Showing posts with label أ.د. محمد الحجار - أستاذ طب الأطفال والوراثة - جامعة المنصورة. Show all posts
Showing posts with label أ.د. محمد الحجار - أستاذ طب الأطفال والوراثة - جامعة المنصورة. Show all posts

Friday, October 15, 2010

رسالة للمغتابين

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل .......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.. فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. وما قل وكفى خير مما كثر وألهى.. وإن ما تعدون لآت وما أنتم بمعجزين.. ثم أما بعد..

يقول الحق سبحانه وتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات 6)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (آل عمران 118)

ويقول الرسول الأمين صلوات الله عليه وأفضل التسليم (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره قالو: وإن كانت فيه؟ قال: فإن كانت فيه فقد إغتبته وإن لم تكن فيه فقد بهته.. كما قال صلى الله عليه وسلم: اذكروا محاسن موتاكم)..

فقد ساءني أشدُ السوء ما قلته في مجلسك الأخير (وبحضرة الأخوة الأفاضل.....).. فذكرت بالتواريخ ما ذكرت وقلت عن إخوانك الغائبين ما قلت، فأما ما زاد الكيل وأصابني بالغثيان هذا الذي وصفته في إخوانك النافقين – رحمة الله عليهم أجمعين ولا نقول فيهم إلا خيراً.

عفا الله عنك وعنا !! ما كان ينبغي لي أن أعيد ما قلتَ.. ولكن هنالك الشهود، والله خير الشاهدين.. قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ .............(الأنعام 19)

فذكر الغائبين والميتين ليس من شيم النبلاء والأقوياء، علاوة على أنه ليس من أخلاق المتدينين، ولو حتى بأي دين..

أما أن تصب جام غضبك وحقدك على تخصص ما وقد إعترفت أنت شخصيا بفضله عليك وعلى غيرك!! فهذا وشأنك، والله يهدينا وإياك إلى سبيل الرشاد.. ولن أدافع عن نفسي ولا عن تخصصي.. (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (البقرة 111)، إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (الحج 38) وكما قال فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله: لا تعبأ بمن يهاجموك فإن الناس لا تلقى بالحجارة إلا على الشجر المثمر ليأكلوا من ثمره إذا أثمر وينعه..

الأخ الفاضل..
تعلم جيداً أن الشفافية والمواجهة هي طبيعتي دوماً، سواءً مع الكبير أو الصغير مهما كلفني ذلك من مشقة أو عناء أو حتى فقدان الحظ عند الرؤساء.. فليس من طبيعتي أبدا المناورة أو الدهاء أو التملق لكسب المغانم أو العرض الفاني.. وهذا من المعلوم عني بمكان ليس لك وحدك ولكن لجميع الزملاء.. (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يوسف 108)

ويعلم الله أنني لم أكتب هذه الكلمات إلا لإبراء ذمتي خالصة من هذا البهتان والإفتراء أمام الله العلي القدير (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (الأعراف 164).
فإن الدين النصيحة.. قالوا: لمن يارسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولسائر المسلمين.. والنصح - كما تعلم – للمنصوح في السر فضيلة، أما أن تذكره علانيةً – لا سيما في غياب المنصوح - فهو أبعد ما يكون عن النصيحة.. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (الزخرف 44)

وأخيرا اللهَ أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه.. ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. كما أعوذ به من مجالس المنافقين والأفاكين، ومن مصاحبة النمامين والمغتابين، وأستعين به من بأس الحاقدين وغل الحاسدين.. إنه هو القادر على ذلك، نعم المولى ونعم النصير.

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (النحل 82) ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (الأنبياء 106)، ... بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (الأحقاف 35)

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر كاملة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

Friday, October 2, 2009

مبطلات الأعمال الصالحة

- وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) الفرقان.
- وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) النحل.

نعوذ بالله أن نكون منهم – آمين.. وفيما يلي أهم أسباب إحباط ومبطلات الأعمال الصالحة

1. الرياء وعدم تجديد النية لمرضاة الله تعالى. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) البقرة – إنما الأعمال بالنيات (الحديث). فالحل هو تجديد النية لله تعالى وحمل هم القبول أقرب إلى القبول، وأهم شرط للقبول هو التقوى (قبول هدي أحد إبني آدم – قبول إمرأة عمران – قبول رفع القواعد من إبراهيم وإسماعيل). وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) المؤمنون – (عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل» - تفسير ابن كثير.
2. الإجتراء على الله في الخلوات. سواء بمشاهدة ما حرم الله على التلفاز أو النت (لا تجعل الله أهون الناظرين إليك). علاجها بالإنكسار لله تعالى فهو أقرب الطرق - كما ذكر ابن القيم – للوصول إلى معية الله – طريق لا يزاحمك فيه أحد.
3. رفع الصوت على النبي: بالتعدي على محارم الله: عندما نسمع قال الله وقال الرسول.. نقول سمعنا وأطعنا.. مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) الحجرات.
4. الإستكثار من الأعمال الصالحة، سواء بذكرها للناس (الرياء) أو ذكرك لها خاليا.. فقد الله تعالي لأحسن العابدين (الرسول الكريم) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) المدثر.
5. الظلم: حتى ولو كان المظلوم كافراً فقد أهديته حسناتك وأهدرت طاعتك.

نفعني الله وإياكم بالقرآن والسنة.. آمين

Saturday, July 5, 2008

علو الهمة في الذكر وتلاوة القرآن

الذكر زيّن الله به ألسنة الذاكرين.. كما زيّن بالنور أبصار الناظرين. قال الحسن البصري - رحمه الله- تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن. قال ذو النون - رحمه الله - ما طابت الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنة إلا برؤيته. الذكر يجمع على العبد ما تفرق من همته وعزيمته.. ويفرق ما اجتمع عليه من الهم والغم والذنوب والخطايا.. ويقرّب إليه الآخرة.. فلا يزال المرء يلهج بالذكر حتى كأنه حضرها.
قيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن هل تحدّث نفسك بشيء؟ فقال: أو شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدّث به نفسي. قيل لذي النون: ما الأنس؟ قال: العلم والقرآن. قال محمد بن واسع: القرآن بستان العارفين فأينما حلّوا منه حلّوا في رياض نضرة. قال بعض العلماء: هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل، نتدبرها في الصلوات، ونقف عليها في الخلوات، وننفذّها في الطاعات. كان مالك بن دينار يقول: يا حملة القرآن، إن القرآن ربيع قلب المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض. قال وهيب بن الورد: رحم الله أقواما كانوا إذا مرّوا بآية فيها ذكر للنار فكأنّ زفيرها في آذانهم.
تلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيها اللسان والعقل والقلب؛ فاللسان يصحّح الحروف، والعقل يفسر المعاني، والقلب يتعظ وينزجر ويتأثر. فاللسان يرتل، والعقل يترجم، والقلب يتعظ. قال عثمان بن عفان: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم. قال ثابت البناني: كابدت القرآن عشرين سنة، وتنعمت به عشرين سنة. قال مالك بن دينار: ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله. قال أبي المهلب: كان أبيّ بن كعب يختم القرآن في ثمان.
قال ابن مسعود: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون. عن إبراهيم قال: كان الأسود النخعي يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال. قال أبو إسحاق إن أبا عبد الرحمن السلمي كان يُقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة. وقال أبو عبدالرحمن السلمي: أقبلت على زيد بن ثابت فقرأت عليه القرآن ثلاث عشرة سنة.
لله در أهل القرآن: كم أنسُوا بكتاب ربهم، وعلموه غيرهم. قال سلام بن أبي مطيع: كان قتادة بن دعامة يختم القرآن في سبع، فإذا جاء رمضان ختم كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة. قال الأوزاعي: كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله تعالى في المسجد حتى تغيب الشمس. قال الأعمش: كان يحيى من أحسن الناس قراءة، وكان إذا قرأ لم تحس في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد. عن ابن فضيل عن أبيه قال: كان أبو إسحاق السّبيعي يقرأ القرآن في كل ثلاث.
قال الإمام النووي عن محمد بن عبد الله الأودي: متفق على إمامته وورعه وعبادته.. قال لابنته حين بكت عند حضور موته: لا تبكي، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.
قال حسين الكرابيسي: بتّ مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوّذ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعاً. يقول عبد الله بن أحمد عن أبيه الإمام أحمد بن حنبل: كان يقرأ القرآن كل يوم سبعا، يختم ذلك في كل سبعة أيام. قال الجنيد - رحمه الله - العبادة على العارفين أحسن من التيجان على رؤوس الملوك.
قال زكريا بن دلوية: كان أحمد بن محمد القطان إذا جلس بين يدي الحجام ليحفي شاربه، يسبح، فيقول له الحجام: اسكت ساعة.. فيقول: اعمل أنت عملك.
قال محمد بن يحيى: مرّ أحمد بن حرب بصبيان يلعبون فقال أحدهم: أمسكوا فإن هذا أحمد الذي لا ينام الليل. فقبض على لحيته وقال: الصبيان يهابونك وأنت تنام؟ فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات. قال الحافظ عمر البزار عن شيخ الإسلام ابن تيمية: وكان قد عُرفت عادته: لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر، فلا يزال في ذكر الله.. هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس.
قال فتح الموصلي – رحمه الله- المحبّ لا يجد مع حب الله للدنيا لذة، ولا يفتر عن ذكر الله طرفة عين.
إذا نسي الناس العهود وأغفلوا.. فعهدك في قلبي وذكرك في فمي
عالي الهمة.. ينظر إلى عظم أجر الذكر فيداوم عليه. من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.. ليس العجب من قوله ( فاذكروني) إنما العجب من قوله أذكركم، (فاذكروني) بالتذلل (أذكركم) بالتفضّل، (فاذكروني) بالرهبة (أذكركم) بتحقيق الرغبة، (فاذكروني) بالتعظبم (أذكركم) بالتكريم، (فاذكروني) بترك الأخطاء (أذكركم) بأنواع العطاء.. فيا نجيب القلب أسرع إلى نيل الدرجات.

مخطوطة ربانية

مخطوطة ربانية
دعوة لحياة مثالية بعد سن الأربعين لمن أراد الفوز بالجنة من المسلمين
الراجي عفو مولاه، العبد الفقير
محمد بن محمد صالح الحجار
أستاذ طب الأطفال وأمراض الوراثة، كلية الطب، جامعة المنصورة
المراسلة: أ.د. محمد الحجار - أستاذ طب الأطفال وأمراض الوراثة، كلية الطب، جامعة المنصورة – أرضي 0502211948 – 0502310661- محمول 0020111715350
m.alhaggar@yahoo.co.uk
الملخص:
الهدف: شرح شامل لكيفية التخطيط لحياة يومية إسلامية خاصة للشباب الذين ناهزوا أو إقتربوا من سن إكتمال الرجولة (الأربعين)، أملا في الفوز بالجنة والنجاة من النار.
الأدوات: تتلخص الأدوات في الكتاب والسنة عن طريق: 1. إخضاع القلب يوميا لذكر الله بتلاوة آياته’ وتدبر معانيها، وتطبيق أحكامها. 2. التعايش اللحظي مع سيرة أفضل الخلق من خلال دراسة حياته وسننه وأوامره ونواهيه مستنديين إلى صحاح الأحاديث وزاد المعاد في هدي خير العباد.
خاتمة: الإحساس التام بالرضا عن النفس التي أدبت لتعيش على الفطرة التي من أجلها خلق الله العباد (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون).

المقدمة:
إذا أراد الإنسان النجاح لأي مشروع ينوي تنفيذه فلابد أولا أن يحدد له الأهداف، وتحقيق هذه الأهداف تعتمد على الخطة الموضوعة من نقطة بداية معينة تمثل حالة الفرد عند بداية التخطيط. ثم يقوم الإنسان وبصورة منتظمة بتقييم ما تحقق أثناء سير الخطة، وإعادة جدولة المتبقي حسب الجدول الزمني الموضوع. فالمشروع المقدم في هذه المخطوطة عبارة عن برمجة حياة المسلم الذي ناهز أو إقترب من سن الأربعين في صورة جدول يومي أو لحظي ليحيا الحياة التي من أجلها خلق الله الكون، وهي عبادته سبحانه وتعالى، والتسبيح بحمده، وعمارة الأرض، ونقل العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. ونتيجة ذلك في الدنيا هي الرضا والسعادة، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - النحل (97)، أما في الآخرة فإن النتيجة هي الفوز بالجنة والنجاة من النار.
الأدوات والطريقة:

كل إبن آدم خلق على الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي الفطرة السليمة التي تتسم بالإعتدال في السلوك وفي العادات والمعاملات، بل وحتى بعلاقة الإنسان بنفسه وبخالقه.. ومكمن هذه الفطرة هو القلب.. فحسب المناخ الذي ينشأ في الإنسان والثقافات التي يترعرع فيها تحدث التغيرات في هذه الفطرة، وبالتالي يكون التباين في السلوك والعادات والمعاملات.. ما نريده نحن المسلمون هو أن نعود بهذه الفطرة إلى محاجتها البيضاء كما وصفها الله جل وعلا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وصفها الله سبحانه وتعالى إجمالا وتفصيلا في أكثر من مكان.. لذلك فإن أهم وسيلة تعيننا على تحقيق ذلك هو الإستعانة بكتاب الله (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ – الزمر (23).
ما نريد التأكيد عليه هو الإستعانة بالقرآن العظيم فهما واعيا، وتنفيدا لما جاء به، وتطبيقا لأوامره، وتعظيما وإمتثالا لأحكامه، فلا يكون تعظيمه بالحفظ في الأدراج والتعليق على الجدران، أو بالتلاوة التي لا تتعدى الحناجر واللسان. فلابد أن يكون للإنسان المسلم يوميا من القرآن وردان: الورد الأول والمهم هو تدبر بعض آى القرآن وإخضاع القلوب لها وتنفيذ ما جاء بها من أحكام أو دروس مستفادة، ولعل هذا الورد قد يكون يسيرا (رهطا من الآيات). أما الورد الثاني وهو الشائع بين المسلمين – وأحسبني منهم – فالغرض منه التعهد والإستظهار حتى لا يتفلت من القلوب. فنحن لا نريد جيلا من المسلمين تالين أو حفاظا للقرآن فحسب، بل نريد جيلا عالما بأحكامه، قائما بأوامره، منتهيا بنواهيه.
أما الوسيلة الثانية والتي أظنها منهج التعايش اللحظي مع هدي خير العباد، بنينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. فنبيينا ص هو أسوتنا كما أمرنا الله بذلك ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا – الأحزاب (21)، ولا ينطق عن الهوى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى - النجم (3-5)، وهو خير ولد آدم الذي أدبه جل وعلا فأحسن تأديبه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - القلم (4). لم يعرف تاريخ الإنسانية بشرا كتبت سيرته الذاتية بالتفصيل والدقة وبمنهجية علمية بحتة كما حظت سيرة نبينا الكريم محمد ص.. لقد كانت طريقة أعلام التابعيين في غربلة أحاديث سيدنا رسول الله ص - حسب المتن وعلم الجرح والتعديل، ثم قبول الثابت الصحيح ورد الضعيف والموضوع.. إن هذه الطريقة تعبتر أفضل وأدق طريقة علمية للتثبت من دقة المراجع في العلم الحديث.. فلذلك تعتبر سنن النبي الأمين وسيرته العطرة هي المنهج الأمثل للتعايش اليومي، راجعين إلى صحيح مسلم والبخاري وزاد المعاد في هدي خير العباد لإبن القيم.
المناقشة والخاتمة:
حيث أن لكل مشروع هدف، وتحقيق الهدف لابد له من خطة، فإن هدف هذه المخطوطة هو الوقوف مع النفس على هدف الحياة والسبيل لتحقيق ذلك الهدف، وهو عبادة الله مخلصين له الدين لنحظي بالفوز بجنات الخلد اللهم آمين.
إن إخلاص العبادة لله لا يتحقق إلا بالوقوف على كتاب الله وإخضاع القلب والجسد لآياته بالفهم الصحيح كما فهمه أصحاب رسول الله والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وحيث أن إخلاص العبودية لله الواحد القهار يتكرر علينا مع كل صلاة مفروضة في الأذان والإقامة، كان لزاما على كل مسلم من تكرار هذا الإخضاع في كل ليل ونهار إن لم يكن في كل صلاة مكتوبة. أما تلاوة الورد اليومي للقرآن في هيئة جزء أو أكثر فله فوائد عديدة منها تعهد كتاب الله وربط القلب بحبل الله وتفسير آياته وبيان متشابهه.
وكما أن لكل رسول رسالة، ورسولنا الكريم بلغ الرسالة وأدى الأمانة، كما قال جل وعلا: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - المائدة (3)، ورسولنا هو شفيعنا وقدونا الحسنة لأن ربه أدبه فأحسن تأديبه، لذلك ينبغي على كل من يريد كمال الهدي أن يحذو حذوه ويقتفي أثره، ويشعر بالفخر عند إحياء سنته وأداء شعائره لكي ينال شرف الإنتساب لدينه والقرب من جواره والسقيا من يده الشريفة شربة لا يظمأ بعدها أبدا.
عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوي الله في أنفسكم في السر والعلن، وإستثمار أوقاتكم في السراء والمحن، والتعايش مع ذكر الله وهدي رسول الله، وحبس النفس عن الهوى فأجسادنا على النار لا تقوى، والإكثار من الطاعات والإقلال من المبيحات، وإتباع السيئة بالحسنة تمحوها، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ، وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ - هود ( 114- 115).
المراجع:
1. كتاب الله (القرآن الكريم).
2. سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. محاضرات دعوية للشيخ عائض القرني، والدكتور يحيى عزب.
اللهم إني كتبتها إبتغاء مرضاتك وعونا على طاعتك وعهدا للسير على درب حبيبك، اللهم طهرها من الرياء، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وشاهدا لنا لا علينا.. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.. وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين، وعلى صحبه وسلم تسليما كثيرا.. .. ..

حررت في الجمعة الموافق غرة رجب 1429. ومن الله أرجو التوفيق والسداد
البداية:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ - الأنبياء
(30). الرتق (المتصل) عكس الفتق (المنفصل)، فالسماوات والأرض كانتا متصلة، ففتق الله السماء بالرجع (المطر – القطر الذي يرجع كل عام) وفتق سبحانه الأرض بالصدع (تشققت ليخرج منها النبات) رزقا للعباد، قال تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ – الطارق (11-12)، وقال تعالى (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ - عبس (25-32).
أما القول أن السماء والأرض كانتا كتلة واحدة، وخلق الله الليل أولا ثم فتقهما فأخرج من الليل النهار، فهو مردود في هذا الموضوع بدليل ذكره سبحانه وتعالى في نهاية آية 30 الأنبياء: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ).
وإنشقاق السماء أو إنفطارها (وكذا إنشقاق القمر) من علامات القيامة الكبرى كما جاء في سور القمر، الإنشقاق، الإنفطار، الرحمن، و الحاقة: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)، (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)، (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)، (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)، (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16).
وقد تتفطر السماء من هول شرك المشركين أو كفر الكافرين كما جاء في مريم، الشورى والمزمل: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)، (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)، (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18).

Wednesday, July 2, 2008

السبعة تحت ظل العرش

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق، اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه. الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح. المحدث: البخاري. المصدر: الجامع الصحيح.
التعريف بالراوي: هو الصحابي الجليل، سيد الحفاظ الأثبات، أبو هريرة رضي الله عنه، اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة، أرجحها أنه: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أسلم عام خيبر، أول سنة سبع. قال الذهبي: (حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه، لم يلحق في كثرته). ولم يرو أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر منه، لملازمته له، فقد بلغت مروياته 5374 حديثاً. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا. وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكيناً من مساكين الصفة أعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول، فبسطت نمرة علي، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء. توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة سبع وخمسين للهجرة.
المباحث اللغوية: سبعة: هذا العدد لا مفهوم له، فقد وردت روايات أخرى تبين أن هناك من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، غير هؤلاء المذكورين في الحديث. يظلهم الله في ظله: المراد به: ظل العرش، كما في رواية أخرى: "في ظل عرشه ". يوم لا ظل إلا ظله: المراد: يوم القيامة. إمام عدل: الإمام لغة: هو كل من ائتم به من رئيس وغيره. واصطلاحاً: كل من وكل إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والقضاة والوزراء وغيرهم والعدل، ضد الجور، والعادل من حكم بالحق. شاب نشأ في عبادة الله: خص الشاب بالذكر، لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش، فكان ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع درجة من ملازمة غيره لها. اجتمعا عليه: أي: على الحب في الله، وتفرقا عليه كذلك، والمراد: أن الذي جمع بينهما المحبة في الله، ولم يقطعها عارض دنيوي، سواء اجتمعا حقيقة أم لا، فالرابط بينهما المحبة في الله حتى الموت.
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال: دعته، أي: طلبته، ومنصب: المراد به: الأصل والشر والمكانة، ويدخل فيه الحسب، والمراد أنها دعته إلى الفاحشة.
ورجل تصدق بصدقة: الصدقة: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، سواء كان فرض كالزكاة المفروضة، أو تطوعاً، ثم غلب استعمال الصدقة على صدقة التطوع.
فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: المراد بذلك المبالغة في إخفاء الصدقة بحيث إن شماله قربها من يمينه لو تصور أنها تعلم لما علمت ما فعلت اليمين، لشدة الخفاء.خالياً: من الخلو، بحيث لا يكون عنده أحد، وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحالة أبعد عن الريا ففاضت عيناه: من الدموع، خشية لله عز وجل.