Thursday, July 15, 2010

شهيدان كتبا أروع كلمات في جهاد الطغاة

عمر المختار
استجوب الضباط الايطالي عمر المختار، فانظر ماذا قال:
سأله الضابط:هل حاربت الدولة الايطالية؟
عمر: نعم
وهل شجعت الناس على حربها؟
نعم
وهل أنت مدرك عقوبة ما فعلت؟
نعم
وهل تقر بما تقول؟
نعم
منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الايطالية؟
منذ 10 سنين
هل أنت نادم على ما فعلت؟
لا
هل تدرك أنك ستعدم؟
نعم
فيقول له القاضي بالمحكمة: أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك!!!!!!!
فيرد عمر المختار: بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي..

يحاول القاضي أن يغريه فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمجاهدين أن يتوقفوا عن جهاد الايطاليين..
فينظر له عمر ويقول كلمته المشهورة: أن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لا يمكن أن تكتب كلمة باطل..
ومات عمر المختار.. .. ..

لا تعليق.. سبحان من جعل هذه الكلمات تتحدث عن نفسها

سعيد بن جبير
التابعي الجليل سعيد بن جبير... كان سيدنا سعيد على عهد الحجاج بن يوسف الثقفي.. فوقف في وجهه وتحداه وحارب ظلمه حتى قبض عليه.. فجيء به ليقتل.. فسأله الحجاج مستهزاً
ما اسمك؟ وهو يعلم اسمه..
قال: سعيد بن جبير
قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير (يعكس اسمه)
فيرد سعيد: أمي أعلم باسمي حين أسمتني
قال الحجاج غاضباً: شقيت وشقيت أمك
فقال سعيد: إنما يشقى من كان أهل النار، فهل اطلعت على الغيب؟
فيرد الحجاج: لأبدلنك بدنياك ناراً تلظى!
فقال سعيد: والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلها يعبد من دون الله!
فقال الحجاج: فلم فررت مني
قال سعيد: ففرت منكم لما خفتكم
فقال الحجاج: اختر لنفسك قتلة يا سعيد..
فقال سعيد: بل اختر لنفسك أنت، فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها!
فيرد الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك.. ولن أقتلها لأحد بعدك!
فيقول سعيد: إذن تفسد علي دنياي، وأفسد عليك آخرتك
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فينادي بالحرس: جروه واقتلوه!
فيضحك سعيد وهو يمضي مع قاتله..
فيناديه الحجاج مغتاظاً: ما الذي يضحكك؟
يقول سعيد: أضحك من جرأتك على الله وحلم الله عليك!!!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيرا ونادى بالحراس: اذبحوه!!!
فقال سعيد: وجهوني إلى القبلة.. ثم وضعوا السيف على رقبته، فقال وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين..
فقال الحجاج غيروا وجهه عن القبلة!
فقال سعيد: (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله)
فقال الحجاج: كبوه على وجهه
فقال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى
فنادى الحجاج: اذبحوه! ما أسرع لسانك بالقرآن يا سعيد بن جبير!!!
فقال سعيد: أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامة.. .. ..
ثم دعا قائلا: اللهم لا تسلطه على أحد بعدي..
وقتل سعيد.. والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة: مالي ولسعيد بن جبير!!! كلما أردت النوم أخذ برجلي!!! وبعد15 يوما فقط يموت الحجاج... لم يسلط على أحد من بعد سعيد رحمه الله...

رحمك الله يا سعيد ورحمك الله يا عمر...

العذاب ليس له طبقة

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب وساكن الحي الراقي الذي يجد الماء والنور والسخان والتكييف والتليفون والتليفيزيون.. لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم والسكر والضغط.. والمليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة والخوف من الأماكن المغلقة والوسواس والأرق والقلق.. والذي أعطاه الله الصحة والمال والزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة ولا يعرف طعم الراحة.. والرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء وانتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهى إلى الدمار.. والسيد أو الرئيس أو الملك الذي يملك الأقدار والمصائر والرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.. وبطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.. كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق..

وبرغم غنى الأغنياء وفقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب.

فالله يأخذ بقدر ما يعطي، ويعوض بقدر ما يحرم، وييسر بقدر ما يعسر.. ولو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور.
إنما هذه القصور والجواهر والحلي واللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. وفي داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات والآهات الملتاعة.. والحاسدون والحاقدون والمغترون والفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق. و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة وشقاء وإنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها وتتجاوزه وترى فيه الحكمة والعبرة، وتلك نفوس مستنيرة ترى العدل والجمال في كل شيء وتحب الخالق في كل أفعاله.. وهناك نفوس تمضغ شقاءها وتجتره وتحوله إلى حقد أسود وحسد أكال، وتلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.

وأهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم ورأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.

أما أهل الغفلة وهم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة والمرأة والدرهم وأمتار الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم وأحمالا من الخطايا وظمأً لا يرتوي وجوعا لا يشبع.

فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. واغلق عليك بابك وابك على خطيئتك.
مقال جد رائع من روائع الدكتور مصطفى محمود.. رحمه الله