أراء الآخرين: إذا حذفت الانتقاد الدائم من أسلوبك ولم تقل لأحد أنه مخطئ، واستخدمت بدلا منه الثناء والتقدير، وامتنعت عن الكلام بما ترغب شخصيا وحاولت التطلع من خلال وجهة نظر الآخرين؛ فستجد نفسك رجلا مختلفا كليا وأكثر سعادة وأصدقاء، وتلك هي الأمور المهمة في الحياة. باستطاعتك أن تقول لأي إنسان أنه مخطئ، فهل تريده أن يوافقك على ذلك؟ أبداً.. فأنت وجهت له ضربة مباشرة إلى ذكائه وحكمته وكبريائه واحترامه لذاته، وبذلك بثثت فيه الرغبة في إعادة الضربة لك، ولن تجعله يحيد عن رأيه لأنك مسست شعوره. فان أخطأ شخص أليس من الأفضل أن تبادر بالقول: حسنا إن لي رأيا آخر وربما أكون مخطئاً؟؟ فالتوقف عن اتهام الناس سيعود علينا بنتائج جيدة.
7. لا تجادل: فانه لا يمكنك الظفر بنقاش وأفضل طريقة للخروج من الجدل بأفضل النتائج هي أن تتجنب الجدل؛ لأنك إن خسرتها ستخسرها، وان ربحتها ستخسرها؛ لأنك ستشعر بالرضي ولكن الشخص الآخر ؟ لقد جرحت كبرياؤه وجعلته يشعر بالنقص، وسيحتقر فوزك وبذلك تكون قد خسرته، ولن تستطيع إرغامه على الاعتقاد بما هو ضد إرادته... يمكن أن تكون على حق وتبقى كذلك في جدالك، لكنك إن أردت أن تغير تفكير الشخص الآخر فإنك ستفشل كما لو كنت مخطئا تماما.
8. تحدث بطريقة ودية دون غضب: إذا كنت في قمة غضبك وأفرغت غيظك على الآخرين فإنك ستستريح، ولكن ماذا عن الشخص الآخر؟ هل سيشاركك راحتك هذه؟ وهل لهجتك الحادة وأسلوبك العدائي يسهل أمر مشاطرتك الرأي؟ وهل يكون هذا فن تحويل الأعداء إلى أصدقاء؟ إن الناس لا يمكن إجبارهم على الاتفاق معي أو معك، ولكن يمكن قيادتهم لذلك إن كنا في غاية اللطف والتودد معهم؛ وهذا ما يفعله رجال الأعمال من محاولة التودد والتقرب من المضربين، والمحاميين وما يستخدمونه من أسلوب التودد في مرافعاتهم للتأثير على القضاة. قال تعالى: لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. وقال: وجادلهم بالتي هي أحسن. وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه.

Thursday, August 9, 2007

عبقرية العقاد في العبقريات

يحفل التاريخ الإسلامي بالشخصيات الفريدة التي خلقت لتبقى على مر السنين، وتربت - على يدي رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- تربت لتقتدي وتبدع في تنشأة الأجيال وضرب الأمثال لا سيما في مختلف طرائق الحياة المستقيمة. لقد قص وقرأ التاريخ آلاف المرات من المعاصرين والتابعين وتمتع المستمع والقارئ بظواهر الأحداث ونقلوها للأبناء والأحفاد فكانت لهم بمثابة الهداية والدستور على الطريق المستقيم، أما وأن يسرد التاريخ من محلل نفسي خبير بالطبائع البشرية، قدير على الإلمام بمفاتيح الشخصية، ضليع في وصف المواقف ودلالتها دون الإختصار المخل أو الإطناب الممل، فعندها ستكون الهداية هدايات والدستور فهرس دساتير. إن عبقرية استنباط العبر والدروس من التاريخ لابد لها من قارئ نهم على نفس المقدار من الألمعية والذكاء، كما أنها تحتاج لعدة عوامل ربما من أهمها الأسلوب العلمي السليم في تناول الأخبار المتضاربة، والذكاء الفطري في تغليب أحد الآراء على الآخر حسب السياق مع مراعاة الظروف النفسية والتاريخية للأبطال، هذا بالإضافة إلى سبر أغوار العمق النفسي للشخوص بطريقة علمية. ولقد تآلفت جل هذه العوامل –إن لم يكن كلها – في الكاتب الفذ العملاق الأستاذ العقاد، وقد أثبت بإقتدار أنه حقا مدرسة الأدب الإسلامي من خلال كتابته للعبقريات الأسلامية.
لم تكن كتابة الأستاذ العقاد عن عبقرية أعظم العظماء سيدنا رسول الله إلا تشريفا للكاتب، ولم يحط به يراعه إلا شطرا، فالرسول محمد ص وإن كان بشرا إلا أن خلقه كان قرآنيا وأعماله في معظمها وحيا، فالمغرور هو من سولت له نفسه أن يفند مآثر هذا العظيم أو حتى وصف جوانب خلقه الكريم، فلقد أعيا معاصروه أن يصفوه إلا إجمالا بكل مكارم الأخلاق، فعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. إلا أننا لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نؤكد أنه من أهم جوانب حياة الرسول ص التى تجلت فيها عظمته - كما وصفها العقاد - أنه صلى الله عليه وسلم إصطفى إليه في بداية دعوته عظماء العرب الذين أعز بهم الله الدين، ولعل هذا يكون دالا على الوحي الرباني والدعم السماوي لهذا الرسول الكريم ولهذا الدين القيم.
لقد تناول أستاذنا الكبير العقاد جوانب شخصية الخليفة الأول لرسول الله –أبي بكر الصديق- وأمير المؤمنين –عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما، بأسلوب مجدد فريد، كما أنه أنبأ عن جدارة وإقتدار في تحليل الأحداث كما هو معهود من العملاق الكاتب. تبين لنا وكأن الكاتب عاصر الأحداث أو على الأقل دنا منها من حيث الزمان والمكان فيعطى للقارئ أعلى قدر من تعايش القصص وأكبر مقدار من المصداقية، في أسلوب سهل ممتنع يصعب على القلم وصف دلالاته، فمهما كانت الكلمة غريبة فهي لطيفة وواضحة من السياق وتعطي المعنى العام دون تكلف أو تكليف. وقد إتضحت عبقرية العقاد في أستنباط مفتاح الشخصية، فأدرك بألمعية فذة أنها كانت في الصديق متمثلة في الإعجاب بالبطولة المحمدية، فأعجب به وصادقه قبل البعثة وصدقه في الرسالة دون تردد أو تفكير وآمن بإسرائه دون شواهد أو تبرير، وكيف لا وهو يصدقه في أمر وحي السماء. فلقد كان أبو بكر الصديق مثالا للإقتداء بمحمد النبي ص فكانت خلافته امتدادا لما رسمه صاحبه حتي في إرسال البعثات وتعيين الأمراء، وكيف لا وهو أكثر صحابي لازمه منذ البعثة وعلى مدار ثلاثة وعشرين عاما. ولقد اعتبره العقاد من مدرسة المحافظين بالإصطلاح السياسي الحديث، ولقد خلافته قصيرة الأمد ولكنها غزيرة وخطيرة الأحداث، والكاتب محق كل الحق في هذا الإعتبار. أنفذ جيش أسامة كما أمر الرسول الكريم ص، وحارب المرتدين بأسرع حسم كما حارب الرسول المنافقين وطرد المرجفين، وأرسل البعوث في كل تخوم الدولة الإسلامية الناشئة كي يرهب المقلقلين والمترددين كما أرهب الرسول أعداء الله المتربصين.
أما مفتاح شخصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقد تجلت في شخصية الجندي القويم الذي لا يسير إلا في الطريق المستقيم القادر على سحق أي عقبات في هذا الطريق ليحقق العدل، والرحمة دون هيبة لتوابع هذه العقبات. فقد تجلت شخصية عمر منذ نوى الدخول في الإسلام عندما قرأ سورة طه من صحيفة أخته فاطمة، حيث قرعت الآيات تلابيب فؤاده وعرف أنه حقا وحي من رب العالمين وليس بكلام بشر، هنالك فقط آمن بالنبي محمد بعد أن رأى برهان عقله وقلبه، فكان مثالا للمؤمن على بصيرة والمجتهد لمعرفة الحقيقة. أما خلافته التي امتدت زهاء عشر سنين فقد كانت مثالا لمدرسة المجددين بالتعبير الحديث، حيث الإجتهاد والتجديد كانا لازمين بعدما استقرت الدولة واتسعت رقعتها، مستعينا بآراء ومشورة الصحابة الكبار الذين شهدوا بدرا والذين أبقاهم جواره في المدينة لإصلاح أمور المسلمين. ولقد استطاع العقاد بعبقرية نافذة أن يفند صفات عمر رضي الله عنه والتي ظهرت لبعض المستشرقين وكأنها متناقضة وللآخرين وكأنها على نسق فكري واحد يتسم بضيق الأفق، فقد كانت شخصية عمر تركيبة من صفات جمعت فيها العدل والرحمة والفطنة والغيرة والإيمان، كل بمقدار يساعد بعضه بعضا لرسم هدف واحد هو العدالة الإجتماعية واستقرار الدولة الإسلامية.
عصر الفتن:
قد كانت خلافة الصديق والفاروق أمثل ما تكون كما رسمها الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكان عصر عثمان وعلي بداية لنهاية الخلافة كما تنبأها النبي الكريم (الخلافة ثلاثون عاما يكون بعدها ملكا)، وأصبح يتسم ذلك العصر بالفتن التي بدأت بعهد عثمان وبلغت أوجها في عهد علي، فتن كقطع الليل المظلم متمثلة في:
1. الفتنة الكبرى بين الخليفة الثالث عثمان ونائبه ومشيره الأول علي والذي كان باعثها الأساسي مروان بن الحكم (كاتم سر عثمان) الذي بث في عثمان رواسب العصبية القبلية لصالح بني أمية ونبذ كل ما هو قريشي وإن كان علي كرم الله وجهه، ولم يثبت على علي أبدأ أنه أظهر حقدا ولا ضغينه أو يمنع مشوره صادقه لأي من الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، كما إنه لم يكن مضطرا ليثبت ذلك فهو سريرته كعلانيته.
2. نزوح كبار الصحابة (الذين كان يستبقيهم الخليفة الأول والثاني جوارهما للمشورة) خارج المدينة لتبوأ الإمارات في عهد عثمان، وخلافهم مع علي الذي كان يرى مثل ما رأى أبي بكر وعمر وهو البقاء في المدينة للشورى، فقد تطلع طلحة والزبير لأمارتي العراق واليمن مستندين على دعم من أم المؤمنين عائشة وإنتهى الخلاف بمعركة الجمل وللأسف مقتل الصحابيين الجليلين.
3. الخلاف الذي دار بين علي ومعاوية، علي يرى عزل معاوية من إمارته حتميا منذ أن كان علي وزيرا لعثمان إلى أن تبوأ الخلافة بإجماع الصحابة والأمصار، أما معاوية فمستندا إلى منعة أمارته وولائها إياه فقد رفض البيعة لعلي وأنكر كفؤه للخلافة وطلب وألح في الطلب في أمر دم قريبه عثمان ليؤلب عليه الرعية خاصة من بني أمية إلى أن حدثت فتنة التحكيم.
4. كثرة الشاكين من القرشيين وغيرهم من سياسة أمير المؤمنين على لشظف العيش في الحجاز على الرغم من رغد العيش في أطراف الدولة الإسلامية. تكرار طلبهم لثأر عثمان وما كان ليأخده في أول خلافته لقلة الموالين حتى من الأهل خاصة بعد أن تحمل الآلاف مسئولية هذا الدم، مما جعله يتخذ من الكوفة مركزا للخلافة بدلا من المدينة.
5. الفتنة في صفوف جيش علي بين محب مغالي يؤلهه (الروافض) وقد أمر بإحراقهم وبين منكر لإستسلامه للتحكيم معتبرين ذلك كفر بين (الخوارج) وقد أمل الأمام في إستتابتهم، ثم خرج منهم عبد الرحمن بن ملجم وقتل أمير المؤمنين. أما المقاتلين العدول فقد أضناهم كثرة قتال المسلمين لبعضهم وشكوا في ذلك بعد إتفاق علي ومعاوية على الهدنة لحقن دماء المسلمين، ولكن متى وقد فقد كثير من الأخوان بلا ذنب!!!.
تفصيل لفترتي الفتنة
تجلت شخصية ذي النورين عثمان بن عفان بالسخاء والأريحية، فقد تقلد الخلافة بالشورى من الستة الصحابة الكبار الذين مات عنهم رسول الله ص وهو راض (عثمان، علي، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، الزبير وطلحة)، وتم مبايعتة بعد مدولات تمت بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان تارة وبين الأول وعلي تارة أخرى دون أن يعلم أحد تفاصيل هذه المداولات، وقد كان عثمان شيخا في السبعينات وعلي لم يتجاوز الأربعينات فكانت الأرجحية للأول. تميز عهد عثمان بن عفان بالتحول السياسي في الإطار العام للدولة الإسلامية:-
1. بعد أن كان الخليفة الأول والثاني يستبقي كبار الصحابة البدريين بالمدينة للإستعانة بهم في الشوري ولإبعادهم عن لوثة الدنيا ونعيمها حسب توصيات الصديق والتي أخذ بها الفاروق، بدأ هؤلاء الصحابة بالحركة خارج المدينة وتبوأ الإمارات والعيش في بحبوحة الترف ورفاهية الدور، وبدأ نظر الكل يرنو من كرسي الخلافة.
2. إعتمد عثمان على أهل الثقة من بني أمية في التعيين خاصة على كاتم سره وكبير ياورانه مروان بن الحكم الذي تمتع بأكبر قدر من العصبية القبلية وكان مثالا لأشد نوع من فساد البطانة عرفه التاريخ.
3. قويت أمارة الشام لمعاوية بن أبي سفيان وضرب المثل في الترف وسلطنة الأمارة، وصار يهيأ الطريق لتوريث إبنه زيد وبدأ يحدث إنفصاما بين الخلافة الدينية في المدينة المؤسسة على الشورى والدولة الدنيوية المعتمدة على التوريث، أو بالمعنى الحديث علمانية الدولة وفصل الدين عن السياسة.
4. تكرر ضجر الرعية -لاسيما في الإمارات- من ولاتهم ومن حياة التقشف بالرغم من ترف الولاة وإستأثارهم بموارد البلاد، وبذلك فقد المثل الأعلى للتشقف في العيش والذي كان يظهر واضحا في الخلفاء الأوائل. وعد عثمان بالتغيير وراوغ مروان في التنفيذ إلى أن جاءت الوفود للمدينة من مصر والكوفة والبصرة وتم حصار الخليفة في داره. ولقد كان علي -رضي الله عنه- في غير مرة أداة الخليفة في تهدأة الرعية وإمتصاص غضبهم ووعدهم بالتغيير. وأخيرا تمت جريمة الإغتيال الدهماء لشيخ جاوز الثمانين على أيدي الغوغاء دون أي مقاومة من شهود العيان.
بويع علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- بعد رفضه للخلافة أكثر من مرة ورفضها أكثر الصحابة الكبار، ولقد كان أرث الخلافة ثقيلا. تميز علي بمفتاح شخصية الفروسية بما فيها من الشهامة والإعتزاز بالنفس ورفض الضيم، إذا دوعي للمنازلة تقدم بدون تردد زودا عن حياض الدين ولكنه لا يبتدأ أبدا بالإعتداء. كان أرثه من الخلافة مضنيا للأسباب الآتية:-
1. شبه انفصال الإمارات حول الدولة المركزية خاصة أمارة الشام بمعاوية الذي أخذ يكرر الطلب في القصاص لعثمان والذي لم يعر هذا الأمر أهمية بعد أن آل الحكم إليه!!
2. تأليب الوفود على الخليفة – والذي أصبح ليس له من الأمر شئ – مطالبين بتغيير الأمراء لأسباب ظاهرة من أهمها تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة في العطية بين الحكام والمحكومين.
3. إستتبت في هذه الفترة ظاهرة الإنفصام النكد (التي وصفها المفكر الإسلامي سيد قطب) بين الدين متمثلا في الخلافة الدينية في المدينة وبين باقي أجزاء الدولة والتي أصبحت ملكا أو سلطانا يورث ويعزز أركانه بالعسكر وولائهم بجزيل العطايا، ولا يأمن للثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكومين كما كان في عهد الخليفتين الأول والثاني رضي الله عنهما.
تقييم العقاد العام لسياسة علي بن أبي طالب
كان في سياسته فهما وعلما ولكنه لم تكن فيها الحيلة العملية التي هي أقرب للغريزة منها إلى الذكاء.
فكان نعم الخليفة لو صادف أوان الخلافة، ونعم الملك لو جاء بعد توطيد الملك.
ولكنه لم يأت لخلافة بالإجماع ولا إلى ملك موطد، فحمل النقيضين.
أخفق حيث ينبغي أن يخطأ أو حيث يعيبه أن ينجح، وتلك آية الشهيد.
لقد قام العقاد بإستفاضة التحليل النفسي لجميع شخوص الخلافة الإسلامية وما بعدها، ولم يترك موقفا أو أزمة إلا وتناولها بشفافية تؤكد كمال شخصيته الإسلامية وعدول مذهبه الفكري، هذا وقد تبنى فكرة أنه ما كان أن يحدث أفضل مما كان، بمعنى أن جميع الأطراف إجتهدوا لصلاح الأمر وإخلتلفوا بين مصيب وله أجران ومخطأ وله أجر، حتى في الفتن الدهماء بين الأئمة الأعلام مؤكدا أنه وكأن الرسول الكريم ص قد تنبأ ما سوف يحدث في الأمة الإسلامية بعد إنتشار الدين وكمون الجهاد الإسلامي ليصبح هم المسلم نفسه بعد أن كان همه الدعوة. أما نحن فنرى أنه لم يخالف أحد الأئمة الأربعة خلافا أدى إلى قتال إلا وكان له هوى دنيوي، أما الخلفاء فلم يكن لهم غرض سوى الدين وما عاداهم إلا كل معتد منافق أثيم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
إن دراسة هذا التحليل التاريخي الغزير لابد من تلقينه لأبناء المسلمين بنفس الأسلوب الذي فهمه مثل هؤلاء الكتاب المخلصين ليكون باعثا في نفوس الأجيال القادمة للمبادئ السامية وليكون ردءا لهم من الأفكار الهدامة والإيحاءات السامة التي تفشت في الأمة الإسلامية من كتابات المستشرقين والمتغربين. إننا لا نرى في جيل الكتاب المعاصر إلا الندر القليل الذي وهب حياته للرد على هذه الحملات الشعواء وكتابة التاريخ بمنهجية سليمة تحمي العقول من سموم المعاصرين وتغذيها بأكسير الأجداد الأوائل كي نعيد أمجادهم ونرفع شأننا وشأنهم.