Sunday, March 20, 2011

أسرار حسنى مبارك كما يرويها كاتب أمريكى

انفرد حسني مبارك عن جمال عبدالناصر وأنور السادات بعزوفه شبه التام عن الحديث عن حياته الشخصية قبل توليه الحكم أو الحديث عن عائلته وجذوره الأسرية الحقيقية، عبدالناصر كان فخورا بتاريخه. كان دائما يتحدث عن عائلته وكفاحه قبل الثوره. حتي أنور السادات ـ رغم عدم دقة الكثير مما كان يرويه ـ كان دائم الحديث عن قريته ميت أبو الكوم. إلا مبارك عزف عزوفا تاما عن الحديث عن جذوره العائلي. ليس هذا فقط بل هناك نقاط مجهولة عديدة عن مبارك وتاريخه الحقيقي لا يعرفها المصريون رغم أن الرجل حكم مصر لمدة 30 عاما تقريبا. وللأسف فإن كل الأسرار التي تأتينا عن مبارك الآن تأتي من مصادر أمريكية سواء من كتب أو مجلات أو مواقع إخبارية إليكترونية، ومن هذه المصادر ذلك الكتاب الذي نعرضه هنا لأول مرة ورغم أن هذا الكتاب صادر ضمن سلسلة أمريكية عن دار نشر «تشسي هاوس» تحت عنوان «كبار زعماء العالم» ويتميز الكتاب الصادر عام 2008 بتوجه إيجابي عموما تجاه مبارك إلا أنه كشف عن العديد من الأسرار والتي تتميز بها الكتب الأمريكية والإعلام الغربي عموماً.

مبارك يخرج من عبائة السادات: في يوم العرض العسكري يوم 6 أكتوبر 1981 حبس حسني مبارك بجوار أنور السادات وهو في كامل زيه العسكري. في هذا اليوم غادر نائب رئيس الجمهورية الذي اختاره السادات في إبريل 1975 منزله في حي مصر الجديدة مبكراً وذهب لمنزل السادات في الجيزة وانتظر حتي خرجا معا للمكان الذي كان مقرراً لإقامة العرض العسكري السنوي والذي كان مقرراً له أن يستمر 90 دقيقة وكان يتوقع أن يشهد العرض حدثا فريداً في ذلك العام وهو استعراض بالألوان للطائرات العسكرية. كان السادات حليفا قويا لأمريكا وكذلك نائبه حسني مبارك وهناك روايات كثيرة عن السبب وراء اختيار السادات لمبارك نائبا له ولكن ربما كان السبب الأكبر أن مبارك كان متزوجا من امرأة مصرية انجليزية ميولها غربية مثلما كان السادات نفسه متزوجا من السيده جيهان وهي سيدة مصرية انجليزية لعبت دوراً كبيراً في ميوله الغربية للانجليز والأمريكان. كانت المخابرات الأمريكية قد بدأت تتغلغل في مصر منذ عام 1975الذي شهد أول زيارة للسادات لأمريكا ومثلت عملية تحول كاملة في السياسة الخارجية المصرية من التحالف مع الاتحاد السوفيتي للتحالف مع أمريكا تعرف الكثير عن مبارك وعائلته وزوجته ويروي كتاب "الحجاب" للصحفي الأمريكي المعروف «بوب وود وارد» أن المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بشريط فيديو عن مبارك وقريته التي ولد فيها وعن زوجته سوزان ذات الأصول الانجليزية. وربما لعبت الولايات المتحدة دورا لهذا السبب في اختيار السادات لـ "مبارك" نائبا له. في العرض العسكري جلس مبارك بجوار السادات وراء حائط قصير يفصلهما بضعة أمتار عن طريق العرض العسكري وجلس خلفهما عدد هائل من المسئولين الحكوميين وحوالي 1000 من المدعوين الأجانب علاوة على زوجتي السادات ومبارك "جيهان وسوزان" كان هناك حرس خاص قد أعدته المخابرات الأمريكية لحراسة السادات وكان مكونا من أمريكان ومصريين وتم إنفاق الكثير على تدريبيه. وفجأه وبينما كان السادات ينظر لأعلي لمشاهدة أسراب الطائرات وباعتبار أن مبارك كان طيارا سابقا حاول أن يشرح له حركات طائرات الميراج الفرنسية التي كانت تقوم باستعراضات تدل على براعة الطيارين، وفجأة وبينما كان السادات ينظر لأعلي ويستمع لشرح مبارك عن الطائرات كان هناك طيف لشخص ما يجري نحو المنصة ويلقي بشيء ما. وبدأ حرس السادات يصرخ يطلبون من الانبطاح أرضاً بعد أن بدأ الرصاص ينهمر على المنصة وبعد أن فشلت القنبلة التي ألقاها الشخص الذي اقترب من المنصة في الانفجار. وحاول سكريتر السادات الذي كان يجلس خلفه أن يحميه من خلال القاء الكراسي فوقه ولكن كل هذا كان بلا جدوي فقد تحول السادات إلى جثة هامدة مغطاه بالدماء وفي لحظة انتهي كل شيء. أما مبارك فقد نجا بأعجوبة بعد أن كان على بعد 5 أقدام فقط من السادات. كان السادات شخصية كارزمية يهوي سياسة الصدمات أما نائبه حسني مبارك فكان شخصية صامتة مجهولة ولم يكن معروفا لأحد حتي يوم 6 اكتوبر. ولكن في أقل من دقيقة وسواء أراد البعض أم لم يرد تحول هذا الشخص المجهول الذي اختاره السادات لمجرد ارتباطه بسيدة مصرية انجليزية إلى رئيس مصر الجديد.
لم يعرف عن حسني مبارك ان عمل يوما بالسياسة أو تأثر بالأحداث السياسية التي حفلت بها مصر مثلما كان الحال مع ناصر والسادات. ولد مبارك في 4 مايو 1928 في قرية تبعد حوالي 80 ميلا شمال القاهرة في محافظة المنوفية التي تقع في قلبي دلتا نيل مصر واسم هذه القرية «كفر المصيلحة لم يهتم مبارك بالسياسة على الاطلاق.كانت عائلته فقيره جدا. ولم يكن والده «فلاحا مزارعا» ولكن كان مجرد حاجب في محكمة تتبع وزارة العدل المصرية. أما والدته فكانت فلاحة تسمي «نعيمة» ويبدو انه كانت هناك قرابة بينها وبين زوجها وكما هي العادة في الريف المصري فإن زواج الأقارب شيء منتشر جداً. كان لمبارك ثلاثة أخوة وأخت وحيدة وكلهم يعيشون في منزل متسع لحد ما في قرية كفر المصيلحة ويبدو أن الأب قد ورثه من جد مبارك. أمام هذه الأوضاع المعيشية السيئة كان كل هم مبارك هو الحصول على بيضة يأكلها على الفطور وبعض الأرز واللحم المسلوق لكي يتناوله هو وعائلته في وجبة الغداء. في هذا الوقت من تاريخ مصر كان الملك فؤاد ومن بعده الملك فاروق يعيشان في أبهة وفخفخة أثرت على الطبقات الكادحة وخصوصا الفلاحين في القري مثل عائلة مبارك التي عانت من الفقر. بينما كانت هناك حفنة من العائلات الثرية تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي أما ملايين الفقراء فكانت تعيش على حوالي 4 دولارات في الشهر. ولا يوجد إلا القليل جدا عن طفولة مبارك. كانت عائلته فقيره ولكنها مستوره لحد ما. كل ما نعرفه عن مبارك انه كان لا يهوي الاختلاط كثيرا بالآخرين. كان مجرد طالب عادي وساعده بنيانه القوي على ممارسة لعبة الهوكي في المدارس، مكث حسني مبارك 6 سنوات في المدرسة الابتدائية ثم ثلاث سنوات في الإعدادية ثم ثلاث سنوات أخري في التوجيهية. كان مأمولا أن يحصل مبارك على درجات كبيرة في الثانوية حتي يتمكن من الحصول على تعليم عال في الجامعة ولكن يبدو أن ذلك لم يحدث. على أية حال وبينما كان مبارك في مرحلة الدراسة اندلعت الحرب العالمية الثانية ونجح في الانضمام للكلية الحربية عام 1947 مستغلا وساطة لأحد ابناء القرية المشاهير وهو المحامي عبدالعزيز فهمي. عندما التحق مبارك بالكلية الحربية كان عمره 19 عاما فقط. وعندما وقعت مصر اتفاقية الهدنة عام 1949 كان قد مر على مبارك عامان فقط في الكلية الحربية ولم يكن قد انتهي بعد من إكمال برنامجه في الدراسة العسكريه بعد أن تم اختصار دفعته في عامين فقط بدلا من ثلاثة أعوام وأصبح بذلك حاصلا على درجة الليسانس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية. في هذه الفترة ورغم حالة الغليان التي كان يعيشها الشعب والجيش المصري بسبب الهزيمة في حرب فلسطين وفساد الملك فاروق إلا أن حسني مبارك ظل بعيدا عن السياسة. كان الملازم حسني مبارك بعيداً بالكامل عن مناخ القلق السياسي الملتهب حوله وربما لذلك السبب لم يهتم تنظيم الضباط الأحرار بقيادة عبدالناصر في ضمه إلى صفوفه.. ثم قرر مبارك الانضمام لكلية القوات الجوية لكي يصبح طيار مقاتل. وحسب مايذكر أحد زملائه لقد انضم مبارك لهذه الكلية لأنه كان يهوي الانضباط والالتزام بالأوامر وساعد على ذلك بنيانه القوي. وفي عام 1952 ذلك العالم المحوري في تاريخ مصر تخرج مبارك من كلية القوات الجوية كخبير في قيادة الطائرات «سبيتفايرز الانجليزية» وبعد الثورة تم إرساله للاتحاد السوفيتي للحصول على تدريب إضافي في قيادة الطائرات قاذفات القنابل وعاد من هناك وهو يحمل صفة مدرب للطيران. وفي سنوات الخمسينيات ظل مبارك بعيدا عن السياسة رغم كل ما كانت تموج به تحت حكم عبدالناصر من أحداث في ذلك الوقت. ولكن القدر في ذلك قاد حسني مبارك نحو أنور السادات، كان أخو السادات «عاطف» طالبا في الكلية الجوية وكان مبارك هو أستاذه. وفي أحد الأيام قام أنور السادات ـ الذي كان عضوا في مجلس قيادة الثورة ومقربا جداً من عبدالناصر بزيارة أخيه عاطف في الكلية الجوية وشاهد مبارك وهو يلقي الدروس وأعجب به جداً وقام بكتابة اسمه في مذكرة خاصة به سيعود إليها لاحقا. في هذه الفترة أيضا «نهاية الخمسينيات» تعرف حسني مبارك على زوجته سوزان ثابت الذي كان أخوها «منير» أحد تلاميذته في الكلية الجوية مثله مثل أخو السادات. ويبدو أن مبارك قد شاهد سوزان لأول مرة عندما كان بصحبة أخيها منير في أحد النوادي الرياضية بحي مصر الجديدة الذي كانت تعيش فيه عائلتها، وسوزان نصف مصرية ونصف ويلزية وفي عام 1957 حدثت الخطوبة بين مبارك وسوزان رغم رفض عائلة سوزان في البداية فقد كان الفرق في العمر شاسعا بين مبارك وسوزان. مبارك كان من مواليد 1928 وكان عمره في عام 1958 حوالي 30 عاما وهو عمر متأخر جداً للزواج في تلك الفترة بينما سوزان ثابت من مواليد 1941 وكان عمرها في 1958 هو 17 عاما فقط. أي أن فارق العمر بينهما 13 عاما وهو فارق عمري شاسع جداً للزواج في تلك الفترة. كان والد سوزان «صالح ثابت» يعمل طبيبا ينتمي إلى مدينة «مطاي» في محافظة المنيا في صعيد مصر وهي المدينة الصغيرة التي ولدت فيها سوزان بينما كانت أم سوزان واسمها «ليلي ماي بالمر» ممرضة في معسكرات الجيش البريطاني في مصر وكانت تنتمي لمقاطعة ويلز غرب بريطانيا. والغريب أن والدي سوزان لم يتعرفا على بعضهما في مصر ولكن في انجلترا عندما كان صالح ثابت يدرس الطب في بريطانيا ويشجع على إتمام الزواج بينهما الفترة التي قضتها والدة سوزان في مصر. وقد أثمر زواجهما عن الطفلة "سوزان" والطفل "منير" وعاشت العائلة في حي مصر الجديدة الراقي والتحقت سوزان بأرقي المدارس الانجليزية "سانت كيلو مصر" بينما كان مبارك ابنا لعائلة من الفلاحين المتعلمين ولكن مؤهلاته ومركزه المرموق في الكلية الجوية ساعدت عائلة سوزان على قبوله زوجا لابنها. وبالفعل تم الزواج في عام 1958 وتقول سوزان إنها عاشت مع مبارك في البداية في شقة متواضعة في حي مصر الجديدة مكونة من حجرتين وصالة ولم يتمكنا من شراء سيارة خاصة إلا بعد مرور 4 سنوات على الزواج. وكان نجلهما الأول هو علاء في عام 1960 والثاني جمال في عام 1963 كانت سوزان تعمل في البداية كمدرسة ابتدائي بمرتب 11 جنيها ولكنها توقفت عن التدريس بعد أن ترقي مبارك وأصبح يتلقي راتبا كبيرا من الجيش. لقد أصبح مبارك مسئولا في تلك الفترة عن الطائرات قاذفات القنابل سوفيتية الصنع وخصوصا بعد ازدياد اعتماد الجيش المصري على التسليح السوفيتي ولذلك قام مبارك في تلك الفترة بزيارات عديدة للاتحاد السوفيتي في أعوام 1959 و1960 و1961 لكي يتدرب على قاذفات الطائرات السوفيتية ماركات «إليوشن» وتوبلوف 16» ورغم أن مبارك كان يهرب من السياسة وظل كما هو «العسكري المنضبط» إلا أن السياسة كانت فيما يبدو لم تتركه في حاله. بعد عودته من الاتحاد السوفيتي في 1961 وفي أوائل 1962 بدأ مسار حسني مبارك العسكري يأخذ منحني جديدا مع بداية ما يسمي بـ «حرب اليمن» في هذه الحرب تم إرسال حسني مبارك لقيادة وحدات القوات الجوية التي قاتلت في حرب اليمن وفي 1964 أصبح مبارك رئيسا للوفد العسكري المصري الذي ذهب للاتحاد السوفيتي مرة أخري للحصول على تدريب متقدم في كلية «فرونز» العسكرية في موسكو» وحسبما يتذكر أحد رفقاء مبارك قائلا» عندما تم اختيارنا لتلك الرحلة استدعانا عبد الناصر وقال لنا أريد منكم طلبا واحداً فقط هو أن لا تلتفوا إلى أي كلام عن الشيوعيين سيحاول السوفيت أن يلقوه عليكم ويقول مبارك نفسه «في هذه الرحلة خضعنا لرقابة لصيقة من السوفيت وحاولوا إجبارنا على أخذ دورة في تاريخ الحزب الشيوعي.
وعاد مبارك في نفس العام ـ 1964 ـ إلى مصر وتولي قيادة إحدي القواعد الجوية غرب القاهرة وعندما دمر الإسرائيليون المطارات المصرية صباح 5 يونيه 1967 كان مبارك يتولي قاعدة الطيران في بني سويف جنوب القاهرة ولم يكن هذا المطار من المطارات التي طالها التدمير الإسرائيلي ونجح مبارك في الهروب بسريه إلى مطار الأقصر ولوكان تأخر هبوطه في الأقصر نصف ساعة فقط لنفذ الوقود وتحطمت طائرته. ورغم أن هزيمة 1967 أضرت بالكثيرين إلا أن مبارك كان من القليلين الذين استفادوا منها وهنا تخدمه السياسة للمرة الثانية. فقد أصبح تحت نظر عبدالناصر والقيادة السياسية بعد عمليات تطهير الجيش المصري في أعقاب الهزيمة وقد وصلت إلى عبدالناصر قصة هروبه بسرية الطائرات من قاعدة بني سويف وإن استطاع النجاة بهذا السرب يبدو أن عبدالناصر لهذا السبب لم يمانع في أن يصبح مبارك مديراً لكلية القوات الجوية في نوفمبر 1967.
ثم توفي عبدالناصر وجاء السادات في أكتوبر 1970 كان السادات على معرفة وثيقة بــ "مبارك" وهكذا جاءت السياسة لصالح مبارك مرة أخري في 1982 كان السادات قد تخلص من خصومه الناصريين ومن الخبراء الروس وكانت هذه الخطوات ترسم الخطة مرة أخري لصالح حسني مبارك ـ وربما دون أن يدري. في أحد الأيام وبينما كان السادات يتشاور مع قادة الجيش حول قراره بالاستغناء عن المستشارين السوفيت اعترض أحد القادة وكانت النتيجة أن قام السادات بخلعه وتعيين مبارك "المطيع" بدلا منه وقام السادات بتعيينه نائبا لوزير الحربية وقائدا لأركان حرب القوات الجوية. كما قام باصطحابه معه في زيارة قام بها للاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت. وأثناء حرب أكتوبر حاز مبارك على إعجاب السادات لإطاعته للأوامر بعكس عدد من القادة الذين عرف عنهم معارضة السادات دائما مثل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المصرية. وبعد الحرب ظهرت خلافات بين مصر وسوريا فقام السادات بإرسال "مبارك" لعدد من الدول لشرح موقف مصر من قبول وقف إطلاق النار. ورغم ان مبارك لم يستطع إقناع أي مسئول عربي التقاه بقرار الموافقة على وقف اطلاق النار إلا أن الزيارات في حد ذاتها أوصلته خطوة جديدة نحو المنصب الكبير وعرفته بالعديد من المسئولين العرب. وفي 1975 دخل حسني مبارك عالم السياسة من أوسع أبوابه وهو العام الذي لم يعرف عنه شيئا إلا القليل والذي تجنبه طوال حياته. قرر السادات إقالة حسين الشافعي نائبه وغريمه السياسي صاحب الهوي «الناصري» وآخر ما تبقي من رجال عبدالناصر وقرر تعيين مبارك بدلا منه. في هذا الوقت ذكر السادات سببا آخر لقيامه باختيار حسني مبارك نائبا له. يقول السادات «في شهر فبراير 1975 شاهدت على شاشات التليفزيون اغتيال واحد من أعز أصدقائي وهو الملك فيصل ملك السعودية وأدركت أنني لابد أن أعين نائبا لي في حالة ما إذا قرر القدر أن يختار لي نفس المصير الذي اختاره للملك فيصل ولم أجد أفضل من حسني مبارك الذي عرفته كعسكري مطيع علاوة على انه كان معروفا للأمريكان وللبلاد العربية وقررت تعيينه نائبا لي ولكن مثل اختيار مبارك نائبا للسادات في ابريل 1975 مفاجأة للجميع داخل مصر بالذات. كان الجميع ينظرون لمبارك مثلما كانوا ينظرون للسادات في عهد عبدالناصر: شخص لا يفعل أي شئ سوي أن يردد كالببغاء «نعم» للرئيس ومن يمكن أن يلومهم على هذه النظرة لمبارك، فالرجل لم يحتل أي منصب سياسي. كان هو وزوجته سوزان يحتلان شقة متواضعة وكان كل من كان يعرفه في ذلك الوقت انه يحرص على أخذ تعسيله واستراحة في وقت الظهيرة ويلعب الاسكواش وعندما تم تعيين مبارك نائبا وجد أن عليه أن يتعلم الكثير. إن مبارك يجلس في هدوء وصمت بجوار السادات يستمع لما يقوله بعناية وأن يبتسم بأدب للنكات التي يقولها السادات. ولم يعرف عنه زي معارضة للسادات. لقد كان مبارك نموذجا مثاليا لمستر «نعم» الذي يطيع رئيسه لدرجة أن هنري كيسنجر وزير الخارجية عندما رآه لأول مره بجوار السادات لم يكن يخطر على باله تماما أن هذا هو الرجل الثاني في مصر ولكن مجرد مساعد درجة ثانية للسادات. وترك السادات لـ "مبارك" مسئوليات عديدة منها رئاسة اجتماعات مجلس الوزراء وقراءة التقارير التي كان يكرهها ولكن المراقبين ظلوا ينظرون لمبارك على أنه مجرد «مهرج القصر» كما قام السادات بإرسال مبارك في مهمات خارجية منها الوساطة بين المغرب والجزائر كما قام بزيارات للصين لشراء قطع غيار لطائرات «ميج» المقاتلة كما حاول التوسط بين سوريا والعراق.
ثم تطورت الأمور بمبارك وأصبح على معرفة بالأمريكان وكانت وكالة المخابرات الأمريكية تعرف كل شيء عنه وعن خلفيته الريفية وعن زوجته المصرية الانجليزية وهيامه وميوله الغربية رغم انه قضي وقتا طويلا في الاتحاد السوفيتي. بعد أن خسر چيمي كارتر صديق السادات منصب رئاسة أمريكا قام السادات بإرسال مبارك للولايات المتحدة مرتين في عام 1980 لكي يودع كارتر ويحاول اللقاء مع الرئيس المنتظر«رونالد ريجان» في هذه الزيارات ألح مبارك على أمريكا إرسال أسلحة إلى السودان جار مصر لأنها كانت تعتقد أن نظام حكم معمر القذافي الثوري يحاول الإطاحة بنظام حكم جعفر النميري. إلا أن مبارك في هذه الجولات الأمريكية بدأ يقوم بعمليات بيزنس خاصة به مع رجل الأعمال حسين سالم من وراء أنور السادات. وكاد السادات يقوم بعزل مبارك بعدما علم بهذه الوقائع وكان على وشك تعيين الوزير "منصور حسين" وهو شاب طموح رشحته زوجة السادات «چيهان» لتولي منصب نائب الرئيس. إلا أن كون مبارك كان عسكريا ينتمي للجيش علاوة على صلته القوية بالسادات أبقت عليه في منصبه. كان مبارك يعرف الكثير عن السادات في ذلك الوقت ويعرف مدي ارتباطه بأمريكا والحماية الخاصة التي وفرتها المخابرات الأمريكية لحراسته. قبل هذا الوقت كان السادات قد اختار مبارك أيضا نائبا لرئيس الحزب الوطني الديمقراطي وهو الحزب الذي كان السادات قد أسسه عام 1978 لمساندته في وجهة المعارض التي توحدت ضده من يساريين وإسلاميين بعد توقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل. كانت المعارضة ضد سياسات السادات قد بدأت مبكرا ووصلت ذروتها في يناير 1977 عندما ثارت الجماهير الجائعة على رفع الأسعار وهاجمت استراحات السادات ومنزل حسني مبارك في مصر الجديدة. وقد حاول السادات الخروج من هذا المأزق الداخلي وذهب لإسرائيل ولأمريكا ووقع معاهدة السلام ولكن المعارضة لم تهدأ. وطوال هذه المدة ظل حسني مبارك هو ذلك العسكري الصامت المجهول الذي لا يعرف عنه أحد شيئا. في صباح 6 أكتوبر ذهب حسني مبارك إلى منزل السادات على نيل الجيزة قرب الأهرامات وحث السادات على ارتداء السترة الواقية للرصاص بعد تزايد محاولات اغتيال إلا أن السادات رفض ارتداء السترة والسبب كان عجيبا. كان السادات يخشي أن تتسبب "السترة" في "كرمشة" الزي العسكري الجديد الذي كان ينوي ارتدائه في العرض العسكري والذي كان قد تم استيراده خصيصا من لندن (هذا الكلام قد يبرئ ساحة مبارك من التواطؤ في الإغتيال وقد يكون تمويه). وسقط السادات صريعا وأصبح حسني مبارك ذلك العسكري المجهول رئيسا لمصر. هل كان لمبارك دور في اغتيال السادات وماذا فعل بعد ذلك وكيف تحولت مصر في عصر مبارك إلى جمهورية عشوائية في التفكير والتنفيذ وكيف تحولت إلى «جملوكية» أو جمهورية شبه ملكية تديرها عائلة مبارك؟! هذا ما سيكشف عنه الجزء الثاني من ذلك الكتاب المثير الذي يتناول أسرارا من علاقة مبارك برجل الأعمال حسين سالم ودور سوزان وجمال في جمهورية مبارك. فإلي الأسبوع القادم والحلقة الثانية من هذا الكتاب الصادر في أمريكا منذ عام 2008.
منقــــــــول للإفــــــــــــــادة

خذ من كتاب الله الموعظة

1. لما أنذر النمل وحذر ودعا بني جنسه سطرت في حقه سورة من سور القرآن ، فخذوا من النمل ثلاثاً: الدأب في العمل، ومحولة التجربة، وتصحيح الخطأ.
2. لما أكمل النحل طيباً ووضع طيباً، أوحي الله إليه وجعل له سورة باسمه في الذكر الحكيم ، فخذوا من النحل ثلاثاً: أكل الطيب، وكف الأذي، ونفع الآخرين
3. لما تجلت همة الأسد وظهرت شجاعته سمته العرب مائة أسم، فخذوا من الأسد ثلاثاً: لا ترهب المواقف، ولا تاعاظم الخصوم، ولا ترض الحياة مع الذل.
4. لما سقطت همة الذباب ذكر في الكتاب على وجع الذم ، فاحذروا ثلاثاً في الذباب: الدناءة، الخسة، وسقوط المنزلة.
5. لما هزت العنكبوت وأوهمت بيتها ضرب بيتها مثلاً للهشاشة، فاحذروا في العنكبوت ثلاثاً عدم الإتقان، وضعف البنيان، وهشاشة الأركان.
6. ولما تبلد الحمار ضرب مثلاً لمن ترك العمل ولم ينفعه، فاحذروا ثلاثاً في الحمار: البلادة، وسقوط الهمة وقبول الضيم.
7. ولما عاش الكلب دنيئاً لئيماً ضرب مثلاً للعالم الفاجر الغادر الكافر فاحذروا ثلاثة في الكلب: كفر الجميل وخسة الطباع، ونجاسة الآثار.
8. وحمل الهدهد رسالة التوحيد فتكلم عند سليمان، ونال الأمان، وذكره الرحمن، فخذوا من الهدهد ثلاثة: الأمانة في النقل، وسمو الهمة، وحمل هم الدعوة : والهدهد احتمل الرسالة ناطقاً

Friday, March 18, 2011

السلفية في الميزان إبان ثورة يناير 2011 بقلم خالد الشافعي

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد، فقد جاء زلزال 25 يناير ليضع كثيراً من الأفكار في مهب الريح، وليجبر غالبية الناس على إعادة النظر في الكثير من المفاهيم، وعلى مراجعة كثير من المواقف التي لم تكن قابلة للنقد، ولا للمراجعة، فضلاً عن قابليتها للتغيير، زلزال 25 يناير من هوله وضخامته يكاد يكون لم يترك حجراً على حجر في بلادنا.

ومن المؤكد أن الحركة السلفية - كغيرها من الجماعات - وجدت نفسها - فجأة بل فجأة جداً – أمام حراك شامل، في وقت لم تكن فيه الدعوة مستعدة لتغيير أقل من ذلك بكثير (لا أجد حرجاً - وأنا السلفي - أن أقول أنه ومن وجهة نظري فإن الجماعة الوحيدة - لا أقول في مصر بل في العالم - التي كانت مستعدة لهذه المفاجأة هي جماعة الإخوان المسلمين، وهذه الجاهزية الكاملة واليقظة المعجزة كانت - بعد توفيق الله - هي سر نجاح هذه الثورة المباركة).

يرى كثير من المراقبين - سواء من معسكر الخصوم أو حتى معسكر الأتباع والمؤيدين - أن الأداء السلفي كان كارثياً في تواضعه وتخبطه ومستواه، وأن الدعوة السلفية ربما تكون فقدت كثير من رصيدها في الشارع، وفقدت كثيراً من الأتباع المتوقعين، بعد أن تركوا الملايين في بحر الحيرة والتخبط، وهم بين صامت وخابط ومائع؛ إلا من رحم الله، حتى كاد الشباب أن يفتن في دينه، وكادت السلفية أن تكون منقصة. وحيث إنني واحد من هؤلاء الأتباع، وأدعي وأزعم أنني سلفي حتى النخاع، فأنا الذي كتبت (الحويني الذي أعرفه)، وكتبت (الرد الدامي في الدفاع عن الشيخ ياسر برهامي)، وكتبت (أنا وهابي فكان ماذا)، وكتبت (السلفية والأمر الأول)، وكتبت (التغيير الذي يريده السلفيون)، كما أنني أؤمن إيماناً جازماً أن السلفية هي الحل، أسوق هذه المقدمة، وأُذكِّر بهذه العناوين حتى أقطع الطريق على من سيكتب أنني علماني أو إخواني أو زلباني، ولأثبت أنني لا أكتب بقلم المبغض، بل بقلم المحب.

أقول ككثير من السلفيين، ومن الناس العاديين، الذين أصابهم زلزال 25 يناير في مقتل، وبعثر أوراقهم، وأحرجهم حرجاً بالغاً، وألقاهم في بحر من التساؤلات، وجعلهم على وشك بدء مراجعات شاملة، كما وأقول أنني لا أكتب اليوم ما أكتب إلا بعد أن حملت حيرتي وذهبت بها إلى شيخ هو وإن كان غير مشهور، لكنني أدين لله أنه من أفقه من رأيت بعيني، ولم أكتف بذلك؛ بل حملت حيرتي، وذهبت بها أول أمس إلى جلسة اجتمع فيها ثلاثة من أقطاب سلفية القاهرة، وهم من القلائل الذين قالوا الحق في عز بطش النظام، وتحملوا لأجل ذلك ما لا يعلمه إلا الله، وهم أيضاً ممن شارك في الثورة فحفظ لنا بعض ماء الوجه.

وقد خرجت من هذه الجلسات بأنني لست وحدي، بل إن هناك حالة تذمر واسعة في المجتمع السلفي، وأنه قد آن أوان الجهر بما بين الحنايا، وآن أوان المصارحة، وآن أوان ثورة 25 يناير سلفية، ثورة لا تسعى لإسقاط النظام، بل لمساعدته على التقويم والتصحيح، وصولاً إلى حقيقة المنهج السلفي، الذي هو أعظم منهج في الدنيا، وهو أصلح بل هو المنهج الوحيد الصالح لإصلاح العالم، وصولاً لسعادة الدارين، لكن الخلل وقع حين قام البشر بتنزيل هذا المنهج الرباني على واقعنا المعاصر شديد التعقيد،الذي يتغير بسرعة خارقة وهو ما يستلزم آليات بالغة الدقة والحساسية لمسايرة هذا الواقع.
من أجل هذا كانت هذه السلسلة حول نقد الخطاب السلفي نقداً سلفياً، وأعتذر عن صراحتي التي ربما ستكون تامة، وأحياناً مؤلمة، لكن والله ثم والله ثم والله هي قسوة المحب، مع العلم أنني أحمل هذه التساؤلات بداخلي منذ زمن بعيد، لكنى قاومتها رغبة في وحدة الصف، لكن جسامة الحدث، وبشاعة الأداء، لم يدعا للكتمان مسلكاً.

هذا، وأكرر أن ما أكتبه قد وافقني بل وشجعني عليه من يُجمع أبناء جناحنا السلفي على أنه أفقه أهل هذه البلاد، وشجعني عليه من وضعته بيني وبين ربى وأنا أرجو بذلك النجاة. كذلك أود أن أقول إنه ربما قال قائل: ولماذا الفضيحة؟ ولمَ لم تكن نصيحة تسر بها إلى هؤلاء الأفاضل؟ فأقول أولاً وللأسف - وهذا من جملة المآخذ - بعضهم لا يمكن الوصول إليه، وبعضهم إن وصلت إليه لا يرد، وإن رد لا يتفاعل. هذه واحدة، والثانية أن الأخطاء وقعت على الملأ، وأن القضية صارت قضية رأى عام سلفي، وأن الأمر صار يحتاج إلى مساهمة المجتمع السلفي كله في تحديد سائر الأمراض والمشاركة في وضع وتنفيذ خطة العلاج. وفيما يلي، أسرد بعض الملاحظات على الأداء والخطاب السلفي في الجملة (مع ملاحظة أن بعض كلامي لو لم يكن صحيحاً فإنه يمثل وجهة نظر الملايين وهو ما نتج عن صمت البعض وتخبط البعض الآخر):
1. كان موقف كثير من رموز الدعوة السلفية - خصوصاً من يحتلون صدارة المشهد الإعلامي الإسلامي - كان موقفهم يتراوح ما بين فريق الشاشات الذي يخاطب العوام، وهذا الفريق ساهم - ولو عن غير قصد وبحسن نية وطفولة سياسية لأن معظم رموز هذا الفريق من الوعاظ - ساهم في تغييب الجماهير عن قضايا مصيرية لا تقل في حكمها الشرعي عن كثير من قضايا العبادات، وما بين التمييع الذي مارسه بعض من الفريق الثاني المحجوب عن الإعلام والشاشات. كان موقف هذين الفريقين ولأسباب تختلف من واحد إلى آخر، منها قلة حظ البعض من العلم الشرعي المتين والراسخ، ومنها عدم الفهم الواعي لمقاصد الشريعة، أو حقيقة التكييف الفقهي لكثير من الأمور التي تعد من النوازل، وتحقيق المناط، وحجم المصالح والمفاسد والأكيد أن الأحداث أثبتت الطفولة السياسية لكثير من الرموز السلفية وانعدام آليات تطوير الخطاب، وإهمال العلوم غير الشرعية، وضعف الثقافة العامة، وهو ما ساهم في أن يكون التفاعل مع الأحداث بطئ جداً، وبالتالي كان الخطاب ورد الفعل بطئ وناقص ومحبط. ومن المفارقات العجيبة أنها نفس سمات خطايا الرئيس المخلوع، فقد أخطأ في تقدير حجم الحدث، وأخطأ في قراءة حقيقة المشهد، فكانت خطاباته دائماً متأخرة وناقصة ومحبطة. كان الخطاب السلفي متواضعاً جداً في معظمه، ولا يتناسب قط - لا مع عظمة وقوة المنهج السلفي، ولا مع مستوى الأحداث، ولا مع تطلعات الجماهير، ولا مع متطلبات المرحلة، والأسوأ أنه لم يكن متناسباً مع قوة وجزالة ورقى خطاب العلمانيين والمنافقين وطلاب الدنيا. أما حين تقارن بأداء الإخوان المسلمين فإنك تموت من الخجل والمرارة، ولا تملك إلا أن تقف مشدوهاً أمام أداء معجز يكاد يشبه في دقته وترتيبه وكماله أداء الجيش المصري في إنجاز العبور وتحقيق نصر أكتوبر. أداء الإخوان المسلمين فاق الخيال. وسبب هذا من وجهة نظري أن الإخوان المسلمين ومنذ زمن بعيد يعرفون ماذا يريدون. ونظراً لوضوح الهدف فقد استعدوا جيدا لهذه اللحظة. فلما جاءت لم يكن هناك أي تردد أو شك. كانت الخطة جاهزة، والكوادر موجودة، والطريق واضحا، والغاية معروفة، وهو ما يفسر رفضهم التام لكل تنازلات النظام؛ في الوقت الذي كان فيه كثير من الناس يرون هذه التنازلات كافية، ويطالبون الثوار بالرضا والقنوع والرجوع. جاءت اللحظة للجماعة الجاهزة، فانقض الإخوان على خيوط النهار قبل أن تفلت من بين أيديهم، وأنقذوا ثورة الشباب. كان خطاب وأداء الإخوان مشرفاً واحترافياً بامتياز. وشتان بينه وبين خطاب الهواة. ثم ومع التواضع البالغ للخطاب السلفي، والذي سبب حرجاً بالغاً للسلفيين، كان الخطاب السلفي شديد التأخر والتخبط والميوعة والارتجال، وكان خطاباً اجترارياً بامتياز، يعيد ترديد أدبياته ذاتها، دون أن يقف لحظة مع نفسه ليدرك أنه أمام طوفان أو زلزال وأن كل شئ يتغير ويحتاج الأمر إلى خطاب مختلف ومميز وواضح، وليس خطاباً ألعوبانياً يحاول أن يمسك العصا من المنتصف، فيخسر كل شئ.
2. أثبتت الأحداث أن السلفيين لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، وأنهم شربوا المر ورضوا بالذل والهوان من نظام بالغ الضعف والوهن، وأنهم فقط لو كانوا دخلوا عليه الباب لكانوا هم الغالبين.
3. أثبتت الأحداث أيضاً أن كثيراً من الأحكام الفقهية التي تتعلق بالخروج على الحاكم، ومنها حكم المظاهرات والاعتصامات، تبنى فيه كثير من الدعاة السلفيين أقوالاً وجعلوها محل إجماع، مع أن هذا خلاف الحقيقة. فشروط الحاكم الذي لا يُخرج عليه، والشكل الممنوع من الخروج كانا يمكن أن يكونا سبباً في تبني عشاق الحور، وطالبو الجنان وأحفاد خالد وصلاح أقوالاً أخرى، أو على الأقل جعل الباب موارباً، خصوصاً مع حجم الفساد والظلم والبطش والفسق والزندقة ومحاربة دين الله الذي وصلت إليه البلاد على يد هؤلاء الحكام. هذا الوضع يجعل من تبني القول الآخر – أو على الأقل عدم تسفيهه أو التشنيع عليه - هو الأقرب لروح الشريعة وهو الأقرب لمصالح العباد ومقاصد الشريعة. ومع جمع آثار أخرى في باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (راجع كلام ابن حزم في كتاب الفصل باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر)، ومع وجود أبواب الصدع بالحق عند سلطان جائر، ومع وجود أبواب نصرة المظلوم ودفع الظلم والحكم بغير ما أنزل الله، ومع أن العقد الذي ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وهو الدستور لا يعد المظاهرات خروجاً على الحاكم، ومع أن الحاكم نفسه لا يقول لمن تظاهر أنه قد خرج عليه، كل هذا كان كفيلاً بفتح الباب أمام شرعنة موقف رافض ومشرف يحفظ للدعوة السلفية مكاناً في صدارة المشهد؛ يمكنها من تحقيق مكتسبات للتمكين لشرع الله.
4. أثبتت الأحداث غياب الرؤية الموحدة، والقدرة على التنسيق، ومعرفة أدوات وأساليب التعاطي والتخاطب مع المجتمع، ووسائل الإعلام، والغياب التام والمخزي للتنسيق للخروج بورقة عمل مشتركة لا تخالف الشرع لكنها مكتوبة بمفردات عصرية جداً، فلا موقف واحد، ولا متحدث واحد، ولا هيئة واحدة، ولا بيان مشترك!
5. أثبتت الأحداث عدم وجود أي مشروع سلفي جاد يمكن تقديمه للمجتمع، بحيث يصلح أن يكون المشروع السلفي الكامل لنهضة الأمة؛ وليس كلاماً عمومياً أو عاطفياً يصلح أن تخاطب به الناس في خطبة جمعة أو درس عام. كما أثبتت الأحداث الافتقار شبه الكامل للكوادر التي تربت على تعظيم الشريعة ونالت حظها من العلم الشرعي؛ وفى نفس الوقت عندها ثقافة عامة وخطاب عصري وخطة محددة، وانتشرت في كافة قطاعات المجتمع لتكون رهن الإشارة. ولو قالوا لنا الآن نريد منكم رجلاً في لجنة صياغة الدستور يشترط فيه أن يكون فقيهاً حتى النخاع، وقانونياً من رأسه لأخمص قدميه، فهل عندنا؟ وهل عندنا في وسائل الإعلام العادية من يتبنى وجهة نظرنا بل حتى يفهم حقيقة دعوتنا؟ بل هل يعرف عوام الناس مميزات الحكم الإسلامي؟ وحقيقة المنهج السلفي؟ وهل عرض واحد من رموز الدعوة السلفية شكل الدولة التي نرغب فيها بشكل يراعى طبيعة المرحلة ومخاوف الآخرين ومنطقية التغيير وفقه التوازنات والتنازلات؟
6. أسوأ ما أثبتته الأحداث هو أننا حجرنا واسعاً، وقاتلنا على قضايا كان هناك ما هو أهم منها وأولى، وكان الخلاف فيها جائزاً ومعتبراً، وأننا من أضيق الناس صدوراً بالمخالف، بل ومن أجهل الناس معرفة بطبيعة من يخالفنا، وحقيقة ما نختلف معه فيه، وأننا من أسوأ الناس ظناً بمخالفيناً، واحتقاراً لهم، وأجرئهم على الوقوع في مخالفيهم، وأنجحهم في صناعة الخصوم.
7. السؤال الآن: من أين أُتينا؟ ما هى الثغرة؟ وما هو الخلل الذي قاد إلى هذه الأخطاء الكارثية بالرغم من أننا نملك المنهج الذي جعل رعاة الغنم يملكون الدنيا في عشر سنوات، المنهج الذي صنع أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وبلال وخباب؟ كيف يمكن تعويض ما فات، والبدء في الاندماج في المجتمع؟ كيف يمكن وضع آليات تجعلنا نعيش الواقع دون أن نتخلى عمّا يطلبه الشرع؟ كيف يمكن أن ننتج جيلاً دينه شحمه ولحمه لكنه يفهم زمانه ويحسن قراءة واقعه ويملك من العلم الشرعي والوعي الدنيوي ما يجعله نموذجاً لما يحتاجه الناس اليوم؟ كيف يمكن أن نكون في قمة الجاهزية حتى إذا جاءت الفرصة أمسكنا بها ولم نفوتها؟
8. بقى أن أقول إن هناك من الرموز السلفية وشباب السلفيين من ساندوا المطالب وجهروا بالمعارضة وساهموا في التغيير.
9. أهم ما أريد أن أسجله أن الغضب العارم ليس من تبنى موقف مخالف للثورة، بل هذا الرأي يظل رأياً محترماً ومعتبراً خاصة وأن حجم المفاسد كان يمكن أن يكون كارثياً ويقلب فرحتنا إلى مأتم، ويثبت أن من منع الخروج كان محقاً، أقول ليس هذا هو سبب الغضب، إنما الغضب جاء من جعل هذا الرأي هو الحق الوحيد، وجاء من بشاعة الأداء وهزليته، فلو أن خطاباً محترماً وحاسماً ومدججاً بأدلة الشرع مع ذكر أدلة المخالف بإنصاف وجعلها معتبرة أقول لو خرج هذا الخطاب لهان الخطب ولو توحدت الرموز وانضوت تحت لواء واحد وأظهرت تفاهماً كالذي يظهره العلمانيون والليبراليون ولو وجدت آليات التواصل مع الشباب ومع المجتمع ومع سائر أطياف التيار الإسلامي للتنسيق، مع ديناميكية الأداء لكانت الصورة مختلفة جداً، دعوة بهذا الحجم ليس لها كبير. فوا أسفاه،،
منقـــــــــــول للإفــــــــــادة

Thursday, March 17, 2011

ميزانية مصر الخفية

ليس كل نهب في مصر يتم من وراء ظهر الحكومة، ولكن هناك نهبا تمارسه الحكومة ذاتها، لا أقصد تربح الوزراء من مناصبهم، لكن ما أعنيه نهب من نوع آخر يستهدف مواردها المالية التي تستقطعها السلطة من بسطاء الناس، وتصب بعد ذلك فيما يسمى بالصناديق الخاصة، التي تمثل أحد مبتكرات النهب الرسمي. وهذه الصناديق بمثابة أوعية موازية تتبع الوزارات أو الهيئات العامة وتنشأ بقرارات جمهورية، لتستقبل حصيلة الخدمات والدمغات والغرامات وغير ذلك من الموارد لتحسين الخدمات التي تقدمها الهيئات العامة.لكن تلك الحصيلة لا تدخل إلى خزينة الدولة ولا علاقة للموازنة العامة بها، ومن ثم فلا تعرض تفاصيلها على مجلس الشعب، رغم خضوعها المفترض لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات،
أمثلة لحصيلة الصناديق الخاصة:
تذكرة مواقف السيارات العامة (التابعة للحى والمحليات) parking
تذكرة زيارة مريض فى اى مستشفى حكومى
تعرفة سيارات السرفيس (الكارتة)
المصاريف الإدارية والدمغات المدفوعة للحصول على بطاقة رقم قومى
المصاريف الإدارية والدمغات المدفوعة للحصول على رخصة قيادة
المصاريف الإدارية والدمغات المدفوعة للحصول على رخصة بناء
المصاريف الإدارية والدمغات المدفوعة للحصول على ترخيص سيارة
المصاريف الإدارية والدمغات المدفوعة للحصول على ترخيص محل تجارى او ورشة او مصنع
المصاريف الإدارية والدمغات المدفوعة للحصول على خدمات من نوع توصيل وتركيب عداد كهرباء، عداد مياه ، عداد غاز طبيعى.
باختصار: كل ماتدفعة داخل اى مؤسسة او هيئة حكومية خلاف الضرائب والجمارك. أصبح عدد تلك الصناديق نحو عشرة آلاف صندوق، طبقا لتقدير الجهاز المركزى المحاسبات.

الجديد في الموضوع أن تقرير جهاز المحاسبات الذي قدم إلى مجلس الشعب وقتها ذكر أن جملة أرصدة الصناديق في العام المالي (2008 - 2009) قدرت بمبلغ
1272 مليار جنيه (تريليون و272 مليارا(،
وأن قيمة المخالفات فقط التي تم حصرها (فى إنفاق حصيلة هذه الصناديق) عن نفس العام
3955 مليون جنيه (نحو 4 مليارات(،

هل تصدق ان كل هذه المبالغ لا تدخل فى الموازنة العامة للدولة!!!!!! وحسبى الله ونعم الوكيل
والموازنة وقتها كانت كام؟
هذه الأرقام المهولة لا يستطيع المرء أن يتبين خطورتها إلا إذا ألقى نظرة على بنود الموازنة العامة للدولة في العام المالي ذاته.

ذلك أن إجمالي الإنفاق في ذلك العام (وهو مبلغ يشمل الأجور وشراء السلع والخدمات وفوائد الدين العام والاستثمارات.)
375 مليار جنيه
إلى جانب ذلك بلغت الإيرادات (تشمل الضرائب والجمارك وعائد الهيئات الاقتصادية مثل قناة السويس وهيئة البترول وغيرها)
285 مليار جنيه
اى ان قيمة العجز في الموازنة
90 مليار جنيه

بمقارنة الدخل الهائل للصناديق الخاصة بأرقام الموازنة العامة، نجد أن أرصدة الصناديق تعادل 446٪ من إجمالي إيرادات الموازنة العامة، كما تساوي 14 ضعف عجز الموازنة ! المذهل في الأمر أن هذه المفارقة التي لا يكاد يصدقها العقل لم يشر إليها تقرير لجنة الخطة والموازنة الذي عرض على مجلس الشعب بخصوص الحساب الختامي عن السنة المالية 2008 - 2009. ليست هذه هي الصدمة الوحيدة، لأن أوجه إنفاق المبلغ الهائل الذي حصلته الصناديق الخاصة يشكل صدمة أخرى، إذ في حين أن أموال الصناديق ينبغي أن تنفق في الأغراض التي تخدم أغراض الهيئات التي أنشأتها، فإن جهاز المحاسبات فضح العبث الذي يمارس باسمها، حين حصر مخالفات قانونية في إنفاق تلك الأموال قدرها بنحو 4 مليارات جنيه. وطبقا لتقرير الجهاز فإن أغلب أموال الصناديق ذهبت لإعلانات التهاني والتعازي ومكافآت بعض العاملين، أو تجهيز قاعات ومكاتب وشراء أراض... الخ. ولم يطلق التقرير هذا الحكم جزافا، ولكنه أورد أكثر من ثلاثين مثالا لذلك الإهدار والنهب الصريح للمال العام. من ذلك مثلا أن صندوق حصيلة تراخيص إنشاء مصانع الحديد والأسمنت منح أكثر من عشرة ملايين جنيه مكافآت للعاملين بهيئة التنمية الصناعية بالمخالفة للقانون. ومنها أن صندوق تحسين الخدمة ودعم البحوث بديوان وزارة الصحة صرف 99.5٪ من حصيلة الصندوق (أكثر من 23 مليون جنيه) مكافآت للعاملين ورواتب للاستشاريين وليس لتحسين الخدمة الصحية. أما صندوق إنشاء وصيانة الطرق فقد صرف 3.2 مليون جنيه مكافآت للعاملين بديوان عام الوزارة...الخ. لقد قدم المهندس أشرف بدر الدين عضو لجنة الموازنة استجوابا إلى رئيس مجلس الوزراء بهذا الخصوص. اتهم فيه الحكومة بإهدار المال العام وتعمد إيجاد موازنة خفية تبلغ أربعة أضعاف حجم موازنة الدولة، ولكن الدكتور شرور رئيس المجلس قام بـ«الواجب» وألقى الاستجواب في البئر المخصصة لدفن الأسئلة المحرجة للحكومة. هذا يا سادة ما كان يحدث فى عهد الرئيس الحرامى حسنى مبارك والأربعمائة حرامى من حكوماته المتتالية. تخيل لو ادخلت حصيلة هذه الصناديق على ميزانية السنة المالية 2011/2012 مما يعنى مضاعفة الميزانية العامة للدولة بمقدار أربع مرات ونصف تقريباً (446٪). اى ان إيرادات ميزانية الدولة ستصبح 285 مليار (ضرائب وجمارك وقناة وسياحة وبترول) + 1272 مليار (من الصناديق الخاصة المحصلة من دم الشعب الغلبان) = 1557 مليار جنيه بدلا من 285 هذا بفرض ثبات ارقام 2008-2009 (اكيد المبالغ زادت عن كده كتيرعام لإن سنة 2008 كانت بداية الأزمة المالية العالمية)

ماذا يعنى هذا؟
يعنى لن يوجد عجز موازنة ولن نضطر للإستدانة سواء من الداخل او الخارج
يعنى انفاق اكثر على التعليم والبحث العلمى
يعنى انفاق اكثر على المستشفيات والتأمين الصحى
يعنى انفاق اكثر على الطرق وتأمينها
يعنى انفاق اكثر على المدن الجديدة والخدمات العامة من تشجير ونظافة
يعنى انفاق اكثر على مشاريع (صناعية وزراعية) توفر فرص عمل للعاطلين وتعود بالنفع على المجتمع
يعنى رفع الحد الأدنى لأجور العاملين بالدولة دون تحميل خزانة الدولة اى أعباء جديدة
يعنى لا حاجة للبحث عن موارد جديدة لخزينة الدولة ولا داعى لفرض ضرائب جديدة
واترك لخيال حضرتك إضافة الكثير من الأفكار القيمة
وكل ده من ريع بند واحد فقط: الصناديق الخاصة
(لم نتحدث هنا عن نهب أراضى الدولة او اهدار المال العام او سوء الإنفاق الحكومى او مخصصات وزارتي الداخلية والتليفزيون). لما كنا بنقول مصرغنية وان هذا الشعب يستحق جودة حياة اكثر بكثير مما يعيشها ماكانش كلام فاضى ولاحماسة. انا متفاءل
منقـــــــــول للإفادة

كلام خطير من لاجئ سياسي بأميركا ... يقرأ بحذر !!!!!

برجاء قراءة واستيعاب خبراتى التى اكتسبتها طوال الثلاثون سنه الماضيه كضابط صاعقه ثم كضابط بالحرس الجمهورى ثم كمساعد لمنير صالح مصطفى ثابت الاخ الاكبر لسوزان مبارك ثم كشريك رسمى باحدى شركات ابنه خالد لخدمات البترول.
والسبب الوحيد الذى دفعنى الى الكتابه الان هو اننى اشاهد الان الشعب المصري يتم خداعه من جديد ويتم الضحك على الشباب من الجيش والاعلام وايهامهم بانهم انتصروا وحققوا المستحيل وطردوا الطاغيه وخلاص تم تنظيف مصر تماما ولكن للاسف ليس هذا هو الحقيقه بل ان الذى تم التخلص منه هو رمز الفساد وليس الفساد نفسه - الذى تم التخلص منه هو قمة الجبل الجليدى الظاهر فوق سطح الماء والذى يعتبر خمسة بالمائة من حجم جبل الفساد الحقيقى القابع تحت سطح الماء ولذلك أرجو من شباب مصر الواعى أن يفتحوا عنيهم ويشغلوا مخهم ولكى يدركوا الحجم الحقيقى لعدوهم وعدو مصر.
أولا أحب أن أوضح لكم أن الفساد بمصر ليس ظاهرة ولكنه دولة داخل دولتنا وللاسف قوية جدا ومنظمه وغنيه جدا ومدعومه من الخارج وهذه الدولة لها رئيسها ووزرائها ومديرين فروعها إلى أن تصل إلى قواتها الأمنية الحامية لها من داخل مصر ومن خارجها واجمالى ما قامت به هذه الثوره هو خلع رئيس هذه الدولة ومحاكمة بعض كباش الفداء المقبول الاستغناء عنهم وللاسف نسينا أن هذه الدولة بكل سهولة ستبرز رئيس اخر وستتعلم من اخطائها السابقه مثل خطا تجاهل خطر الانترنت - ولاصدقكم القول فاننى لا اعلم من اين يجب على ان ابداَ فللاسف ما اعلمه عن دوله الفساد كثير جدا ومحزن جدا ولا يصدقه العقل البسيط ولذلك سوف اطلب منكم للمره الثانيه ان تستوعبوا الكلام الذى ساكتبه وتحللوه وتربطوه بالاحداث السابقه والحاليه سواء كانت احداث محليه او دوليه ولا تستبقوا الحكم وتاكدوا اننى لا اسعى الا الى اناره بصائر اولاد بلدى فانا لا اسعى الى شهره او مال ومعى من المال الحلال ما يكفينى واحفادى مدى الحياه.

بدايه احب ان انبه شعب مصر ان لا يصدقوا وسائل الاعلام المصريه اطلاقا سواء حكوميه او معارضه وان جميع الوسائل الاعلاميه المعارضه التى يعرفها الشعب منذ سنوات هى وسائل مقامه من دوله الفساد تحت برنامج يسمى بالمعارضه الوهميه وكان الهدف منها ان تنقل صوره ديموقراطيه لمصر امام باقى دول العالم وان يتم التفريغ النفسى للمواطن المصرى للمحافظه عليه من الانفجار ومنهم مصطفى بكرى وابراهيم عيسى وعمرو اديب والعاشره مساءا والبيت بيتك ومصر النهارده وغيرهم من البرامج الحواريه والصحف المعارضه وطوال هذه السنوات لم يتم نشر اى معلومه او التحدث عن اى موضوع الا بموافقه المكتب الاعلامى لرئاسه الجمهوريه واتحدى اى معارض وهمى الى اثبات العكس - هذا بخصوص الاعلام فلنكن متفقين ان بدايه الصحوه الحقيقيه هى عدم تصديق اى وسيله اعلاميه واستخدام العقل والمنطق المجرد واريد ان انبه الشعب المصرى بان الفساد فى بلدنا مثل الخلايا السرطانيه المنتشره فان لم نستطع ان نكشف مكان هذه الخلايا ومعرفه نوعها والقضاء عليها جميعا فسوف تعود من جديد وبصوره اقوى وتنتشر ببلدنا الى يوم الدين

و الان اريد ان ابدا حديثى من البدايه الحقيقيه لدوله الفساد و هى بدايه الاحتلال الاسرائيلى السلمى لجمهوريه مصر العربيه
حيث تم نقل العقيد طيار محمد حسنى مبارك الى الكليه الجويه كمعلم للطلبه و جميع الضباط يعلموا ان انتقال مثل هذا يعتبر ركنه و قرب نهايه خدمه الضابط وكان معهودا له النتانه ونقص الضميرو تم تجنيده من قبل الموساد الاسرائيلى ضمن خطه لزرع رؤساء بمصر وسوريا والتى تمت بنجاح بكلتا الدولتين ولكن فى سوريا كان الجاسوس حظه اسوا من مبارك حيث تم رصد ترددات صادره من شقه عن طريق السفاره الهنديه بدمشق وبعد تبليغ المخابرات السوريه والهجوم على الشقه وجدوا المرشح لرئاسه الجمهوريه بداخلها وتم اعدامه شنقا بميدان عام اما بالنسبه لمصرنا الحبيبه فللاسف نجحت الخطه وبقدره قادر وبدلا من خروج مبارك على المعاش برتبه عميد كما جرى العرف بالضباط المدربين بالكليه الجويه تم ترقيته ترقيه استثنائيه وشغل منصب قائد القوات الجويه رغم تواجد ضباط اكفاء واقدم منه عسكريا بمراحل وتحت الضغط الشديد على السادات من الولايات المتحده تولى مبارك منصب نائب رئيس الجمهوريه ولكى لا نظلم السادات احب ان اؤكد لكم نيه السادات لعزله فى الوقت المناسب بدون عداء اسرائيل او امريكا ولكن الرصاصه الاسرائيليه يوم السادس من اكتوبر سبقت قراره هذا
و تولى مبارك رئاسه مصر وكانت مهمته الاتى:
المهمه الاولى: ضمان تدمير الجيش المصرى وقد اتم هذه المطلب بنجاح ساحق عن طريق المعونه الامريكيه العسكريه مليار وثلثمائه وعشرون مليون دولار كدعم سنوي عسكرى والسؤال الذى لم يخطر ببال احد من الثمانين مليون لماذا تعطينا امريكا اسلحه بهذا المبلغ الخرافى سنويا ونحن فى حاله سلم منذ ثمانيه وثلاثين عاما وخاصه اننا اعداء لاسرائيل. الم يخطر ببالكم لماذا لم تعترض اسرائيل على هذا الدعم والجواب هو ان هذا الدعم مشروط بتكهين جميع الاسلحه الحقيقيه الروسيه وغيرها وتحويلها الى قضبان حديد عن طريق المصانع الحربيه وفى المقابل يتم احلالها بالاسلحه الامريكيه الد رجه الثالثه مثل نواقل الجند والدبابات التى يتم توجيهها بالنافيجيتور عن طريق القمر الصناعى الامريكى والمبكى بهذه المهزله هى انه ممنوع على مصر تصنيع الذخيره او قطع الغيار الخاصه بهذه الاسلحه وان الذخيره التى يتم صرفها لمصر من امريكا هى ذخيره التدريب وليست القتال وللاسف المشير ابو غزاله راح ضحيه محاوله تصنيع هذه الذخيره برومانيا بدون علم مبارك والتى كانت سبب لاحراج كبير بين مبارك والموساد وامريكا عند كشف الموساد لهذه المحاوله

المهمه الثانيه: امداد الدوله الاسرائيليه بالبترول والغاز والكهرباء المطلوب لقيامها وبقائها وقد اتم هذه المطالب بنجاح حيث انه قام الموساد بتلويث معظم ابار البترول المصرى بنوع من انواع البكتريا المخلقه بالمعامل الاسرائيليه والتى اعطت مبارك الحق فى تصدير انتاج مصر من البترول الى اسرائيل بعشر السعر العالمى حيث يتم معالجته واستخدامه هناك كما انه انشا خط انابيب لتصدير الغاز المسيل واحد مليار وخمسمائه مليون متر مكعب الى دوله اسرائيل باقل من ثلث السعر العالمى مع العلم باحتياج مصر لهذا الغاز لقرب نفاذ ابار الغاز بمصر كما انه يقدم الكهرباء لاسرائيل عن طريق الاردن والسؤال هو هل تستطيع ان تدوم اسرائيل لمده سنه واحده بدون مساعدات مبارك وعائله الصباح بالكويت وعائله بن عبد العزيز بالسعوديه اللذان يدفعان فاتوره مصاريف اسرائيل عن طريق امريكا بما فيها المصاريف العسكريه والاسلحه ذلك مقابل الاحتفاظ بعرشهم وعدم فضح مصايبهم امام شعبهم ولن تتخيلوا حجم الضغط السياسى الذى تم على الرئيس اوباما لمسانده ومساعده مبارك اثناء ثوره يناير من اسرائيل والسعوديه والكويت والاردن والحزب الجمهورى بامريكا
المهمه الثالثه: عدم انتشار روح الدين الاسلامى بين شعوب الدول الاسلاميه وافقاد الشعب لهويته ومبادئه الاسلاميه وضمان عدم انتشار الاسلام الى خارج الشرق الاوسط وانتشار المخدرات والكحوليات ولا داعى للتحدث بهذا الخصوص لاننا جميعا نلمسه وندركه والبركه فى وسائل الاعلام وشركات الانتاج الفنى الغير شريفه والفنانات العفيفات
المهمه الرابعه: التخلص من جميع النفايات الكيميائيه والمشعه والنفايات الذريه الاسرائيليه بالصحراء الغربيه المصريه والتى كانت تكلف اسرائيل ثروات طائله بسبب عدم و جود مساحه منعزله باسرائيل تسمح بذلك نظرا لصغر مساحه الدوله ولقد خصص مبارك وحده خاصه من امن الدوله تقوم بتامين الكونتينرات ذهاباَ و اياباَ، و لضمان الدوله الاسرائيليه لاستمرار الحال على ما هو عليه بعد تردى صحه مبارك واستحاله استبداله بابنه تم التخطيط لتنفيذ الخطه الاتيه بدايه من شهر مارس الفان و احدى عشر تطور حاله الارهاب الدينى عن طريق تنفيذ الوحده الخاصه بالارهاب من امن الدوله لبعض التفجيرات ببعض الكنائس والجوامع ثم تمرد اللواء عمر سليمان على وضع البلاد الحالى واستقالته من منصبه ثم ترشحه لرئاسه الدوله واصطناع بعض المشادات السياسيه بين مبارك وسليمان، وفى هذه الحاله سيكون امام الشعب الاختيار بين مبارك او ابنه او ايمن نور او حمدين صباحى او البرادعى او الطاهر عمر سليمان الذى سيخلص الشعب من الالام وينتشله من الفقر وبالطبع سيختار الشعب سليمان ولمعلوم الشعب الطيب انه لولا وجود عمر سليمان بمنصبه كمدير للمحابرات العامه لتسعه عشر عام لما استطاعت دوله الفساد من اغتصاب مصر بهذه القسوه.
ولكنهم يمكرون والله خير الماكرين حيث اتت الرياح بما لا تشتهى سفن القراصنه وقام شباب مصر بالتظاهر فى شهر يناير مما اربك مخططات مبارك والموساد واضطروا الى تعجيل الخطه ارتجاليا مما ادى الى حرق ورقه عمر سليمان وبالاخص فى ظل مقاومه باراك اوباما للضغط الاسرائيلى واصراره بعدم التدخل لتقويه مبارك مما ادى الى انقلاب باقى دول العالم على مبارك. و للمعلوم فرصه وقوع امريكا مع اسرائيل لن تتكرر مره اخرى حيث أنها لم تحدث فى التاريخ الا مرتان الاولى فى سنه ثلاثه وسبعون واغتنمها السادات لتحرير سيناء والثانيه فى الفان و احدى عشر فهل سنغتنمها لتحرير مصر باكملها؟

و من انجازات م شعبه خلال فتره حكمه بارك الخاصه بعض الارقام القياسه الغير مسبوقه عالميا التى اهداها الىو منها اقل متوسط دخل اسره فى العالم – اقل من ستون دولار شهريااعلى نسبه التهاب كبدى بالعالم ثلاثه و اربعون بالمائهاعلى نسبه فيروس سي فى العالم اثنان و ثلاثون بالمائهاعلى نسبه سرطان بالعالم ثلاثه عشر بالمائهاعلى نسبه فشل كلوي بالعالم ثمانيه و ثلاثون بالمائهاعلى نسبه فساد بالعالم اثنان و ثمانون بالمائهاعلى نسبه بطاله بالعالم ثمانيه و عشرون بالمائهاعلى نسبه سلب للمال العام بالعالم ثلاثه و عشرون بالمائه من دخل مصر السنوىاعلى نسبه انحطاط فكرى و خلقى فى تاريخ مصر القديم و الحديثاغلى نسبه اميه فى الشرق الاوسط – اثنان و اربعون بالمائهاعلى نسبه جهل سياسي فى العالم حيث يعتبر المتحدث بالسياسه اكفرمن الكافراعلى نسبه قروض وهميه على حساب البنك المركزى المصرى سته و سبعون بالمائه مما يفسر ارتفاع نسبه الارباح بالودائع المصريه لانهم يسيرون بمبدا خذ من دقنه و افتلله و البنك المركزى لا يحتوى الا على شويه اوراق للقروض الوهميه التى استفاد المقترضين بنسبه العشره بالمائه و الباقى تم تحويله لحسابات العصابه بالخارجكما انه خصص وحده من امن الدوله لتنفيذ الاغتيالات السياسيه و غيرها تحت ستار الحوادث و لعلم جميع العاقلين ان مبارك هو السبب الرئيسى فى اقناع صدام حسين بغزو الكويت و هو السبب فى سهوله غزو امريكا للعراق بتسليمه جميع المعلومات و المخططات الخاصه بالجيش العراقى لامريكا و التى حصل عليها نتيجه ثقه و تعاون الجيش العراقى مع الجيش المصرى على مدار السنين و لم يكفه ذك و حسب و لكنه لضمان نجاح الاحتلال قام بارسال ضباط المخابرات الحربيه المصريه بنفسهم لمساعده القوات الامريكيه فى التخطيط لاحتلال العراق و تم مرافقه ضباطنا لقوات الاحتلال لحظه التنفيذ الفعلى اما بالنسبه للمجاهدين المصريين الذين توجهوا الى للجهاد بالعراق بعد ان اعلن مبارك للشعب ان اللى عايز يروح مش هامسكه فاحب ان اؤكد لكم انه تم تسليمهم عن طريق المخابرات الحربيه المصريه و الاردنيه الى المعسكرات الامريكيه بالاردن تسليم اهالى و الدليل الدامغ على معرفته و اشتراكه بمخطط تفعيل حرب الخليج الاولى هومشروع جهاز المهندسين للقوات المسلحه المصريه لتعميق لقناه السويس بالتعاون مع المهندسين بالجيش الامريكى قبل غزو العراق للكويت بسنه كامله و كانت الصدفه البحته ان هذا التعميق الذى هو منحه من امريكا قد اوصل قاع القناه بالضبط الى العمق الاَمن الذى سمح بمرور البارجه يو اس اس واشنطن للوصول الى سواحل العراق بعد الغزو وده يعلمنا انه لا يوجد شئء بالصدفه فى هذا الزمن و ان كل شئ مخطط و مدروس رجاء خاص لرجال التحرير: لا تصدقوا المسئولون و الاعلام الذى يقول لكم انكم انتصرتم و انقذتوا مصر و يحاولون تقسيم جماعات منكم و احزاب و يدسون رجالهم و شبابهم الملوث بينكم – ارجوكم لا تنسوا اهدافكم و رسالتكم و استشهدوا من اجل تحقيقها فهو اشرف لكم من رجوع الحال الى ما هو عليه و لن يتم التحرير الفعلى لمصر اِلا بانفضاح دوله الفساد و سقوطها و الذى سيتم عن طريق حل واحد فقط و هو قلب كلابها على ديابها عن طريق الاصرار على طلباتكم فهدفهم الاساسى الان هو اخماد قوتكم الروحيه التى اكتسبتموها اخيرا من الثوره و بمجرد هدوئكم سيتم السيطره عليكم تماما بحيث انه لن تقوم لكم قومه مره اخرى و ارجوكم لا تنسوا ان دوله الفساد مسنوده بالموساد الذى هو سبب دمار العالم و ليس مصر فقط. و ارجو الله ان ينعم على شعبنا بنعمه البصيره كما انعمهم بنعمه البصر و انا الان اناشد الشعب المصرى بالمطالبه و التمسك بالطلبات الاربعه التى هى مقسمه الى طلبان لهدم دوله الفساد الحاليه و طلبان لمنع ظهور اى نوع من الفساد مستقبلا.

الطلبات التى ستؤدى الى هدم دوله الفساد الحاليه:
الطلب الاول: البدء حالا بفتح باب المحاكمه و لو الغيابيه لمبارك و منير ثابت و اولادهم و للمعلوم ان ثروه مبارك المسجله باسمه هو و اولاده لا تعد واحد على عشره من ثروته الغير مسجله و التى تم تسجيلها باسماء اتباع له بمعظم دول العالم – و بالاخص دوله جنوب افريقيا و اسرائيل مطالبه الحكومه المصريه لجميع الدول بتجميد املاك اسره مبارك و منير ثابت التى يتم الان غسلها من جديد.
محاكمه زكريا عزمى بتهمه التربح من منصبه و المطالبه الدوليه بتجميد امواله و اصوله
محاكمه مصطفى الشافعى بديوان رئاسه الجمهوريه بتهمه التربح من منصبه
محاكمه ماجده صادق (زوجه مصطفى الشافعى) و من املاكها شركه الزباله الاسبانيه
محاكمه صفوت الشريف و ابنه اشرف بتهمه التربح و الفساد
محاكمه عاطف عبيد كشريك بشركه يونايتد كابيتال التى قامت بالوساطه فى بيع مؤسسات بلدنا بمبالغ رمزيه لسلب المال العام
مطالبه الامارات بتسليم حسين سالم و ابنه خالد و محاكمتهم كشركاء بنفس الشركه
مطالبه امريكا بتسليم المحاسب ابراهيم فريد كشريك بنفس الشركه
محاكمه سامح فهمى وزير البترول و الكشف عن ملياراته
و انا اضمن لكم ان كل واحد من هؤلاء الخونه سيدلى بشهادته على عشرات الشخصيات التى لم تتخيلوا انهم مجنسون بجنسيه دوله الفساد و ستصعقون مما يملكه هؤلاء الخونه من خيرات مصر و مما سوف يصرحون به من فضائح مدمره لدوله الفساد بشرط ان تكون هذه المحاكمه شريفه و ليست هزليه كالعاده و لضمان تحقق هذا الشرط يجب تعيين نائب عام محترم بدلا من الشيطان الاخرس جوز الهانم عبد المجيد محمود زوج تهانى اباظه من الاباظيه.

الطلب الثانى: الالغاء الفورى لقانون الطوارئ و فتح باب الاستجواب و التحقيق مع المسجونون السياسيون الذين يقدر عددهم باكثر من خمسه عشر الف مسجون من معارضى دوله الفساد باربعه سجون سريه بالصحراء الغربيه منهم مساجين من ايام جمال عبد الناصر و حتى الان لم يتم عرضهم على نيابه و فى حاله الغاء قانون الطوارئ سيكون امامهم حل من اثنان و هما التخلص من هؤلاء المعتقلين و دفنهم او اطلاق سراحهم و تحمل عواقب ذلك. اوؤكد لكم بان هذان الطلبان سيدمران ركائز دوله الفساد داخل مصر بما سيكشفانه من دسائس و خطط تستهدف ليس فقط كنوز مصر و لكن ايضا صحتنا و ارواحنا و حريتنا لان اول ما يتم البدء فى المحاكمات الجاده سيتسابق كل من هؤلاء الخونه الى الفتنه على اكبر عدد من باقى العصابه لان مبداهم الاساسي هو انهم ما يتعدموش لوحدهم. اما بالنسبه للخونه الذين يطالبون بمسامحه من اسائوا لمصر و المصريين فاحب ان اقول لهم ان ده مش ميراث امكم علشان تسامحوا فيه ده شعب اتقتل و امتلا بالامراض العضويه و النفسيه و ان الله هو الذى قال لنا ولكم فى القصاص حياه يا اولى الالباب و اننا لو لم نقتص باقصى العقوبات سياتى غيرهم و غيرهم و اللى ما يسرقش مصر يبقى اهبل.

الطلبات التى ستمنع حدوث اى نوع من انواع الفساد فى المستقبل:
الطلب الاول: اضافه بند قانونى بالدستور تنص على السماح للنائب العام بطلب الرئيس للمحاكمه فى حاله ثبوت اى واقعه كذب عليه و كما يجب اصدار قانون بحبس و عزل اى مسؤول حكومى مهما كانت درجته الوظيفيه فى حاله ثبوت واقعه الكذب عليه و خاصه بالتصريحات الموجهه وان يتم تنفيذ نفس القانون على الصحفيون و الاعلاميون بحبسهم مع ايقاف رخصتهم الاعلاميه و فى ظل هذه القوانين من سيتجرا على الكذب على الشعب و فى هذه اللحظه كل مسؤول هيخاف على كرسيه و يطلب من الى عايزه يكذب ان يدلى بهذا التصريح بنفسه. و احب ان اذكركم بامتثال كلينتون امام القضاء بسبب كذبه على الصحافه بخصوص علاقته الجنسيه و ليس بسبب العلاقه نفسها كما اريد اريد تذكيركم بحديث الرسول بان المسلم قد يكون اى شئ الا ان يكون كذابا و ذلك لان السماح بالكذب يؤدى الى ارتكاب باقى الرذائل و العكس صحيح.
الطلب الثانى:
تاسيس وزاره الماليه لموقع الكترونى قومى يتم به تدوين جميع معاملات المال العام مثل دخل الدوله اول باول من جميع مصادر الدخل
اوجه الصرف سواء ميزانيه الوزارات و المصالح الحكوميه و غيرها بما فيها الجيش و الشرطه و المخابرات العامه
ميزانيه جميع المشاريع الحكوميه و القوميه و كشف نتائج المذادات الحكوميه و كشف مبالغ المناقصات بعد انتهائها
تسجيل دخل قناه السويس يوميا
الكشف عن الاقرارات الضريبيه لجميع رجال الاعمال و المستثمرون الاجانب و الشخصيات العامه و الحكوميه و للمعلوم فان هذا هو المتبع فى امريكا حيث ان هذه المعلومات تعتبر معلومات عامه حتى انك يمكنك مراجعه الاقرار الضريبى السنوى موضح به اجمالى الدخل لباراك اوباما او اى وزير او عضو كونجرس او حتى الممثلين
و ارجو ان لا يقوم اى مسئول بالتصريح بان بعض هذه المعومتات يعتبر سري لحمايه الامن القومى
احب ان اؤكد لكم بان جميع شبكات المعلومات الحكوميه بما فيها المخابرات العامه و الحربيه و امن الدوله و الجيش و حتى الرئاسه تمت البنيه التحتيه لها عن طريق شركه امريكيه كما تم التعاقد مع هذه الشركه بتحليل جميع البيانات المعلوماتيه و اسم هذه الشركه هو دى تى اكس تى وهى واجهه لشركه هوفا جروب المملوكه لكولن باول وهى نفس اشركه التى اسست البنيه التحتيه لمركز معلومات القوات المسلحه و المخابرات العامه و المخابرات الامريكيه و بالطبع جهاز الموساد الاسرائيلى يعنى من الاخر بلدنا متباعه ايد و رجل وده شئ طبيعى جدا عندما يحكمك جاسوس
قد يرى البعض ان كلامى مبالغ فيه و لكننى اؤكد لكم باننى لم اكتب الا واحد على عشره مما اعلم حيث اننى عملت لفتره طويله كضابط و لفتره اطول داخل المطبخ الذى تطبخ به جميع المؤامرات و لكن للاسف لو كتبت بتفاصيل اكثر فسوف يتم كشف هويتى واعرض نفسى واسرتى الى الخطر مره اخرى حيث اننى قد هربت من مصر انا واسرتى قبل اربعه سنوات بعد اصدار امر باغتيالى واسرتى بسبب تدمير اكبر صفقه اسمده مسرطنه بتاريخ مصر لحساب منير ثابت واحمد فؤاد اباظه عضو مجلس الشعب لدائره ابو حماد الشرقيه وقريب كل من امين اباظه وزير الزراعه السابق وتهانى اباظه زوجه عبد المجيد محمود النائب العام، كما قمت بتسريب معلومات عن عمولات شركه يونايتد كابيتال التى قامت بالوساطه فى بيع مؤسسات بلدنا بمبالغ وهميه لسلب المال العام. وبمناسبه المال العام وثروات مصر احب ان اشارككم تجربه شخصيه شهدتها بنفسى والتى تم تطبيقها على معظم كشوفات اثار مصر الفرعونيه خلال حكم مبارك ومنير ثابت فلقد حضرت بنفسى عمليه تجريد مقبره تم اكتشافها ببنى سويف سنه الفان وسبعه من جميع المحتويات الثمينه وادخال اخرى حقيقيه ولكن منخفضه القيمه تحت اشراف زاهى حواس شخصيا وحمايه وحده خاصه من امن الدوله وتم اغلاق باب المقبره بعد نقل الاثار داخل سيارتان من الامن المركزى والاعلان عن اكتشاف المقبره للصحافه بعد اسبوع من هذه الحادثه وشاهدت زاهى حواس الحرامى صاحب العمارات السياحيه بسان فرانسيسكو وهو يقوم بالاشراف على فتح باب المقبره وتقديم ما بها للصحافه وسيتم التاكد من ادعائاتى عند بدء التحقيق بهيئه الاثار وعند حصر املاك زاهى حواس خارج مصر.
وبمناسبه اننى استطيع الكتابه الان فاحب ان اشارككم بعض افكارى واقتراحاتى لبلادنا العربيه ومصر
اولا: يجب علينا تضييق الفجوه الفظيعه التى هى بيننا وبين شعوب الغرب واكرر شعوب الغرب وليس حكامها لان الشعوب بدول اوروبا وامريكا هم الذين يقدروا على حكامهم وجيوشهم فى جميع القضايا والحروب والمشاكل الدوليه احنا بنهوهو فى وسائلنا الاعلاميه ولا يوجد كلمه واحده بتوصل من كلامنا لهذه الشعوب ونترك الكيان الصهيونى يظهر لهم ما يريد وما يخدم مصالحه ونفاجا ان جيوشهم بتهاجمنا بعد موافقه الكونجرس والشعب والحقيقه ان الشعوب ليست مفتريه ولكنهم جاهلين بقضايانا كل الجهل ولذلك اقترح الاتى: جامعه الدول العربيه التى تتلقى مئات الملايين سنويا من الدول الاعضاء ولا تقوم باى عمل له اى لازمه عليها انشاء اداره باصغر غرفه بمبانى مكاتبها الخارجيه المنتشره فى معظم دول العالم ويتم تعيين بعض الشباب المحلى المدرك بفن التحاور مع اولاد بلده وبلغتهم ويكون مهمتهم المتابعه والرد والتحاور مع اى وسيله اعلامه محليه تنشر معلومات مضاده او محرضه ضد الدول العربيه سواء كانت الوسيله مرئيه او مسموعه او مكتوبه او مدونه على الانترنت وتقديم تقارير لمدير المكتب عن اى تجاوزات غير قانونيه بحق بلادنا العربيه بحيث يتم الاعتراض عليها والشكوى للجهات الرسميه ضد هذه الوسيله الاعلاميه. باختصار جامعه الدول العربيه ليس لها اى سلطه تشريعيه او تنفيذيه على اي من الدول الاعضاء يعنى ليس لها اى لازمه و منظر بس علشان يقولوا على الورق ان العرب متحدين فعلى الاقل يجب عليها القيام بتنظيف سمعه الدول العربيه بالخارج و الحفاظ على ما تبقى من كرامتهم والا يقفلوها ويبنوا بالفلوس دي جوامع احسن.
ثانيا- الازهر الذى يستقبل مليارات الدولارات سنويا بغرض نشر الدعوى الاسلاميه والبحوث الاسلاميه وحمايه الدين الاسلامى والجوامع والذى كلنا نعلم انه فى عهد مبارك قام بدور فعال جدا جدا فى حمايه دوله الفساد وهو الجهه الوحيده التى اهانت الاسلام وتعاليمه وبددت هذه الاموال وسرقتها وسوف يتم الكشف عن ذلك عند كشف ثروه الشيخ طنطاوى – انا ادعوا الازهر بتعيين شيخ محترم ولو لمره واحده واحد بيكون بيخاف من الله اكثر من الريس ويجب ان يكون رئاسه مشيخه الازهر مكونه من اكبر المشايخ من جميع الدول الاسلاميه وليس مصر فقط او الدول العربيه فقط وان يتم تعيين شيخ الازهر عن طريق ترشيح شيخ من كل بلد عربيه ويتم الاختيار عن طريق موافقه اغلبيه ممثلى الدول الاسلاميه وان يكون شيخ الازهر ليست له التبعيه لسلطه مصر السياسيه اى انه ومجلسه يعاملوا معامله السفراء السياسيين ولهم نفس حصانتهم وله الحق باتخاذ المواقف والتصريح بالتصاريح التى تحمى وتعزز موقف الدين الاسلامى بالعالم وليس لرئيس الجمهوريه المصريه اى سلطه على هذا المجلس فمصر تعتبر فقط حائزه بشرف استضافه الازهر باراضيها مثلما هو الحال مع الفاتيكان بايطاليا.
ثالثا- يجب على مشيخه الازهر تكوين اداره معلوماتيه اعلاميه على اعلى مستوى تكون مهمتها متابعه الوسائل الاعلاميه العربيه والغربيه والتعليق والرد على اى تطاول او تحريض ضد الدين الاسلامى كما يجب عليها نشر الدعوى فى العالم والتى يتم نشرها الان بالجهود الذاتيه فقط وكمثال بعض المساجد بالدول الاوروبيه وامريكا و بالذات بالمدن التى لا يوجد بها مسلمون بكثره والتى تقوم بالدعوة على اكمل وجه و مع ذلك بعضهم تم اغلاقه والبعض على وشك الحجز من الحكومات بسبب عدم استطاعتهم حتى على دفع فواتير المياه والكهرباء الخاصه بالجامع والله على ما اقول شهيد.
رابعا- يجب التغيير الجذرى بموظفين وزاره السياحه والذين لا يدركون اى شئ اطلاقا عن الجذب السياحى والذين لا يدركون الا الاظرف الشهريه من اصحاب الفنادق والقري وشركات السياحه. اكبر دخل سنوى للسياحه المصريه هو احدى عشر مليار دولار والذى يعتبر نسبته واحد على خمسه واربعون من دخل اسبانيا التى لا تمتلك الا بحر وحدائق اما مصر فتمتلك السياحه البحريه والنيليه والفرعونيه والسياحه الدينيه بانواعها الاسلاميه والمسيحيه واليهوديه والسياحه العلاجيه وسياحه الغطس والسفارى وحتى السياحه الترفيهيه بتاعه الهلس ومع ذلك فاشلين والسائح الوحيد الاجنبى اللى بيعبرنا هم افقر الطبقات الاجتماعيه بالدول الاوروبيه. وانا بنفسى فى عام الفان وسبعه قمت بعرض فرصه ذهبيه لانشاء جسر سياحى بين الامريكان ومصر بواقع اثنان مليون سائح امريكى وكندى لمصر سنويا كبدايه ولكن الوزيرزهير جرانه وابن اخوه كريم جرانه دمروا هذه المبادره لاسباب شخصيه.
خامساً- يجب ان يكون القائد الاعلى للجيش المصري هو البرلمان وليس الرئيس ويجب فتح ملف الجيش المصرى باسرع وقت وتقييم تسليحه وقدراته التدريبيه والعمليه فى حمايه مصر من اى خطر خارجى والا نحله ونعلن اننا دوله سلميه فى حمايه الامم المتحده زى بعض الدول.
سادسا- يجب ان يكون منصب النائب العام بالانتخاب وليس بالتعيين و ان يكون سلطاته تابعه للبرلمان و ليس الرئيس و ان يكون له جميع الصلاحيات القانونيه على الرئيس بصفته موظف بالدوله
سابعا- التحقيق بجميع بنود الاتفاقات الدوليه التجاريه مع مصر وبخاصه الاحتكاريه والتى تمت بعهد مبارك وتم عن طريقها بيع جميع ثروات مصر المعدنيه والبتروليه والخدميه بنظام ال بى او تى وباثمان زهيده وبشروط قضائيه واختكاميه بدول خارجيه لوضع مصر فى زانقه سياسيه تؤدى بها الى احكام دوليه وحصارات تجاريه فى حاله عدم الالتزام بهذه العقود و الان فرصه العمر للشعب المصرى ووسط التعاطف العالمى معنا ان نفتح صندوق الزباله ده و نطالب بتعديل هذه العقود او الغائها حسب مصلحه مصر.
ثامنا- يجب اخضاع البورصه المصريه للمراقبه الماليه الدوليه رحمه بالمصريين الذين تم نهبهم طوال السنوات السابقه باللعب بالمعلومات و التقارير المفبركه و الاصول الوهميه و السبب الاخر كمحاوله لاستعاده ثقه المستثمرون العرب و الاجانب و اجتذاب استثماراتهم.
تاسعا- فتح باب التحقيق الشديد بوزاره الزراعه ووزاره الرى و الذان هم معقل الفساد فى مصر فيجب تطهير هذان الوزارتان تماما و لنا حديث خاص ومنفصل عن هذان العزبتان
عاشرا- لن اتكلم كثيرا عن فساد و حقاره و خيانه وزاره الاعلام و الاعلاميون فاعتقد ان من لم يدرك ذلك بعد فلن يدركه ابدا و لن تنصلح هذه الدوله الا بانصلاح اعلامها و صحيان ضميره الميت المنافق.
احدى عشر- يجب فتح التحقيق فى الملف المحزن للنفايات النوويه المدفونه فى الصحراء الغربيه و دراسه الحلول لاستخراجها و التخلص منها بالطرق الصحيحه و رفع القضايا الدوليه على الدول المالكه لهذه النفايات لتحمل هذه النفقات و نفقات التطهير من بعد ذلك.
اثنا عشر- يجب يجب يجب تطهير الهيكل القضائى بمصر و عزل و محاسبه القضاه المرتشون سواء بالرشاوى العينيه او الماديه او الجنسيه لكى يكون القضاء المصرى فعلا قضاءا من جديد و لا يوجد اسهل من ذلك فكل المطلوب هو اعلان النائب العام للشعب بان كل من له مظلمه ضد قاضى فى حكم سابق فليتقدم بها مع الادله و انا اضمن لكم ملايين البلاغات الحقيقيه و انا اؤكد دائما على كلمه التطهير لانه من طوعت له نفسه و انهدم حاجز الشرف والخوف من الله بداخله يجب ان تتاكدوا انه لن يعود مره اخري و لن ينصلح حاله ابدا و لذلك يجب التطهر منه و ابداله بغيره.
ثلاثه عشر- تطهير جهاز الشرطه لنفس الاسباب السابق ذكرها بخصوص القضاه
اربعه عشر- اعاده تفعيل قوانين و اجراءات الكشف الذرى و الصحى على جميع الصادرات لجمهوريه مصر العربيه والتى تم التلاعب بها فى عصر مبارك لدرجه لن تصدقوها و لذلك ساترككم تعرفوها بانفسكم مع اجراءات التحقيق هذا فى حاله بدء التحقيق اصلا فى هذا المجال بالذات. واخيرا ارجو من المصريين ان لا يتم تاْكيلهم الحلاوه والاوهام والاكاذيب مره اخرى اظن انه ان لم تكن قد بنيت عندنا مناعه من الاونطه بعد ما حدث فينا من الضباط الاحرار فيجب ان ننتحر اكرم لنا. و الغريب ان ثوره الضباط الاحرار التى اقالت الملك فاروق و نفته من مصر قد اقالها الشعب فى يوم احدى عشر من شهر فبراير و هو يوم عيد ميلاد الملك فاروق. و الى لقاء اخر ان شاء الله.
العهدة على الراوي الذي رفض الإفصاح عن رأيه !!! خايف من إيه مش عارف!!! ؟

هل تورط - فعلاً - حسني مبارك في إغتيال السادات ؟ بقلم: حســـــن الجنـــــدي

شبكة اليوم الاخبارية ENN : هذا البحث وبحوث أخرى كتبت منذ سنوات ولكن لخوف الجميع من ظهور الحقيقة كاملة كان الصمت يخيم علينا، أعتقد أنه حان الوقت للبحث الجاد وراء شخصية (محمد حسني مبارك) وبحيادية تامة، مع العلم أن هذا البحث هو ملك للدكتور أشرف شاهين الباحث المصري في القانون الدولي بسويسرا، وقد قمت ببعض الإضافات وبعض التعديلات بحيث لا أغير من لب البحث، وإليكم البحث كاملاً. الشعب المصري الذي في يوم ما أطلق على السادات “بطل الحرب والسلام” لديه قناعة بأن مبارك لم يأمر باجراء تحقيقات حقيقية في جريمة اغتيال السادات لأن مبارك نفسه يقف وراء ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء. والسبب الحقيقي لتلفيق اتهامات ضد سعد الدين إبراهيم هو محاولاته فك ألغاز وطلاسم هذه الجريمة وشرع منذ 5 سنوات في تشكيل لجنة محايدة مستقلة لاجراء تحقيقات لمعرفة الفاعل الرئيسي فيها.

وكان مبارك منذ نحو أعوام قد غضب كثيراً بسبب قيام صحيفة الميدان وهى صحيفة محلية مستقلة بنشر صورة جثة السادات وكانت تلك هي أول مرة يرى فيها الرأي العام في مصر والعالم كله هذه الصورة التي كانت تعتبر سراً كبيراً لمدة 22 عام. هذا و قد أمر مبارك رئيس تحرير الميدان بفصل الصحفي المسئول عن نشر الصورة. هذا وقد صدرت أوامر عليا لكل الصحف سواء كانت حكومية أوغيرها بعدم نشر هذه الصورة مرة أخرى.



لدى مبارك أسباب وجيهة كثيرة لكي يحجب المعلومات الخاصة باغتيال السادات ويرفض اجراء تحقيقات حقيقية كاملة ونزيهة لكشف غموض هذه الجريمة. وكانت جريدة العربي الناصري قد نشرت في عددها الصادر بتاريخ 19-6-2005 تقريرا مبني على أقوال أحد الشهود مفاداة أن السادات كان ينوي طرد مبارك وتعيين غيره نائبا لرئيس الجمهورية. كان السادات قد أخبر مبارك بعزمه تعيين غيره في أواخر سبتمبر من عام 1981 بسبب قيام مبارك بعمل اتصالات في الجيش من وراء ظهر السادات مما جعل السادات يتوجس خيفة من مبارك ويشك في نواياه. وفي صباح يوم 6 أكتوبر من عام 1981 أي قبل ساعات من اغتيال السادات عين السادات الدكتور عبد القادر حاتم نائبا لرئيس الجمهورية بدلاً من حسني مبارك إلا أن القرار الخاص بذلك كان سيجهز ويوقع بعد الاستعراض العسكري. هذا وقد نشرت الجريدة المذكورة صورة للسادات وهو يصافح عبد القادر حاتم صباح 6 أكتوبر. وطبقا لتقارير أخرى غضب السادات بشدة عندما علم بأن مبارك كان يجري من خلف ظهره اتصالات مع العائلة المالكة السعودية التي كانت قد قطعت العلاقات معه بعد توقيعه معاهدة السلام مع اسرائيل. أما المؤسسة الدينية السعودية المتطرفة المرتبطة بالعائلة المالكة هناك فقد أحلت دم السادات لأنه عقد صلح وسلام مع “اليهود أعداء الله”. وقد رد السادات في تحدي بقوله "إن السعوديين كانوا رعاع ونحن الذين علمناهم التمدن”. أما العائلة المالكة في السعودية فقد قالت بأنها لن تتعامل مع مصر أبداً طالما ظل السادات في الحكم.

كان السادات قد اتخذ قرار مفاجئ وغير مفهوم في عام 1975 بتعيين الفريق حسنى مبارك قائد القوات الجوية نائباً لرئيس الجمهورية. وكانت التقارير قد أوضحت في ذلك الوقت أن زوجة السادات القوية السيدة جيهان هي التي توسطت لدى السادات لتعيين مبارك في هذا المنصب. زوجة السادات النصف بريطانية تمت بصلة قرابة لزوجة مبارك النصف بريطانية. وكان مبارك قد أطلق شائعات بعد ذلك مفادها أن حكومة الولايات المتحدة هي التي ضغطت على السادات لتعيين حسنى مبارك نائبا لرئيس الجمهورية. ويستغل مبارك هذه الإشاعة للترويج لإشاعة أخرى أطلقها هو أيضا تقول أن الأمريكان هم الذين أغتالوا السادات. ولكي يثبت مبارك أقدامه في منصبه الجديد الذي استكثره عليه الجميع الذين أذهلتهم مفاجأة تعيينه فيه قام بتعيين رجالة في المناصب الحساسة والهامة في الجيش والشرطة والمخابرات ومجلس الوزراء وغيرها. وكان العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة مدير فرع المدفعية بالجيش الثاني الميداني واحد من أكثر من يثق فيهم مبارك بالجيش لأنه يمت له بصلة قرابة فضلاً عن أنهما من نفس دفعة الكلية الحربية لعام 1949 كما انهما أمضيا سوياً بالإتحاد السوفيتي عدة سنوات في بعثة تدريبية. ولذا فقد عينه مبارك بعد حوالي سنتين من توليه منصب نائب رئيس الجمهورية ملحقاً حربياً في واشنطن كخطوة أولى في خطة ترقية وتقدم وتصعيد مذهلة أعدها مبارك لقريبه أبو غزالة. إلا أنه بعد 3 سنوات أي في عام 1980 أصدر الفريق أحمد بدوي وزير الدفاع قراراً بتعيين أبو غزالة مديراً للمخابرات الحربية. ولما رأى مبارك أن قرار احمد بدوي يتعارض مع خطته التي أعدها لأبو غزالة اتصل مبارك بأبو غزالة و قال له "لا تنفذ أوامر أحمد بدوى واستمر في واشنطن". والجدير بالذكر أن مبارك عين أيضاً في واشنطن شقيق زوجته النصف بريطاني العميد طيار منير ثابت كمدير لمكتب مشتريات السلاح بالسفارة هناك. وكانت المباحث الفدرالية الأمريكية قد سربت لجريدة الواشنطن بوست بعد تولي مبارك الحكم معلومات مفادها أن منير ثابت يرتكب مخالفات مالية جسيمة بنقل الأسلحة الأمريكية التي تمولها الحكومة الأمريكية على سفن يمتلكها هو وصهره حسنى مبارك وشوقي يونس وغيرهم. وقد كفى مبارك على الخبر مجور ولم يأمر باجراء تحقيق واكتفى بكلام إنشائي.

وفي بداية عام 1981 عين حسنى مبارك أبو غزالة رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة. وفي 6 مارس أي بعد شهرين فقط مات الفريق أحمد بدوي الذي يبغضه مبارك و معه 13 من قيادات الجيش في حادث طائرة هليكوبتر. والغريب أن أبو غزالة لم يكن على متن هذه الطائرة إذ أن كبار ضباط الجيش وعلى رأسهم أبو غزالة بصفته رئيساً للأركان كانوا من المفروض أن يطيروا مع وزير الدفاع أحمد بدوي في زيارات ميدانية لوحدات الجيش في الصحراء الغربية إلا أن أبو غزالة تخلف في أخر لحظة بناء على أوامر من النائب حسنى مبارك. وهكذا أصبح أبو غزالة وزيراً للدفاع وقائدا عاماً للقوات المسلحة بعد أن كان منذ 4 سنوات فقط مجرد عميد ومدير لفرع المدفعية بالجيش الثاني. لقد قام مبارك بتصعيد أبو غزالة بقوة وسرعة تثير الشك والريبة متخطياً المئات في السلم القيادي ممن هم أقدم وأكفأ وأحق من أبو غزالة بهذه المناصب. كما أن هذا التصعيد المريب والأهداف المرجوة منة تؤكد بأن مبارك كان وراء اغتيال الفريق أحمد بدوي و من كانوا معه على متن الطائرة. وكوزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة عكف أبو غزالة على الإعداد للعرض العسكري الذي يجرى كل عام في 6 أكتوبر للاحتفال بنصر أكتوبر.

كان الموقف السياسي في مصر متأزم ومتوتر للغاية ويتجه في طريقه إلى الكارثة. كانت السعودية قد أعلنت الجهاد بعد توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل في مارس من عام 1979. و قد ألقت العائلة المتطرفة الوهابية المالكة في السعودية التي تعارض السلام مع اليهود كمبدأ ثابت كل ثقلها المادي والسياسي وراء خطة تهدف إلى تحطيم السلام بين مصر وإسرائيل وإلى معاقبة السادات ليكون عبرة لأي حاكم عربي أو مسلم يفكر في المستقبل في عقد معاهدة صلح مع إسرائيل. كان ولى العهد السعودي فهد في زيارة له للولايات المتحدة عام 1980 قد طلب من شتراوس وزير خارجية أمريكا التخلص من السادات كشرط لإقدام السعودية على إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل. وبدورة كان النائب حسني مبارك يتصل بالأمريكان والإسرائيليين من وراء ظهر السادات حيث كان يؤكد لهم أن السادات لم يكن جادا في مسعاه نحو السلام و أن كل هدفه كان الحصول على سيناء ثم ينقلب على إسرائيل ويلغى معاهدة السلام معها. يذكر أن النائب حسنى مبارك كان قد عاد إلى القاهرة من زيارة له لواشنطن يوم 4 أكتوبر عام 1981 حيث استقبل هناك كرئيس للجمهورية. لقد قالت جيهان السادات أن السادات قال لها أنة شعر من زيارته الأخيرة لواشنطن في سبتمبر من عام 1981 بأن الأمريكان يريدون التخلص منه. والحكومة السعودية التي أصبح لها باع ونفوذ كبيرين في مصر اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ودينيا بعد وفاة عبد الناصر استغلت تأثيرها واتصالاتها مع الجماعات الدينية والمؤسسة الصحفية ومع السياسيين والمسئولين في مصر الذين كانوا يقبضون بسخاء منها لشحن وتأليب الرأي العام في مصر ضد السلام وضد السادات نفسه بهدف زعزعة حكمه وقلب نظامه. في ذات الوقت كانت السعودية تقف وراء تكوين جبهة الصمود والتصدي أو ما يسمى بجبهة الرفض والتي كان أهم أهدافها محاربة السلام وإسقاط السادات. كما وقفت السعودية وراء قرار طرد مصر من جامعة الدول العربية. لقد أصبح السادات معزولاً تماماً عربياً وإسلامياً بعد أن عبأت السعودية الرأي العام في العالم الإسلامي والعربي ضد السلام وضد السادات شخصياً. في يوليو من عام 1981 أعلن ولى العهد الأمير فهد عن مبادرة سلام جديدة لتكون بديلا عن السلام المصري الإسرائيلي إلا أن كل من مصر وإسرائيل رفضت المبادرة السعودية. لقد شعر السعوديون بأن عليهم أن يفعلوا شيئا ما بسرعة قبل أن تغرى دول عربية أخرى لعقد صلح منفرد مع إسرائيل. كذلك كان السعوديون يخشون قيام السادات بزعزعة حكمهم مستغلا علاقاته الممتازة مع كل من إسرائيل وأمريكا. ولتخليص العرب والمسلمين بسرعة من "الكافر الخائن السادات" بدأت الجماعات الإسلامية في مصر الموالية للسعودية مثل الأخوان المسلمون والجهاد والجماعة الإسلامية والتي تعرف في مصر بالطابور الخامس السعودي تعد العدة للتحرك ضد السادات بعد أن أصدرت فتاوى تحل دمه لأنه "عقد صلح مع أعداء الله". ويجدر الإشارة هنا أن السعودية حاولت قتل عبد الناصر عدة مرات في الفترة مابين أواخر الخمسينات وبداية الستينات وكانت معظم المحاولات تستخدم فيها عناصر من الأخوان المسلمين وضباط متدينين من الجيش أشهرهم الرائد عصام خليل الذي دفع له الملك سعود شخصياً مليون جنية لكي يقتل عبد الناصر إلا أن عصام خليل سلم نفسه والنقود لناصر فعينه ناصر المسئول عن مشروع الصواريخ نكاية بالسعوديين. لذلك زادت حالة التوتر التي انتابت السادات وقام بناء على نصيحة نائبه حسني مبارك بإلقاء القبض على القيادات الدينية في مصر بما فيها القبطية وعلى رموز المعارضة. وهذا الإجراء لم يقلل من الخطر والتهديد لحياة السادات. كان وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل قد قال أن مباحث أمن الدولة لديها شريط فيديو يصور تدريبات تجرى في الصحراء على ضرب النار تنفذها عناصر من الجماعات الإسلامية لاغتيال السادات في المنصة. كما قال النبوي إسماعيل بأنه كان لدى أجهزة الأمن معلومات مؤكدة بأن الجماعات الإسلامية تخطط لاغتيال السادات في أثناء الاستعراض يوم 6 أكتوبر. والسؤال هو لماذا لم يقبض أيضاً على هؤلاء الذين تم تصويرهم وتتبعهم وهم يتدربون على قتل رئيس الجمهورية؟.

في هذه الأيام المتوترة التي زادت فيها حدة الشك والريبة في الكل كيف يمكن لأحد لأن يقترب من السادات بدرجة كافية لقتله. في أثناء العرض العسكري يقوم بحماية السادات عدد كبير من الحراس المدربين أعلى تدريب في الولايات المتحدة في المحيط الأول للسادات الذي يبلغ نصف قطرة 15 متر ولا يمكن اختراقه وفي المحيط الثاني الخارجي يتولى حماية السادات قوات خاصة من الكوماندوز التابعة للحرس الجمهوري وفي المحيط الثالث قوات الأمن المركزي التي توفر الحماية لموكب الرئيس و تأمين الطرقات والأسطح وفي المحيط الرابع تتولى قوات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية عمليات التأمين والحماية. وبالرغم من أن التأمين والحماية للسادات كانا صارمين ومكررين إلا أن الجناة تمكنوا مع ذلك من الاقتراب من السادات لمسافة تقل عن 15 متر وقتله. كان مبارك قد تمكن بحلول 6 أغسطس 1981 من وضع رجاله في معظم الوظائف الحساسة والهامة بالدولة تقريباً ومنهم وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير المخابرات العامة ومدير مباحث أمن الدولة ومدير المخابرات الحربية وغيرهم. تمكن الجناة من الاشتراك في العرض العسكري بالرغم أن معظمهم لم يكونوا أفراد في القوات المسلحة. كانت أجهزة الأمن قد منعت الملازم أول خالد الاسلامبولى من الاشتراك في الاستعراض العسكري في الثلاث سنوات السابقة لأسباب أمنية تتعلق بالأمن والمتمثلة في وجود شقيقه الأكبر في المعتقل لأنه عضو في الجماعة الإسلامية. وحتى لو فرض أن باستطاعتهم الاشتراك في الاستعراض فكيف سيتمكنون من المرور خلال نقاط التفتيش العشرة المقامة في الطريق المؤدى للاستعراض وهم يحملون ذخيرة حية وقنابل وابر ضرب النار؟ وكيف لهم أن يتغلبون على 150 فرد من حراس السادات الذين يعزلون تماما دائرة حول السادات يتعدى نصف قطرها 15 متر؟ وحيث أن الجناة قد تمكنوا فعلا من اجتياز كل هذه الدفاعات التي لا يمكن اختراقها بسهولة فان ذلك يؤكد بأنة حصلوا على مساعدة من شركاء لهم في أعلى المناصب بالدولة. ويمكن لنا أن نعرف شركاء الجناة المهمين بدراسة طبيعة المساعدات التي وفروها لهم لضمان اختراق الدفاعات المنيعة وقتل السادات:
1. قررت المخابرات الحربية فجأة في منتصف أغسطس رفع اسم الملازم أول خالد الاسلامبولي من قوائم الممنوعين من الاشتراك في الاستعراض العسكري لأسباب أمنية. لقد صدر قرار من مدير المخابرات الحربية باشتراك الاسلامبولى في الاستعراض. ومهمة خالد في الاستعراض كضابط في اللواء 333 مدفعية وكما تعود أن ينفذها قبل حرمانه من الاشتراك في الاستعراض قبل 3 سنوات هي الجلوس في كابينة شاحنة تجر مدفع ميداني بينما يجلس في صندوق الشاحنة 4 جنود من ذات اللواء.
2. بعد رفع اسم الاسلامبولى من قائمة الممنوعين قامت بعض العناصر التابعة للجماعة الإسلامية بالاتصال بالاسلامبولى لتبلغه بأنه قد وقع عليه الاختيار لتنفيذ "عملية استشهادية" قامت هذه العناصر بتقديم 4 رجال للاسلامبولى على أنهم من سيعاونوه في إتمام المهمة الموكلة له. والشركاء الأربعة أتموا الخدمة العسكرية كما أن أحدهم وهو حسين على كان قناصاً بالجيش وبطل الرماية به. الخطة كانت تتطلب أن يقوم الاسلامبولى بوضع شركاءه الجدد في صندوق الشاحنة بدلاً من الجنود الأصليين في يوم الاستعراض.
3. كان الجناة الأربعة يقومون بالفعل بالتدريب في الصحراء على اغتيال السادات في المنصة. والغريب أن هذه التدريبات كانت تتم تحت إشراف وحماية أجهزة الأمن بدليل ما أقر به النبوي إسماعيل بأن أجهزة الأمن كان لديها شريط فيديو يصور هذه التدريبات.
4. قبل الاستعراض بثلاثة أيام صرف الاسلامبولى الجنود الأربعة الذين كانوا من المفروض أن يشتركوا معه في الاستعراض بأن أعطى كل منهم أجازة لمدة 4 أيام ثم ادخل الجناة الأربعة الوحدة منتحلين صفة الجنود الأربعة الأصليين وظلوا هناك حتى يوم الاستعراض حيث اشتركوا في التدريبات النهائية للاستعراض.
5. كانت الذخيرة الحية وابر ضرب النار تنزع من الأسلحة التي كانت تصرف للمشاركين في الاستعراض. وكاجراء أمنى إضافي تم إقامة 10 نقاط تفتيش بواسطة الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية على طول الطريق المؤدي للاستعراض للتأكد من عدم وجود ابر ضرب النار وذخيرة حية. وبالرغم أن الشاحنة التابعة للجناة كانت محملة بالقنابل والذخيرة الحية وابر ضرب النار إلا أن الشاحنة تمكنت من المرور عبر كل نقاط التفتيش.
6. المقدم ممدوح أبو جبل الذي أمد الإسلامبولى ورفاقه بإبر ضرب النار والذخيرة والقنابل تبين بأنه ضابط بالمخابرات الحربية أي أن المخابرات هي التي أمدت الإسلامبولى بالأسلحة لقتل السادات ولهذا لم يحاكم أبو جبل وتوارى عن الأنظار.
7. بالنظر إلى الوضع الأمني المتردي في البلاد في ذلك الوقت فقد تقرر أن يرتدي كل من السادات ومبارك وأبو غزالة الدرع الواقي من الرصاص تحت زيهم العسكري التي كان السادات قد صممه بنفسه على الطراز النازي. فضلا عن ذلك فان حراس السادات البالغ عددهم 150 فرداً جعلوا من المستحيل على أي قاتل محتمل أن يقترب من السادات حتى محيط دائرة نصف قطرها 30 متر دون أن يقتل أو يقبض عليه. كما أن سور المنصة يوفر للسادات حماية ممتازة في حالة ما إذا تم إطلاق النار عليه. فإذا انبطح السادات خلف هذا السور فلا يمكن للجناة الذين يقفون على الناحية الأخرى من السور إصابة السادات لأن ارتفاع السور 180 سم وعرضة 80 سم. والأهم من ذلك كله كيف يضمن مبارك وأبو غزالة عدم إصابتهما وهما يجلسان على يمين ويسار السادات.

و للتغلب على كل هذه الصعاب حدث ما يلي:
1. تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق. لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالانتشار خلف المنصة وليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف.
2. بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى إلا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة ولم يعرف المشاهدون أين ينظرون ولكن صريخ وضجيج الطائرات جذب انتباه الحضور إلى أعلى وذلك في نفس الوقت الذي قفز فيه الجناة الخمسة من الشاحنة لقتل السادات. لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية.
3. طلب كل من مبارك وأبو غزالة من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذي نزل لتوه من شاحنة المدفعية وبينما وقف السادات حدثت 3 أو 4 أشياء في ذات الوقت وهي:
- الضابط الذي كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعا إلى الشاحنة ليحضر بندقيته الألية و قنابل يدوية.
- قام القناص وبطل الرماية الجالس في صندوق الشاحنة باطلاق النار على رقبة السادات لمعرفته مسبقا أن السادات يرتدى الدرع الواقي.
- كل من مبارك وأبو غزالة انبطح أرضا بسرعة وزحفا بعيداُ عن السادات الذي كان قد سقط لتوه على الأرض.
- وبمناظرة صورة جثمان السادات الذي أحتفظ بها سرا فترة تناهز 22 عاما وتم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التي انقلبت على حسنى مبارك فيمكن القول بأن السادات سقط على ظهره بعد الطلقات الأولى التي أصابته في رقبته وصدره الأمر الذي يثبته وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنه والتي أطلقها علية خالد الاسلامبولى أثناء وقوفه على المقعد الذي وضع خلف سور المنصة أمام السادات. ولكن ماذا عن آثار الطلقات الموجودة على جانبي السادات وهي أثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجود مع الجناة الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار7.62 مم.

إن وجود مثل هذه الأدلة يفسر سر إخفاء صورة جثمان السادات ومعلومات أخرى طوال هذه الفترة إذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبي السادات يؤكد أن مبارك وأبو غزالة أطلقا النار على السادات من مسدس صغير كان كل منهما يخفيه في طيات ملابسه أثناء وجود السادات على الأرض بجوارهما وذلك للتأكد من موته. لقد ترك أحدهم مقعد في الجانب الآخر من سور المنصة المواجه للسادات والذي وقف عليه خالد الاسلامبولى ومكنة من توجيه دفعة من بندقيته الألية أصابت السادات في بطنه. بالرغم أن الجناة بدوا وكأنهم يطلقون النيران بدون تمييز على الجميع إلا أنهم طالبوا كل من مبارك وأبو غزالة بالابتعاد عن مرمى نيرانهم إذ قال عبد الحميد عبد العال لحسنى مبارك: "أنا مش عايزك.. احنا عايزين فرعون". وقال خالد الاسلامبولى لأبو غزالة وهو يشيح له بيده: "ابعد". ألا يبدو ذلك التصرف غريباً على الجماعات الإسلامية التي تكفر ليس فقط الحاكم المسلم الذي لا يطبق الشريعة الإسلامية و لكن أيضا رموز نظامه الذين يتعين قتلهم أيضاً ،وإذا كانوا يريدون السادات فقط فلماذا قتلوا 7 آخرين؟.

وعن الحيل الخداعية الأخرى التي استخدمت في الاستعراض فقد تضمنت تعطل ثلاثة مركبات أمام المنصة بعد بداية الاستعراض ب 10 دقائق و 15 دقيقة و 20 دقيقة تباعا. وعندما توقفت الشاحنة التي تحمل الجناة أمام المنصة افترض الذين لم يكونوا ينظرون إلى السماء لمشاهدة العرض الجوى أن الشاحنة تعطلت هي الأخرى. لو لم يكن مبارك متورطا في مؤامرة اغتيال السادات لكان قد اتخذ على الأقل الحد من الإجراءات الواجب إتخاذها في مثل هذه المواقف مثل:

1. إقالة ومحاكمة محمد عبد الحليم أبو غزالة لأنة المسئول كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة عن مقتل السادات أثناء العرض العسكري.
2. شكل لجنة محايدة ومستقلة لتجرى تحقيقات شاملة في مؤامرة قتل رئيس الجمهورية.

مبارك فعل العكس تماما. لقد قام بترقية أبو غزالة لرتبة المشير ولنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافؤه على مقتل السادات. أفرج مبارك عن مرشد الأخوان وزعماء الجماعات الدينية والإسلاميين المتطرفين الذين كان السادات قد قبض عليهم قبل وفاته بشهر و كأنة يكافؤهم لقتل السادات. منع مبارك أي تحقيقات مستقلة كما أنه حجب معلومات هامة في قضية قتل السادات وأخفي أو دمر أدلة ومستندات مؤثرة فيها. ومن أهم الأدلة و الإثباتات التي أخفاها أو دمرها مبارك هو الفيلم الذي صوره التلفزيون المصري للاستعراض والذي يبين كل من مبارك وأبو غزالة وهما يشيران للسادات للوقوف لتحية الضابط (خالد الاسلامبولى)الذي نزل من الشاحنة ويتقدم من المنصة. كما أنه يصور السادات وهو يهم بالوقوف بينما يغوص كل من مبارك وأبو غزالة خلف سور المنصة.

هذا ويوجد دليل آخر لا يقل أهمية وهو الفيديو الخاص بالتدريبات التي كان ينفذها في الصحراء 4 من قتلة السادات وآخرين وهي تدريبات على قتل السادات في المنصة والتي جرت قبل حوالي شهر من الاستعراض العسكري. كان وزير الداخلية في ذلك الوقت النبوي إسماعيل قد قال في عدة أحاديث صحفية أن هذا الشريط كان تحت يد المباحث. كما أفاد النبوي إسماعيل أن 4 من قتلة السادات كانوا تحت مراقبة المباحث لمدة 15 يوم قبل اغتيال السادات. إن من وضع خطة اغتيال السادات لابد وأن كان مخطط عسكري متمكن لأنة أعد ونفذ الخطة كما لو كانت مناورة عسكرية كاملة استخدم فيها القوات الجوية والأرضية مع القوات الخاصة. لم يترك هذا المخطط شيئاً للمصادفة أو الخطأ بل أنه أخذ في اعتباره أدق التفاصيل وتأكد من تفهم كل مشارك لدورة والتدريب عليه على أكمل وجه. ولابد انهم قد استخدموا في تدريباتهم في الصحراء ماكيت للمنصة. ولم يهمل المخطط لعملية اغتيال السادات الإجراءات الواجب اتخاذها فور مقتل السادات. لذلك، فان أول شيء فعلته الشرطة وسلطات الأمن فور توقف إطلاق الرصاص على السادات هو مصادرة وإعدام الأفلام من المصورين ومندوبين وكالات الأنباء. ومعنى ذلك أن عملية إخفاء وتدمير الأدلة في هذه القضية بدأت مبكرا. ومما ساهم في نقص وجود أفلام تبين عملية قتل السادات بالتفصيل هو قيام المخطط لاغتيال السادات بضبط توقيت العرض الجوى مع وصول شاحنة القتلة أمام المنصة. إن الصوت المرعب المرعد المصد للآذان الذي أحدثه تشكيل كبير من الطائرات الميراج الذي ظهر فجأة من خلف المنصة على ارتفاع منخفض جداً أصاب كل الموجودين بالفزع والرهبة وأجبرهم بما فيهم المصورين والصحفيين ومندوبين وكالات الأنباء على النظر إلى أعلى. إلا أن كاميرا واحدة ظلت مركزة على السادات وهي الكاميرا التابعة للتلفزيون المصري. هناك أوامر ثابتة في المناسبات القومية التي يحضرها الرئيس وهي أن تخصص كاميرا تليفزيون للرئيس فقط تلتقط له كل شيء تحذف منها بعد ذلك بعض المشاهد التي لا تعجب الرئيس أو من ينوب عنه. في يوم الاستعراض التقطت كاميرا الرئيس كل شيء بما في ذلك نهوض السادات من مقعده وسقوط كل من مبارك وأبو غزالة من مقعده. وبالرغم أن هذا الفيلم مفقود إلا أن الكثيرين شاهدوه. والواقع أنه يوجد ما يكفي من أدلة في هذه القضية لتحريك الدعوى الجنائية ضد مبارك وأبو غزالة وعشرات من المشتركين معهم في ارتكاب جريمة القرن العشرين في مصر. لقد اعترف مبارك ضمنا بقتل السادات في عام 1984 في معرض رده على سؤال في مؤتمر صحفي محلى عن سبب عدم تعيينه لنائب لرئيس الجمهورية عندما قال بالحرف الواحد: "والله أنا ما ورثتهاش عشان أورثها". ومعنى هذا الكلام أن مبارك أصبح رئيسا للجمهورية لأنه انتزع الحكم من السادات بالقوة وليس بتنازل السادات مثلا له عن الحكم أو باعتلاءه سدة الحكم نتيجة موت السادات ميتة طبيعية وليست بالقتل. بالرغم من أنه يوجد مئات الأسئلة التي ليس لها إجابة حتى الآن إلا أننا نسأل هذين السؤالين:

س. لماذا ذهب مبارك إلى منزلة للاغتسال وتغيير ملابسة أثناء نقل السادات إلى المستشفي؟

س. هل فعل ذلك للتخلص من المسدس الذي أطلق منة عيارات في جانب السادات أثناء الهرج و المرج؟

س. إذا كانت قوات الأمن كما أقر وزير الداخلية الأسبق تتبع 4 من قتلة السادات لمدة أسبوعين قبل مقتل السادات فلماذا لم تقبض عليهم؟

أنور السادات كان زعيما عالميا كبيرا ولذا لا يجوز أن يمر حادث إغتياله دون تحقيق أو عقاب..


حسن الجندي
منقـــــــول للإفادة
أرى ضرورة قرأة مقال أسرار من حياة مبارك كما كتبها كاتب أمريكي.. لتصحيح فكرة المؤامرة